العودة الصغرى إلى غزة تُحيي آمال عودة الفلسطينيين إلى كامل أراضيهم (شاهد)
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
جاءت عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، الذي تتشكل معظم بنيته الديموغرافية من اللاجئين بشكل أساسي، لتعيد إحياء "ثابت العودة"، وهو أحد أبرز الثوابت الفلسطينية، وذلك تزامنا مع مناسبة الإسراء والمعراج المرتبطة دينيا بمدينة القدس، وذكرى تحريرها أيضا في زمن صلاح الدين، ضمن التقويم الهجري.
ويضم قطاع غزة نحو 1.
ومع دخول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي مرحلة السماح بعودة النازحين، بدأت مسيرة "العودة الصغرى" بالسير نحو الجزء الشمالي من القطاع، في مشهد قد يعتبر الأول من نوعه في تطبيق حق العودة إلى الأراضي التي أخرج الفلسطينيون منها.
"على عكس خطى جدي"
يقول سالم (34 عاما) إنه جده الذي توفي قبل سنوات طالما أخبرهم عن ظروف الخروج من مدينة يافا خلال أحداث النكبة، وأنه اضطر للسير حتى مدينة غزة على طول الخط الساحلي في مسافة تقدر حاليا بأكثر من 66 كيلومتر.
ويضيف سالم لـ"عربي21" أن جده واصل المسير حتى وجد شجرة يرتاح تحتها، في ظلها وجد صندوق زراعي فيه بقايا حصاد نبات الفجل، وأنه أسرع في تناوله من شدة الجوع دون أن يلتفت إلى طعمه الحار، موضحا "سيدي طالما كان يقول هذه القصة بطريقة مضحكة، واليوم طوال الوقت وأنا أفكر فيها".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ويؤكد "طوال عمري وأنا أحلم في العودة إلى مدينة يافا، وسيدي كان يحلم بذلك أيضا، على اعتبار أن بلدنا الأصلي ليست غزة، لكن اليوم طوال فترة مسيرتي من جنوب قطاع غزة إلى شماله وأنا أتذكره وأتذكر القصة وأقول لنفسي: أعود اليوم يا سيدي لكن إلى غزة وليس إلى يافا، ولم أتناول اللفت مثلك".
ويكشف سالم أنه عاد أخيرا إلى بيته في شمال غرب غزة وأنه طوال هذه السنوات احتفظ بلهجته اليافاوية التي اكتسبها عن والده وجده، قائلا: "اليوم أنا من غزة أكثر من أي وقت مضى، لكن مازلت أحلم بالعودة إلى يافا، وطالما تحققت العودة إلى غزة بعد حرب مجنونة وحالة يأس، فالحلم يمكن تحقيقه".
بدوره، يقول كامل إنه فقد بيته خلال شهور الحرب الأولى وحاليا لا يوجد مكان حقيقي يمكنه العودة إليه نظرا لأن بيته كان عبارة عن شقة ضمن عمارة سكنية كبيرة، موضحا "حتى خيار وضع خيمة على ركام العمارة قد لا يكون متاح، لذلك عمل على مغادرة القطاع نحو مصر، وهي فرصة تحققت قبل أيام من إغلاق وتدمير المعبر".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ويضيف كامل لـ"عربي21" أنه "في اللحظة التي غادرت فيها البوابة المصرية من معبر رفح شعرت بضيق شديد ورغبة في البكاء والعودة إلى غزة.. والله دون مبالغة، تمالكت نفسي ودعوت الله ألا يجل ما مضى أخر عهدي بغزة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ويوضح "حاليا أنا أنتظر اللحظة التي أعود فيها إلى غزة وأنا غير مصدق إمكانية حدوث ذلك فعلا، طول شهور تواجدي خارج غزة ربما فقدت قدرتي الدائمة على التحمل والمواصلة، ربنا المشهد من خارج غزة يجعلك غير مصدق أن ذلك يحدث فعلا في مكان ما في هذا العالم، ولو أنني لم أعيش شهور طويلة من الحرب لما صدقت أهوالها ومدى قوة وصمود أهلها".
ويؤكد كامل "أشاهد اليوم جموع العائدين وكم أتمنى أن أكون وسطتهم وأنا حريص على قرب زوجتي وأولادي مني حتى لا نفترض بين الأعداد الكبيرة، وأنا أحمل الأمتعة البسيطة التي بحوزتنا تجهيزا لمرحلة جديدة في غزة".
ويختم أنه "ساعمل على العودة إلى غزة بشكل سريع عندما تتضح الآلية لذلك، أريد رؤية المدينة وأقاربي وأصدقائي، وصراحة كان نفسي أعيش هذه اللحظات في أول يوم من العودة".
"عودة العودة"
عملت قضية قطاع غزة وأزمة النازحين التي استمرت أكثر من 15 شهرا على تصاعد التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وإعادة تصعيد مسألة حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي أخرجوا منها بالقوة.
وشهدت مدينة مانشستر البريطانية البارزة مسيرة تضمنت حمل مجسم كبير لمفتاح خشبي، وهو ما يرمز إلى مفاتيح البيوت الفلسطينية القديمة التي هُجر أهاليها منها في أحداث النكبة عام 1948.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات "الحرية لفلسطين" وحملوا الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تطالب بعودة اللاجئين إلى أراضيهم وبيوتهم.
والمفتاح هو أحد أهم الرموز التي يعبر الفلسطينيون بها عن تمسكهم بحق العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948 بعد النكبة، عندما تمّ تهجير أكثر من نصف سكان فلسطين الانتدابية، بعد مرور 77 عاما و15 شهرا من حرب الإبادة، يظل المفتاح رمزا قويا وتذكيرا بحق الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم.
ويأتي إعادة التركيز على قضية العودة واللاجئين وسط هجوم واسع ضد وكالة "الأونروا" وعملها في إغاثة وتمكين اللاجئين والنازحين، وأحدث مستجدات ذلك تلقي الوكالة أمرا من حكومة الاحتلال بإخلاء مقراتها وإيقاف كل عملياتها في شرق القدس المحتلة.
وأيد الكنيست الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي قانونا يحظر عمل "الأونروا" ويمنع التواصل معها.
وقالت الأونروا إن أمر إيقاف العمليات يتعارض مع التزامات "إسرائيل" الدولية بصفتها من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، قال في تصريحات قبل نحو أسبوع، إن الوكالة عازمة على مواصلة العمل في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بعد دخول حظر الاحتلال على عملياتها حيز التنفيذ في 30 يناير/ كانون الثاني.
توافق المناسبات
بدأت الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لتشابه حرب 1973 التي انطلقت في السادس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر أيضا، إلا أن عودة النازحين التي قد تعتبر الناهية الحقيقية للحرب جاءت في 27 كانون الأول/ يناير 2025، الموافق 27 من شهر رجب 1447 هجرية.
وشهد تاريخ 27 رجب أحداثا تاريخية ودينية بارزة متعلقة بفلسطين، وأولها مناسبة الإسراء والمعراج، التي حدثت قبل التاريخ الهجري ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، وهي من معجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومن الأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية.
وخلال هذه الليلة الله أسرى نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلا من المسجد الحرام بمكة، إلى بيت المقدس، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئا، ولكن النبي محمد أصر على تأكيدها وأنه انتقل بعد ذلك من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، وسُميت سورة الإسراء على اسم الحدث.
وفي نفس التاريخ العربي من عام 583 هجرية، تمَّ الاتفاق بين القائد الإسلامي صلاح الدين، وباليان وهو قائد آخر قوات صليبية كانت في القدس، على تسليم المدينة وفقاً لبعض الشروط، وجرة التحرير يوم الجمعة في 27 رجب.
وبتحرير القدس انهارت أمام صلاح الدين معظم المدن والقلاع الأخرى، والمواقع التي كانت لا تزال تحت سيطرة الصَّليبيين في معظم أنحاء بلاد الشام، ودخل صلاح الدين القدس في 27 رجب وكانت ليلة الإسراء، فأمر بأن يوضع على كلِّ بابٍ من أبواب المدينة أمير من أمراء الجيش لكي يتسلَّم الفدية من الصليبيين الخارجين من المدينة، ويحتسبها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية عودة النازحين غزة العودة غزة العودة مفتاح العودة عودة النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صلاح الدین العودة إلى قطاع غزة أکثر من إلى غزة
إقرأ أيضاً:
عودة قرابة 120 ألف لاجئ سوري من الأردن إلى بلادهم
#سواليف
عاد ما يقارب 120 ألف #لاجئ_سوري مسجّلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من #الأردن إلى #سوريا، منذ سقوط بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024 وحتى 19 تموز الحالي.
وأشارت المفوضية، في تقرير اطلعت عليه “المملكة”، إلى أن وتيرة العودة شهدت تراجعًا ملحوظًا منذ 17 تموز الحالي، تزامنًا مع الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا. وقالت: “أدى التدهور الأمني في السويداء إلى إثارة مخاوف كبيرة بين اللاجئين، ما دفع نسبة منهم إلى تأجيل خطط العودة في ظل الغموض الذي يلفّ الوضع الأمني هناك.”
وبحسب #بيانات #المفوضية، انخفض متوسط عدد ا#لعائدين يوميًا خلال الأسبوع الماضي إلى نحو 840 لاجئًا، مقارنة بـ1,200 لاجئ يوميًا في الأسبوع الذي سبقه، رغم استمرار حركة عبور السوريين من الأردن إلى سوريا عبر معبر جابر الحدودي، بما في ذلك لاجئون قادمون من مصر عبر الأراضي الأردنية.
مقالات ذات صلة قافلة إغاثية للمستشفى الميداني الأردني جنوب غزة / 7 2025/07/30ويُشكّل النساء والفتيات نحو 48% من إجمالي العائدين، فيما يُمثل الأطفال حوالي 43%، أما الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، فيُشكّلون نحو 20%.
وأضافت المفوضية أنها سهلت، خلال الفترة من 22 إلى 24 تموز، نقل حوالي 530 لاجئًا من عمّان، وإربد، ومخيم الأزرق.
وذكرت أن نحو 20% من اللاجئين الذين كانوا يعتزمون العودة خلال هذا الأسبوع، طلبوا تأجيل سفرهم بسبب الظروف الأمنية في سوريا.
وبيّنت مفوضية اللاجئين أنه منذ بدء عملية النقل في 20 كانون الثاني 2025، دعمت ما يقرب من 6,300 لاجئ في العودة إلى سوريا.
وأظهر مسح النوايا الإقليمي، الذي أُجري في بداية العام الحالي، أن 40% من اللاجئين على مستوى الإقليم يرغبون في العودة إلى ديارهم، فيما بلغت النسبة في الأردن 27%.
وتتوقع المفوضية السامية للاجئين في الأردن، بنهاية العام الحالي 2025، عودة نحو 200 ألف لاجئ سوري من المسجّلين لديها.