جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@11:56:14 GMT

نصر غزة كمذاق الصبر

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

نصر غزة كمذاق الصبر

 

 

علي بن مسعود المعشني

[email protected]

وضعت الحرب على غزة أوزارها الغليظة، وأسدل الستار على فصل من فصول الملاحم العربية مع العدو الصهيوني ورعاته، وعادت قضية فلسطين إلى مكانتها اللائقة، كقضية محورية للعرب والمسلمين وشرفاء وأحرار العالم.

الهدنة أو اتفاق وقف إطلاق النار، قد لا يعنيان استراحة مُحارب في صراع بحجم قضية فلسطين؛ بل تحفز الخير والشر لجولات صراع حاسمة أبعد من ذلك بكثير.

لكننا اليوم، وبلغة الحروب، سنقف عند مقاييس النصر والهزيمة ومنسوبهما في تفاصيل وخاتمة "طوفان الأقصى" المبارك، هذا الطوفان الذي أعاد الروح إلى أمة عربية عصية على الهزيمة في حالات قوتها وفي حالات ضعفها كذلك.

نُعيد تذكير الذاكرة العربية المُثقلة والمُشبعة بالهزيمة النفسية، بأنَّ الصراع بيننا وبين العدو هو صراع وجود، لا صراع حدود ولا تمكين كيان غاصب في جسد الأمة بذريعة الغلبة التاريخية، أو الأمر الواقع لاختلال موازين القوة؛ فاحتلال فلسطين ليس ملفًا سياسيًا تتم تسويته بالمفاوضات والبيانات والقرارات الأممية؛ بل مشروع غربي احتلالي للأمة بأسرها عبر بوابة فلسطين أولًا. ومن أراد الدليل والبرهان، فعليه تفحص ترجمة العدو ومفهومه ومقاصده لاتفاقيات ما سُمي بـ"السلام" مع كلٍ من مصر والأردن، ليتقين بأنها أدوات اختراق ناعمة وعميقة للعدو في تلك الأقطار، بإطار دبلوماسي فاخر وغير مسبوق، وبأعراف دبلوماسية نُسجت على مقاس الكيان الصهيوني ومخطط رعاته؛ حيث لا ينطبق على الكيان ولا تسري عليه أي قاعدة من المنظومة الدولية للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، ولا القرارات الدولية بشأن الحروب ولا الصراعات والخلافات بينها.

وحين نتجاوز هذه الحقيقة الصارخة ونستعيد غيرها، علينا تذكر سر الدلال المفرط للكيان الصهيوني من قبل الغرب، وسر بخسهم لأبسط حقوق الأقطار العربية في التنمية والنمو وتلمُّس أسباب القوة المادية أو البشرية، وبما يفسرونه بأنه مُهدد للأمن القومي للعدو ومعيق لمخطط سيطرته وتفوقه على العرب، وسيادته الاقليمية عليهم؛ حيث أستفتح هذا الكيان هويته باغتيال العلماء والمشروع المصري الطموح لتملك العرب للسلاح النووي في عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، ثم تدمير مفاعل تموز العراقي السلمي عام 1980م، وحصار ليبيا بذريعة مشروعها النووي ومصنع الرابطة الكيماوي، ثم قيام الراعي الأمريكي وتكفُّله بحصار وتدمير أي نظام عربي فاعل يقف في وجه المخطط الصهيوني ومشروعه للتمدد في جغرافية الأمة انطلاقًا من فلسطين المحتلة.

كثيرة هي الشواخص والأمثلة على الدور الحقيقي للعدو الصهيوني في قلب الأمة لأولي الألباب، ولكنها كانت مُبطنة بواجهات سياسية ومواجهات عسكرية تخفي الهدف الحقيقي للكيان ووظيفته.

تأتي غزة العزة اليوم لتضع أمام الأمة والعالم حقيقة الكيان الصهيوني ومهمته ووظيفته، ولتُعيد برمجة العقل العربي المُحاصر والوعي العربي المُغيب، حقيقة هذا الصراع وخطورة سرديات العدو وهشاشتها حين اختُبرت في الميدان. ولم تكتف غزة بذلك؛ بل أوصلت للعالم هذه الحقيقة وأعادت للإنسانية قيمها المفقودة منذ زمن بعيد.

لن تشغل العالم بعد اليوم قضية تحمل كل قيم الإنسانية والفطرة الأولى كقضية فلسطين، ولم تعد قضية إلى الإنسانية وجهها القيمي المسلوب كقضية فلسطين، فمنذ اليوم عثرت الإنسانية السليبة على بوصلة اهتداء فقدتها في زخم التشويه وسرديات الزيف، لعقود خلت، فوجدت في فلسطين ومن فلسطين هذه البوصلة المفقودة، لتصبح فلسطين بعد اليوم نصاب حق وشهادة مدوية في وجه الظُلم والظلمة، وتصويب لمسار الضمير الإنساني المتعطش للحق والحقيقة ونُصرة المظلوم.

قبل اللقاء.. لو لم تتمكن غزة من تحقيق أي انتصار سوى بعث هذه الحقائق، لكانت كافية للأمة وللأجيال العربية الحالية القادمة لتصويب الفكر والقناعات والمسار.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يلتقي بسكرتير الأمم المتحدة على هامش مؤتمر «تسوية قضية فلسطين»

التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة بـ أنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، اليوم الإثنين 28 يوليو 2025، وذلك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش انعقاد «المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين».

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطي أعرب عن تقدير مصر للمواقف النبيلة للسكرتير العام إزاء التطورات في غزة والداعمة لحماية المدنيين وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع دون عوائق. وشدد الوزير عبد العاطي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً رفض مصر لأي محاولات للفصل بين الضفة الغربية وغزة.

واستعرض وزير الخارجية الترتيبات الجارية لاستضافة مصر للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة فور التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين، بهدف حشد الدعم اللازم لتنفيذ الخطة العربية الاسلامية، بما يسهم في توفير مقومات الحياة الكريمة لسكان القطاع، وتمكينهم من البقاء على أرضهم.

كما شدد الوزير عبد العاطى على دعم مصر الكامل لوكالة «الأونروا»، مؤكداً رفض مصر القاطع للتحركات الاسرائيلية التي تستهدف تقويض نشاطها، نظرًا لما تمثله من شريان حياة أساسي لملايين اللاجئين الفلسطينيين، محذراً من التداعيات الإنسانية والسياسية الخطيرة لهذه المحاولات.

وأضاف المتحدث الرسمي بأن وزير الخارجية نوه الى أهمية البناء على مخرجات المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، بوصفه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو كسر الجمود السياسي وإعادة إحياء المسار التفاوضي. وشدد على ضرورة خلق أفق سياسى يسهم فى تحقيق تسوية عادلة وشاملة، تستند إلى المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة تؤدى الي تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

من جانب آخر، تناول الوزير عبد العاطى شواغل مصر فيما يتعلق بملف نهر النيل والأمن المائي المصري، واطلع سكرتير عام الأمم المتحدة على موقف مصر المستند الى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية المشتركة، موضحاً ضرورة التعاون علي أساس التوافق والمنفعة المشتركة لتحقيق مصالح كافة دول حوض النيل، مشدداً على رفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، ومؤكداً أن مصر ستتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية المقدرات الوجودية لشعبها.

من ناحية أخرى، نوه الوزير عبد العاطي إلى دعم مصر الكامل للجهود الرامية إلى تعزيز أمن واستقرار الصومال ومنطقة القرن الإفريقي، مشدداً على دعم مصر لبعثة AUSSOM لتحقيق الأمن والاستقرار فى الصومال.

وشدد وزير الخارجية على أولوية ملف البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية فيه بالنسبة لمصر، لاسيما في ظل ارتباط ذلك بشكل مباشر بالأمن القومي المصري، وجدد رفض مصر مشاركة أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر في ترتيباته الأمنية وحوكمته.

كما شهد اللقاء استعراض التطورات فى السودان، والجهود الجارية لحلحلة الأزمة والمساعي الحثيثة لتحقيق وقف إطلاق النار، حيث تم التأكيد على أهمية احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه ورفض أي تدخلات خارجية، وضرورة الحفاظ على مؤسساته الوطنية.

من جانبه، أشاد السكرتير العام بالقيادة الحكيمة والرشيدة لرئيس الجمهورية فى ظل التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، مثمناً التعاون القائم بين مصر و الأمم المتحدة، ومؤكداً على دعم الأمم المتحدة الكامل لمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر أن تستضيفه مصر فور التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يوجه نداءً عاجلا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب بشأن غزة

الرئيس السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الأيام العادية

وزير الخارجية يلتقي نظيره البرازيلي في نيويورك لبحث جهود وقف إطلاق النار بغزة

مقالات مشابهة

  • دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
  • مصدر عسكري يؤكد استمرار حظر الملاحة على الكيان الصهيوني​
  • مصدر عسكري يؤكد الاستمرار في تنفيذ قرار حظر الملاحة على الكيان الصهيوني​
  • وزير الخارجية يلتقي بسكرتير الأمم المتحدة على هامش مؤتمر «تسوية قضية فلسطين»
  • برئاسة سعودية فرنسية.. مؤتمر أممي يبحث تسوية قضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين اليوم
  • صنعاء : المرحلة الرابعة سيكون لها تداعيات اقتصادية على الكيان
  • من عدن إلى الضالع.. أدوات الاحتلال تفتح الجبهات أمام الكيان الصهيوني
  • غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا        
  • هيئة الأسرى الفلسطينية:العدو الصهيوني يعتدي على الأسرى بسجن النقب
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين قرصنة العدو الصهيوني للسفينة حنظلة