رضوان دبأ
في زمن الحروب والصراعات، حَيثُ تتعدد أطماع القوى الاستعمارية والصهيونية في الأرض العربية والإسلامية، تنبثق من بين الركام شعلة الأمل والإرادَة الحرة التي لا تنطفئ، وهذه المرة كانت غزة وأبطالها هم من حملوا هذه الشعلة وأثبتوا أن الأمل يمكن أن ينتصر رغم المحن.
بعد خمسة عشر شهراً من الحرب الإجرامية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني، وبمشاركة أمريكا وبريطانيا والعالم العربي الخانع والذليل، ومع تأييد الله القاهر، جاءت لحظة النصر المؤزر التي أثبتت أن الظلم لا يدوم وأن الحق لا يمكن أن يغيب مهما طال الزمن.


في هذا السياق، يبرز موقف اليمن الأصيل الذي كان ثابتًا في دعمه لقضية فلسطين منذ اليوم الأول ليس قولًا فحسب، بل عملًا جادًا على الأرض، لقد كان النصر الذي حقّقته غزة في مواجهة الكيان الصهيوني مصدر سعادة واعتزاز لكل الأحرار في العالم، خُصُوصًا في اليمن الذي اختار أن يكون في صف الحق والمقاومة دون تردّد.
مع مرور الأشهر الطويلة من العدوان، كانت اليمنُ حاضرةً في صدارة المشهد وفي الخطوط الأمامية لمعركة النصر الموعود والجهاد المقدس، كانت اليمن تراقب عن كثب تطورات الأحداث، وتواكب الجهود الجهادية في غزة، وتعزز من قدراتها العسكرية كي تكون جاهزة في أي وقت لتقديم الدعم اللازم، كانت اليمن حريصة على ألا تكون مُجَـرّد متفرج، بل كانت تدرك أن قوتها العسكرية يجب أن تكون جزءًا من المعركة، رغم التحديات والصعاب.
ومن هنا، يمكن أن نرى أن اليمن، بجميع أطيافه، لم يتأخر في مساندته للحق الفلسطيني، أصبحت الصواريخ والمسيّرات اليمنية جزءًا من التوازن العسكري الذي أربك حسابات العدوّ الصهيوني.
لم يكن هذا الدعم مُجَـرّد كلمات بل أفعال على الأرض، فعندما قطع صاروخ “فلسطين 2” اليمني المسافات وعبَر الزمن ليصل إلى قلب الكيان الصهيوني، أثبتت اليمن للعالم أن أي محتلّ لا يمكن أن ينعم بالأمان ما دام هناك أحرار يرفضون الظلم ويسعون لتحقيق العدالة.
وكان من أبرز لحظات الفخر تلك التي أظهرت فيها اليمن قوتها البحرية، التي استطاعت أن تلقن البوارج الحربية الأمريكية درسًا لن يمحى من ذاكرة التاريخ، حَيثُ تلقّت بحريةُ العدوّ وقِطَعُه العسكرية الضربات المؤلمة التي أفشلت خططهم، بل وأصبح اليمن رمزًا للمقاومة الحقيقية، ليس فقط بالكلمات وإنما بالفعل في ميادين المعركة وعلى خطوط المواجهة.
ومع توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار، لم يتغير موقف اليمن، فقد تمسك بموقفه الثابت، لم يتزحزح ولم يتغير حرف واحد من بيانات الدعم لفلسطين والشعب الفلسطيني، كان اليمن حريصًا على تأكيد استمرارية دعمه، وأكّـد للعالم أن جبهة اليمن ستظل متقدة طالما استمرت معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
وقد ترك اليمن بصمته في التاريخ الحديث ليذكر كُـلّ فلسطيني أن جبهة اليمن لم تتوقف إلا بعد توقف العدوان على غزة وتحقّق الاتّفاق، سيظل اليمن في ذاكرة الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة في العالم منارة للعزة والكرامة، حَيثُ كانت مواقفه الثابتة في نصرة فلسطين وحقها في تقرير مصيرها وتحرير أرضها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الهلال الأحمر الفلسطيني: 40 ألف رضيع بقطاع غزة حياتهم في خطر لعدم توفر حليب الأطفال

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني، ذكرت أن هناك 40 ألف رضيع بقطاع غزة حياتهم في خطر لعدم توفر حليب الأطفال.

وقالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي لـ الهلال الأحمر المصري: إن ما يقوم به الهلال الأحمر هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم الإنساني لفلسطين، يعود إلى عام 1948، ويتواصل حتى اليوم، مؤكدا أن القوافل التي تُسير إلى قطاع غزة ضمن مبادرة "زاد العزة من مصر إلى غزة" تُجسد تلاحم الشعب المصري مع الأشقاء الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن الفوج الثاني من القوافل يجري الإعداد له حالياً، وسط جهود لوجستية كبيرة لتأمين دخول المساعدات رغم العقبات على الجانب الآخر من المعبر.

وأضافت خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الهلال الأحمر المصري مفوض رسميا من الدولة لتنسيق دخول المساعدات، وهو يقوم بدور محوري في التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني والهيئات الأممية العاملة في غزة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، موضحا أن الأولويات تتغير حسب احتياجات المدنيين داخل القطاع، ويتم التحديث باستمرار لضمان فاعلية الاستجابة، كما نوهت إلى أن الجهود الإنسانية لا تقتصر فقط على إرسال المواد الغذائية، بل تشمل أيضا الدعم الطبي والنفسي، خاصة عند استقبال المصابين عبر معبر رفح خلال فترات الهدنة.

وأشارت إلى أن مؤسسة الهلال الأحمر تعتمد على أكثر من 35 ألف متطوع، منهم قرابة 2000 متطوع يعملون فقط في الاستجابة لأزمة غزة، موزعين في مراكز لوجستية بالقاهرة والعريش والإسماعيلية. ووصفت هؤلاء المتطوعين بـ"الجيش الإنساني"، لما يقدمونه من تضحيات وجهود على مدار الساعة، دون كلل أو ملل. وأكدت أن الهلال الأحمر المصري سيواصل عمله بكل طاقته لتأمين شريان الدعم الممتد من مصر إلى غزة، في مشهد يعكس تضامن المصريين وإيمانهم بالعمل الإنساني النبيل.


 

طباعة شارك الهلال الأحمر الفلسطيني الهلال الأحمر القاهرة الإخبارية فلسطين

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: اللقاء مع بريطانيا يعكس تحركًا مصريًا مدروسًا لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر "حل الدولتين" يجب أن ينهي الظلم الذي لحق بالفلسطينيين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: قطاع غزة يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: 40 ألف رضيع بقطاع غزة حياتهم في خطر لعدم توفر حليب الأطفال
  • دراسة: البشر يستنزفون موارد الأرض بأسرع ما يمكن استعادته
  • وقفة في الطيبة احتجاجًا على تجويع غزة
  • هولندا تدرج العدو الصهيوني ضمن قائمة الكيانات التي تهدد أمنها القومي