عمّان، الأردن (CNN)-- توالت ردود الفعل "الغاضبة" حيال تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وما كشفه عن خطته حول مستقبل غزة بمكالمة مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، وسط دعوات سياسيين ومراقبين إلى ضرورة "الاشتباك" مع هذه المواقف عبر تحرّك "أردني عربي" دبلوماسي يضم السعودية ومصر ودولا أخرى، لرفض "تهديدات" التهجير والتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية، والتصدي لأية تحديات قد تمس  بالأمن الوطني واستقراره.

التصريحات التي فاجأت الأوساط السياسية والشعبية الأردنية، الأحد، كانت الثانية من نوعها بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية تجميد كل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، باستثناء مصر وإسرائيل، حيث وقّع الأردن مع الولايات المتحدة مذكرة تفاهم في 2022 لمدة 7سنوات بقيمة 10.15 مليار دولار أمريكي، وُصفت بأنها أكبر وأطول اتفاقية من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية، وتم تحويل الجزء الثاني منها كمنحة بقيمة 845.1 مليون دولار نهاية العام المنصرم.

لكن الحديث عن تهجير أهالي قطاع غزة إلى الأردن، اعتبره العضو في مجلس الأعيان الأردني عمر العياصرة، مفاجئا ليس للأردن فقط، بل ولمصر وللنخب السياسية، بما "يضمره" من أهداف استباقية ومتعددة الرسائل والأوجه سياسيا ودبلوماسيا للوصول إلى "تفاوض" و"عقد" صفقات" على المدى الأطول.

ويقول العياصرة في حديث لموقع CNN بالعربية: "هذه مدرسة ترامب.. إثارة الطروحات بأقصاها للتفاوض والذهاب ثم لعقد صفقته. لكن هذا مؤشر على انخراط ترامب في الملف الفلسطيني وفي الضفة الغربية وفي قضايا الضمّ. ولا ننسى تصريحه عندما تحدث عن توسيع إسرائيل".

ويذهب العياصرة إلى القول إن هذه التصريحات "لا تعني الذهاب نحو اشتباك الدولة الأردنية معها ولا المؤسسات الرسمية، بل بالذهاب إلى اشتباك أقل من خلال (الإعلام وقادة الرأي)، حيث صرّح ترامب عن قناة بنما وخليج المكسيك وضم كندا. ليس كل ما يقوله ترامب يريده ولكن ربما أقل من المعلن، ومنها عدم عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة، وأن تقوم كل من مصر والأردن بدرجة أقل بدور أمني أو في إدارة القوة المشتركة التي من الممكن أن تكون في غزة. بمعنى أن إدارة ترامب وإسرائيل، أمام معضلة اسمها اليوم الثاني لغزة بعد الحرب ومن يحكم غزة".

الخطوط الحمراء التي أكد عليها الأردن الرسمي مرارا حيال القضية الفلسطينية والضفة الغربية، تتطلب اليوم إعادة بلورتها بشكل أكثر تصميما مع الموقف الفلسطيني السعودي- المصري"، وفقا للعياصرة.

ويضيف العياصرة: "هذه المواقف الثلاثة المصرية والفلسطينية والسعودية وحتى الإماراتية والقطرية، لابد من بلورتها في إطار مجموعة عربية لرفض الضم بكل أشكاله والتهجير بكل أشكاله وليس الأردن منفردا".

وداخليا، يرى العياصرة أن هناك حاجة إلى ما وصفه "بسكينة عامة " ووقف التراشق المتعلق بما جرى في غزة، وقال إن "المس ببعض المؤسسات السياسية والسيادية في الأردن يجب أن يتوقف". وأضاف: "الداخل يجب أن يكون داعما وليس مشتتا للقيادة في التعامل مع هذه الملفات لأنها ملفات خطيرة ودقيقة. يجب ألا يظهر الأردن مشتبكا مع الولايات المتحدة بشكل فردي بل من خلال مجموعة عربية".

وأعادت التصريحات المثيرة للجدل، الحديث عن الموقف الأردني في مجابهة "صفقة القرن" خلال عهد ترامب السابق في العام 2019، حينما طلب من العاهل الأردني أيضا استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، وأصدرت العديد من القوى السياسية بيانات رافضة لأية مشاريع "تهجير وتصفية للقضية الفلسطينية".

من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء الأردني السابق، الدكتور جواد العناني إلى "اعتماد الدبلوماسية الناعمة" في التعاطي مع الموقف الأمريكي، والاستدارة نحو العمق العربي خاصة إلى السعودية، مع ضرورة مراجعة النفقات العامة.

وقال العناني في حديثه لموقع CNN العربية: "نحن بحاجة ماسة اليوم إلى بناء قاعدة من المعلومات ومن المواقف الواضحة الثابتة في هذا الشأن، والاستعداد لاحتمالات أسوأ مما يبدو على السطح. لابد من إعادة النظر في إنفاقنا المالي وفي سياساتنا الاستثمارية والتجارية حتى تتناسب مع احتمالات زيادة الموقف حدة".

ورأى العناني أن المراجعات الاقتصادية للأردن الذي قدّر عجز الموازنة العامة له للعام 2025 بنحو 2.258 مليار دينار أردني، تعتبر خطوة استباقية لمواجهة أي مواقف أكثر حدة، مثل فرض ضرائب جديدة على الصادرات الأردنية للولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، حيث يقدّر حجم التبادل التجاري البيني بـ3 مليارات دولار أمريكي، بحسبه.

وبيّن العناني أهمية توجيه رسائل طمأنة للشعب الفلسطيني بعد "أكثر من عام من الحرب"، إلى جانب تكثيف التحرك الدبلوماسي على كل الجبهات العربية والدولية، وباتجاه "السعودية والبريطانيين".

وعلمت CNN بالعربية، أن منظمات المجتمع المدني العاملة في الأردن، قد أبلغت مؤخراً كوادرها العاملة بإيقاف كل أنشطة المشاريع الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في إشارة فسرها مراقبون بارتباطها الفوري بقرار وقف المساعدات الأمريكية لمدة ٩٠ يوما.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية القضية الفلسطينية الملك عبدالله الثاني حركة حماس دونالد ترامب غزة

إقرأ أيضاً:

تصريحات نارية من سيناتور أمريكي لدعم قرار «ترامب» بمُصادرة ناقلة نفط

أطلق السيناتور الجمهوري البارز ليندسي جراهام تصريحات حادة، دعا فيها إلى إنهاء نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واصفًا إياه بـ"النظام الإرهابي"، ومؤكدًا أن الوقت قد حان "لتحرير الشعب الفنزويلي من الطغيان". وجاءت تصريحاته في سياق تصاعد التوترات بين واشنطن وكاراكاس.

كما أعلن جراهام تأييده القوي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، معتبرًا أن الخطوة ضرورية لمواجهة ما وصفه بـ"أعمال مادورو غير الشرعية".

خلفية التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا

تأتي هذه التصريحات في ظل علاقات متدهورة منذ سنوات بين واشنطن وحكومة مادورو. فقد فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات الاقتصادية على فنزويلا وشركاتها النفطية ومقربين من الرئيس مادورو، متهمة حكومته بانتهاكات واسعة للحقوق وتزوير الانتخابات.

منذ اندلاع الأزمة السياسية الفنزويلية وتراجع الاقتصاد، دعمت واشنطن أطياف المعارضة، فيما تصف إدارة مادورو الضغوط الأمريكية بأنها "حرب اقتصادية" تستهدف إسقاط النظام.

وشهدت السنوات الماضية عدة مواجهات غير مباشرة بين البلدين، خصوصًا في ملف تهريب النفط، والعقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA، ودعم واشنطن لزعيم المعارضة خوان غوايدو في مرحلة سابقة. كما سبق للولايات المتحدة أن صادرت شحنات نفطية قالت إنها مخصصة لتمويل حكومة مادورو أو حلفائه.

دلالات اللحظة

وينظر إلى تصريحات جراهام على أنها دعم مباشر لسياسات ترامب المتشددة تجاه فنزويلا، ولا سيما في مجال مراقبة الحركة النفطية، وهو ما تعتبره كاراكاس اعتداءً على سيادتها.

تجيء هذه التطورات بينما تعيش فنزويلا مرحلة حساسة سياسيًا واقتصاديًا، وسط تضخم مرتفع وهجرة واسعة، واتهامات متبادلة بين واشنطن وكاراكاس حول النفوذ الخارجي والإجراءات العقابية.

طباعة شارك فنزويلا ترامب جراهام سيناتور أمريكي مادورو ناقلة نفط

مقالات مشابهة

  • مقتل عشرات من المدنيين.. الصومال تصف تصريحات بـ«الإهانة»
  • المؤتمر الأردني-الروماني الطبي يعزز الشراكة الأكاديمية والتدريبية بين البلدين
  • الصحفي احمد العياصرة لرئيس مجلس النواب لا تستغفلو الناس حتى لا تسقطوا من نظرنا
  • القطاع التصديري الأردني يتجاوز الرسوم الأميركية ويحقق أداءً قويًا في 2025
  • الجماعة الإسلامية في لبنان تكشف لـعربي21 خطتها للرد على قرار إدارة ترامب
  • تصريحات نارية من سيناتور أمريكي لدعم قرار «ترامب» بمُصادرة ناقلة نفط
  • آخر مستجدات مفاوضات الأهلي مع الأردني يزن النعيمات
  • الاحتلال ينسف مباني بغزة والأمم المتحدة ترفض تصريحات زامير
  • فاينانشيال تايمز: ترامب يمنح زيلينسكي مُهلة أيام للرد على مقترح السلام
  • الاتحاد الأوروبي يرفض تصريحات ترامب ويؤكد ثقته في قياداته