إراحة المراعي في محافظة ظفار.. تجربة وطنية بأبعاد اقتصادية وبيئية
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تعد مبادرة إراحة المراعي في محافظة ظفار أحد المشاريع الرائدة التي تبنتها هيئة البيئة بالتعاون الوثيق مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومكتب محافظ ظفار وجامعة ظفار منذ مطلع عام 2023، حيث تشكل فريق للمبادرة من الجهات المعنية وباشر عمله في جمع البيانات والجلوس مع الولايات المستهدفة في المرحلة الأولى (ضلكوت ورخيوت) 2025 -2030، ممثلة في مكاتب أصحاب السعادة الولاة وأعضاء مجلس الشورى والبلدي ولجان إدارة المراعي، وفي استطلاع رأي للفئات المستهدفة وهم مربو الإبل والأبقاركانت النتائج مبشرة من حيث التعاون المجتمعي مع المبادرة فاقت نسبة 95% وعلى ضوء ذلك عقدت الهيئة اجتماعا رفيع المستوى مع الجهات المشاركة في أغسطس 2024 في مكتب محافظ ظفار؛ لبلورة المبادرة ودعمها من مختلف الجهات، وفي الوقت ذاته نسقت الهيئة مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة التصحر والجفاف للاستفادة من الخبرات المتراكمة في معالجة مثل هذه القضايا في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى خلق شراكات مع المعاهد الدولية التي تدعم مثل هذه المبادرات وعلى رأسها معهد النمو الأخضر (GGGI) لتسهيل الدعم الاستشاري والمالي واستقطاب ممولين يدعمون مبادرات صامدة في وجه التغيرات المناخية والحلول القائمة على الطبيعة.
وفي هذا الشأن ذكر المهندس أحمد بن سعيد بن مسلم جشعول مدير المبادرة أن التدشين الرسمي الذي تم على هامش مؤتمر الأطراف لاتفاقية مكافحة التصحر في الرياض بتاريخ 4 ديسمبر 2024 شكل نقطة فارقة وحظي بمتابعة واسعة وحضور لافت من مختلف الجهات الداعمة لمشاريع الحلول القائمة على الطبيعة سواء كانت حكومية أو خاصة، ولقد كانت الشراكة مع معهد النمو الأخضر التي تم توقيعها بتاريخ 17 سبتمبر 2024 فاعلة حيث استطاع المعهد حشد الجهات الممولة وعلى رأسها البنك الإسلامي لحضور الفعالية وأبدى دعمه الكامل للمبادرة مما يعد نجاحا كبيرا لاستقطاب التعاون الدولي لمعالجة قضايا التصحر والجفاف، وتهدف المبادرة لبناء شراكة قائمة على تبادل المنافع بين مربي الماشية في ولايتي ضلكوت ورخيوت والشركات الاستثمارية التي تعمل في مجال الثروة الحيوانية في سلطنة عمان مثل شركة المروج للألبان وشركة البشائر للحوم وشركة نخيل عمان للأسمدة العضوية وغيرها من الشركات التي يمكن أن تقوم على توظيف هذه الثروة الوطنية وتحويلها إلى قيمة مضافة لمحافظة ظفار بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام، ولا شك أن الإدارة المستدامة للمراعي الطبيعية تسهم في الحد من فقدان الأراضي وتعمل على سلامة النظم البيئية الفريدة في المحافظة وهو أحد المرتكزات التي تقوم عليها استراتيجية عُمان البيئية 2020 – 2030 التي تحقق "رؤية عُمان 2040" وتساهم في بلوغ عتبات الحياد الصفري بحلول 2050.
من جانبها أوضحت المهندسة ليان بنت محاد العمرية عضوة في فريق المبادرة أن التفكير الجديد هو تحويل مربي الثروة الحيوانية في المناطق المستهدفة من مستهلكين إلى مستثمرين عبر إنشاء منطقة اقتصادية واعدة في المنطقة الغربية من ظفار يتم من خلالها استقبال كل منتجاتهم ودعم استجابتهم لإراحة المراعي من خلال أوجه شتى يعمل عليها الفريق حاليًا بمشاركة الجهات الشريكة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية المعنية باستعادة الأراضي وحفظ النظم البيئية حيث من المؤمل أن يستفيد حوالي 455 ألف نسمة في محافظة ظفار من هذه المبادرة وأن تولد ما يقارب 1500 وظيفة خضراء وتحسين نمط عيش حوالي 1100 من مربي الثروة الحيوانية في المنطقة الغربية من ظفار وإعادة استصلاح 10 آلاف هكتار من الأراضي المتدهورة وهذا بدوره سيقود إلى توسيع المبادرة في المرحلة الثانية لولايات أخرى في محافظة ظفار وعلى مستوى سلطنة عُمان بإذن الله تعالى.
وقال الشيخ سعيد أحمد ألدنون عكعاك من سكان ولاية رخيوت: إن هذا المشروع يشمل عدة أهداف مهمة تخدمنا جميعا في هذه المناطق سواء في الجانب البشري أو الثروة الحيوانية وكذلك المراعي الموجودة والتي نتمنى الحفاظ عليها من خلال الشراكة بين الجميع بحيث نصل إلى تعظيم الممكنات الاقتصادية لمربي الثروة الحيوانية عن طريق فتح منافذ لتسويق منتجاتهم من الحليب واللحوم والسماد والزراعات الاقتصادية القائمة، وعلى ترشيد استخدام المياه والحفاظ على التربة وفق آليات حديثة سيقدمها المشروع للمستفيدين بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمشروع (وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومكتب محافظ ظفار، وجهاز الاستثمار العُماني، وجامعة ظفار)، وشركاء دوليين لتسهيل تمويل المشاريع والأفكار التي يطرحها المشروع وهذا بحد ذاته يشعرنا بمدى أهمية المشروع وأهمية دعمنا له بصفتنا سكانًا محليين لهذه المناطق.
وأضاف: إن استخدام أفضل ممارسات استعمال الأراضي لضمان إنتاجية أراضينا الصالحة للزراعة والاستمرار في تبني ممارسات زراعة متجددة سيمكننا من إنتاجية أفضل واستدامة كبيرة لهذه الثروة الكبيرة، كما أن ممارسات الزراعة المتجددة تعتبر مهمة لاستدامة طويلة المدى لحقولنا الصالحة للزراعة من خلال المساهمة في صحة وحيوية التربة عبر تطوير الميكروبات وتجديد طبقة التربة السطحية، فضلا عن دعم العزل البيولوجي وعزل الكربون، وتنظيم هيكل التربة، وتطبيق التنوع البيولوجي البيئي الشامل وكل هذه الأمور مثمنة وجهود مستحسنة خاصة أنها سوف تعود على الجميع بالنفع والفائدة سواء للبيئة أو المواطن وكذلك الثروة المحيطة به والتي تحتاج إلى تنظيم وتقنين كما أنها سوف تعزز الجانب الاقتصادي في هذا الجانب بشكل علمي.
أما الشيخ أحمد سالم حاردان وهو من سكان ولاية ضلكوت قال: المشروع يعد ملاذا آمنا للجميع حيث يعتبر مشروعا وطنيا يحد من تدهور الغطاء النباتي في المحافظة والرعي الجائر والسلوك البشري، وعلى المربين العمل على محاولة تغيير بعض السلوكيات السلبية السائدة في الرعي وإيجاد نموذج للراعي الإيجابي الذي يخدم وينمي البيئة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثروة الحیوانیة فی محافظة ظفار
إقرأ أيضاً:
شواطئ محافظة ظفار.. وجهات سياحية جذابة في موسم الخريف
العُمانية: تشهد شواطئ محافظة ظفار خلال فترة موسم الخريف حركة سياحية نشطة، نظرًا لما توفره من مواقع للاستجمام والصيد والاستكشاف الطبيعي، وتُلبي احتياجات مرتادي الشواطئ والأجواء المفتوحة لقضاء أوقات ممتعة في موسم الخريف وعلى مدار العام.
ويُعدّ شاطئ الدهاريز المطل على بحر العرب برماله البيضاء الناعمة، أحد أجمل الشواطئ في مدينة صلالة، وهو عبارة عن شاطئ رملي أبيض طويل تحيط به أشجار النارجيل العالية والخلابة، حيث تزور العائلات هذا الشاطئ لقضاء وقت ممتع وممارسة الأنشطة المائية المختلفة، ويحتوي الشاطئ الذي تمتد مساحته لأكثر من 3500 متر مربع على الكثير من الخدمات كالمطاعم والمقاهي وأماكن مخصصة للشواء ومرافق عامة، كما تقع بالقرب منه محمية خور الدهاريز الغنية بالحياة الفطرية التي تضم أنواعًا مختلفة من النباتات الكثيفة والأسماك المتنوعة، وتتكاثر فيها الطيور المهاجرة مثل طائر النحام "الفلامنجو" و"أبو منجل".
وتم تصميم الجلسات في واجهة شاطئ الدهاريز بطابع سياحي جاذب للعائلات، مع توفير إضاءة للممرات والمواقف العامة للمركبات والممشى والجلسات، بشكل يتناسب مع طبيعتها خلال الفترة الليلية.
ويبعد شاطئ المغسيل عن مركز مدينة صلالة حوالي 40 كيلومترًا باتجاه الغرب، وهو من أشهر المعالم السياحية في محافظة ظفار، والمفضل لدى الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح، كما يمثل امتدادًا طويلًا من مياه البحر الزرقاء والرمال البيضاء، ويضم مجموعة من المناظر الطبيعية الساحرة والنوافير الطبيعية الفريدة، كونه يقع بين سلسلة من الجبال، مما يعطي المكان خلفية طبيعية مميزة.
ونظرًا لطبيعة الأجواء الرائعة في هذه الأيام الخريفية، فإن شاطئ المغسيل يستقبل زواره طوال اليوم للاستمتاع بمقوماته السياحية الجميلة، ومشاهدة أمواج بحر العرب الهادرة التي يزيد مستوى ارتفاعها خلال موسم الخريف، إذ يُمنع من السباحة خلال فترته الممتدة من 21 يونيو ولغاية 21 سبتمبر من كل عام بسبب ارتفاع أمواج البحر.
كما يتميز شاطئ أفتلقوت المطل على بحر العرب بسهله المرتفع والمنبسط فوق التلال، وهو عبارة عن مساحة خضراء مرتفعة تمتد حوالي 3 كيلومترات، ويمكن للزائر مشاهدة الشاطئ الذي يحتضن الصخور والتلال الخضراء من منطقة مرتفعة، ويعد من أكثر المناطق التي يقصدها المصورون ومحبو الطبيعة.
أما شاطئ ولاية طاقة فيمتد على مسافة 5 كيلومترات، ويتميز برماله الفضية الناعمة، وانتشار أشجار النارجيل "جوز الهند" على طول الطريق البحري، فيما يُعد شاطئ خور روري امتدادًا طبيعيًّا لشاطئ مدينة طاقة، ويمتاز بموقعه الاستراتيجي بالقرب من الموقع الأثري لمدينة سمهرم الأثرية، كونها معلمًا تاريخيًّا مهمًّا في محافظة ظفار، حيث يقع هذا الشاطئ مباشرة في ميناء سمهرم القديم، الذي كان موقعًا سابقًا لتصدير اللبان العُماني إلى مناطق مختلفة حول العالم.
وتتنوع المقومات الطبيعية بولاية طاقة، فهي ولاية ساحلية تحتوي على شواطئ وسهول وجبال، وتنتشر فيها العديد من الكهوف، إلى جانب خور طاقة وخور روري والعديد من العيون المائية الطبيعية.
وفي شرق محافظة ظفار، تتميز ولاية مرباط بموقعها الساحلي المطلّ على بحر العرب، وشواطئها المتنوعة، وشعابها المرجانية، وخلجانها الجاذبة، حيث تبعد عن مدينة صلالة نحو 76 كيلومترًا، وتُعدّ إحدى المدن التاريخية والسياحية المهمة بالمحافظة.
ويتميز شاطئ مرباط بجماله الطبيعي ورماله الفضية وصخوره المرجانية، وخلجانه الصغيرة التي تعرف محليًّا بـ(الخياص)، والغنية بالثروة السمكية والشعاب المرجانية، مما جعلها أبرز مواقع الغوص السياحي بسلطنة عُمان.
وتشهد ولاية مرباط حركة سياحية نشطة على مدار العام، خصوصًا في موسم الخريف وإجازة نهاية الأسبوع، للتمتع بالصيد، والبحث عن الاسترخاء والجمال الطبيعي، وزيارة المواقع التاريخية والحارات القديمة، إلى جانب مشاهدة الشعاب المرجانية والأمواج البحرية، نظرًا لتنوع ثرواتها البحرية النادرة.
ومن أبرز المصائد البحرية النادرة في ولاية مرباط الصفيلح "أذن البحر" و"الشارخة"، إذ ينحصر وجود ثروة "الصفيلح" في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات.
كما تُعد شواطئ الفزايح، وشاطئ رخيوت الرئيسي، وشاطئ شوعيب، وشاطئ الحوطة في ولاية رخيوت من أجمل الشواطئ الطبيعية، وتمتاز بسحرها الفريد وهدوئها الأخّاذ، خاصة خلال موسم الخريف، حيث تتزين بالأجواء الضبابية والمناظر الخلابة، وتمتاز برمالها البيضاء الناعمة ومياهها الصافية.