طشقند.. متحف مفتوح لروائع العمارة الإسلامية بآسيا الوسطى
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
تبرز مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان وأكبر مدن آسيا الوسطى كأحد أكثر الأماكن التي يزورها السياح بفضل مساجدها ومدارسها الدينية التاريخية التي تعد من أبرز نماذج العمارة الإسلامية في آسيا الوسطى.
وتعدّ طشقند واحدة من أبرز محطات طريق الحرير التاريخي، وفي 2009 جرى الاحتفال بمرور 2200 عام على إنشائها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وتجمع المدينة بين المباني الحديثة، والمساجد والمدارس الدينية التي تعود إلى العصور الوسطى، وذلك ما يجعلها وجهة سياحية فريدة.
تضررت المباني التاريخية في طشقند إبان احتلال روسيا القيصرية لآسيا الوسطى، لكنها ما زالت تعكس ماضي المدينة العريق.
وتعتبر مساجد تلة شيخ، وحضرة الإمام، وسوزوك آتا، ومدارس موئي مبارك، وكوكالداش وبركة خان، وأبو القاسم، وأضرحة الشيخ خوند طاهر ويونس خان، في الأحياء القديمة في طشقند، من بين أكثر الأماكن زيارة من قبل السياح المحليين والأجانب.
يعدّ مجمع حضرة الإمام من أبرز الأمثلة على العمارة في آسيا الوسطى، حيث يضم العديد من المباني التاريخية المميزة، وهو من الأماكن الأكثر زيارة من قبل السياح القادمين إلى طشقند.
إعلانيحمل المجمع اسم "حضرة الإمام"، وهو منسوب إلى العالِم الديني أبو بكر القفال الشاشي الذي عاش في القرن العاشر في المدينة التي كانت تعرف سابقا بـ"شاش".
ويعد المجمع واحدا من أهم المعالم التاريخية في العاصمة الأوزبكية طشقند.
يضم المجمع ضريح القفال الشاشي، ومدرستي بركة خان وموئي مبارك، بالإضافة إلى مسجدي تلة شيخ وحضرة الإمام.
ووسط المجمع ثمة ساحة واسعة تتسع لآلاف المصلين في آن واحد، حيث تُصلى فيها صلاة العيد.
بركة خان.. من مدرسة إلى مخزن
تُعد مدرسة بركة خان التي تعود إلى القرن 16 من أقدم المباني في المجمع، وهي تشبه بطرازها العمراني المدارس والمساجد التاريخية في سمرقند.
تتكون المدرسة من 34 غرفة إضافة إلى مسجد وقاعة دراسية وساحة داخلية واسعة.
كان المبنى يستخدم كمؤسسة تعليمية حتى بداية القرن العشرين، ثم تحول إبان حكم الاتحاد السوفياتي إلى مسكن للعمال ومستودع، وبعد ذلك أصبح مقرا لإدارة الشؤون الدينية للمسلمين في أوزبكستان.
مدرسة موئي مبارك تحتضن "مصحف عثمان"يضم مجمع حضرة الإمام أيضا مدرسة موئي مبارك التي شُيدت بين عامي 1856-1857، كما كانت تضم شعرة للنبي محمد.
تعد المدرسة اليوم متحفا، وهي تحتضن "مصحف عثمان" الذي يُعتقد أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان قد أمر بنسخه على جلد غزال في القرن السابع.
ولهذا المصحف أهمية كبيرة في العالم الإسلامي، إذ يُقال إنه نقل من بغداد إلى سمرقند (في أوزبكستان) في القرن 14 بواسطة تيمورلنك.
وبعد نقله إلى سانت بطرسبورغ (في روسيا) عام 1869 إبان احتلال روسيا القيصرية لآسيا الوسطى، أعيد إلى سمرقند في عام 1923 ثم نقل إلى مدرسة موئي مبارك.
كذلك يحتوي المجمع على مسجد تلة شيخ الذي بُني في أواخر القرن 19، بالإضافة إلى مسجد حضرة الإمام الذي بني في عام 2007 بعد استقلال أوزبكستان.
مدرسة كوكالداشتعد مدرسة كوكالداش واحدة من أبرز المعالم التاريخية في طشقند، وتقع في الجزء القديم من المدينة على تلة مرتفعة في ساحة تشارشو.
شيّدت المدرسة في الفترة من 1551 إلى 1575، ويُحتفظ اليوم بالمبنى كمدرسة عصرية تُعلم الدين الإسلامي، إلى جانب كونه أحد المعالم التاريخية.
مدرسة أبو القاسم من أحدث المدارس التاريخية في طشقند، وبناها عام 1850 العالم الديني أبو القاسم من طابق واحد، ثم جدّدت في عام 1864 لتصبح طابقين.
إعلانتتميز المدرسة بمدخلها الضخم ومآذنها المقبّبة، ويضم ساحة داخلية كبيرة تحتوي على حمام تاريخي وقاعة دراسية، فضلا عن العديد من الغرف.
وخلال الحقبة السوفياتية، كانت المدرسة تستخدم كمصنع للألعاب، وتعرضت لدمار كبير، ومع استقلال أوزبكستان رُمّمت في الثمانينيات واستعادت شكلها القديم في التسعينيات.
وتستقطب المساجد والمدارس الدينية التاريخية في طشقند يوميا كثيرا من السياح المحليين والدوليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أبو القاسم من أبرز
إقرأ أيضاً:
9 قطع من أثاراليمن تباع بمزاد في إنجلترا سبتمبرالمقبل
واشار محسن في منشور له على صفحته في " الفيس بوك " ان القطعةالأولى عبارة وعاء برونزي من آثار اليمن من القرن الثالث قبل الميلاد على الأرجح، مع مشهد صيد ونقش مسند بارز أسفل الحافة الداخلية، و"إفريز بارز مع وعل هارب يهاجمه غريفون ورامي راكع في الخلف؛ وردة مركزية؛ سبعة أحرف محفورة على الوجه الداخلي وأربعة على الوجه الخارجي". والغريفون أو الفتخاء "حيوان أسطوري له جسم أسد، ورأس وجناحي عقاب، ويماثله بحسب ويكيبيديا "أبو الهول، ولكن الفرق أن رأس أبي الهول رأس إنسان وجسمه جسم أسد".
مشيرا الى ان الوعاء من مجموعة صالح الألمانية عام 1970م ، ثم من مجموعة بريطانية لاحقاً. وخضع ، بحسب موقع المزاد، للفحص في قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة، وهو مرفق بشهادة بحث رقم ١٢٨٠٩-٢٤١٣٢٤.
أما القطعةالثانية رأس رجل من أواخر القرن الثاني الميلادي، "منحوت بشكل دائري مع عيون عميقة وأنف معقوف عريض؛ شعر ولحية قصيرة مصممة بسطح منقط؛ رقبة نحيلة"، عرضت في مزاد دار كريستيز، نيويورك في ٧ ديسمبر ١٩٩٥م، وبحسب موقع المزاد، للفحص في قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية المسروقة، وهو مرفق بشهادة بحث رقم ١٢٢٦٢-٢٢٢١٢٧.
والقطعة الثالثة رأس امرأة من المرمر من القرن السادس أو الرابع قبل الميلاد، "مآخذ لقبول عيون مرصعة، آذان منحوتة تقريبا موضوعة في الأعلى، أنف ممدود، الجزء العلوي من الرأس مقطوع بشكل مسطح عند خط الشعر، الجزء الخلفي من الرأس مقطوع بشكل خشن".
والقطعة الرابعة تمثال من المرمر لرجل مع اسم محفور بالمسند أسفل الذقن ( ك ل ب م) من القرن الثالث قبل الميلاد، "على خلفية مستطيلة، تجاويف ضحلة وحواجب مضلعة، أنف ووجه ممدودان، فم محدد بشكل خافت بخط مستقيم محفور، آذان كبيرة بارزة؛ آثار لحية تحت الذقن، خطوط عمودية تمثل الشعر".
والقطعة الخامسة لوحة من المرمر من جنوب شبه الجزيرة العربية عليها رأس ثور، تعود إلى القرنين الثالث والأول قبل الميلاد، " تتكون من لوحة مربعة برأس ثور في نقش، وعيون مخططة وخياشيم متسعة، وخصلة كثيفة من الشعر مرتبة بين العينين، وورقة أكانتس بين قرون منحنية"، كانت من مجموعة بريطانية، في تسعينيات القرن العشرين، وبعد عام 2000م أصبحت ضمن "مجموعة خاصة، السيد م. ف.، رجل أعمال مقيم في لندن".
والقطعة السادسة رأس رجل من المرمر من جنوب شبه الجزيرة العربية من القرن الثالث قبل الميلاد على الأرجح، " فم صغير مرتفع بشكل حاد في المنتصف، أنف كبير مع انخفاضات زاوية للمنخر، تجاويف عين عميقة لتقبل التطعيم، جفون علوية وسفلية ذات حواف مستديرة، حواجب تتناقص نحو الطرف الخارجي؛ آذان منحوتة، الجزء العلوي من الرأس مقطوع بشكل مسطح عند خط الشعر" كانت من مجموعة بريطانية، في تسعينيات القرن العشرين، وبعد عام 2000م أصبحت ضمن "مجموعة خاصة، السيد م. ف.، رجل أعمال مقيم في لندن".
والسابعة عبار عن وعاء مزخرف من المرمر من القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد، "سطحه ضحل، بحافة مشطوفة، ودوائر متحدة المركز على واجهته الداخلية، مع أقواس على طبقتين؛ وقشرة بحرية على الواجهة الخارجية". كانت من مجموعة خاصة في المملكة المتحدة قبل عام 2000م، تم اقتناؤها من سوق الفن في المملكة المتحدة، ثم أصبحت من "مجموعة خاصة، لندن، المملكة المتحدة".
والقطعة الثامنة طاولة قرابين من آثار اليمن مع نقش غير واضح من القرن السادس قبل الميلاد، "مع ثلاثة أرجل قصيرة موزعة على شكل حرف دي بالإنجليزية وقناة مع شفة صب، على الجانب الآخر، على الحافة المسننة". تظهر في النقش بعض الحروف الفينيقية مما يثير الشك حول هذه القطعة.
والقطعة التاسعة تمثال إثارة مع نقش بالمسند، من القرن الأول قبل الميلاد، وزنه 380 جرام، يصور رجل وأمرة في حالة علاقة حميمية، وبحسب د. فيصل البارد (2024م) فإن هذا النوع من التماثيل يعتبر "تقدمة نذرية للتكفير عن خطيئة الزنا (من معثورات المعابد)، وهنا يتضح الغرض الوظيفي له كقربان تكفيري يوضع في المعبد للاعتراف بالخطيئة والتكفير عنها، وفي ذلك إشهار للذنب أمام الزائرين للمعبد" طلباً للتوبة.