مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
غدًا العشرون من كانون الثاني 2025 ، يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفي الفترة الفاصلة بين انتخابه وعودته، تَحقق ما يشبه المعجزات:
توقُّف الحرب في لبنان، توقف الحرب في غزة، انتهاء حكم الأسد في سوريا، انتخابات رئاسية في لبنان، ربط نزاع مع كندا، تلويح بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إذا كانت هذه الملفات الجزءَ الظاهر من جبل الجليد الترامبيّ، فماذا سيحصل بعد شروعه في الحكم؟ أسئلة كثيرة تُطرَح على امتداد الكرة الأرضية، فهذا الرئيس الاستثنائي يريد أن ينهي الحروب في كل دول العالم، طامحًا ان تحِل الاستثمارات محل الحروب، والأسهمُ محل القذائف والرصاص، فهل ينجح؟
غدًا يبدأ عصر جديد لا في الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل في كل دول العالم. وأولى المؤشرات وقفُ إطلاق النار في غزة وبدء تبادل الأسرى.
في لبنان ، تواصلت المساعي لأنضاج تأليف الحكومة، وكل المؤشرات تتحدث عن إمكان إعلان التشكيلة قبل انتهاء الهدنة ، وفي المعلومات أن الحكومة ستشكَّل من اربعة وعشرين وزيرًا.
***************
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
الأحد.. التاسع عشر من كانون الثاني 2025 بتوقيت غزة.. تاريخٌ مرصـّعٌ بحصاد الصبر والتحدي والصمود والانتصار... نعم... الانتصار على العدوان الأقسى في العصر الحديث رغم الـ 46.948 شهيدًا والـ 110.708 جرحى والكثير الكثير من المفقودين والمهجـّرين والنازحين والمدمرةِ بيوتـُهم ومخيماتـُهم وقـُراهم ومدنـُهم. هي حصيلةُ 471 يومـًا بنهاراتها ولياليها في الخمسة عشر شهرًا التي أعقبت السابع من تشرين الأول 2023.
اليومَ تـُطوى صفحةُ سنةٍ وثلاثةِ أشهرٍ من عدوانٍ أكلت نيرانـُه القطاعَ بشرًا وحجرًا ووصلت شظاياهُ إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة وسوريا والعراق واليمن وكذلك لبنان.
لأول يوم منذ سنةٍ ونيف لا غاراتٌ ولا قصفٌ ولا تدميرٌ في قطاع غزة بل بدايةُ هدنةٍ ولو بتأخير ثلاث ساعات وثلاثة أرباع الساعة من الثامنة والنصف صباحـًا إلى الحادية عشرة والربع.
وفي أول خطوة عملية لتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار تسلم جيش الاحتلال الأسيرات الاسرائيليات الثلاث من الصليب الأحمر الدولي بعد إطلاق سراحهن من قِبل كتائب القسام وتمت عملية التسليم في ساحة السرايا بحضور شعبي غفير فيما أكد الاعلام العبري أن الوضع الصحي للأسيرات جيد وفي ساعات الصباح الاولى لم يوقـِفْ جيشُ العدو قبلـَها وخلالـَها اعتداءاتـِه حاصدًا تسعةَ عشر شهيدًا وعشراتِ الجرحى.
لكنَّ هذا لم يـَحـُلْ دون نزولِ الغزّيين إلى الشوارع في احتفالاتٍ حاشدة وتحركِ آلافِ المهجرين والنازحين مستعجلين العودةَ إلى ديارهم أو أطلالـِها ولاسيما في شمال القطاع. أكثرَ من ذلك نفذتِ المقاومةُ الفلسطينية قـُبيلَ بدءِ سـَرَيان وقفِ النار - عروضـًا بمركبـاتٍ عسكرية يـَعتليها مقاتلون مدجـَّجـُون بالسلاح في خطوةٍ تحمل ألفَ رسالةٍ ورسالة.. تمامـًا مثلُ الرسائلِ التي حملتها مسارعةُ الشرطة التابعة لحماس إلى الإنتشار لحفظ الأمن والنظام ولاسيما ان انسحاباتٍ عسكرية إسرائيلية رُصدت قبل ذلك في غير منطقة.
وفي مقابل صمود غزة وعضـِّها على جراحها وافشالها أهداف العدوان ولاسيما القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى تحت النار مكابرةٌ ركب مـَوْجـَتـَها بنيامين نتنياهو حتى النـَّفـَسِ الأخير لكنَّ مياهَ أبناءِ جـِلـْدتـِه كـَذَّبتِ الغطـّاس الذي تجرّع سـُمَّ الصفقة.
فها هو واضـِعُ خطةِ الجنرالات (غيورا إيلاند) يقول: حماس انتصرت وإسرائيل فشلت فشلاً إستراتيجيـًا....
أما الهيكلُ السياسي لنتنياهو فقد صـَدَّعته حربُ غزة وائتلافـُه الحكومي بات يترنـّح إذ انضمَّ اليومَ إلى المستقيلين منه الوزير (إيتمار بن غفير) والوزيران الآخران المنتميان إلى حزبه اعتراضـًا على ما وصفوه بالاتفاق المتهوّر مع حماس. كما استقال أحدُ أعضاءِ حزبِ وزير المال (بتسلئيل سموتريتش) من الكنيست. في كيان العدو بـُنيانٌ حكوميٌ يهتزّ وفي لبنان بنيانٌ حكومي يـُعمل على ترتيبه.
وفي هذا السياق يفعـّل الرئيس المكلف نواف سلام مشاورات تأليف الحكومة محاولاً تحقيقَ ولادةٍ مبكـّرة لها.
هذه المشاورات جمعت في الساعات الماضية سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب علي حسن خليل وحسين الخليل في لقاء اتـّسم بالجدية على ان يكون للحديث صلة وفق معلوماتٍ للـ NBN.
أما على صعيد الانفتاح الخارجي على لبنان فبعد زيارات رئيسي قبرص وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة ووزراءِ خارجيةٍ عرب وأوروبيين يصل إلى بيروت الخميس المقبل وفدٌ رسمي سعودي برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان على ما أكدت مصادر صحفية لبنانية.
*************
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
سيُكتَب ويقال الكثير في الآتي من الأيام والشهور والسنوات حول طوفان الأقصى وما أدى إليه من احتلال إسرائيلي جديد لقطاع غزة، وسقوط ما يفوق الخمسين ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى، عدا الدمار الهائل، وما أنتجَه من حربِ إسنادٍ عبر الجبهة اللبنانية، أودت بأكثر من خمسة آلاف شهيد وآلاف الجرحى، فضلاً عن خرابٍ غير مسبوق، في موازاة إعادة احتلال أراضٍ لبنانية، كما إلى إعادة رسم المشهد السياسي الداخلي بهذا الشكل الواسع للمرة الأولى منذ عشرين عاماً، يوم انسحب الجيش السوري المحتل، بتأخير ستة عشر عاماً عما نص عليه اتفاق الطائف، الذي لا تزال بنود ٌكثيرة من أحكامه تنتظر التنفيذ أو التصحيح بما يتماشى مع النص والروح، فضلاً عن سد الثغرات، تماماً كما أكد رئيس الحكومة المكلف نواف سلام.
وفي غضون ذلك، العين في الاسبوع الطالع على ثلاثة استحقاقات على صلة لصيقة بالمستقبل اللبناني، على المستويات الدولية والاقليمية والمحلية:
دولياً، يتسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب غداً مقاليد السلطة، لتبدأ بعدها رسمياً مرحلة جديدة في العالم سيطبعُها بطبعه بلا أدنى شك، وستُرخي بظلها على الشرق الأوسط، حيث ختم الرئيس جو بايدن ولايته اليوم بالتذكير بأن إيران باتت في أضعف حالاتها، كما أن سوريا أصبحت بلا بشار الأسد و لبنان بلا قيادة حزب الله.
إقليمياً، على وقع بدء تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في غزة اليوم، ترقبٌ لمصير اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان، حيث تنتهي مهلة الستين يوماً الأحد المقبل… فهل ستنسحب إسرائيل؟ وكيف ستقارِب التركيبة السياسية الجديدة في لبنان تفسير الاتفاق بين اقتصاره على جنوب الليطاني كما يشدد حزب الله، وشمولِه كل الاراضي اللبنانية بدءاً بجنوب النهر، كما يورد النص.
أما محلياً، فكل الآمال معلقة على الحكومة الجديدة، حيث ان مجلس الوزراء مجتمعاً هو السلطة التنفيذية في لبنان بموجب الدستور والطائف. وبقراراته المنتظرة، يتعلق مصير الملفات الكبرى التي يرجو اللبنانيون حلَّها جذرياً ليَحكموا على الولاية الرئاسية الجديدة او عليها، بعد انقضاء فترة السماح.
***********
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
في العشرين من كانون الثاني 2025، يدخل العالمُ عصر دونالد ترامب. فتأثيرُ الرئيسِ الأميركي بدأ حتى قبل أن يتسلّم مقاليدَ الحُكمِ غداً. إذ أثبتت التجرِبةُ أنه إن تكلّم طبّق، وإن وعَد فَعَل. لذلك، تسارعت الخطواتُ، فتمّت عمليّةُ تبادلِ الأسرى بين حماس وإسرائيل، ودخل وقفُ إطلاقِ النار حيّزَ التنفيذ، وبات العالمُ يتحضّرُ من روسيا إلى الصين للتداعيات السياسيّةِ والإقتصاديّة والعسكريّةِ للنسخة الثانية من ترامب في البيت الأبيض. أما سلَفُه جو بايدن، وفي ما يُشبه خِطاب الوداع، فرافق المشهديّةَ الجديدة في غزة بتأكيد أن إيران باتت أضعف، وسوريا باتت من دون الأسد، وأن مرحلةً واعدة في لبنان بعد إضعافِ قدراتِ حزبِ الله. محليّاً، يبدو الأسبوعُ الطالع حاسماً على الصعيد الحكومي. فالرئيسُ المكلّف سيحمل المُسوّدةَ الأولى إلى بعبدا في اليومين المقبلَين، والإتصالاتُ واللقاءاتُ المُعلَنة وغير المُعلَنة، تتكثّف في سعي لصدور المراسيمِ الحكوميّةِ في أقرب فرصة، والإنطلاقِ إلى مرحلة جديدة من محاولة تعويضِ ما فات، لاسيما أنَّ أكثرَ من دولة تبدي استعدادَها للإنخراط في الإستثمار في لبنان، وتنتظر زيارةَ رئيسِ الجمهورية لتوقيع اتفاقاتٍ على أكثرَ من صعيد.
***************
مقدمة تلفزيون "الجديد"
مع استعداد دونالد ترامب لحفل الجلوس في البيت الابيض وعشية َتنصيبه رئيسا لاميركا كان بنيامين نتنياهو ينفذ اتفاقَ غزة في مرحلته الاولى ويرتفع على جبال التهديدات الهوائية. قتل َ من قتل وادخل حكومَته ومسؤوليها الى سجل الملاحقة العالمية بتهمة ارتكاب جرائمَ ضد الانسانية دمّر قطاعا بشعبٍ ومستشفياتٍ وطواقمَ طبيه ..اغتال الاونروا واقفل على غزة ابوابَ المساعدات لكن رئيس وزراء اسرائيل وبعد اربعمئة ٍ وواحد وسبعين يوما خرج من هذه الحرب مثخناً بالجراح السياسية ولم يتمكن فيها من استعادة اسيرٍ واحد الا جثثا ولدى استهدافهم في اماكن احتجازِهم . لم يحقق نتنياهو اهدافَ حربه .. صفّى ارفع َ قيادات حماس , وتزوّد بارفع الاسلحة الاميركية , رفض كل طروحات وقف اطلاق النار , غير انه عاد الى الصفقة وعلى مسافة صفر من وصول ترامب الى القيادة الاميركية .. ليجد ان حماس التي اراد سحقهَ في عام ٍ واربعةِ اشهر ترقص بسلاحها في شوارع غزة وتُشرف على اطلاق ثلاث سجيناتٍ اسرائليات . ترك هذا المشهد اضطرابا عقليا لدى المنصات الاسرائيلية والتي سألت: من اين جاؤوا؟ وماذا كان يفعل جنودنا منذ أكثر من سنةٍ هناك هذا جنون ولا يستوعبه العقل. وبحماية جنود القسام اُفرج عن الاسيرات رومي جونين إميلي دماري ودورون شطنبر خير (31 عاماً) و تسلّمهم الصليب الأحمر الدولي وينتظر في هذه الاثناء تسعون أسيرًا فلسطينيًا خلف سجن عوفر غرب رام الله وسط حراسةٍ أمنيةٍ مشددة بينهم نساء واطفال وصحافيات وناشطات لكن الاحتلال هدد عائلاتِ هؤلاء وحذرهم من التجمع لاستقبال الأسرى أو رفعِ علم فلسطين أو راياتِ المقاومة غير ان الفلسطنيين يتحضرون للاستقبال وهم فعلوا ذلك في غزة وتحت اشراف القسام واعادوا ترداد هتافاتٍ تستحضر طيف محمد ضيف وسيتكرر هذا المشهد مع حريات اسرى بعضُهم كان محكوما بالمؤبدات وبحسب خطة وقف إطلاق النار ستستعيد إسرائيل ثلاثاً وثلاثين رهينة لدى حماس خلال هدنة أولية مدتُها اثنين واربعين يوما على أن تُفرج إسرائيل عن 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل أسيرة مدنية من الاحتلال و50 مقابل كُل عسكري بما مجموعه نحو ألفي أسير.
وتبارى كل من ترامب وجو بايدن على انجاز الصفقة فاعتبرها الرئيس الاميركي في يومه الاخير انها كانت الأصعب منذ وصوله للسلطة. وقال أن “البنادق سكتت في غزة وحزب الله تخلى عن حماس”. ورأى بايدن أن “مرحلة واعدة في لبنان قد بدأت بعد إضعاف قدرات حزب الله وسوريا قائلا ان لبنان في مسار أفضل بعد الإطاحة بأذرع إيران التي اصبحت في أضعف حالاتها منذ عقود فيما سوريا أصبحت بدون الأسد”.
والصورة التي رسمها بايدن للبنان ستظهر معالمُها في اول تشكيلة حكومية للعهد .
ويوميا يتأكد اصرارالرئيس المكلف نواف سلام على اخراج التأليف في طبعته النهائية قبل يوم الاحد المقبل موعد انتهاء مهلة الستين يوما لاتفاق وقف اطلاق النار.
ومن خلال اجتماعين مع وفد الثنائي الشيعي بدا ان النقاشات ِ اثمرت توافقا بالاحرف الوزارية الاولى لينطلق سلام الى معالجة مطالبَ لكل من القوات والتيار الوطني الحر والكتائب والتغييريين.
ومن المتوقع ان يعرض الرئيس المكلف تصورَه على الرئيس جوزاف عون خلال الاسبوع الطالع
وعلى نية التأليف السريع ومن دون " طلبياتٍ زائدة" اضاء الرئيس عون شمعة ًامام ضريح القديس شربل في عنايا .
وتصلح "نوايا" الشمعة لتهدئة نفوس الثنائي المسيحي..بعد الثنائي الشيعي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اتفاق وقف اطلاق النار مقدمة تلفزیون دونالد ترامب فی لبنان حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
كواليس مفاوضات وقف النار في غزة وأسباب انقلاب إسرائيل
في ذروة الإشاعات والبيئة السلبية التي صنعها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والرئيس ترامب الذي اتّهم حركة حماس بأنها لا تريد التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهدّد بالقضاء عليها، كشف بيان لوزارة الخارجية القطرية 25 يوليو/ تموز- وبلسان قطري مصري مشترك- أن المفاوضات شهدت "تقدّمًا"، مؤكّدًا أن "التسريبات الإعلامية" لا تعكس واقع المفاوضات، وهي تهدف للتأثير عليها وتقويضها، وأن مغادرة الوفود للتشاور قد يعقبه استئناف للمفاوضات في وقت قريب.
معلومات مهمّةظهر بشارة بحبح- وهو رجل أعمال أميركي من أصل فلسطيني، عمل مع ستيف ويتكوف في تقريب وجهات النظر بين الأطراف- في مقابلة إعلامية 25 يوليو/ تموز، ليكشف ما سمعه من الوسيطين: القطري والمصري، قائلًا نقلًا عنهما:
"رد حماس كان إيجابيًا، ويمكن البناء عليه، للتوصّل لاتفاق في وقت قريب". "رد حماس لم يكن متصلبًا، بمعنى أنها كانت مستعدّة للأخذ والعطاء في هذا الرد".
"عندما أعطوا رد حماس للإسرائيليين، قالوا لهم (أي قال الإسرائيليون للقطريين والمصريين)؛ يمكن التعامل مع رد حماس بحذر وإيجابية".
ويضيف بحبح؛ "أن حماس قالت إن موضوع الأسرى لن يكون عثرة أمام الاتفاق، فالخرائط أهم بكثير. حماس لا تريد تواجدًا إسرائيليًا داخل الأماكن السكنية في غزة".
وفي هذا التوضيح من بحبح، ردٌ أيضًا على مصادر إسرائيلية تحدّثت عن أن سبب تعثّر المفاوضات هو شروط حماس، وتعنّتها في معايير إطلاق سراح الأسرى، وهو ما نفته حماس بتأكيدها أن ملف الأسرى لم ولن يتم مناقشته قبل الانتهاء من الاتفاق على محدّدات الاتفاق الإطاري المتعلقة بوقف الحرب، والانسحاب، والمساعدات أولًا.
إضافة للمعلومات التي تحدّث عنها بحبح، أصدرت حماس بيانًا توضيحيًا بالخصوص قالت فيه:
"كانت الأطراف الوسيطة، وخصوصًا قطر ومصر تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقفنا الجاد والبنّاء".
إعلان"حرصنا على تقليل عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها الاحتلال خلال الـ 60 يومًا، وتجنّب المناطق السكنية الكثيفة، لضمان عودة معظم أهلنا إلى أماكنهم".
هذه المعلومات من بحبح وحماس، تتقاطع مع بيان وزارة الخارجية القطرية لتؤكّد أن المفاوضات كانت تسير بشكل إيجابي، وأن رد حماس كان عاملًا محفّزًا للوصول لاتفاق قريب، وأن الموقف الإسرائيلي الأميركي ليس له ما يبرره موضوعيًا.
هنا لا بد من الإشارة أيضًا إلى أن بيان مكتب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو تعليقًا على سحب وفده من الدوحة، برّره في حينه أنه للتشاور لاتخاذ قرار، في وقت أثنى فيه على الدور القطري والمصري في هذا السياق، ولم يكن يحمل إشارة سلبية.
أسباب الانقلابيلاحظ ابتداء أن الموقف الأميركي على لسان الرئيس ترامب ومبعوثه ويتكوف، كان أكثر تطرفًا وسلبية ولا ينسجم مع دور واشنطن "الوسيط"، وإن كانت منحازة لإسرائيل كما هو معلوم، ما يؤكّد تكرارًا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل ونتنياهو على كافة الأوجه والاحتمالات، وأن أي تباين ظاهر بينهما لا يعدو كونه تبادلًا للأدوار، أو اختلافًا في التكتيكات، وليس الأهداف الإستراتيجية.
التناقض في السردية الأميركية الإسرائيلية السلبية من جهة، مع السردية القطرية المصرية الفلسطينية الإيجابية من جهة أخرى، يشير إلى عدة أمور منها:
أولًا: نجاح حركة حماس في إعادة رسم خرائط الانسحاب لجيش الاحتلال الإسرائيلي (تموضع مؤقّت داخل قطاع غزة)، بتوافق فلسطيني وقبول مصري وقطري كوسطاء، وبدعم من بعض دول الإقليم، ما يحسب للحركة ولحسن إدارتها المفاوضات. ثانيًا: الخرائط التي قدّمتها حماس والتي حازت قبول الوسطاء، وهي خرائط لا تسمح باستمرار النزوح لمئات آلاف المدنيين، ولا تسمح للاحتلال باقتطاع مناطق واسعة لإقامة معسكرات اعتقال ضخمة تسمّى "مدنًا إنسانية" للتهجير، كانت سببًا كافيًا لاستفزاز الإسرائيليين الذين يريدون فرض رؤيتهم وخرائطهم بالقوّة. ثالثًا: الموقف الإسرائيلي السلبي المدعوم أميركيًا، يمكن أن يحمل في حد ذاته مناورة تفاوضية، لشراء الوقت وممارسة أقسى درجات الضغط على حماس عبر القصف والتجويع الذي بلغ حدًا كارثيًا، لتَقْبَل حماس بالشروط الإسرائيلية، التي تعني وفقًا لخرائط الانسحاب الإسرائيلية، احتفاظ إسرائيل بمناطق سكنية متعدّدة ومساحات واسعة، تُفضي لاستمرار نزوح مئات آلاف الفلسطينيين داخل قطاع غزة (700 ألف فلسطيني).ومن ثم إنشاء معسكرات اعتقال لهم ولغيرهم، تحت مسمى "مدن إنسانية" في مدينة رفح جنوب القطاع على الحدود المصرية، للتهجير التدريجي، كما جاء على لسان وزير الحرب يسرائيل كاتس، وبدعم من الحكومة الإسرائيلية.
رابعًا: إذا لم تُفلح المناورة والضغوط الإسرائيلية، ولم تنجح إسرائيل في رسم اتفاق، بقبول فلسطيني يسمح لها بتهجيرهم تدريجيًا عبر سيطرتها على مساحات واسعة من القطاع والتحكّم في المساعدات، فهذا سيضع إسرائيل أمام احتمالين: القبول باتفاق وقف إطلاق نار، وفقًا لخرائط لا تسمح باستدامة نزوح الفلسطينيين داخل القطاع أو تهجيرهم خارجه، مع دخول المساعدات بإشراف الأمم المتحدة، ما يعدّ مقدّمة لانتهاء العدوان على غزة. إعلاناستمرار تعنّت إسرائيل وتمسّكها بشروطها وبخرائطها لإعادة انتشار جيشها في مناطق واسعة من القطاع، بهدف تهجير الفلسطينيين، سيعقّد المشهد إنسانيًا وميدانيًا، ويُفضي لتوقّف المفاوضات، ويُبقي المشهد الحالي معلّقًا باستمرار الحرب والكارثة الإنسانية في غزة.
العامل المشترك أو الخيط الرفيع الذي يربط بين مخططات إسرائيل العسكرية في غزة، وحراكها التفاوضي في الدوحة طوال عامين ماضيين؛ هو محاولة كسر إرادة الفلسطينيين وهزيمتهم نفسيًا لقبولهم بسيناريو التهجير عبر المفاوضات، أو بالقوة العسكرية المباشرة.
فشل إسرائيل في تحقيق ذلك، يفسّر سبب انقلابها وبدعم أميركي على بيئة المفاوضات الإيجابية التي تحدّث عنها بيان وزارة الخارجية القطرية، وما تحدّث عنه بشارة بحبح المقرّب من ستيف ويتكوف، وما تحدّثت عنه أيضًا حركة حماس.
إسرائيل عودّتنا كلما أرادت أن تهرب من استحقاقات العملية التفاوضية، قامت بحملة إعلامية ضخمة وبدعم أميركي مباشر، بتحميل حركة حماس مسؤولية الفشل أو عدم نجاح المفاوضات، وبضخ معلومات كاذبة ومشوّهة على لسان مصادر مطّلعة وعلى لسان مسؤولين لا يتورّعون عن الكذب.
عقدة إسرائيلاعتادت إسرائيل أن تفاوض لتُملي شروطها وتصوراتها بالقوّة وبدعم أميركي لا يصمد أحدٌ على الوقوف أمامه.
لكنها في هذه المرة، تواجه مفاوِضًا يرفض الاستسلام لشروطها المجحفة أو الركوع لسيف قوّتها العاتية، فكيف ذلك وهذا المفاوِض هو حركة حماس وفصائل مقاومة فلسطينية محاصرة ومحدودة القوّة المادية؟
كيف يحدث هذا والفلسطيني يتعرّض لإبادة وتطهير عرقي قتلًا وتجويعًا وتعطيشًا، وما زال يصر على البقاء ويرفض الاستسلام والتهجير؟
هذا المشهد المعقّد والصعب يزيد في حيرة الإسرائيليين والأميركيين، ويضعهم في مأزق أمام محدودية الخيارات، لا سيّما أن المقاربة العسكرية فشلت منذ نحو عامين في تحقيق الأهداف، فإسرائيل لم تُبقِ وسيلة أو خطة شيطانية إلا واستخدمتها.
العقل الإسرائيلي المتغطرس والمتبجّح لا يسعه الاعتراف بالهزيمة أمام إرادة الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو يرى في ذلك استمرارًا لهزيمته المدوّية في معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي صفعت وجه الردع الإسرائيلي، وضربته سهمًا في قلبه.
نتنياهو يبدو في موقفٍ ظاهره الظَفَر وباطنه فيه الخيبة، فهو لم يستطع تحقيق أهدافه السياسية بالقوّة العسكرية؛ فلا هو قضى على حركة حماس، ولا استطاع أن يكسر إرادة الفلسطينيين، أو أن يعيد الأسرى بالقوّة العسكرية، والجيش الإسرائيلي منهك ومتعب وقيادته تؤكّد عدم قدرتها على تحقيق الأهداف.
الأسوأ لدى نتنياهو، إدراكه أن إطالة أمد المعركة في غزة لا تضمن له الانتصار قُبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة في العام القادم، وهو الذي يعوّل عليها للعودة مجددًا لحكم إسرائيل، وإذا لم يستطع الحسم سياسيًا عبر المفاوضات فقد يفقد الزخم الشعبي الذي حازه بعد الحرب على إيران، فغزة ستبقى ثَقبًا نازفًا في الذاكرة الإسرائيلية ما سينعكس سلبًا على حظوظه الانتخابية.
استمرار الوضع الحالي، لن يتوقّف في تداعياته على مصير نتنياهو والخريطة السياسية الإسرائيلية الداخلية فقط، وإنما سينسحب سلبًا على صورة إسرائيل خارجيًا وبشكل عنيف، فإسرائيل خسرت سردية "الضحية"، وتحوّلت في نظر العالم إلى كيان مارق متوحّش ينهش قيم الإنسانية، كما يأكل أجساد الفلسطينيين وأطفالهم في غزة.
الانهيار يبدأ من فقدان الشرعية والصورة، وهذا ما بدأت تعاني منه إسرائيل التي تقودها مجموعة متطرفين من اليمين، فاشلين سياسيًا وغير قادرين على تحقيق أوهامهم اللاهوتية، حيث الشعب الفلسطيني يتمسّك بالبقاء والحياة رغم الكارثة التي صنعها الاحتلال في غزة، ولسان حالهم يقول؛ رغم القتل والتجويع لا نكبة بعد النكبة.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline