جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@09:44:02 GMT

تنمية المحافظات والنمو الاقتصادي

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

تنمية المحافظات والنمو الاقتصادي

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

انطلقت رؤية "عُمان 2040"، لتؤسس توجهًا جديدًا نحو الإدارة المحلية واللامركزية الإدارية من خلال أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة، هذه الرؤية التي صيغت محاورها وأولوياتها من قبل المجتمع ورعتها عناية عاهل البلاد المفدى، الذي أشرف على جميع مراحلها منذ الفكرة إلى التطبيق، ولذلك جاءت هذه الأولوية كعامل أساسي في تحقيق مستهدفات الرؤية بشكل عام، ومن خلال هذا التوجه الحديث يؤمل أن تتسارع خطوات التنمية والتطوير وتتنامى بما يتناسب مع متطلبات المرحلة وبما يُسهم في تحقيق بقية المستهدفات.

لقد صيغت الرؤية بشكل مترابط وكحال الخطط الاستراتيجية لابد من وجود التمويل اللازم لتحقيق الأهداف وهو ما يتطلب الحرص على ترافق النمو الاقتصادي مع مراحل الاستراتيجية لخلق الاستدامة المطلوبة، ولذلك ركزت الرؤية على ذلك وقد تحدثنا سابقًا عن أولويات الرؤية الاقتصادية الخمسة والتي شملت جميع المستويات وتضمنت تأطيرًا كاملًا لسلسلة النمو الاقتصادي، وبحسب المؤشرات المسجلة بعد مرور خمس سنوات من إطلاق الرؤية فإنَّ الأرقام المالية تظهر نجاعة هذه الخطة وقدرتها على التكيف مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة بشكل مُستمر، وتشير التنبؤات الاستشرافية إلى أن معدلات الثبات في وضع مستقر على المدى المتوسط.

وعودة إلى مشروع تنمية المحافظات والدور الذي يؤمل أن تقوم به المحافظات في ملف النمو الاقتصادي، فقد أثبتت التجربة السابقة أن هناك تجاوبًا واضحًا نحو تغيير عديد المفاهيم السابقة واتخذت عديد المحافظات مبادرات يتوقع أن تُسهم في تحقيق أهداف الرؤية الوطنية 2040 في هذه الأولوية، ولا شك أن تجربة جديدة مثل هذه يجب أن تمر بمراحل مراجعة مستمرة وتقييم ومتابعة حتى تصل لمرحلة متقدمة من الفهم والتطبيق، وهو أمر هام عند قراءة مؤشرات هذّه الأولوية، وينبغي عدم التسرع في الحكم عليها من خلال نماذج محددة بل يجب أن تعطى الوقت المناسب والكافي وأن يتم تقديم التغذية الرجعية باستمرار، وأجد من المناسب أن تتولى وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" مؤتمرًا سنويًا خاصًا لمناقشة هذا الملف.

لقد أظهرت المحافظات ومن خلال القائمين عليها- سواءً كمحافظين أو ولاة- توجهًا نحو تسريع مراحل تنفيذ المشاريع التنموية واستكمال البنى الأساسية اللازمة لتحقيق أهداف المشروع الاقتصادي، ودراسة احتياجات كل محافظة والممكنات الاقتصادية والاستثماريّة التي يمكن استغلالها خاصة وأن كل محافظة من المحافظات تمتلك ميزات وثروات يمكن الاستفادة منها، وذلك بالشراكة مع الوزارات والهيئات المعنية، وقد تكون هناك حاجة كبيرة للاستفادة من الخبرات الدولية التي يمكن أن تضع بعض الخطط والأفكار التي تسهم في وضع صورة واضحة لما يؤمّل خلال الفترة القادمة خاصة في جانب تحويل المحافظات إلى وجهات سياحية واستثمارية ترفد الاقتصاد الوطني.

ولا ريب أنَّ الحراك الذي شهدته المحافظات وإن كان الطموح أكبر ولكن لابد من الإشادة بما بذل من جهود ومحاولات وأفكار تنتظر التطوير، وهنا لا أخفي إعجابي بعديد الأفكار التي نفذت في المحافظات خاصة تلك المتعلقة بالسياحة، حيث يرى المتابع الحراك الذي حدث في هذا الجانب والتوجه نحو استقطاب السياح من مختلف الجنسيات عن طريق استثمار المواقع الأثرية كالقلاع والحصون وغيرها وتحويلها إلى مواقع تنبض بالحياة عن طريق الفعاليات، وتوفير الخدمات الأساسية التي تساهم في الجذب السياحي، وتبقى بعض الفعاليات مثل المهرجانات والملتقيات وعقود الاستثمار التي شهدتها عديد المحافظات نماذج تنتظر التطوير لتصل إلى ما يجب أن يكون عليه التوجه لتحويل المحافظات إلى مصادر رفد للناتج المحلي ومساهم في النمو الاقتصادي.

إنَّ فكرة تنمية المحافظات تتخطى حدود الأنشطة الموسمية؛ فهي تقوم بالأساس على الاستدامة والإنتاجية، وهي من ضمن الخطط الاستراتيجية للتعامل مع التحديات خاصة بعض الملفات الشائكة مثل ملف الباحثين عن عمل وملف التنويع الاقتصادي وملف التعمين وملف الاستثمار، ولذلك يجب على المسؤولين في المحافظات العمل وفق شراكة حقيقية لكل العناصر التي تخدم المصلحة وتسهم في مواجهة التحديات المذكورة، وأن يجد أبناء المحافظات الفرص المناسبة لتحقيق أهدافهم خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذين بلا شك هم أحد مستهدفات الرؤية والمُساهمين الفاعلين في قطاع الأعمال ويجب على الجميع الالتزام التام بالعمل على تطوير هذه المؤسسات ورعايتها؛ حيث إنها تمثل مصدر دخل لأصحابها ومن يوظفونهم من أبناء المجتمع.

إنَّ مواكبة الخطط التنموية التي أقرتها الحكومة في المحافظات يتطلب فكرًا يتناسب مع طبيعة العمل المرجو، وربما في المستقبل سوف تمول خطط التنمية في المحافظات من عوائد الاستثمار والمشاريع الاقتصادية إلى جانب ما تخصصه الدولة من موازنات، ولذلك جاء خطاب صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- بمنح المزيد من الصلاحيات للمحافظات، وهذا يدل على نجاح الفكرة أولًا والى الانتقال بالمشروع الى مرحلة أكثر تقدمًا سنشاهد معالمها في القريب العاجل، وينبغي أن يكون الاستثمار الحكومي في المحافظات ذا عائد اقتصادي يساهم في تحقيق رؤية الدولة ويرفد الميزانية بالأرقام المتوقعة، وهذا ما يجب أن يكون عليه الفكر في إدارة المحافظات حتى تتحقق الأهداف الوطنية المرجوة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح

أكد الدكتور عاصم الجزار، رئيس حزب الجبهة الوطنية أن استكمال المشروع الوطني للدولة المصرية، الذي انطلق تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عشر سنوات، يمثل الضمانة الأساسية لاستمرار استقرار الدولة ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية.

وأوضح الجزار خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج بالورقة والقلم على قناة Ten  أن العبقرية السياسية للرئيس السيسي تمثلت في الحفاظ على الاتزان الاستراتيجي، من خلال تجنب الانزلاق في أي صراعات، والتركيز على تنمية الداخل المصري، مشيرًا إلى أن هذا الاتزان هو أحد عوامل النجاح الكبرى للمشروع الوطني.

حاتم باشات: الجبهة الوطنية دفع بكفاءات في انتخابات الشيوخ قادرة على التعبير عن تطلعات المواطنالسيد القصير: مرشحو الجبهة الوطنية للشيوخ يتمتعون بالكفاءة والجدارةموجز اخبار جنوب سيناء.. مبارك بتفقد محطة معالجة دهب.. والجبهة الوطنية يحث الناخبين على المشاركةشاهد .. المؤتمر الجماهيري بالغربية لدعم مرشحي الجبهة الوطنية بانتخابات الشيوخ 2025

ولفت الجزار الانتباه لما يحدث حولنا، تجارب الدول التي تسقط يصبح من الصعب عليها النهوض مجددا، خاصة إذا كانت دولة ذات كثافة سكانية كبيرة مثل مصر، وبما اتجهت له مصر من استكمال المشروع الوطني لم يكن فقط خيارًا تنمويًا، بل ضرورة وجودية لضمان الاستقرار..وأضاف الجزار: "نحن أمام إنجاز استثنائي بكل المقاييس..فتجربة مصر العمرانية الأنجح والأكبر ..منذ آلاف السنين كانت مصر تعيش على 7% فقط من إجمالي مساحتها، وحتى عام 2013 لم يتغير هذا الواقع، لكن خلال العشر سنوات الماضية، ومن خلال تنفيذ 15 منطقة تنمية عمرانية جديدة، نجحنا في رفع نسبة المساحة المعمورة إلى 13.7% بنهاية عام 2024، مقارنة بـ7% فقط قبل بدء المشروع".

وأشار إلى أن هذا التطور العمراني كان مخططًا له أن يتحقق في أفق زمني يصل إلى عام 2050، لكن ما تحقق خلال عشر سنوات فقط يُعادل ما كان مخططًا له في أربعة عقود، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 10 تريليونات جنيه.. مشيرا إلى أننا لا نستطيع اختصار هذا التطور بوصفه توسع عمراني فقط، هذا ظلم لما تم على الأرض، بل هو إعادة صياغة لمفهوم التنمية الشاملة، حيث تضمنت هذه المناطق الجديدة مرافق حديثة، وشبكات طرق قوية، ومصادر طاقة ومياه، وقدرات إنتاجية عالية، وهو ما انعكس على تحسين جودة الحياة وفرص العمل والتنمية الاقتصادية، ولم يفت الجزار الحديث عن فلسفة الجمهورية الجديدة، موضحًا أنها لا تعني فقط إنشاء مناطق عمرانية جديدة، بل تشمل أيضًا تطوير العمران القائم، وإعادة بناء الدولة بمفهوم جديد يقوم على الكفاءة والعدالة والتنمية المستدامة.. وارساء "ثقافة العمران" التي ترتبط بالسلوك المجتمعي والاقتصادي والثقافي، وليست فقط بالبنية التحتية.

وختم الجزار تصريحه بالتأكيد على أن المشروع الوطني المصري هو مشروع تنموي شامل متعدد الأبعاد، يهدف إلى بناء مستقبل يليق بمصر وشعبها، ويحقق الاستقرار والتنمية للأجيال القادمة.

طباعة شارك حزب الجبهة الوطنية الدكتور عاصم الجزار الرئيس عبد الفتاح السيسي العبقرية السياسية

مقالات مشابهة

  • حماية المستهلك: هدفنا خفض الأسعار فعليا ليلمس المواطن نتائج الإصلاح الاقتصادي
  • تدريبات خططية خاصة في مران الزمالك اليوم
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • «صحيفة إسبانية» تكشف عن سعي بعض الأندية السعودية لضم ليفاندوفسكي
  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة
  • مواطنون يكشفون لـ"الرؤية" عن تجاربهم الفريدة في "خريف ظفار"
  • رياح بالأتربة تجتاح عدن وتحجب الرؤية..تحذيرات عاجلة للمواطنين!
  • حمزة: أدعو جميع الشركات والمستثمرين الوطنيين والدوليين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي النوعي كما أدعو الجميع لزيارة المعرض والتعرف على التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سوريا
  • واضح يحذر من اتساع الفجوة الرقمية خاصة في الدول النامية