موقع النيلين:
2025-05-25@04:59:49 GMT

مشاهير سودانيون فاتهم قطار الزواج!

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

مشاهير سودانيون فاتهم قطار الزواج!
بقلم: د. عثمان أبوزيد
يقول مثل سوداني: “أول كعوبية العزوبية”!
زارني في الأسبوع الماضي الباحث والمؤرخ الأردني أحمد العلاونة، وأهداني كتابه الجديد (أعلام العُزاب في العصر الحديث). الأستاذ أحمد يؤلف على طريقة الجاحظ صاحب كتاب: (البُرصان والعُرجان والعميان والحولان)، وهو من نوادر كتب الجاحظ، أحصى فيه ذوي العاهات من الأعلام والشعراء والمشاهير.

أداعب الأستاذ أحمد: وهل في النية تأليف كتاب عن البرصان والعرجان والعميان في العصر الحديث؟ فيجيبني بكل جدية: ربما لا يكون ذلك مقبولا الآن.

عندما كتب أحمد العلاونة كتابًا سابقًا في هذا السياق وربما هو كتاب المئة في تراجم من بلغ المئة أو كتابه آباء وبناتهم في الثقافة والعلم، قلت له: إنك لم تذكر شخصًا واحدًا من السودان، فوعد بأنه في كتبه اللاحقة سوف يهتم بذلك.

وقد أوفى بالوعد في كتابه عن أعلام العزاب، إذ جاءت صورة الشاعر إدريس جماع تتصدَّر صور مشاهير العزاب. قال المؤلف في مقدمة الكتاب إنه رجع إلى المصادر الموثوقة من خلال علاقاته الشخصية والتواصل مع بعض العلماء، وأورد أسماء طائفة؛ ذكر منهم شخصي.
وكنت بالفعل زودته بمجموعة من أسماء مشاهير السودانيين الذين فاتهم قطار الزواج، غير أن الكاتب اجتهد واستقصى آخرين.

ويورد الكاتب نبذة قصيرة عن الشخصية. لما تناول الشاعر إدريس جماع اعتمد على معلومة خاطئة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، واجتهدنا في تصحيحها دون جدوى، وهي أن أبيات: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه، هي لإدريس جماع. والأبيات في الحقيقة للشاعر المصري عبد الحميد الديب، ونقل عن جماع أيضًا أنه سافر إلى لندن ولم يُعرف عن جماع سفر إلى لندن.

وجاء اسم التجاني يوسف بشير الشاعر المعروف الذي توفي صغيرًا، والذي عاش سنواته الأخيرة مريضًا.

والأسماء مرتبة حسب الأبجدية، فالتالي هو اسم حسين بازرعة الشاعر الغنائي، وبعده السياسي المعروف الشريف حسين الهندي. وقد ذكر البعض أن الشريف حسين تزوج. وقد يكون تزوج لفترة محدودة لذا لم يُحسب في عداد المتزوجين. أذكر أن البروفيسور عبد الله الطيب عندما شرح قصيدة الزمخشري: قامت لتمنعني المسير تماضر، قال بأن الزمخشري لم يتزوج، وتماضر المذكورة هنا ليست بزوجة له وإنما هي كناية عن الدنيا. أستاذنا الطيب نقل المشهور عن الزمخشري، والحقيقة أنني وقفت على قصة زواج الزمخشري، فقد تزوج لوقت قصير وندم على زواجه وأوصى غيره بتجنب الزواج، وجاء في ديوانه:
تزوجتُ لم أعلم وأخطأت لم أصب
فيا ليتني قد مِتُّ قبل التزوّج
فوالله ما أبكي على ساكني الثرى
ولكنني أبكي على المتزوج
وبالترتيب نفسه يأتي ذكر صلاح أحمد إبراهيم الشاعر والدبلوماسي المعروف. وددت لو أن الكتاب يتسع لمزيد من البوح عن أمثال صلاح، وهو من هو، ونقل بعض روائعه الشعرية التي منها ملحمته عن الموت:
يا زكي العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظى
وبنيران لها ألف لسان قد تلظى
ضُع على ضوئك في الناس اصطبارا ومآثر
مثلما ضوَّع في الأهوال صبرًا آل ياسر
فلئن كنت كما أنت عبق
فاحترق…
نعاه د. ضياء الدين يوسف جميل في صحيفة السوداني بكلام جميل:
يا حزن أهل صلاح على الأرض الجدباء متى تورق، ومهما يكبر في العين جمال الكون وتتعاظم أفراح الناس، تبقي ثغرة حزن تنفذ منها كل الأوجاع المخبوءة!

وفي كتاب (العزاب) يحمل الناقد والقاص والصحفي السوداني معاوية محمد نور رقم (128)، أما آخرهم ذكرًا فهو منصور خالد السياسي والكاتب ذائع الصيت.

ويحفل الكتاب بأسماء كثيرة، منهم من عرفناه لشهرته في العزوبية مثل عباس العقاد وعبد الحليم حافظ ورشيد كرامي، لكن لم أعرف أن إجلال خليفة وف عبد الرحيم منهم، وكلاهما درّس في جامعة أم درمان الإسلامية.

وعرض الكاتب للأسباب التي دفعت هؤلاء للعزوف عن الزواج، وفيهم خمسة من الرهبان لم يتزوجوا لسبب ديني. وبعضهم تفرغ للعلم تفرغًا تامًا حتى أنساه الانشغال بالعلم إكمال نصف الدين، من أمثال جمال حمدان المصري صاحب الكتاب الشهير شخصية مصر، ومحمد حميد الدين الهندي.

وكان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة قد ألف في الثمانينيات كتابًا سماه: (العلماء العُزاب الذين آثروا العلم على الزواج).

بقلم: د. عثمان أبوزيد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: کتاب ا

إقرأ أيضاً:

علم الوثائق والأرشيف.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب

أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان "علم الوثائق والأرشيف: رؤى جديدة" للدكتورة أماني محمد عبد العزيز، وذلك في إطار دعمها للمجالات العلمية والثقافية المتخصصة.

يُعد الكتاب مساهمة علمية مهمة في مجال الوثائق والأرشيف، حيث يقدم مجموعة من الدراسات الحديثة التي تسعى إلى تكوين رؤية واقعية ومتكاملة لهذا التخصص الحيوي، بما يعزز من قدرة المتخصصين العرب على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال.

وتؤكد المؤلفة في دراساتها على الأهمية الكبرى للوثائق والأرشيف، باعتبارهما ذاكرة المؤسسات وركيزة أساسية لحفظ المعلومات التاريخية والإدارية، سواء على مستوى الهيئات الحكومية أو المؤسسات الخاصة. كما يشير الكتاب إلى أن الأرشيفات أصبحت مؤسسات معلوماتية متكاملة تقدم خدمات متنوعة لفئات مختلفة من المستفيدين، وهو ما يتطلب تطوير أساليب العمل وتحديث الخدمات بما يتماشى مع المتغيرات العالمية.

ويبرز الكتاب الفجوة بين الدول العربية والدول المتقدمة في مجال الدراسات الوثائقية، موضحًا أن الأخيرة سبقت في وضع المعايير والإرشادات التي تناولت التخصص من جوانبه الإدارية والثقافية والتاريخية. ومن هنا تنبع أهمية هذا الإصدار في تقديم نموذج معرفي عربي يسعى إلى سد هذه الفجوة من خلال دراسات مواكبة وحديثة.

يُعد هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة العربية، ويُنتظر أن يسهم في تطوير أداء العاملين في مجال الوثائق والأرشيف، ويعزز من وعي المؤسسات بأهمية التوثيق والأرشفة في حفظ الذاكرة المؤسسية وخدمة المجتمع.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين علم الوثائق والأرشيف أماني محمد عبد العزيز

مقالات مشابهة

  • كمبالا: لاجئون سودانيون ينددون بـ «انعدام الشفافية» ويتهمون منظمة دولية بالفساد
  • كمبالا: لاجئون سودانيون ينددون بـ”انعدام الشفافية” ويتهمون منظمة دولية بالفساد
  • أخبار الفن.. عمرو سلامة يصدم جمهور أحمد حلمى.. وهيدى لا تمانع الزواج من غير ديانتها
  • الحقيقة من منظور فلسطيني.. «طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟» كتاب جديد لـ حسين عبد الغني
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. مشروع استيطاني أم فشل استعماري؟ كتاب يجيب
  • أدعية الصباح من الكتاب والسنة.. رددها الآن تحل عليك البركة والطمأنينة
  • رسائل حب من اليمن إلى قطر قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
  • علم الوثائق والأرشيف.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • بعد عام من الزواج.. يكتشف أنه امرأة
  • حين يتكلم البسطاء... هل للأنثروبولوجيا ما تقوله عن الثورات؟ كتاب يجيب