لبنان ٢٤:
2025-12-04@21:06:45 GMT

ما الذي دفع بالإسرائيلي إلى تمديد بقائه في الجنوب؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": بدا أمراً بديهياً أن يستغلّ "حزب الله" امتناع الإسرائيلي عن إنجاز انسحابه كاملاً من كلّ بلدات الحافة الأمامية الجنوبية، فيقدم على ما أقدم عليه في الأيام الثلاثة الأخيرة. ولكن ما بدا غير طبيعي هو الإصرار الإسرائيلي على تمديد بقائه عسكرياً في جزء من المنطقة الحدودية اللبنانية، مما أوجد وضعاً متفجراً، مكّن الحزب من الاستفادة منه، فضلاً عن أنه خلّف انقساماً بين راعيي الاتفاق، فدعت فرنسا إسرائيل إلى التزام مندرجات الاتفاق، فيما ذهبت واشنطن إلى تغطية طلب إسرائيل تمديد مهلة انسحابها.


واقع الحال هذا أثار أيضاً تباينات في الداخل اللبناني، ولا سيما بعدما رفضت الشيعية السياسية بطرفيها "اتفاق" تمديد بقاء إسرائيل إلى الثامن عشر من الشهر المقبل، واعتبرت أنه تمّ من دون علمها.
حيال ذلك كان مبرراً أن يُطرح السؤال عن العوائد العسكرية والمكاسب السياسية التي يمكن تل أبيب أن تجنيها من وراء هذا التأخير المحدود لإتمام انسحابها، خصوصاً أنه كان أمامها فرصة الـ60 يوماً لتفعل فيها ما تشاء في إطار "إذلال بيئة المقاومة". لا يرى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس فرحات في حديث إلى "النهار" أي "مكاسب عسكرية يمكن الكيان أن يحصدها من بقائه حيث تمدّد في الجنوب، إذ إن حرب الـ66 يوماً التي خاضها في هجومه الأخير كانت كافية لتحقيق ما يريده ميدانيا".
وعليه، يميل فرحات إلى "الاستنتاج أن تمديد إسرائيل بقاءها في الجنوب يعود إلى أمرين:
الأول رغبتها في أن تثبت لجمهورها، خصوصاً مستوطني الشمال النازحين، والذين يبدون غير متحمّسين للعودة إلى مستوطناتهم، أنها ما تزال قابضة على زمام المبادرة ميدانياً، وتملك حرية الحركة.
الثاني أن مشهد غزة بعد اتفاق وقف النار الأخير وعودة الأهالي وظهور حركة "حماس" في وضع القوي، الذي لم تحطمه ضربات الـ15 شهراً، قد أرسى وضعاً أثّر سلباً على إسرائيل حكومة ورأياً عاماً. وعليه، وجدت تل أبيب ضالتها المنشودة للتعويض وتحسين الصورة في الجنوب اللبناني، فتُمدّد بقاءها، وتتصدّى بالرصاص للأهالي العائدين إلى قراهم". ورداً على سؤال، يقول فرحات: "الواضح أن إسرائيل انسحبت تماماً من القطاعين الغربي والأوسط، في ما خلا بعض المواقع، واحتفظت بمواقعها في القطاع الشرقي. وهنا نريد أن نتثبت من أنها عازمة فعلاً على الانسحاب بعد 18 الشهر المقبل، أم أنها ستظلّ تحتفظ بنقاط حاكمة وفق ما سرّبت سابقاً. وأنا أميل إلى الاعتقاد أنه بعد ما سجّل أخيراً من تطورات ميدانية، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى في أيّ موقع من الجنوب لأسباب شتّى، عسكرية وسياسية، إذ لا يمكن مثلاً أن تمضي واشنطن قدماً في تغطية التوجّهات الإسرائيلية إلى النهاية".
ويخلص فرحات: "أما إذا تعنّتت إسرائيل وظلت مصمّمة على البقاء في أي نقطة تمددت إليها، فإن ذلك سيكون بمثابة شرارة لتفجير مشاكل وألغام وأحداث أمنية، خصوصاً أن انتفاضة الأهالي التائقين للعودة إلى أرضهم أثبتت أن ثمة إمكاناً لإلحاق الأذى بالإسرائيلي من خلال أمرين: المقاومة المدنية على شاكلة تجربة الأيام الأخيرة، وعمليات عسكرية موضعية ومحدودة تحاكي على نحو ما تجربة ما قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

فرحات: معبر رفح ليس بوابة لتهجير الفلسطينيين.. ومصر ستظل ثابتة على موقفها التاريخي

قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن الموقف المصري الواضح و الحاسم تجاه الادعاءات الإسرائيلية الأخيرة حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة، يعكس ثبات الدولة المصرية على نهجها الوطني والتاريخي في حماية الحقوق الفلسطينية ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد يخدم أهداف الاحتلال مشيرا إلى أن ما تروجه بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ليس سوى جزء من حملة منظمة للضغط السياسي وتشويه الدور المصري الرافض تمامًا لمخططات التهجير القسري.

وأوضح فرحات أن الدولة المصرية، أعلنت بشكل قاطع أن مسألة تهجير الفلسطينيين تمثل خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه تحت أي ظرف، لأنها تمس الأمن القومي المصري بشكل مباشر، كما تمس الثوابت الوطنية والعربية لدعم بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه مشيرا إلى أن القاهرة كانت دائما القوة الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والضامن لأي اتفاقات تهدف إلى حماية المدنيين وتخفيف المعاناة داخل القطاع، وأن سجلها عبر العقود يؤكد رفضها التام لأي ترتيبات تهدف لتفريغ الأرض من سكانها.

ضياء رشوان: إسرائيل لا تملك وحدها قرار فتح وإغلاق معبر رفحاجتماع أمني طارئ في تل أبيب لبحث الرد على حادثة رفح وتصعيد عسكري في غزة

وأشار فرحات إلى أن إسرائيل تحاول خلق روايات إعلامية مضللة للتشويش على الجهود المصرية الخاصة بإدارة ملف المعابر، خصوصا بعد الاتفاقات التي جرى التوصل إليها في شرم الشيخ، والتي نصت بوضوح على تنظيم الحركة عبر معبر رفح في الاتجاهين، وليس تحويله إلى بوابة لتنفيذ أهداف سياسية أو هندسة ديموغرافية جديدة في المنطقة مؤكدا أن مصر تلتزم التزاما صارما بهذه الاتفاقات ولن تتراجع عنها تحت أي ضغوط.

كما لفت إلى أن التسريبات الإسرائيلية ليست إلا محاولة لافتعال أزمات دبلوماسية وإظهار الأمر وكأن مصر طرف في حلول أحادية الجانب، بينما الحقيقة أن القاهرة تعلن مواقفها بشفافية وتضع الرأي العام في الصورة باستمرار، وتعمل على ضبط إيقاع الأوضاع الإنسانية في غزة دون الانجرار وراء محاولات الاحتلال استغلال هذه الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية.

وأضاف فرحات أن مصر أثبتت خلال السنوات الماضية أنها الطرف الأكثر مسؤولية واتزانا في إدارة ملف الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، من خلال دورها في الوساطة ووقف إطلاق النار، ورعايتها المتواصلة لوحدة الصف الفلسطيني، وموقفها الثابت الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مشددا على أن الموقف المصري لن يتغير: لا تهجير، لا حلول على حساب الأمن القومي، ولا قبول بأي إجراءات أحادية يفرضها الاحتلال مؤكدا أن قوة الموقف الداخلي هي الدرع الحقيقي في حماية الثوابت الوطنية والعربية.

طباعة شارك غزة رفح البرلمان النواب مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • فرحات: معبر رفح ليس بوابة لتهجير الفلسطينيين.. ومصر ستظل ثابتة على موقفها التاريخي
  • نهى فرحات : أسر ذوي الهمم في حاجة للدعم
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي: سنرد بشكل متناسب على الهجوم الذي استهدف قواتنا
  • طيران الاحتلال الإسرائيلي المسيّر يستهدف محيط بيت جن في ريف دمشق بسوريا
  • عاجل | الأمم المتحدة تعتمد قرارا يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية
  • هند الضاوي: إسرائيل ستختلق ذرائع لاستمرار احتلال غزة وإعادة تشكيل التركيبة السكانية جنوب سوريا
  • انشقاقات واسعة في تنظيم “ماك” الإرهابي
  • كيف بررت إسرائيل تمديد صلاحيات اختراق الكاميرات الخاصة بعد الحرب؟
  • الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق على ارتفاع منخفض في أجواء الجنوب اللبناني
  • الطيران الإسرائيلي يحلق على ارتفاع منخفض في أجواء الجنوب اللبناني والبقاع