مماطلة إسرائيلية في الانسحاب من لبنان.. ومحللون: الحل في الدبلوماسية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
رغم انتهاء مهلة الـ60 يومًا على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يسحب قواته من جنوب لبنان، في وقت تشهد المنطقة عودة العديد من النازحين إلى بلداتهم الجنوبية.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أمريكية فرنسية، كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية بحلول 26 يناير الجاري، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة «يونيفيل»، ومع ذلك، لا يزال جيش الاحتلال يناور على الأرض، حيث بث تحذيرات لسكان الجنوب اللبناني بعدم العودة إلى قراهم، ورفع سواتر ترابية على طرق عدة لمنع العبور، وفقا لـ«القاهرة الإخبارية».
وقال المحلل السياسي اللبناني خليل القاضي، إن ما يجري في جنوب لبنان منذ صباح اليوم يعد ردًا طبيعيًا من الشعب اللبناني، الذي يؤكد حقه في العودة إلى دياره التي هجّرهم منها الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، مؤكدا أنه كان من المتوقع أن يرفض الأهالي الالتزام بالتوجيهات الصادره عن جيش الاحتلال بعد أن ذاقوا مرارة النزوح، واليوم هم يعودون إلى منازلهم وأراضيهم، وفقا لما تنص علية التهدئة لأنهم أصحاب الحق في هذه الأرض مهما حاول الاحتلال أن يسلخهم عنها.
وأكد «القاضي» في تصريحاته لـ«الوطن»، أن الرغبة الإسرائيلية في عدم الانسحاب من المناطق المحتلة تُعد تأكيدًا آخر على أن إسرائيل لا تحترم القوانين والاتفاقيات الدولية، ولا تلتزم بالمواثيق الموقعة، ما يتطلب من المراقبين الدوليين، خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا، اتخاذ مواقف حاسمة تجاه هذا الوضع، مؤكدا أن الشعب اللبناني لن يقبل بما حدث اليوم في الجنوب، وهذا ما أظهرته تحركاتهم وهو دليل على أنهم متمسكون بحقهم في العودة إلى قراهم، وهو حق لا يمكن لأحد أن يوقفهم عن المطالبة به.
وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سجل خرقًا للاتفاقيات وصل إلى ألف خرق، بينما التزم الجانب اللبناني، من شعب ومقاومة وحكومة، بتلك الاتفاقات، كما اعترفت بذلك اللجنة الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار، ما يعكس التزام لبنان بالهدوء رغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
«العاقوري»: يجب دعم الدولة والجيش في موقفهمامن جانبه، يرى المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أنه في ظل استمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، أصبح من الضروري أن نعيد النظر في الوضع بشكل كامل ونقوم بسحب جميع الذرائع، وفي هذه المرحلة، يجب على حزب الله الامتثال بشكل كامل للاتفاق وعدم تقديم أي مبررات لإسرائيل، مؤكدا ضرورة دعم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في موقفهما.
وأشار «العاقوري»، في تصريحاته لـ«الوطن»، أن ما حدث اليوم من اندفاع الشعب نحو الجنوب كان متوقعًا وغير مستغرب، إذ يعكس رغبة اللبنانيين في العودة إلى ديارهم، ومع ذلك، كان من الممكن تجنب سقوط الضحايا لو تم الالتزام بتوجيهات الجيش اللبناني، ما يعكس أهمية ضبط النفس والحرص على تجنب التصعيد، مؤكد أن الجيش اللبناني أصدر بيانًا واضحًا أمس الأول دعا فيه المواطنين إلى الالتزام بتوجيهاته وعدم التوجه إلى البلدات الجنوبية قبل أن يتم تأمين المنطقة وتفكيك الألغام بشكل كامل، وضمان دخول آمن.
وأكد «العاقوري»، أن تحرير الجنوب اللبناني لا يقتصر فقط على المواجهات العسكرية، بل يتطلب أيضًا استخدام سلاح الدبلوماسية بشكل فعال، وأن أمام لبنان فرصة ذهبية للاستفادة من الزخم الدبلوماسي الدولي، والاندفاع نحو تحصيل الدعم، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وعلى الرئيس اللبناني أن يقود هذه العملية بحكمة، باستخدام علاقات لبنان مع الدول الكبرى للضغط على إسرائيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لبنان الاحتلال في لبنان الهدنة في لبنان عودة سكان الجنوب العودة إلى
إقرأ أيضاً:
شهيد وجريح في غارات للاحتلال على بلدات لبنانية في الجنوب
استشهد لبناني الخميس، وأصيب آخر إثر غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على بلدة مرجعيون جنوب لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بسقوط شهيد إثر غارة إسرائيلية استهدفت أطراف بلدتي رب ثلاثين ومركبا في قضاء مرجعيون في الجنوب اللبناني.
وأضافت: أصيب راع أيضا في بلدة الوزاني بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه.
وفجر الخميس، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي عددا من الغرف الجاهزة في بلدة "محيبيب" الحدودية، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وتواصل دولة الاحتلال انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ أواخر العام الماضي، وتنفذ هجمات يومية في جنوب لبنان، كما تواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
وفي الثامن تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ارتكبت دولة الاحتلال أكثر من 3 آلاف خرق له، ما خلّف 204 شهداء و501 جريح على الأقل، وفق بيانات رسمية.