ترامب يعتمد الإكراه الاقتصادي ضد الحلفاء والأعداء على حد سواء
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
منذ عودته إلى البيت الأبيض، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يفضل الضرب، وليس المساومة، في طريقه لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.
أدى أسلوب المواجهة الذي يتبعه الرئيس ترامب إلى مكاسب في السياسة الخارجية
وكتب بيتر بيكر في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أنه بإزاء نظرائه من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية والجنوبية، أظهر ترامب رغبة في استخدام القوة الأمريكية بطريقة لم يفعلها معظم أسلافه المعاصرين، وأداته الفظة المفضلة ليست القوة العسكرية بل الإكراه الاقتصادي، مثل الرسوم الجمركية التي أمر بها السبت على البضائع الآتية من كندا والمكسيك والصين.
وتعتبر الرسوم الجمركية، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء، بمثابة إعلان حرب اقتصادية ضد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لأمريكا، هددوا بالانتقام بطريقة يمكن أن تتصاعد إلى ما هو أبعد من أي صراع من هذا القبيل منذ أجيال. إن القرار الذي اتخذه ترامب بمواصلة تهديده بالتعريفات الجمركية يزيد من المخاطر في نهجه الصارم "أمريكا أولاً" حيال بقية العالم، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة. الأمريكيون يدفعون الثمن
وإذا جعل ترامب الدول المستهدفة تتراجع بسرعة استجابة لمطلبه ببذل المزيد من الجهد لوقف تهريب المخدرات، فسيعتبر الرئيس الأمريكي ذلك بمثابة تأكيد لاستراتيجيته. وإذا لم يكن الأمر كذلك، ودخلت التعريفات حيز التنفيذ وظلت سارية لفترة طويلة، فقد يدفع المستهلكون الأمريكيون الثمن من خلال ارتفاع تكاليف العديد من السلع.
'Trump has embraced a guns-blazing approach to imposing U.S. power on the world — one in which the friendlier the nation, the greater the leverage he has to break ties, cut trade & force leaders to bow to his demands.' https://t.co/OfUmXvc3rX
— Stewart Bell (@StewGlobal) February 2, 2025وحتى مع اختياره لتكتيكات الذراع القوية، فإن ترامب يستغني عن الأدوات التقليدية الأخرى للسياسة الخارجية الأمريكية. وعلق الكثير من المساعدات الدولية التي تقدمها الولايات المتحدة وقد يحاول تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي توقف موقعها الإلكتروني عن العمل السبت. وعلى رغم من أن مثل هذه المساعدات تشكل جزءاً صغيراً من الموازنة الفيديرالية الإجمالية، إلا أنها ظلت لأجيال عدة تعتبر وسيلة لبناء حسن النية والتأثير في أنحاء العالم.
وقالت المديرة التنفيذية لمعهد ماكين في أريزونا إيفلين ن. فاركاس: "لقد أدى أسلوب المواجهة الذي يتبعه الرئيس ترامب إلى مكاسب في السياسة الخارجية ويمكن أن يؤدي إلى المزيد - بشرط أن يكون حذراً في شأن أهداف ضغوطه والتهديدات الضمنية أو الفعلية المحددة".
وأضافت إن الهدف "يجب أن يكون الضغط على الصين وروسيا"، وليس "التنمر على حلفائنا وشركائنا" أو السعي للمطالبة بأراضي دول أخرى.
وأشارت إلى أن "تكلفة اتخاذ أي إجراءات عقابية ضد حلفائنا وشركائنا، من المرجح أن يتقاسمها المواطنون والمصالح الأمريكية، وتالياً ستؤدي إلى تآكل قوة الولايات المتحدة ونفوذها".
وأظهر اندلاع مواجهة قصيرة مع كولومبيا قبل أسبوع مدى سرعة استعداد ترامب لتسلق سلم التصعيد. كان هذا النزاع بمثابة نوع من الخلاف البسيط الذي يتعامل معه الدبلوماسيون عادة: فقد رفضت كولومبيا استقبال الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية للمهاجرين المرحلين ما لم تتم معاملتهم بمزيد من "الكرامة".
Attack your neighbours and allies and go easy on your enemies: the core of Trump’s foreign policy now going into action. In addition, it represents a further gutting of the rules-based international order, while ‘beggar my neighbour’ just doesn’t work.https://t.co/Zsr53z7wTl
— John O’Brennan (@JohnOBrennan2) February 2, 2025وعلى رغم أن كولومبيا كانت حليفاً مهماً للولايات المتحدة، إلا أن ترامب لم يهتم بالدبلوماسية التقليدية وذهب فوراً إلى التهديد بحرب تجارية. لقد نجح. وتراجعت كولومبيا.
وعلى نحو مماثل، ساعد تحذير ترامب حتى قبل تنصيبه من أن "اندلاع جحيم " في الشرق الأوسط إذا لم تتوصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف النار في غزة والذي من شأنه تحرير الرهائن، في دفع المفاوضين إلى خط النهاية.
وأعلن ترامب عبر مؤتمر عبر الهاتف مع عمالقة المال والسياسة العالميين الذين حضروا المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا بعد أيام من توليه منصبه: "الشيء الوحيد الذي سنطالب به هو الاحترام من الدول الأخرى".
واستمتع ترامب بانتصاراته المبكرة وحذر الدول الأخرى كي تتنبه. وقال بعد أيام من إجبار كولومبيا على التراجع عن استقبال المهاجرين: "قد نتعرض لكلام قاسٍ من الآخرين، لكن هذا لن يعني شيئاً...سوف يستعيدونهم جميعاً"، ثم أضاف بشجاعة شديدة، "وسوف يعجبهم ذلك أيضاً".
وأبهج التحول السريع في العلاقات مع كولومبيا الجمهوريين الذين زعموا أن الرئيس جو بايدن كان يُنظر إليه على أنه ضعيف، مما يقوض قدرة الولايات المتحدة على تأكيد مصالحها الوطنية على المسرح العالمي.
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية كنساس روجر مارشال، لقناة فوكس بيزنس بعد المواجهة الكولومبية: "هذا يبعث برسالة واضحة إلى جميع القادة: لا تعبثوا مع الولايات المتحدة الآن، لدينا عمدة جديد مسؤول".
كانت القوة الصارمة لفترة طويلة أداة نفوذ للرؤساء الأمريكيين، ويرجع ذلك إلى أيام ديبلوماسية البوارج خلال أكثر من عقدين من الحرب بعد الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر 2001. ولكن الولايات المتحدة استخدمت أيضاً ما يسمى القوة الناعمة، وهو مصطلح انتشر في التسعينيات على يد جوزف س. ناي جونيور، العميد السابق لكلية كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، والذي خدم في إدارة الرئيس بيل كلينتون.
أما القوة الناعمة فهي غير قسرية وتشمل المساعدات الخارجية لمكافحة المرض والفقر مع تشجيع التنمية، والتي بخلاف الإيثار يُنظر إليها على أنها مفيدة للولايات المتحدة. ويقول الخبراء إنه من بين أمور أخرى، يمكن أن تثبط الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة - وهي إحدى أولويات ترامب - من خلال المساعدة في تحسين الظروف المعيشية في أجزاء أخرى من العالم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
بعد مرور ستة أشهر على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وظهور ملامح السياسة الخارجية في عدد من الملفات وخاصة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي فإن هناك سؤالا مهما يتعلق بمصداقية هذه الإدارة والتناقضات التي ظهرت في أكثر من ملف.
فيما يخص القضية الفلسطينية فإن الإدارات الأمريكية منذ عام ١٩٤٨ وهي تنحاز إلى الكيان الإسرائيلي لأسباب تتعلق بتأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن وقضايا فكرية عديدة مما جعل الكيان يعربد ويشن الحروب على الدول العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني من خلال الاستقواء بالإدارات الأمريكية التي تدعم الكيان بالسلاح والمعونات الاقتصادية والدعم اللوجستي وتبادل الكثير من التقنيات علاوة على المعلومات الاستخباراتية. إذن على مدى عقود أدرك الكيان الصهيوني بأنه يستطيع شن الحروب وانتهاك قوانين الشرعية الدولية وعدم الانصياع لقرارات الأمم المتحدة.
إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومنها إدارة ترامب هي التي جعلت الكيان يقوم بكل تلك الأفعال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي جعل نتنياهو وحكومته المتطرفة يتمادون في ارتكاب الأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين لأن الكيان يدرك بأن واشنطن سوف تقف مع الكيان الصهيوني ضد أي قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، علاوة على تقديم الدعم العسكري بل وتهديد الدول التي تنشد الإنصاف والعدالة للشعب الفلسطيني. كما أن الإدارة الأمريكية الحالية قد أعطت الضوء الأخضر كي يواصل نتنياهو المجازر البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية حيث يعاني مليونا فلسطيني في القطاع من شبح المجاعة ،خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، حيث فقدت الكثير من الأرواح.
منذ دخوله البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي يواصل الرئيس الأمريكي ترامب تصريحاته المتناقضة، ولعل أكثر تلك التصريحات والتي دخلت مفهوم الخداع الاستراتيجي هو أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية كانت تجري بشكل جيد بعد مرور خمس جولات ناجحة في كل من مسقط وروما، حيث لعبت الديبلوماسية العمانية دورا محوريا لخفض التصعيد والتوتر في المنطقة والتوصل إلى حل عادل ومنصف وملزم في قضية الملف النووي الإيراني، وفي لحظة أدهشت العالم شن الكيان الصهيوني الحرب غير المسوغة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودخلت المنطقة والعالم في أجواء الحرب وما ترتب عليها من مشكلات كبيرة. والسؤال الموضوعي هنا هل يمكن أن يقدم نتنياهو على شن الحرب على إيران دون التنسيق مع الرئيس الأمريكي ترامب؟ الإجابة هو أن الكيان الصهيوني لا يقدم على أي خطوة دون التشاور مع واشنطن ومع ذلك لم يراع ترامب مناخ المفاوضات الإيجابي بل استخدم الخداع الاستراتيجي وانحدر إلى سلوك لا يليق بالرئيس الأمريكي الذي يقود أقوى دولة في العالم وتقود النظام الدولي الأحادي. وتكرر الخداع الاستراتيجي مرة أخرى في ضربة عسكرية غير متوقعة أقدمت عليها إدارة ترامب بقصف المفاعلات النووية السلمية الإيرانية دون وجود قرار دولي وهو قصف غير مبرر وله تداعياته الخطيرة.
وعلى ضوء ذلك فإن الستة الأشهر الأولى من فترة إدارة ترامب تميزت بالتناقضات والمواقف التي لا تتسم بالمصداقية والنزاهة حيث الدعم اللامحدود لنتنياهو الذي صدرت بحقة مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية باعتباره مجرم حرب، علاوة على المظاهرات الشعبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب ترامب بوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل على مدى ٢٢ شهرا، ومع ذلك تصدر تصريحات متناقضة من ترامب حول أهمية توصيل المساعدات لسكان القطاع، وفي الوقت نفسه يغض الطرف عن جرائم الاحتلال بل ويعترض على نية الحكومة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم في مدينة نيويورك.
ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط وبعد موافقة حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية على الاتفاق مع الوسطاء مصر وقطر خرج بتصريحات تحمل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات، بل وهدد بإخراج المحتجزين من قطاع غزة من خلال طرق أخرى، وتخلى ويتكوف عن استغلال فرصة التوافق والتوقيع على الاتفاق بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
كما أن الرئيس الأمريكي ترامب هدد الدول التي تتعاون مع دول بريكس بمزيد من الرسوم التجارية، وعلى ضوء ذلك كيف يمكن تخيل أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا نزيها حول القضية الفلسطينية وهي تتناقض في سلوكها والتصريحات؟ وأعطت نتنياهو وحكومته المتطرفة المزيد من الوقت حيث معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حيث كارثة الجوع.
ولا شك أن الموقف الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين هو موقف إيجابي ومقدر وعلى باقي الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا أن تتخذ الخطوة نفسها. كما أن المؤتمر الدولي حول فلسطين الذي عقد مؤخرا في نيويورك حول أهمية حل الدولتين يعد هو الإطار الصحيح الذي ينبغي على إدارة ترامب أن تدعمه. إن الصراع في الشرق الأوسط لن ينتهي ولن يكون هناك استقرار أو أمن للكيان الإسرائيلي حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الحل السياسي الصحيح والواقعي وعلى الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت تنشد السلام الشامل لإسرائيل والمنطقة أن تضغط على الكيان الإسرائيلي للقبول بحل الدولتين. إن نضال الشعب الفلسطيني سوف يتواصل ولا يمكن للكيان المحتل أن ينعم بالسلام طالما يواصل احتلال الأراضي الفلسطينية ويحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة التي أقرتها الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية ومن خلال سلوكها السياسي الداعم لسياسة نتنياهو تكون مشاركة في المأساة الإنسانية وتخلت عن دورها القيادي في العالم ويكون ترامب قد أخل بوعوده الانتخابية حول ضرورة إنهاء الحروب في الشرق الأوسط والعالم والتفرغ للتعاون الاقتصادي.
لقد انكشف الكيان الصهيوني بشكل فاضح أمام المجتمعات الغربية واصبح الكيان منبوذا، وعدد من قيادته مطلوب للعدالة والبعض الآخر غير مرغوب في دخوله لعدد من الدول الغربية. كما أن الإدانات من منظمات حقوق الإنسان ومن منظمات الإغاثة واضحة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والذي يعد أبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث بارتكابه جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية خلال سبعة عقود.
إن أمام الإدارة الأمريكية مسؤولية أخلاقية وقانونية وإنسانية لوقف مجازر الاحتلال وضرورة وقف تلك المأساة التي تنقل للعالم عبر شاشات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، ومن المعيب أن تتفرج دولة عظمى كالولايات المتحدة على تلك الإبادة الجماعية، وهي تتشدق بقضايا حقوق الإنسان والحريات والعدالة والمساواة والتي ينص على دستور الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن الكونجرس الأمريكي عليه التزام أخلاقي، وهناك عدد من أصوات النواب تدين سلوك الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . كما أن المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية يقوم بدور إيجابي في فضح الممارسات الإجرامية الإسرائيلية.
ويمكن القول ومن خلال متابعة لإدارة ترامب بأن التناقض السياسي هو سيد الموقف وأن استخدام الخداع الاستراتيجي هو من السقطات الكبيرة التي لا تليق بسياسة دولة عظمى ينبغي أن يكون لها دور منصف وعادل يتماشى مع الأسس التي قامت عليه الدولة الأمريكية والآباء المؤسسون. الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن لا تقبل بأن يورطها الكيان الصهيوني في مواقف متناقضة ويضعها في مواجهة أخلاقية وقانونية حتى مع الشعب الأمريكي، وحتى إذا كانت هناك مصالح كبيرة وتعاطف أمريكي تاريخي مع الكيان الصهيوني لكن هذا لا يعني السير بشكل ممنهج وغير عقلاني مع ممارسات نتنياهو وحكومته المتطرفة، أو إذا كان ترامب يعترف بان ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني هو أمر فضيع ولا يحتمل، فإن عليه أخذ الخطوة الشجاعة لوقف تلك الحرب لإنقاذ ملايين الأرواح، أما إذا كانت تلك التصريحات تدخل في إطار التناقض الذي يواصله منذ ست أشهر فإن إدارته تكون قد سجلت فشلا كبيرا في إدارة ملفات السياسة الخارجية لتقع الإدارة الأمريكية في فخ سياسة نتنياهو المتطرفة التي أصبحت عدد من الدول الغربية تتنصل منها وتدعو إلى إدانتها. المبعوث الأمريكي ويتكوف بدلا من بذل جهوده الديبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدا بتصريحات مستفزة يتحدث فيها عن خطط التطبيع والسلام المزعوم وهو تناقض صارخ لا يتماشى مع المناخ المتوتر في المنطقة. وعلى ضوء ذلك فإن الجهود الديبلوماسية لا بد أن تتواصل حتي الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب وأكبر المآسي الإنسانية في قطاع غزة التي شاهدها العالم وهو في حالة ذهول من كم الحقد والكراهية والإجرام التي يحملها نتنياهو وعصابته المتطرفة.