لبنان ٢٤:
2025-05-08@12:04:03 GMT

ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بدا أمراً بديهياً أن يستغلّ "حزب الله" امتناع الإسرائيلي عن إنجاز انسحابه كاملاً من كلّ بلدات الحافة الأمامية الجنوبية، فيقدم على ما أقدم عليه في الأيام الثلاثة الأخيرة. ولكن ما بدا غير طبيعي هو الإصرار الإسرائيلي على تمديد بقائه عسكرياً في جزء من المنطقة الحدودية اللبنانية، مما أوجد وضعاً متفجراً، مكّن الحزب من الاستفادة منه، فضلاً عن أنه خلّف انقساماً بين راعيي الاتفاق، فدعت فرنسا إسرائيل إلى التزام مندرجات الاتفاق، فيما ذهبت واشنطن إلى تغطية طلب إسرائيل تمديد مهلة انسحابها.


واقع الحال هذا أثار أيضاً تباينات في الداخل اللبناني، ولا سيما بعدما رفضت الشيعية السياسية بطرفيها "اتفاق" تمديد بقاء إسرائيل إلى الثامن عشر من الشهر المقبل، واعتبرت أنه تمّ من دون علمها.
حيال ذلك كان مبرراً أن يُطرح السؤال عن العوائد العسكرية والمكاسب السياسية التي يمكن تل أبيب أن تجنيها من وراء هذا التأخير المحدود لإتمام انسحابها، خصوصاً أنه كان أمامها فرصة الـ60 يوماً لتفعل فيها ما تشاء في إطار "إذلال بيئة المقاومة". لا يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات في حديث إلى "النهار" أي "مكاسب عسكرية يمكن الكيان أن يحصدها من بقائه حيث تمدّد في الجنوب، إذ إن حرب الـ66 يوماً التي خاضها في هجومه الأخير كانت كافية لتحقيق ما يريده ميدانيا".
وعليه، يميل فرحات إلى "الاستنتاج أن تمديد إسرائيل بقاءها في الجنوب يعود إلى أمرين:
الأول رغبتها في أن تثبت لجمهورها، خصوصاً مستوطني الشمال النازحين، والذين يبدون غير متحمّسين للعودة إلى مستوطناتهم، أنها ما تزال قابضة على زمام المبادرة ميدانياً، وتملك حرية الحركة.
الثاني أن مشهد غزة بعد اتفاق وقف النار الأخير وعودة الأهالي وظهور حركة "حماس" في وضع القوي، الذي لم تحطمه ضربات الـ15 شهراً، قد أرسى وضعاً أثّر سلباً على إسرائيل حكومة ورأياً عاماً. وعليه، وجدت تل أبيب ضالتها المنشودة للتعويض وتحسين الصورة في الجنوب اللبناني، فتُمدّد بقاءها، وتتصدّى بالرصاص للأهالي العائدين إلى قراهم". ورداً على سؤال، يقول فرحات: "الواضح أن إسرائيل انسحبت تماماً من القطاعين الغربي والأوسط، في ما خلا بعض المواقع، واحتفظت بمواقعها في القطاع الشرقي. وهنا نريد أن نتثبت من أنها عازمة فعلاً على الانسحاب بعد 18 الشهر المقبل، أم أنها ستظلّ تحتفظ بنقاط حاكمة وفق ما سرّبت سابقاً. وأنا أميل إلى الاعتقاد أنه بعد ما سجّل أخيراً من تطورات ميدانية، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى في أيّ موقع من الجنوب لأسباب شتّى، عسكرية وسياسية، إذ لا يمكن مثلاً أن تمضي واشنطن قدماً في تغطية التوجّهات الإسرائيلية إلى النهاية".
ويخلص فرحات: "أما إذا تعنّتت إسرائيل وظلت مصمّمة على البقاء في أي نقطة تمددت إليها، فإن ذلك سيكون بمثابة شرارة لتفجير مشاكل وألغام وأحداث أمنية، خصوصاً أن انتفاضة الأهالي التائقين للعودة إلى أرضهم أثبتت أن ثمة إمكاناً لإلحاق الأذى بالإسرائيلي من خلال أمرين: المقاومة المدنية على شاكلة تجربة الأيام الأخيرة، وعمليات عسكرية موضعية ومحدودة تحاكي على نحو ما تجربة ما قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي لليونان تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا، وتوقيع إعلان تدشين مجلس التعاون الأعلى بين مصر واليونان، تعكس نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتأتي كترجمة عملية للتفاهم السياسي العميق والتقارب الاستراتيجي الذي تشهده العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة.

وأضاف الدكتور فرحات أن هذه الزيارة التاريخية تؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق المؤسسي بين البلدين، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة في منطقة شرق المتوسط، مشيرا إلى أن توقيت الزيارة يعكس إدراك القيادة السياسية لأهمية توسيع الشراكات الإقليمية، وبناء محاور استقرار مع الدول ذات المصالح والرؤى المشتركة.

وأوضح أن إعلان تدشين مجلس التعاون الأعلى بين مصر واليونان لا يحمل فقط دلالة رمزية على عمق العلاقات، بل يحمل مضمونا عمليا سيساهم في تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن، ويضع آليات محددة لمتابعة تنفيذ المشروعات التنموية والاستثمارية التي تم الاتفاق عليها كما يفتح المجال لآفاق أوسع من التعاون الثنائي، خاصة في مشروعات الربط الكهربائي، والنقل البحري، والتبادل التجاري.

السيسي: مصر تستضيف نحو 9 ملايين ممن اضطرتهم الظروف في دولهم للخروج منهاالرئيس السيسي يصل مبنى رئاسة الوزراء بالعاصمة اليونانية أثيناالرئيس السيسي يلتقي الرئيس اليوناني ويبحثان القضايا الإقليميةالسيسي: مصر عنصر استقرار كبير جدًا في منطقتنا

وتابع فرحات أن مصر تسعى من خلال هذا الإطار المؤسسي إلى ترسيخ موقعها كمركز إقليمي للطاقة، عبر تصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا، مؤكدا أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، الذي يمثل أحد أكبر مشروعات البنية التحتية في المنطقة، سيعود بفوائد اقتصادية هائلة على البلدين، وسيساهم في تعزيز أمن الطاقة الأوروبي.

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن التعاون المصري اليوناني لا يقتصر على المجال الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى التنسيق السياسي والأمني، خاصة فيما يتعلق بالملف الليبي، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وحقوق الشعب الفلسطيني، وهي ملفات تمثل أولوية لكلا البلدين في ظل الأوضاع الإقليمية المتغيرة كما أثنى فرحات على مبادرة "إحياء الجذور" التي تجمع بين مصر واليونان وقبرص، مؤكدا أن هذا البعد الثقافي والتاريخي يعزز من روابط الصداقة بين الشعوب، ويدعم الجهود السياسية في بناء شراكات أكثر تماسكاً وتأثيراً.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن السياسة الخارجية المصرية بقيادة الرئيس السيسي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على بناء تحالفات استراتيجية متوازنة، تدعم مصالح مصر القومية، وتعزز استقرار المنطقة، وتمنح الدولة المصرية مكانة متقدمة في محيطها الإقليمي والدولي.

طباعة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي أثينا العاصمة اليونانية اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر

مقالات مشابهة

  • ترامب يشعر بالملل من الحرب في اليمن.. هل فقد صبره تجاه مطالب إسرائيل خصوصاً؟ (ترجمة خاصة)
  • مشروع إستراتيجيّ تحت الأرض.. هكذا علّق الجيش الإسرائيليّ على غارات جنوب لبنان
  • بالفيديو... هذا ما حلّ بطريق علي الطاهر في الجنوب بعد الغارات الإسرائيليّة
  • طقس صيفي بحرارة مرتفعة.. الحالة الجوية في العراق
  • أستاذ علوم سياسية: الشراكة المصرية اليونانية نموذج للتكامل في شرق المتوسط
  • المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي لليونان تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي
  • ما هو “محور موراج” الذي تريد إسرائيل حشر الغزاويين فيه؟
  • الجيش الإسرائيلي يعلن علاج مصابين دروز من سوريا وسط تصاعد التوتر في الجنوب
  • اختراق يصيب تطبيق تيلي مسج الإسرائيلي الذي كان يستخدمه مستشار ترامب السابق
  • “الكابينيت” الإسرائيلي يصدّق على احتلال قطاع غزة وتهجير أهله نحو الجنوب