تصاعدت الأصوات في إسرائيل مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتقديم استقالته بعد إعلان رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته من منصبه، في إطار تحمله مسؤولية إخفاق هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويواجه نتنياهو -وفق الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى- معضلة حقيقية لا يستطيع حلها -باستثناء موقف أميركي صارم- إذ بات أمام خيارين، الأول الانتقال من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة إلى الثانية، حيث سيخسر وقتها دعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

أما الخيار الثاني، يكمن بإفشال اتفاق غزة، مما سيؤدي إلى مواجهة مع المجتمع الإسرائيلي وربما الإدارة الأميركية، لافتا إلى احتمالية ظهور سيناريو ثالث بإعطاء سموتريتش الضفة الغربية مقابل التخلي عن قطاع غزة.

وأعرب عن قناعته بأن نتنياهو لا يستطيع الاصطدام مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة أنه يستطيع تحصيل مصالح جيوسياسية وإقليمية منه.

وبعد استقالة هاليفي، أطلق زعماء المعارضة يائير لبيد وأفيغدور ليبرمان دعوات لاستقالة حكومة نتنياهو، في حين دعا زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس لإجراء انتخابات لتشكيل حكومة تستعيد ثقة الجمهور.

إعلان

هروب من المحاسبة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة إن نتنياهو يهرب من المحاسبة ويحاول الهرب من الفشل، لذلك أضاف هدفا جديدا للحرب بالقضاء على المقاومة في الضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار بغزة.

ووصف الحيلة سموتريتش بأنه "بيضة القبان" في الحكومة الإسرائيلية، إذ أصبح من يتحكم بمصير نتنياهو السياسي، ويحاول اللعب معه خاصة على صعيد تعزيز النشاط الاستيطاني بالضفة.

وأعرب عن قناعته بأن نتنياهو قد لا يعيد وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير في حال بقي التحالف قويا بينه وبين سموتريتش، معتبرا أن ما يحدث في الضفة منسجم مع ما يريده الأخير.

ولم يستبعد الحيلة فكرة عودة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير إلى الحرب بغزة لاستدامة عمر الحكومة، إلى جانب الهروب من المساءلة السياسية، أملا بتحقيق أهداف تنقذهم أمام المجتمع الإسرائيلي.

لكن هذا الخيار -وفق المتحدث- يواجه تحديات في ظل عدم رغبة المجتمع الإسرائيلي العودة للحرب، في حين يبرز ترامب عاملا حاسما أمام رغبة هؤلاء الثلاثي، مما يعني إغلاق المشهد بغزة وفتحه على مصراعيه في الضفة.

لجنة تحقيق رسمية

وشدد الخبير بالشؤون الإسرائيلية على أن نتنياهو يخشى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأنها ستحمله المسؤولية السياسية عن "إخفاق 7 أكتوبر"، مما يعني نهاية حياته السياسية.

وتمتلك هذه اللجنة المقترحة صلاحيات واسعة -حسب مصطفى- تمكنها من الاضطلاع على الوثائق السرية والبروتوكولات، وتقدم توصيات ضد أشخاص وتحملهم المسؤولية جنائيا وسياسيا.

والأربعاء، أسقط الكنيست بأغلبية يمينية بسيطة مشروع قانون لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر والحرب على غزة ولبنان، مما يعني منع إعادة طرحه للتصويت لمدة 6 أشهر.

ووفق مصطفى، فإن الجيش الإسرائيلي بنهاية الشهر الحالي ينهي التحقيقات بشأن مسؤولية إخفاق الجيش، مشيرا إلى استقالة قادة بارزين على رأسهم رئيس الأركان، في حين لم تتحرك الحكومة بشأن تحقيقات المسؤولية السياسية.

إعلان

ولفت إلى وجود ثقافة سائدة في إسرائيل لا تحتاج للمساءلة القانونية أو الضغوط الشعبية لكي تجبر القائد على محاسبة نفسه، في وقت تحاول فيه حكومة نتنياهو إزالة المسؤولية عن كاهلها، وبات مصيرها بيد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وخلص مصطفى إلى أن الدائرة ضاقت على نتنياهو بسبب صورته إقليميا ودوليا وملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية، معربا عن قناعته بأنه انتهى سياسيا "حتى لو أكملت حكومته مدتها القانونية".

بدوره، رأى الحيلة أن الضفة الغربية لا تحتاج حملة عسكرية طويلة تستمر عدة أشهر، خلافا لما ترفعه الحكومة الإسرائيلية في حملة "السور الحديدي"، مرجعا ذلك إلى رغبتها في المحافظة على "عنوان الحرب".

وخلص إلى أن هناك قناعة لدى العرب والغرب بأن المقاربة العسكرية مع الفلسطينيين فشلت، مؤكدا أن وضع حد نهائي للحرب يتعارض مع رغبات نتنياهو واليمين المتطرف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تطالب نتنياهو بدخول المساعدات لغزة وحل الدولتين

قال وزير الخارجية الألماني إنه طالب مجددا في محادثات مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة.

جاء ذلك حسبما أفادت قناة القاهرة الأخبارية فى نبأ عاجل لها.

وأكد وزير الخارجيه الألماني أنه يجب أن تصل المساعدات إلى غزة بسرعة وأن توزعها وكالات الأمم المتحدة.

سياسة الاستيطان في الضفة الغربيةنتنياهو يعلّق على استعادة جثتي أسيرين من غزة: "لن نهدأ حتى نعيد الجميع"ليبرمان يتهم نتنياهو بتسليح جماعات معادية لحركة حماس في غزةرئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسيحالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهوزعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل: لن ننعم بالأمن حتى نستبدل نتنياهو وكاتس

وأكد وزير خارجية ألمانيا أن بلاده ترفض سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، والحل الواقعي الوحيد لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط هو حل الدولتين.

طباعة شارك نتنياهو اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • سموتريتش يهدد بالسيطرة على الضفة الغربية ردًا على الاعتراف بفلسطين
  • سموتريتش يتوعد بخطة تصعيدية في الضفة الغربية ردا على الاعتراف الأوروبي بفلسطين
  • حماس: تصريحات الإرهابي الصهيوني سموتريتش تعكس أوهامه حكومته المتطرفة
  • سموتريتش يوعز ببدء إعداد خطة لفرض السيادة على الضفة الغربية
  • سموتريتش يطلق خطة لتسريع ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة
  • رئيس المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو يسلّح تنظيمات قريبة من داعش في غزة
  • ألمانيا تطالب نتنياهو بدخول المساعدات لغزة وحل الدولتين
  • أزمة الحريديم تهدد نتنياهو والكنيست.. سموتريتش: الحكومة الإسرائيلية في خطر
  • سموتريتش: الأزمة في الحكومة الإسرائيلية خطيرة ونحن على بُعد خطوة من التوقف وخسارة الحرب
  • نتنياهو أمام المحكمة للمرة الـ37 للرد على قضايا الآلاف