بوابة الوفد:
2025-07-31@04:57:40 GMT

هزم ترامب سياسيًّا وإنسانيًّا

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

فى المعركة المحتدمة بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب، والكولومبى جوستافو بيترو على خلفية ترحيل المهاجرين الكولومبيين لبلادهم سجل الرئيس بيترو مواقف وطنية وإنسانية ودروسًا للآخرين، احترم مواطنيه وعراقة بلده وحضارتها «كيمبايا، ومشيخات تيرونا» التى تعود تاريخها إلى 500 قبل الميلاد حتى 600 بعد الميلاد، قبل رحلة المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس للأمريكتين، والغزو الإسبانى لكولومبيا.

لم ينحنِ بيترو للعاصفة الترامبية كما تُسوق بعض الأبواق الإعلامية المنتمية للإدارة الأمريكية إيدلوجيا وسياسيا، بل على العكس كان ندًّا أمام شطط وغرور ترامب، موقف بيترو كان واضحا منذ البداية فهو ليس ضد عودة المهاجرين لوطنهم بقرار من ترامب، فلا يمكن إجبار أشخاص على البقاء فى دولة لا ترغب فى وجودهم، واعتراضه على التعامل غير الآدمى مع المهاجرين وذهابهم للمطار مقيدى الأيدى كأنهم مجرمون، وهو ماجعله يرفض استقبالهم وعودتهم لكولومبيا، وجاء رد فعل ترامب صداميا وتصعيديا ورفع الرسوم الجمركية بين البلدين إلى 25 %.

فى وقت تعتمد كولومبيا على السوق الأمريكية لصادراتها من القهوة والزهور، ويعمل ما يزيد على نصف مليون مزارع فى صناعة القهوة، وآلاف العمال خاصة النساء بقطاع الزهور، وتراجع الطلب الأمريكى، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض البيزو الكولومبى بنسبة 3% بعد تصاعد الأزمة، وإعادة تقييم المستثمرين الأمريكيين لاستثماراتهم فى كولومبيا، المقدرة بـ 7.2 مليارات دولار سنويا.

رغم كل ذلك وقف بيترو صلبا وحارب غريمه بنفس السلاح- رغم الفارق فى القوة والفاعلية–إذ فرض رسومًا جمركية على الواردات الأمريكية بنفس النسبة، واحتراما لحرية الإنسان وآدميته طالب آلاف الأمريكيين بالأراضى الكولومبية بتوفيق أوضاعهم وخاطبهم بود: لن أحرق أبدًا علم الولايات المتحدة أو أطلق حملة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة مقيدى الأيدى.

وخصص الرئيس الكولومبى طائرات تابعة لخطوط بلاده «الوطنية» لإعادة المُرحلين من الولايات المتحدة من دون أصفاد!

فكسب تعاطف واحترام شعبه والأمريكيين أنفسهم، وظنى أن ترامب نفسه يحسد بيترو على موقفه الذى لم يتوقعه وهو ما دفعه إلى التراجع عن فرض عقوبات على كولومبيا وإلا لاستمر فى عناده حتى مع عودة المهاجرين لبلادهم عقابا لموقف بيترو العنيد.

بيترو يخطط حاليا لتنويع الشركاء التجاريين وتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا لتقليل الاعتماد على أمريكا بفعل تهور واندفاع الرئيس الأمريكى.

بيترو كان له مواقف إنسانية نبيلة مع بدء الهجوم الإسرائيلى على غزة فقطع العلاقات معها ومنع شراء أسلحة إسرائيلية لما وصفه بمذابح وإبادة جماعية تشبه «الهولوكوست»، ومنع تصدير الفحم إلى تل أبيب، وقال كلمته المشهورة، إن إسرائيل تستخدم الفحم لصنع قنابل تقتل بها أطفال غزة.

بيترو كتب رسالة مطولة نارية ومؤثرة لترامب وسط لهيب الأزمة أشبه بطلقات رصاص اختتمها بقوله: إذا كنت تعرف شخصا عنيدا على وجه الأرض فهو أنا، يمكنكم عبر قوتكم الاقتصادية وغطرستكم أن تحاولوا تنفيذ انقلاب ضدى كما فعلتم مع الرئيس التشيلى السابق سلفادور أليندى، لكننى سأموت على مبدئى، قاومت التعذيب وسأقاومك أيضا.. أسقطنى أيها الرئيس، وسترد عليك الأمريكتان والإنسانية..!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دونالد ترامب جوستافو بيترو كريستوفر كولومبوس كولومبيا السوق الأمريكية

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأمريكية

سنغافورة - رويترز

 انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء في ظل ضبابية التوقعات الاقتصادية العالمية بعد اتفاق التجارة الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات، بما يعادل 0.1 بالمئة، إلى 69.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 0425 بتوقيت جرينتش، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا، أي 0.2 بالمئة، إلى 66.60 دولار للبرميل.

أغلق كلا العقدين على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة، ولامس برنت أمس الاثنين أعلى مستوى له منذ 18 يوليو .

فرض الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رسوم استيراد 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه حال دون اندلاع حرب تجارية شاملة بين الحليفين الرئيسيين، والتي كانت ستؤثر على ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وتقلل من توقعات الطلب على الوقود.

ونص الاتفاق أيضا على أن يشتري الاتحاد الأوروبي منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار في السنوات القادمة، وهو ما يقول محللون إنه من شبه المستحيل أن يفي به الاتحاد الأوروبي.

وجاء في الاتفاق أن تستثمر الشركات الأوروبية 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال محللو بنك إيه.إن.زد في مذكرة إنه رغم الارتياح الذي ساد الأسواق العالمية بعد إتمام الاتفاق التجاري في ظل حالة ضبابية متزايدة، فإنه لم يتضح بعد الجدول الزمني وقطاعات ضخ الاستثمارات.

وأضاف المحللون "نعتقد أن نسبة 15 بالمئة ستضع صعوبات أمام توقعات النمو في منطقة اليورو، لكن من المرجح ألا تدفع الاقتصاد إلى الركود".

والتقى مسؤولون اقتصاديون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم وأجروا محادثات استمرت لأكثر من خمس ساعات أمس الاثنين. ومن المتوقع أن تُستأنف المناقشات اليوم الثلاثاء.

وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق في شركة فيليب نوفا للسمسرة إن المشاركين في سوق النفط ينتظرون أيضا اجتماع اللجنة الاتحادية الأمريكية للسوق المفتوحة يومي 29 و30 يوليو تموز. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكنه قد يشير إلى الميل نحو سياسة التيسير النقدي وسط مؤشرات على تباطؤ التضخم.

وأردفت تقول "يسير الزخم في اتجاه الصعود على المدى القريب، لكن السوق معرضة للتقلبات الناجمة عن مفاجآت البنوك المركزية أو انهيار المفاوضات التجارية".

وأضافت "لا تزال الاحتمالات بحدوث تباطؤ اقتصادي وخفض الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة غير مؤكدة، مما يحد من ارتفاع أسعار النفط".

وفي الوقت نفسه، حدد ترامب أمس الاثنين مهلة جديدة "10 أيام أو 12 يوما" لروسيا لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات. وهدد ترامب بفرض عقوبات على كل من روسيا ومشتري صادراتها ما لم يتم إحراز تقدم.

مقالات مشابهة

  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية
  • استجابة لضغوط الرئيس الأميركي آبل تفتتح أكاديمية تدريب
  • الإعلام العبري: تسونامي سياسي عالمي يضرب إسرائيل
  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية .. ونعمل على زيادتها
  • الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
  • التمساح ألكاتراز.. سجن أنشأه ترامب لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين
  • النفط يتراجع وسط مخاوف اقتصادية وترقب قرار الفائدة الأمريكية
  • العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تحلق مع إعلان اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي