قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ مصر كانت دائماً داعمة للتهدئة، باعتبارها رائدة عملية السلام فى المنطقة، ورغم التحديات التى تواجهها، لا تزال تحتفظ بموقعها القوى فى حل النزاعات والتواصل بين جميع الأطراف المعنية.. وإلى نص الحوار:

الدور المصرى سيظل محوريا فى المستقبل

كيف تُقيّم الدور المصرى فى التوسّط لوقف إطلاق النار فى غزة؟

- مصر حريصة منذ بداية الحرب على وقف إطلاق النار، لأن هذا يُمثل جزءاً من أمننا القومى، فغزة هى بوابتنا الشرقية، ولا يمكن لمصر أن تبقى بعيدة عن هذه الأزمة، كما أن مصر تدرك تماماً أنّ النزاع بين حركة مقاومة تحارب من أجل الاستقلال ودولة احتلال مدعومة من الغرب، وبالتالى كان من الضرورى أن تلتزم بالمساهمة فى التوسّط لوقف القتال، ومنذ البداية سعت مصر لتحقيق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيداً لحل عادل للقضية الفلسطينية.

أما الاتفاق الذى تم التوصل إليه فكان من المفترض تنفيذه فى مايو من العام الماضى، لكن إسرائيل لم تلتزم به بعد أن وافقت عليه، حيث اعتقدت أنها يمكن أن تفرض شروطاً جديدة، مما أدى إلى تأجيله، ورغم هذا، استمرت الجهود المصرية بشكل متواصل.

ما تحديات عملية الوساطة؟

- التحديات التى واجهت مصر كانت متعدّدة، من بينها التحدى الموضوعى، الذى يتمثّل فى تعنّت إسرائيل وإصرارها على مواصلة العدوان وقتل أكبر عدد من المدنيين فى غزة، فى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بدعم أمريكى، أما التحدى الآخر فكان إجرائياً، ويتعلق بصعوبة التواصل مع القيادة الفلسطينية، خصوصاً مع حركة حماس، التى تُسيطر على قطاع غزة، إذ كان التواصل مع حماس يتم عبر وسائل بدائية للحفاظ على سرية المفاوضات وعدم رصدها من قِبل الأجهزة الإسرائيلية، بالإضافة إلى ذلك، كانت المماطلة الإسرائيلية تقف حجر عثرة أمام الوصول إلى اتفاقات نهائية، حيث كانت إسرائيل تضيف شروطاً جديدة فى كل مرة يتم التوصّل فيها إلى اتفاق، مما يزيد تعقيد الوضع، ومع ذلك استطاعت مصر التوصل إلى مرحلة حاسمة فى عملية التفاوض التى تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية وتسليم الأسرى.

كيف ترى الدور المصرى فى ملف غزة؟

- الدور المصرى سيظل محورياً فى المستقبل طالما أن القضية الفلسطينية لم تجد حلاً دائماً، ومصر تعتبر مدافعاً رئيسياً عن القضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، ولها دور أساسى فى السعى لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، إذ تتمسّك مصر بموقفها الثابت فى دعم حقوق الفلسطينيين، وهذا يجعل دورها مستمراً.

ما أهمية الوساطة المصرية بالنسبة لعلاقات مصر مع الفلسطينيين وإسرائيل؟

- مصر تحاول أن تظل عنصراً دائماً للتهدئة، باعتبارها رائدة فى عملية السلام بالمنطقة، ورغم التحديات التى تواجهها، فإن مصر لا تزال تحتفظ بموقعها القوى فى حل النزاعات والتواصل بين جميع الأطراف المعنية، وتسعى دائماً للحفاظ على التوازن بين دعمها الكامل لحقوق الفلسطينيين وحفاظها على علاقاتها مع إسرائيل، وعبر دورها كوسيط، تمكنت مصر من تعزيز علاقاتها مع الفلسطينيين من خلال تقديم الدعم الإنسانى والمساهمة فى التوصل إلى حلول سلمية، كما أن مصر، من خلال الوساطات، تؤكد موقفها الثابت فى دعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولى، بما يُعزّز مكانتها فى محافل السلام العالمية.

تحديات إعادة إعمار غزة

عملية إعادة الإعمار بعد العودة عملية معقدة، نظراً للدمار الكبير الذى لحق بالبنية التحتية فى غزة، إذ تلعب مصر دوراً محورياً فى عملية إعادة الإعمار، حيث تقدّم مساعدات كبيرة عبر معبر رفح، وهذه المساعدات تشمل مواد البناء، والأدوية، والمساعدات الغذائية، والحكومة المصرية تتعاون مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة و«الأونروا»، لتنسيق جهود الإغاثة، فى ما يخص الجانب الطبى، حيث يتم تنظيم عمليات نقل المرضى والمصابين عبر معبر رفح لتلقى العلاج فى مصر، وهذا جزء من الدعم الإنسانى المستمر، أما بالنسبة لإعادة الإعمار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية غزة تصفية القضية الفلسطينية وزارة الخارجية القضیة الفلسطینیة الدور المصرى

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وقف تغول الاحتلال الإسرائيلي

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بإجراءات عملية وفورية لوضع حد لتغول الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وجددت الخارجية الفلسطينية تحذيرها من مخططات الاحتلال الإسرائيلي المتسارعة الرامية لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة وتعميق جرائم الإبادة والتهجير والضم ضد الشعب الفلسطيني، وتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن ذلك يترافق مع تعميق وتوسيع الاستيطان وبناء عشرات البؤر العشوائية والاستيلاء على مساحات واسعة من الضفة الغربية، بحجة الاستيطان الرعوي والأغراض العسكرية الاستعمارية، وتقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية، والاستهداف المتصاعد للمقدسات.

مقالات مشابهة

  • “يتحدث نيابة عن نفسه”.. الخارجية الأمريكية ترفض تصريحات سفيرها لدى إسرائيل بشأن الدولة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • "يتحدث نيابة عن نفسه".. الخارجية الأمريكية ترفض تصريحات سفيرها لدى إسرائيل بشأن الدولة الفلسطينية
  • إنماء طرابلس والميناء هنأت قوى الأمن بعيدها: كانت وستبقى أحد مداميك لبنان القوي
  • سفينة مادلين.. وزير الخارجية الفرنسي: أحد مواطنينا الستة وافق على ترحيله من إسرائيل
  • %32 حصة الإمارات من إنفاق السياح بالشرق الأوسط في 2025
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزير الصحة الفلسطيني السابق يشيد بنهضة المملكة خلال 30 عامًا من زياراته
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • وزير الأوقاف المصري الأسبق يُشيد بجهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام