واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الجمعة، نسف منازل المواطنين الفلسطينيين في مخيم جنين، مع استمرار اقتحامها له لليوم الـ11 على التوالي.

ونقلت تقارير محلية أن أصوات انفجارات تسمع من وقت لآخر داخل المخيم، ناجمة عن تفجير الاحتلال لمنازل الفلسطينيين خاصة في حارات: الدمج، وعبد الله عزام، والبشر.

وأحدثت جرافات الاحتلال دمارا هائلا في حارة الدمج، والمدخل الشرقي من مخيم جنين، وتستمر بتدمير شارع مستشفى جنين الحكومي والبنية التحتية فيه، كما تعرقل قوات الاحتلال دخول وخروج مركبات الإسعاف من وإلى المستشفى.

وكانت طواقم الهلال الأحمر نقلت مريضا يعاني من جفاف، لمدة يومين، من شارع الغبز داخل مخيم جنين، نتيجة استمرار الحصار والاقتحام.

وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان في مدينة جنين ومخيمها.

كما شيع الفلسطينيون، في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين، جثمان الشهيد أسامة أبو الهيجا إلى مثواه الأخير، حيث انطلق موكب التشييع من مركز قباطية الطبي، ولف جثمان الشهيد بالعلم الفلسطيني وحمله المشيعون على الأكتاف، مرددين الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني. وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في مسجد القرية، قبل أن يوارى الثرى في مقبرتها.

واستشهد أبو الهيجا (25 عاما) وهو من سكان مدينة جنين، في قصف من طائرات الاحتلال المسيّرة على دوار السينما في المدينة، بعد أن احتجزه الاحتلال ومنع إسعافه إلى أن ارتقى. وبسبب عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة جنين ومخيمها منذ 11 يوما، لم تتمكن عائلة أبو الهيجا من تشييع نجلها ودفنه في المدينة، وبالتالي قررت دفنه في قرية مثلث الشهداء.

وأسفر عدوان الاحتلال المتواصل على محافظة جنين عن استشهاد 19 فلسطينيا بينهم طفلة وعشرات الإصابات.

من جهة أخرى، أغلقت قوات الاحتلال المدخلين الشرقي والجنوبي لبلدة الخضر جنوب بيت لحم، بالبوابة الحديدية، ومنعت مرور المركبات.

وواصل قوات الاحتلال إجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في مخيم طولكرم، في ظل تصعيد العدوان غير المسبوق التي تشهده المدينة ومخيمها.

وأفاد شهود عيان - حسبما أذاعت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - بأن قوات الاحتلال أجبرت العائلات على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح، وتحديدا في حارتي النادي والشهداء، ما تسبب في حالة من الذعر والخوف، خاصة بين الأطفال والنساء.

وأضاف شهود العيان أن هذه العمليات ترافقت مع تدمير محتويات المنازل وتفجير عدد منها، حيث يستخدم الاحتلال الإخلاء كوسيلة لترهيب المواطنين والضغط عليهم، بحجة البحث عن مطلوبين.

يأتي هذا التصعيد المتواصل منذ خمسة أيام وسط أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المخيم، حيث يعاني السكان من انقطاع الخدمات الأساسية من المياه والكهرباء والاتصالات بسبب استهداف البنية التحتية من قبل جرافات الاحتلال، ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.

وتواصل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم، إخلاء الفلسطينيين من منطقة النادي في المخيم، بعد أن تلقوا أوامرا بالإخلاء من قبل الاحتلال.

وقال الجمعية إن طواقم الاسعاف حتى اللحظة أخلت عددا من الحالات المرضية فيما أخلى فريق إدارة الكوارث التابع للجمعية 150 فلسطينيا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين مخيم جنين قوات الاحتلال مخیم جنین

إقرأ أيضاً:

كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟

تتكشف الأهداف الحقيقية من وراء منظومة المساعدات الأمريكية- الإسرائيلية الجديدة، رويدا رويدا، رغم محاولات تقديمها كخطة إنسانية تهدف إلى انتشال الغزيين من الجوع.

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، نحو  30 شخصا وأصابت أكثر من 200 آخرين، خلال احتشاد آلاف الفلسطينيين لتسلم مساعدات في منطقة مواصي مدينة رفح، جنوب القطاع، ومنطقة "نتساريم"، جنوب مدينة غزة.

كيف جُهزت مراكز المساعدات كمصيدة للقتل؟
وقالت مصادر ميدانية في رفح لـ"عربي21"، إن الاحتلال و عبر الشركة الأمريكية "مؤسسة إغاثة غزة"، يتعمد إحداث أكبر قدر من الفوضى، بفتح المراكز دون تنظيم و دون قاعدة بيانات للمستلمين، إذ يترك الناس للذهاب إلى مناطق التسليم دون إبلاغ مسبق، أو بناء على بلاغ عشوائي عبر مكبر للصوت من طائرة "كواد كابتر" تابعة للاحتلال.

وفي هذا السياق، قال المصدر إن الخطط المعمول بها لتوزيع المساعدات سواء من المنظمات الأممية أو الدولية، تعتمد نظام الإبلاغ المسبق للمستفيدين من خدماتها، سواء بالرسائل النصية أو بالاتصال المباشر بهواتف المستفيدين، وذلك لعدم خلق فوضى أمام مراكز التوزيع.


وكشف المصدر أن تقصّد إحداث الفوضى المتعمدة من قبل قوات الاحتلال عبر الشركة الأمريكية المعنية، مبيت ومدروس بعناية، إذ إن الكمية المخصصة للتوزيع اليومي قليلة جدا، ولا تكفى سوى لـ 10% من المواطنين المتوجهين في مركز التوزيع، ما يخلق حالة مقصودة ومرتبة من الفوضى والتدافع في المكان.
اقرأ ما كتبته في التغريدة أدناه لتفهم عن ماذا سأتحدث الآن:

في ليلة الأمس، توجه مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشبّان إلى مركز المساعدات التابع للمرتزقة في رفح، بهدف الوصول المبكر وحجز مكان، ومنع “الحشد الأول” وهم التجار والعصابات من الاستيلاء على السلع كما يحدث يوميًا… https://t.co/XjswAtffUb pic.twitter.com/zfRpsDfYx2 — Tamer | تامر (@tamerqdh) June 1, 2025
إلى جانب ذلك، ترفض الشركة الأمريكية أو قوات الاحتلال إعطاء جدول زمني أو آلية واضحة للعمل، ما يضطر المجوّعين إلى الذهاب في ساعات الفجر الأولى لحجز أدوار للحصول على الغذاء، وأحيانا يبلغون بتوقف التسليم، أو عدم وجود تسليم للمساعدات أصلا في ذلك اليوم.

"استدراج المدنيين الجائعين"
من جهة أخرى، قال مصدر آخر، إن قوات الاحتلال تراقب كل من يتحرك صوب مراكز التسليم، بهدف تنفيذ عمليات اعتقال وقتل، خصوصا في صفوف جيل الشباب.

ولتسهيل عمليات الرصد والاعتقال، قال المصدر إن قوات الاحتلال "هندست" مكان التوزيع بشق ممرات ضيقة جدا محاطة بأسلاك شائكة لدفع الناس إلى المرور منها.

وفي هذا السياق، قال المصدر إن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الأيام الماضية عددا من الشبان كانوا قد توجهوا إلى مراكز تسليم المساعدات في منطقة غرب رفح، ومناطق "موارج" شمال المدينة، إضافة إلى موقع التسليم الثالث في محيط محور "نتساريم" جنوب مدينة غزة.

من جهته، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا، إن المجزرة الوحشية في رفح، الأحد، يعد استمرارًا لسياسة ممنهجة في استدراج المدنيين إلى مواقع خطرة، وتحويلها إلى كمائن قاتلة، ما يُفاقم من أعداد المفقودين في ظروف يصعب فيها التتبع أو التوثيق الميداني المباشر.

وحمل المركز، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير المفقودين في هذه المجزرة، وطالب بالكشف العاجل عن أسمائهم وأماكن وجودهم، سواء كانوا معتقلين أو شهداء.


"مشروع فاشل وخطير"
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال حول مواقع تسليم المساعدات الأمريكية- الإسرائيلية، إلى مصائد للموت والقتل الجماعي.

وقال المكتب في بيانه، إن ما يجري هو استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسراً في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسياً من الاحتلال والإدارة الأمريكية، التي تتحمّل المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة عن هذه الجرائم.

وشدد المكتب على أن مشروع "المساعدات عبر المناطق العازلة" هو مشروع فاشل وخطير، يشكّل غطاءً لسياسات الاحتلال الأمنية والعسكرية، ويُستخدم للترويج الكاذب لمزاعم "الاستجابة الإنسانية"، في الوقت الذي يُغلق فيه الاحتلال المعابر الرسمية، ويمنع وصول الإغاثة الحقيقية من الجهات الدولية المحايدة.

وحمل بيان المكتب، الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن المجازر المستمرة في مواقع توزيع "المساعدات" التي تُنفذ تحت غطاء إنساني كاذب، كما حمّله ومعه الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب على غزة.

ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة، لتوثيق هذه المجازر، بما فيها جرائم القتل في مواقع توزيع المساعدات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.


من هي الشركة التي تتولى توزيع المساعدات؟
استبعدت حكومة الاحتلال، الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيليا وأمريكيا والمرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة عبر 4 نقاط بدأتها بنقطة في مدينة رفح.

و"مؤسسة غزة الإنسانية" هي شركة أمريكية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في شباط/ فبراير 2025 قائلة إنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة" عبر إيصال المساعدات للغزيين.

والشركة التي تحمل بصمات العمل الأمني والعسكري ويقف خلفها عسكريون سابقون في الجيش الأمريكي، تقدم نفسها في رداء العمل الإغاثي والإنساني، لكنها سرعان ما افتُضح أمرها وانكشف سترها، عقب أول اختبار لها. حيث بادر موظفوها بإطلاق النار على مسرح توزيع المساعدات في رفح الثلاثاء الماضي، عند أول تجربة لتوزيع المساعدات وفق الآلية الجديدة التي فرضها الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • اعتقالات واقتحامات بنابلس والخليل وتصاعد اعتداءات المستوطنين
  • قوات الاحتلال تعتقل عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون في الضفة
  • كيف تحولت مراكز المساعدات الأمريكية في غزة إلى مصائد لقتل الفلسطينيين؟
  • حملة اعتقالات في جنين – فيديو
  • مدرعات الاحتلال الإسرائيلي تصدم حافلة حجاج في جنين
  • لليوم الـ125 على التوالي..العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها
  • آليات الاحتلال الإسرائيلي تصطدم بحافلة حجاج في جنين
  • استشهاد 10 فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل ومخيمات قطاع غزة
  • آليات الاحتلال الإسرائيلي تصطدم حافلة تقل حجاج في جنين
  • إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله