يحتفل الآلاف من مريدي واتباع الطرق الصوفية ومحبي آل البيت في مصر والعالم الإسلامي، اليوم الثلاثاء بمولد السيدة زينب رضي الله عنها. 

ونرصد في هذا التقرير معلومات مهمة عن السيدة زينب بنت السيدة فاطمة رضي الله عنهما. 

هي السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها، وأمها: السيدة فاطمة البتول، بضعة سيدنا الرسول، وأبوها: سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه، وجدتها: السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله تعالى عنها، وأخواها الشقيقان: الإمام أبي محمد الحسن، والإمام أبي عبد الله الحسين رضي الله عنهم جميعًا.

وُلدت السيدة زينب، بعد مولد الحسين بسنتين، ويقال أن كلاهما ولد في شهر شعبان، أمَّا هي ففي السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، فعاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسَمَّاهَا الرسول «زينب»؛ إحياءً لذكرى ابنته (السيدة زينب) ومعنى زينب: الفتاة القوية المكتنزة الودودة العاقلة.

واشتهرت السيدة زينب بجمال الخِلقة والخُلُقِ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة، وبالكرم وحسن المَشُورَةِ، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها؛ لبُعْدِ نظرها وقوة إدراكها.

تزوجت بابن عمها عبد الله بن جعفر (الطيَّار) بن أبي طالب، وكان عبد الله هذا فارسًا شهمًا نبيلًا كريمًا، اشتهر بأنه (قطب السخاء)، وهو أول طفل ولد أثناء الهجرة الأولى بأرض الحبشة، وهو يكبُر (زينب) بخمس سنوات؛ أي إنه عاصر إشراق النبوة عشر سنوات، ومنه أنجبت ذكورًا وإناثًا، ملئوا الدنيا نورًا وفضلًا، وهم: جعفر، وعلي، وعون الكبير، ثم أم كلثوم، وأم عبد الله، وإليهم ينسب الأشراف الزَّيَانِبَة، وبعض الأشراف الجعافرة.

ولمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد (يزيد بن معاوية) شاركته السيدة زينب في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها.

ولما استشهد سيدنا الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه! هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح»، فلم تبقَ عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف.

كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتَّسَرِّي، وحَمَى الله عليًّا الأصغر زين العابدين من القتلِ، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، واستمرَّت في الثورة على الفساد ولا تزال، ولقبت زينب بلقب (بطلة كربلاء زينب).

رحلتها السيدة زينب إلى مصر


وَلَمَّا أعادوها رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقَوا رأس الحسين بدمشق ليطوفوا به الآفاق؛ إرهابًا للناس، أحسُّوا بخطرها الكبير على عَرْشِهِم، فاضطروها إلى الخروج، فَأَبَتْ أن تخرج من المدينة إلا محمولة، ولكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت.


فدخلتها في أوائل شعبان سنة 61 من الهجرة، ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في (بُلْبَيْس) بُكَاةً معزِّين، واحتملها والي مصر (مسلمة بن مخلد الأنصاري) إلى داره بالحمراء القُصوى عند بساتين الزهري (حي السيدة الآن).


وكانت هذه المنطقة تسمى (قنطرة السباع) نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد، حيث توفيت في مساء الأحد (15 من رجب سنة 62هـ)، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار (مَسْلَمَةَ) التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن. وقد توفيت، وهي على عصمة زوجها (عبد الله)، وأمَّا قصة طلاقها منه فكذب من وضع النواصب (خصوم أهل البيت)، أو هي على أحسن الأحوال وَهْمٌ واختلاط وتشويش على أهل البيت من المتمسلفة.


كان المسجد الزينبي الذي هو بيت أمير مصر مَسْلَمَةَ بن مخلد قائمًا على الخليج المصري، عند قنطرة على الخليج كانت تسمى (قنطرة السباع)؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.


ومشهدها ترياقٌ مجرَّبٌ، ترفع فيه التوسلات إلى الله، وتستجاب فيه الدعوات، وأمَّا ما قد يكون فيه أحيانًا -كما يكون في غيره- من بعض المخالَفَات لظاهر الشرع الشريف؛ فهو من أثر الجهل، الذي يخفف من سوئه حسن نية أصحابه وسلامة اعتقادهم، والحمد لله.


ويجب أن تسمى الأشياء بأسمائها، فلا يُسَمَّى الجهل شركًا ولا كفرًا، وأمَّا من ينكرون وجود قبرها بمصر فهم خصوم أهل البيت الذين يكرهون أن يحيا لهم ذكر، أو يعرف لهم قبر، ولا اعتبار لأقوالهم على الإطلاق بعد أن ألزمناهم الحُجَّةَ التي لا تدفع بالتهريج والغل الدفين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيدة زينب سيدنا الحسين السيدة فاطمة السيدة خديجة مولد السيدة زينب سيدنا النبي المزيد السیدة زینب أهل البیت رضی الله عبد الله

إقرأ أيضاً:

بالصورة.. تفاصيل تدابير سير في المحيدثة تزامناً مع تشييع زياد الرحباني

أعلنت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل، الإجراءات المتعلقة بتدابير السير الخاصة بتشييع الفنان الراحل زياد الرحباني، اليوم الإثنين.     للإطلاع على التدابير، إليكم الصورة المرفقة:
        مواضيع ذات صلة بالصورة.. هذه تفاصيل جنازة وعزاء زياد الرحباني Lebanon 24 بالصورة.. هذه تفاصيل جنازة وعزاء زياد الرحباني 28/07/2025 10:13:35 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 تزامنا مع جلسة مجلس النواب.. تدابير سير غدًا Lebanon 24 تزامنا مع جلسة مجلس النواب.. تدابير سير غدًا 28/07/2025 10:13:35 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ما حقيقة صورة زياد الرحباني "الأخيرة" في المستشفى؟ Lebanon 24 ما حقيقة صورة زياد الرحباني "الأخيرة" في المستشفى؟ 28/07/2025 10:13:35 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 زياد الرحباني رحل.. وصور توثق مراحل من حياته Lebanon 24 زياد الرحباني رحل.. وصور توثق مراحل من حياته 28/07/2025 10:13:35 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً حزب الله ... والانفتاح المشروط على الحوار Lebanon 24 حزب الله ... والانفتاح المشروط على الحوار 10:00 | 2025-07-28 28/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كرم: الجمود أصعب على اللبنانيين من الحرب Lebanon 24 كرم: الجمود أصعب على اللبنانيين من الحرب 09:52 | 2025-07-28 28/07/2025 09:52:24 Lebanon 24 Lebanon 24 ناعية زياد الرحباني.. قوى الأمن: شعلة فنّ عبقرية لا تنطفئ Lebanon 24 ناعية زياد الرحباني.. قوى الأمن: شعلة فنّ عبقرية لا تنطفئ 09:35 | 2025-07-28 28/07/2025 09:35:43 Lebanon 24 Lebanon 24 زحلة مدينة الشعر والخمر.. تدخل العالمية بالنبيذ Lebanon 24 زحلة مدينة الشعر والخمر.. تدخل العالمية بالنبيذ 09:30 | 2025-07-28 28/07/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: وداع شعبي استثنائي لزياد الرحباني في الحمرا.. المئات القوا النظرة الاخيرة عليه Lebanon 24 بالفيديو: وداع شعبي استثنائي لزياد الرحباني في الحمرا.. المئات القوا النظرة الاخيرة عليه 09:21 | 2025-07-28 28/07/2025 09:21:03 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مفاجأة… أدرعي ينعى زياد الرحباني! Lebanon 24 مفاجأة… أدرعي ينعى زياد الرحباني! 14:44 | 2025-07-27 27/07/2025 02:44:03 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد زياد الرحباني.. الموت يغيب فنانا شهيرا بعد صراع صامت مع مرض السرطان (صورة) Lebanon 24 بعد زياد الرحباني.. الموت يغيب فنانا شهيرا بعد صراع صامت مع مرض السرطان (صورة) 06:31 | 2025-07-28 28/07/2025 06:31:39 Lebanon 24 Lebanon 24 "خطر يهدّد لبنان".. هذا ما قيلَ عن "الأمن"! Lebanon 24 "خطر يهدّد لبنان".. هذا ما قيلَ عن "الأمن"! 22:00 | 2025-07-27 27/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ما هي "الأراضي الأخرى" في عملية التبادل مع مزارع شبعا؟ Lebanon 24 ما هي "الأراضي الأخرى" في عملية التبادل مع مزارع شبعا؟ 16:00 | 2025-07-27 27/07/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 شخص واحد رافق زياد الرحباني حتى النهاية.. من هو؟ Lebanon 24 شخص واحد رافق زياد الرحباني حتى النهاية.. من هو؟ 10:50 | 2025-07-27 27/07/2025 10:50:51 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 10:00 | 2025-07-28 حزب الله ... والانفتاح المشروط على الحوار 09:52 | 2025-07-28 كرم: الجمود أصعب على اللبنانيين من الحرب 09:35 | 2025-07-28 ناعية زياد الرحباني.. قوى الأمن: شعلة فنّ عبقرية لا تنطفئ 09:30 | 2025-07-28 زحلة مدينة الشعر والخمر.. تدخل العالمية بالنبيذ 09:21 | 2025-07-28 بالفيديو: وداع شعبي استثنائي لزياد الرحباني في الحمرا.. المئات القوا النظرة الاخيرة عليه 09:15 | 2025-07-28 "مهرجانات الارز": خطأ وهفوة فيديو كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) 09:26 | 2025-07-28 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) 08:59 | 2025-07-28 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 28/07/2025 10:13:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • تزامناً مع جلسة مجلس النواب غداً.. تدابير سير في وسط بيروت
  • مدير الشؤون السياسية بريف دمشق يلتقي ممثلين عن أبناء الطائفة الشيعية في حي السيدة زينب
  • أبناء يلقون والدتهم التسعينية في البرد والعراء حتى الموت.. فيديو
  • ادفع فاتورة المياه من البيت.. الخطوات والرابط
  • البورصة المصرية تسجل أعلى مستوى في تاريخها تزامنا مع ارتفاع قياسي للجنيه
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • إجازة ينتظرها المصريين.. هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي وحكم شراء الحلوى؟
  • مظاهرة أمام البيت الأبيض تطالب بإنهاء تجويع غزة
  • بالصورة.. تفاصيل تدابير سير في المحيدثة تزامناً مع تشييع زياد الرحباني
  • الحوثيون يعلنون عن اجراءات تصعيدية مهمة بشأن ما يجري في قطاع غزة