الجزيرة:
2025-06-02@13:15:17 GMT

كيف يؤثر طعامك اليومي على مصير كوكب الأرض؟

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

كيف يؤثر طعامك اليومي على مصير كوكب الأرض؟

اختياراتنا الغذائية ليست مجرد تفضيلات شخصية، بل لها تأثير مباشر وعميق على كوكب الأرض. قد يبدو الربط بين طبق الطعام وتغير المناخ أمرا غريبًا، لكن الحقيقة أن النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا في انبعاث الغازات الدفيئة التي تؤثر على ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية.

يساهم النظام الغذائي العالمي بحوالي 30% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، مما يجعله عنصرا أساسيا في الجهود الرامية للحد من آثار تغير المناخ.

لذلك، يمثل التحول نحو أنماط غذائية مستدامة خطوة ضرورية لحماية البيئة وتقليل تداعيات الاحتباس الحراري.

ما علاقة الغذاء بتغير المناخ؟

لا يقتصر تأثير الطعام الذي نستهلكه على صحتنا فحسب، بل يمتد ليشمل البيئة بشكل كبير. إنتاج الغذاء هو أحد أبرز مسببات انبعاث الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية. تتركز النسبة الأكبر من هذه الانبعاثات في الزراعة واستخدام الأراضي، حيث تشمل الميثان الناتج عن هضم الماشية، وأكسيد النيتروجين الناتج عن استخدام الأسمدة، وثاني أكسيد الكربون الناتج عن إزالة الغابات لتوسيع الأراضي الزراعية.

كما تشمل الانبعاثات الأخرى الناتجة عن إدارة السماد، وزراعة الأرز، وحرق المخلفات الزراعية. ولا تتوقف دورة الانبعاثات هنا، بل تمتد لتشمل المراحل اللاحقة مثل التبريد، النقل، التغليف، وإدارة النفايات الغذائية. هذا الترابط بين الغذاء والانبعاثات يجعل تعزيز النظم الغذائية المستدامة ضرورة ملحّة لتقليل البصمة الكربونية وضمان مستقبل صحي لكوكبنا.

الترابط بين الغذاء والانبعاثات يجعل تعزيز النظم الغذائية المستدامة ضرورة ملحّة لتقليل البصمة الكربونية (شترستوك) أطعمة لها أكبر الأثر على البيئة

الأطعمة الحيوانية تُعد من أكثر الأنظمة الغذائية تأثيرا سلبيا على البيئة، نظرًا لاستهلاكها الهائل للموارد الطبيعية، مثل المياه العذبة، الأراضي الزراعية، والطاقة. تسهم عمليات إنتاجها في إطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، مما يجعلها من بين العوامل الرئيسية المساهمة في تغير المناخ.

إعلان اللحوم الحمراء

تُعتبر لحوم الأبقار من أكثر الأطعمة تأثيرًا على البيئة. يتطلب إنتاجها كميات ضخمة من المياه والأعلاف، بالإضافة إلى انبعاث غاز الميثان أثناء عملية الهضم لدى الأبقار. يُعد الميثان من الغازات الدفيئة ذات التأثير الكبير في رفع درجة حرارة الغلاف الجوي.

منتجات الألبان

مثل اللحوم، تحتاج منتجات الألبان إلى موارد طبيعية كبيرة وتؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية. تنتج هذه الانبعاثات خلال عمليات الإنتاج ونقل المنتجات إلى الأسواق، مما يزيد من تأثيرها البيئي.

الأطعمة المستوردة والمعبأة

تساهم الأغذية المستوردة في زيادة البصمة الكربونية بسبب عمليات النقل لمسافات طويلة، خاصة إذا كانت تُنقل جوا. كما أن التغليف والتعبئة يستهلكان كميات كبيرة من الطاقة والموارد، مما يؤدي إلى أعباء بيئية إضافية، سواء في الإنتاج، أو بعد التخلص منها.

لحوم الأبقار من أكثر الأطعمة تأثيرا على البيئة (الجزيرة) كيف تكافح تغير المناخ من خلال اختياراتك الغذائية؟

قد يبدو اختيارك تغيير نظامك الغذائي بمثابة إجراء بسيط، لكنه قد يحدث فرقًا كبيرًا. ووفقًا للباحثين، فإن التحول نحو نظام غذائي أكثر استدامة كفيل بتقليل البصمة الكربونية بنسبة قد تصل إلى 50%.

قلل البروتينات الحيوانية

لا يعني التحول إلى نمط غذائي مستدام التخلي تمامًا عن المنتجات الحيوانية، بل يمكن لتقليل استهلاك اللحوم واعتماد مكونات ذات مصادر مستدامة أن يُحدث فرقًا كبيرًا. البروتينات النباتية مثل الفاصوليا، العدس، الحمص، والتوفو، تُعد خيارات ممتازة؛ فهي تتطلب موارد أقل بكثير لإنتاجها مقارنة باللحوم، وتستخدم كميات أقل من المياه وتُنتج انبعاثات كربونية أقل، مما يجعلها خيارًا أكثر صداقة للبيئة.

إلى جانب فوائدها البيئية، تحمل البروتينات النباتية فوائد صحية هامة، إذ إنها غنية بالألياف، الفيتامينات، والمعادن، مما يساهم في تعزيز صحة القلب وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن لإضافة وجبة نباتية واحدة على الأقل أسبوعيًا، تعتمد على البروتينات النباتية بدلاً من الحيوانية، أن تكون خطوة بسيطة لكنها فعّالة في دعم الاستدامة البيئية وتحسين الصحة العامة

إعلان اختر الأغذية المحلية والموسمية

عندما تختار المنتجات المحلية، فإنك تقلل من الانبعاثات الناتجة عن الشحن والنقل لمسافات طويلة. إن الأغذية الموسمية والمحلية لا تدعم فقط الاقتصاد المحلي، ولكنها تقلل أيضًا من استهلاك الوقود الأحفوري المرتبط بنقل المواد الغذائية.

تفضيل المنتجات العضوية والمستدامة

تشير الدراسات إلى أن المنتجات العضوية المزروعة بأساليب مستدامة تحتوي على كميات أقل من المواد الكيميائية، مما يقلل من التأثيرات السلبية على التربة والمياه. فالزراعة المستدامة تعتمد على تقنيات تقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية التي تسبب تلوث المياه وانبعاث الغازات الدفيئة. وعلى الرغم من أن المنتجات العضوية قد تكون أغلى قليلا مقارنة بغيرها، إلا أنها تمثل استثمارًا طويل الأمد لصحتك ولحماية البيئة.

خيارات حياتية مستدامة لمكافحة تغير المناخ

لا يقتصر الأمر على تغيير نظامك الغذائي فقط، بل يتطلب إجراء تغييرات بسيطة في نمط حياتك. هذه التعديلات ليست معقدة، بل سهلة التنفيذ، وربما تمارس بعضها بالفعل دون أن تدرك تأثيرها. ومع ذلك، فإن تأثيرها كبير وقادر على إحداث فرق ملموس في حياتك، وصحتك، والبيئة من حولك.

الزراعة المنزلية

تُعد الزراعة المنزلية وسيلة فعالة لتقليل البصمة الكربونية للغذاء، حيث يمكنك زراعة الخضراوات والفواكه في حديقتك أو على سطح المنزل، مما يقلل اعتمادك على الأغذية المنتجة صناعيا. هذا الخيار يقلل من الحاجة إلى النقل والتعبئة، ويعزز الوعي بأهمية الإنتاج الغذائي المحلي. كما تمنحك الزراعة المنزلية القدرة على التحكم في جودة غذائك باستخدام أساليب صحية خالية من المواد الكيميائية. لتحقيق ذلك، يُفضل استخدام تقنيات طبيعية، مثل العلاجات العضوية لمكافحة الآفات والأسمدة الطبيعية لتغذية التربة. الزراعة المنزلية ليست فقط خيارا مستداما للبيئة، بل تجربة ممتعة تضمن غذاء عالي الجودة وصديقا للبيئة.

احذر النقانق الوردية جدًا (بيكسلز) تقليل هدر الطعام

يشكل هدر الطعام تحديًا بيئيًا كبيرًا، حيث يؤدي إلى انبعاث غازات دفيئة ضارة، مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، عند تحلله في مدافن النفايات. بالإضافة إلى ذلك، يُهدر معه الموارد المستخدمة في إنتاجه، بما في ذلك الطاقة والمياه والأراضي الزراعية.

للتقليل من هذا الهدر، يمكن اتباع خطوات بسيطة وفعّالة، مثل شراء كميات مناسبة من الطعام وتخزينه بطريقة صحيحة لإطالة فترة صلاحيته، إلى جانب الحرص على استهلاك كل ما يتم شراؤه. كما يمكن اختيار الفواكه والخضراوات ذات الشكل غير المثالي، لأنها تتمتع بنفس الجودة ولكنها غالبًا ما تُهمل دون مبرر.

إعلان

للمساهمة في تقليل التأثير البيئي للنفايات، يُمكن تحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، مما يقلل من انبعاثات الغازات الضارة. هذه الممارسات لا تحمي البيئة فقط، بل توفر المال وتساعد في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

خفض استهلاك الأطعمة المصنعة والمعبأة

تتطلب الأطعمة المصنعة كميات هائلة من الموارد مثل الطاقة والمياه، كما تولّد انبعاثات كربونية كبيرة نتيجة عمليات الإنتاج الصناعي والنقل. إنتاج هذه الأطعمة المعالجة والمغلفة بشكل مفرط يؤدي أيضًا إلى تراكم النفايات غير الضرورية. وفقًا للتقارير. إن تقليل الاعتماد على الأطعمة المصنعة لا يحسن صحتك فقط، بل يساهم أيضًا في تقليل البصمة الكربونية بشكل ملحوظ. بدلاً من ذلك، يمكن اختيار الوجبات المصنوعة من مكونات طبيعية كاملة مثل الخضراوات الطازجة والفواكه، مما يجعلها خيارا أكثر صحة واستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تقلیل البصمة الکربونیة الزراعة المنزلیة الغازات الدفیئة تغیر المناخ على البیئة ا کبیر

إقرأ أيضاً:

شخصيات « خيالية» في كوكب آخر!

لعبت وسائل الإعلام دورًا بارزًا في تسليط الضوء على بعض الأشخاص، وصورتهم على أنهم نوابغ عصرهم، ليس في مجالات تخصصاتهم الحقيقية فحسب، بل امتد تأثيرهم إلى إصدار الفتاوى والرأي في ميادين متعددة تتجاوز خبراتهم الحقيقية.

كما دفعت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الشخصيات إلى الادعاء بـ«المعرفة والنبوغ في كل المجالات»، ولذا أصبح يتهافت الناس على الاستماع إليهم ومتابعة ما يهرفون به من جميع الاتجاهات.

فتكثر المحاضرات والندوات والمداخلات، ويصدقون أنفسهم بأنهم يمتلكون كل المعلومات التي يريد المتابع لهم معرفتها، يرفعون رايات الفخر والاعتزاز عندما يلتف حولهم البسطاء، ويتذمرون عندما ينتقدهم شخص مطّلع، ولا يترددون في مهاجمته في محاضراتهم ولقاءاتهم. وعندما يتيقن الشخص منهم بأنه قد أخطأ، وبأن كل ما أورده في حديثه هو مجرد «خزعبلات وخرافات»، يسعى إلى التنصل مما أورده، مدّعيًا أنها كبوة، وأنه بريء مما قاله كـ«براءة الذئب من دم ابن يعقوب»!

على مدار الأيام والشهور، تظهر لنا شخصيات تثير الجدل في بعض المجتمعات، تحمل خلفيات علمية متواضعة، لكنها تنطلق في رحلة البحث عن مكانة مرموقة في المجتمع، حتى وإن كان ذلك على حساب مبادئ وقيم كثيرة.

هدفها الأساسي هو توسيع دائرة تأثيرها وانتشارها، فتتنقل من قناة تلفزيونية إلى أخرى، ومن برنامج إلى آخر، إلى أن تُحاصر فكريًا وعلميًا، فتجدها تتملص وتدور في فلك بعيد عن الحقيقة.

مثل هؤلاء لديهم حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من قِبل مجموعة من الأشخاص، يعملون ليل نهار على استقطاب ملايين المشاهدات والاشتراكات من أجل تحقيق مبالغ مالية ضخمة.

أغلبهم إن لم يكن جميعهم، ينتقون حديثهم من خلال ملامسة جراح الناس ويبدون تضامنهم معهم، يسوقون أنفسهم على أن كل علوم الدنيا بين أيديهم، بينما يقول المولى عز وجل: «وفوق كل ذي علم عليم»، أي فوق كل عالم من هو أعلم منه، حتى ينتهي ذلك إلى الله.

ادعاء المعرفة والريادة في كل المجالات أمر مرفوض عقليًا، لكنه أصبح شيئًا واردًا ودارجًا بين فئة من الناس التي تدعي المعرفة والدراية. وهذا التداخل في مجالات العلم والتخصصات أحدث نوعًا من «الجدل والجدال معًا»، فالإنسان مهما حاول التقاط خيوط العنكبوت، فإنه لن يستطيع جمعها، لكن هؤلاء المدّعين يعرفون كيف تؤكل الكتف، وكيف يحصلون على الأموال، حتى وإن أصبح «المحظور متاحًا، والجهل معرفة».

لن نذهب مباشرة إلى شخصية جدلية بعينها بقدر ما سنتحدث بشكل عام، فهناك خط فاصل ما بين تخصص معين والتخصصات الأخرى. فمثلًا، رجل الدين أرى بأنه منوط به وعظ الناس وإظهار الجوانب الإيمانية وإبراز أهميتها، بالمقابل عليه أن يُبعد نفسه عن الأمور الأخرى مثل الإفتاء في الأمور الطبية، والنزاعات السياسية، والتأثيرات الاقتصادية؛ لأن لكل مجال قادته وخبراؤه الذين يمتلكون مفاتيح فهم أسراره، ولا ينبغي الخلط بين التخصصات أو تجاوز حدودها..

إذن، لا يناط به الحديث الإنشائي الذي يجذب الناس إليه وينسبون ما يقوله إليه بفخر واعتزاز. فلكل مهنة إنسانية مكانتها وخصوصيتها التي يجب احترامها، ولا ينبغي خلط الأمور أو تحويل هذه المهن إلى مجرد أدوات للبحث عن المال والشهرة!

أيضًا، من الملاحظ في وقتنا الراهن، كثرة الأشخاص الذين يقتحمون مجال الإعلام من نافذة وسائل التواصل الاجتماعي، ويُطلقون قنواتهم وصفحاتهم الإلكترونية عبر الإنترنت، ويُعرّفون أنفسهم بأنهم إعلاميون مخضرمون في كل المجالات!

إذًا أصبح من الضروري أن يكون هناك تنظيم وترتيب، وفصل الأشياء عن بعضها البعض، وعندما تكتمل الصورة في هذا الشأن، سيصبح كل مجال أو تخصص له إطاره المحدد. ففي غياب هذا الفصل الواضح، وتداخل الأدوار بين «الغرباء والمتطفلين» على مجالات العمل، لن تُحقّق الجهود إسهامات علمية حقيقية، بل ستسود حالة من الارتباك وظهور مفاهيم مغلوطة ومشوّشة، ولن يكون هناك إسهام حقيقي منشود، بقدر ما سيحدث بلبلة وظهور مفاهيم مغلوطة وخاطئة، فالنوايا الحسنة ليست كفيلة بوصول الشخص إلى الأهداف أو النتائج الصائبة بل لابد من العلم والاختصاص والالتزام بالمجال المناسب لضمان تقدُّم حقيقي ومستدام.

مقالات مشابهة

  • انبعاثات بيتكوين الكربونية ضعف البصمة الكربونية لسويسرا
  • حد السحب اليومي من إنستاباي وماكينات الـATM بعد قرار المركزي رسميًا
  • حوادث تحبس الأنفاس… ماذا يجري على كوكب الأرض؟
  • هل يمكن أن يؤثر طعامك على جودة نومك؟ إليك ما يقوله الخبراء
  • كيف يؤثر الكافيين على الدماغ أثناء النوم؟
  • 411 ألف برميل حجم الزيادة.. «أوبك +» ترفع إنتاجها اليومي خلال يوليو
  • يحدث كل 26 ثانية.. هل يمتلك كوكب الأرض قلبا ينبض؟
  • فيديو يثير جدلا علميا.. كوكب الأرض يمتلك قلبا ينبض
  • البصمة الكربونية لحرب إسرائيل على غزة تتجاوز دولا بأكملها
  • شخصيات « خيالية» في كوكب آخر!