بدأت الأسبوع الماضي  دورة انتخابية جديدة في إيران تكتمل في آذار/ مارس 2024 حيث سيختار الناخبون ممثلين لمؤسستين هما "المجلس" و"مجلس خبراء القيادة"، وسط أنباء عن معضلة تواجه المرشد الأعلى علي خامنئي إزاء الأسماء المرشحة.

وسجل رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف و 220 نائبا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات القادمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.



وأشار تقرير نشر في موقع "معهد واشنطن" للدراسات إلى أنه سيتعين على خامنئي الاختيار في هذه الدورة بين استبعاد المرشحين بقوة ما من شأنه أن يزيد نفور الرأي العام، أو تعريض نفسه لخطر هيمنة خصومه السياسيين على المجلس، وهما معضلتين حقيقيتين.

وقال التقرير إن الدورة الانتخابية الأخيرة في إيران أثبتت أنها مخيبة للآمال. ففي عام 2021، استبعد "مجلس صيانة الدستور" التابع للنظام - وهو هيئة مكونة من اثني عشر عضوا يعينهم المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل مباشر أو غير مباشر - العديد من الشخصيات البارزة من الترشح للرئاسة وترك الفائز النهائي إبراهيم رئيسي من دون منافسة فعلية.

وتابع: "أدى الرفض الشديد للمرشحين المعتدلين والإصلاحيين إلى لامبالاة متزايدة لدى الرأي العام تجاه السباق الانتخابي، ما أدى إلى أدنى نسبة مشاركة في التاريخ".

ويرى كرمي أن الفترة الانتخابية القادمة ستكون مهمة للكشف عن نوايا خامنئي الذي  يجب أن يقرر كيفية الموازنة بين المخاوف بشأن الإقبال المنخفض جدا، والخلافة النهائية، والاستراتيجيات السياسية الإصلاحية، وشرعية النظام في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية.

"المجلس" في تراجع

يشكل مجلس النواب المكون من 290 عضوا أحد الفروع الرئيسية الثلاثة للحكم في الجمهورية الإسلامية، إلا أنه لم يضطلع منذ فترة طويلة سوى بأهمية ثانوية في وضع سياسات النظام، لاسيما فيما يتعلق بالقضايا النووية والعلاقات الخارجية. وقد تراجع دوره أكثر في السنوات الأخيرة، تراجع دوره أكثر في السنوات الأخيرة، وأصبح الكثير من المواطنين غير مبالين بتركيبته ومداولاته. فوفقا لاستطلاع أجرته وكالة الأنباء الحكومية الرسمية في 25 تموز/يوليو، يشعر 68 بالمائة من الإيرانيين بعدم الرضا عن البرلمان.



ومع ذلك، لا يزال "المجلس" يلعب دورا في بناء التوافق في الآراء حول القرارات المهمة. فالمسؤولون يقومون في بعض الأحيان بإطلاع المشرعين على القضايا الرئيسية مثل وضع المحادثات النووية. وفي حالات أخرى، يُستخدم "المجلس" لعرض الأفكار أو التشديد على التوجه الفكري الحالي للنظام، بحسب التقرير.

"مجلس خبراء القيادة" و "معضلة" خامنئي

من المقرر أيضا أن يصوت الإيرانيون لممثليهم في "مجلس خبراء القيادة" الذي لا يضطلع بدور استثنائي مهم وهو اختيار مرشد أعلى جديد للبلاد أو إقالته في حال أصبح غير قادر على أداء واجباته.

في هذا السياق، أشار كرمي  إلى أنه نظرا لتقدم خامنئي في السن (84 عاما)، قد يكون "مجلس خبراء القيادة" التالي هو الذي يعين رسميا خليفته في مرحلة ما خلال فترة ولايته التي تمتد على 8 سنوات. وبالطبع، سيتخذ القرار الفعلي في مجالس أخرى، ولكن "مجلس خبراء القيادة" سيضطلع على الأرجح بدور أساسي في إضفاء الشرعية على عملية الخلافة والمرشح النهائي.

لكن المجلس الذي يضم 88 عضوا، جميعهم رجال، وجميعهم رجال دين باستثناء عضو واحد، ينظر إليه كهيئة خاضعة لسيطرة خامنئي على الرغم من أنه مكلف دستوريا بالإشراف عليه، بحسب التقرير.

إلى ذلك، يذكر التقرير أن خامنئي "مجلس صيانة الدستور" منعا في عام 2021، المرشحين الرئاسيين البارزين من الترشح لضمان فوز رئيسي في السباق - ربما بهدف إعداده تدريجيا ليصبح المرشد الأعلى القادم. وبقيامه بذلك، بدا خامنئي على استعداد لتحمّل الآثار الجانبية المتمثلة بتقويض شرعية النظام ودعم الرأي العام بصورة أكثر، ما يشير إلى إمكانية تكرار هذا النمط عام 2024.



ومن ناحية أخرى، قد يجعل خامنئي الانتخابات المقبلة أكثر شمولا على أمل استعادة بعض الدعم الشعبي وتعزيز المصالحة الوطنية بعد أشهر من الاضطرابات التي اندلعت عقب وفاة الشابة "مهسا أميني". وقد يساعده هذا النهج أيضا على التصالح مع الشخصيات البارزة المختلفة التي خاصمها خلال العقد الماضي، مع شل قواعد المعارضة المحتملة، وفقا لكرمي.

في المقابل، يشير التقرير إلى أن "المرشد الأعلى قد يخشى أن تؤدي نسبة المشاركة الكبيرة في عملية انتخابية شاملة إلى قيام مجلس يهيمن عليه البراغماتيون والإصلاحيون، الذين قد يكونون أكثر تشكيكا في نهج النظام المتشدد الحالي وأكثر استعدادا لتحدي حكومة رئيسي. وإذا كان خامنئي يسعى إلى إعطاء الأولوية لمناورات الخلافة على المدى الطويل، فقد يكون أقل ميلا لمساعدة منافسيه على تحقيق إنجازات سياسية في البرلمان أو مجلس خبراء القيادة، لأن ذلك من شأنه أن يحسن وضعيتهم في صراع العروش في نهاية المطاف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات إيران المرشد الأعلى إيران المرشد الأعلى سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بهلوي يكشف عن شبكة من المنشقين داخل النظام الإيراني: 50 ألفًا يتحرّكون لإسقاط خامنئي

قال رضا بهلوي لـ"بوليتيكو": "الهدف هو إظهار أن هناك تحالفاً متنامياً من أطياف سياسية متنوعة داخل وخارج إيران، يتشاركون رؤية مشتركة للعمل معاً من أجل مستقبل البلاد". اعلان

كشف رضا بهلوي، نجل الشاه الإيراني السابق والمقيم في المنفى، أن نحو 50 ألف مسؤول من داخل الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية سجلوا أنفسهم عبر "منصة إلكترونية آمنة" أنشأها تياره بهدف "تنسيق الجهود الرامية إلى الإطاحة بالنظام الحاكم في طهران".

وفي مقابلة مع موقع "بوليتيكو"، أوضح بهلوي أن "هذه المنصة التي أُطلقت قبل شهر، تهدف إلى تسهيل التواصل مع عناصر من الجيش، وقوات الحرس الثوري، وأجهزة الأمن الإيرانية، ممن قد يلعبون دورًا محوريًا في إسقاط المرشد الأعلى علي خامنئي، والمضي نحو إقامة دولة علمانية ديمقراطية".

وقال بهلوي في تصريحاته: "ثمة عشرات الآلاف، والتقديرات الأخيرة تشير إلى أكثر من 50 ألفاً، وربما العدد أكبر. الأرقام تزداد أسبوعياً، ونحن نعمل على تحليل هذه البيانات رغم أن التحقق منها عملية معقدة وتتطلب وقتاً، إلا أن المؤشرات حتى الآن مشجعة للغاية".

وأضاف أن فريقه يعطي أولوية قصوى للتواصل مع "العناصر المفتاحية" داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، في ظل ما وصفه بـ"الاستجابة الكبيرة" التي تلقاها المشروع.

Related قصر نيافاران: الملجأ الأخير لآخر شياه إيران محمد رضا بهلوي"اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية".. هل فقدت طهران السيطرة أمام "تمدّد" الموساد داخل إيران؟إيران والترويكا الأوروبية تناقشان البرنامج النووي في اسطنبول.. أي أفق للتسوية والاتفاق؟

وإلى جانب هذه المنصة الخاصة بـ "المنشقين من داخل النظام"، أعلن بهلوي عن إطلاق موقع إلكتروني منفصل قريباً لـ "تمكين المواطنين الإيرانيين العاديين من التعبير عن رغبتهم في الانضمام إلى الحملة الوطنية ضد النظام".

وتأتي هذه التصريحات قبيل مؤتمر دعا إليه بهلوي يُعقد يوم السبت في مدينة ميونيخ الألمانية، ويجمع ما لا يقل عن 500 مشارك من المعارضين في الخارج، بينهم ناشطون وفنانون ورياضيون. ووصف بهلوي المؤتمر بأنه "أحد أوسع التجمعات تمثيلاً لمعارضي النظام الإيراني" منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال لـ"بوليتيكو": "الهدف هو إظهار أن هناك تحالفاً متنامياً من أطياف سياسية متنوعة داخل وخارج إيران، يتشاركون رؤية مشتركة للعمل معاً من أجل مستقبل البلاد".

وبحسب المنظمين، فإن جميع المشاركين في مؤتمر "اتفاق التعاون الوطني" يدعمون ثلاثة مبادئ أساسية: "الحفاظ على وحدة الأراضي الإيرانية، وضمان الحريات الفردية والمساواة بين جميع المواطنين، والفصل بين الدين والدولة".

في السياق نفسه، حذّر بهلوي من استئناف طهران لمفاوضات نووية مع القوى الأوروبية، والتي انطلقت مجددًا يوم الخميس في تركيا، بعد تعرض مواقع عسكرية ونووية إيرانية لهجمات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي. وقال إن "إيران لا يُمكن الوثوق بها"، معتبراً أن الدخول في محادثات جديدة "يمنح النظام مزيداً من الوقت للمراوغة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • القومي لحقوق الإنسان يؤهل منظمات المجتمع المدني لتغطية انتخابات الشيوخ
  • واشنطن تمنح فرنانديز «اللقب الرابع»
  • 210 مقاعد ونسبة 20% للمرأة.. سوريا تحدد موعد انتخابات مجلس الشعب
  • زيادة عدد مقاعد المجلس.. سوريا تستعد لأول انتخابات برلمانية تحت الإدارة الجديدة
  • عصام شيحة: مشاركة المصريين في انتخابات مجلس الشيوخ خطوة في صناعة القرار
  • البلخي لـ سانا: إنجاز نظام انتخابات مجلس الشعب وتشكيل اللجان فور المصادقة عليه
  • بهلوي يكشف عن شبكة من المنشقين داخل النظام الإيراني: 50 ألفًا يتحرّكون لإسقاط خامنئي
  • تسهيلات جديدة لذوي الإعاقة في انتخابات الشيوخ 2025.. تفاصيل
  • خامنئي يدعو لتقدم عسكري - علمي أكبر في إيران: الأعداء يدقون الحديد البارد
  • البطريرك أفرام الثاني يلتقي وفد لجنة انتخابات مجلس الشعب بدمشق