أوبن إيه آي تتهم ديب سيك باستخدام نماذجها للتدريب ومايكروسوفت تحقق
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
زعم ديفيد ساكس المعروف بقيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة لدى ترامب أن هناك أدلة جوهرية على أن شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" (DeepSeek) اعتمدت على نماذج شركة "أوبن إيه آي" في تدريب نموذجها وهي عملية وصفها ساكس بالسرقة، وفقا لتقرير نشره موقع "تيك كرانش".
ولم يذكر ساكس مصدر هذه الأدلة، ولكنه اقترح أن "ديب سيك" استخدمت ردودا من نماذج "أوبن إيه آي" لتدريب نموذجها الخاص، إذ قال "لا أعتقد أن أوبن إيه آي سعيدة جدا بهذا الشأن".
ومن جهتها، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة "أوبن إيه آي" وجدت أدلة على أن شركة "ديب سيك" استخدمت نماذج "أوبن إيه آي" الخاصة لتدريب نموذجها المفتوح المصدر.
وقالت "أوبن إيه آي" إنها وجدت بعض الأدلة على يسمى "تقطير المعرفة" وهي تقنية يستخدمها المطورون للحصول على أداء أفضل على النماذج الأصغر باستخدام مخرجات النماذج الأكبر مما يسمح بتحقيق نتائج مماثلة في مهام محددة بتكلفة أقل بكثير.
وقد أصبحت "ديب سيك" حديث الساعة هذا الأسبوع بسبب نماذجها المتاحة علنا والأداء العالي وتطبيقات الدردشة المجانية والتكلفة الرمزية، وتصدرت اهتمام المسؤولين الحكوميين الأميركيين بشكل متزايد، فمجلس الأمن القومي يقوم بمراجعة تداعيات تطبيقات "ديب سيك" التي تصدرت متجر تطبيقات آبل في نهاية الأسبوع الماضي.
إعلان مايكروسوفت تحقق في الأمرتحقق شركة مايكروسوفت بالتعاون مع "أوبن إيه آي" فيما إذا قامت مجموعة مرتبطة بشركة الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" بالحصول على بيانات من تكنولوجيا "أوبن إيه آي" بطريقة غير شرعية، وفقا لموقع "بلومبيرغ".
وفي الخريف الماضي لاحظ باحثو الأمن في مايكروسوفت أفرادا يُعتقد أنهم مرتبطين بشركة "ديب سيك" ينقلون كميات كبيرة من البيانات باستخدام واجهة برمجة التطبيقات "إيه بي آي" (API) الخاصة بشركة "أوبن إيه آي"، حسب ما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن الأمر سري، ويمكن لمطوري البرمجيات دفع رسوم للحصول على ترخيص لاستخدام واجهة برمجة التطبيقات لدمج نماذج الذكاء الاصطناعي المملوكة لـ"أوبن إيه آي" في تطبيقاتهم الخاصة.
وقال الأشخاص إن مايكروسوفت الشريك التكنولوجي لشركة "أوبن إيه آي" وأكبر مستثمر فيها أبلغتها عن النشاط الذي قد ينتهك شروط خدمتها أو قد يشير إلى أن المجموعة عملت على إزالة القيود على كمية البيانات التي يمكنهم الحصول عليها.
وأصدرت "ديب سيك" في وقت سابق من هذا الشهر نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر جديدا يسمى "آر1" (R1) يمكنه محاكاة طريقة تفكير البشر، مما يغير سوقا تهيمن عليها "أوبن إيه آي" ومنافسين أميركيين مثل غوغل وميتا وحتى مايكروسوفت. وأفادت الشركة الناشئة الصينية بأن "آر1" ينافس أو يتفوق على منتجات المطورين الأميركيين الرائدين وبسعر تنافسي جدا، بما في ذلك المهام الرياضية والمعرفة العامة.
وقد تسبب التهديد المحتمل لمكانة الشركات الأميركية في الصناعة في تراجع أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مايكروسوفت وإنفيديا وأوراكل وشركة ألفابيت، مما أدى إلى خسارة ما يقارب تريليون دولار من القيمة السوقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی دیب سیک
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي