أكد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي أنه لم يعد مقبولا بكل المقاييس بقاء قادة الأحزاب السياسية الكبرى ونشطاء حقوق الإنسان في السجون التونسية بتهم لا أساس لها من الصحة وتنتمي إلى عصر ما قبل ثورات الربيع العربي.

ودعا المرزوقي القوى السياسية التونسية إلى التوحد خلف مطلب الإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة قطار الديمقراطية إلى سكته الجادة التي توجها دستور ٢٠١٤.



جاء ذلك خلال زيارة له أداها إلى العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي التقى خلالها بنواب في مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات، ولقاء آخر مع منظمة العفو الدولية في مقرها وسط لندن، بالإضافة إلى لقاء مطول أقامه له موقع "ميدل ايست مونيتور" مع عدد من النخب والشخصيات السياسية والإعلامية البريطانية.

وأوضح المرزوقي في حديثه للبرلمانيين البريطانيين ولمنظمة العفو الدولية، أنه "يشعر بكثير من الحزن والألم لحال الحريات العامة والديمقراطية في تونس، بعد الخطوات الجبارة التي قطعها التونسيون من خلال ثورة شعبية أطاحت بالاستبداد وأسست لانتقال ديمقراطي توجه دستور العام ٢٠١٤ الذي حاز على إجماع التونسيين قبل أن تعود مخالب الثورة المضادة لتهدم البنيان برمته وتلقي برموز القوى الديمقراطية في السجون".

وأشار المرزوقي إلى أن مسؤولية الدفاع عن الحريات العامة والمؤسسات الديمقراطية تقع على عاتق كل التونسيين، وأن المنظمات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان مطالبة بدورها أن تدافع عن معتقلي الرأي وتضغط من أجل وضع حد لإعتقالهم.

ولفت المرزوقي انتباه النائب في مجلس العموم جون ماكدونيل والنائبة في مجلس اللوردات البارونة منزلة أودين، إلى مسؤولية المجتمع الدولي في دعم التوجهات الديمقراطية في العالم باعتبار أنها الطريق الأضمن ليس فقط لحماية حقوق الإنسان وإنما لأنها الآلية الأقصر للحفاظ على أمن واستقرار العالم.

وأكد المرزوقي لمحدثيه أنه لن يكل ولن يمل ولن يخلد إلى الراحة مع تقدمه في العمر قبل إخلاء السجون التونسية من معتقلي الرأي وأن يرى قطار الديمقراطية قد عاد إلى طريقه الصحيحة.

وقال: "كيف يمكن لرجل حقوقي وسياسي ناضل طيلة حياته من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات العامة أن يهنأ بينما سهام بن سدرين رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة والشيخ راشد الغنوشي رئيس البرلمان السابق وغيرهما في السجن منذ أكثر من عام؟".

هذا وأجرى المرزوقي خلال زيارته إلى لندن ندوة سياسية اقامها المركز المغاربي للبحوث والتنمية ولقاءات تلفزيونية، ركزت على الانتصارات الكبرى في سوريا وغزة وأثرها على واقع ومستقبل الحريات في البلاد العربية.

إقرأ أيضا: وقفة تضامنية تطالب بسراح المعتقلين.. ومحكمة تونسية تنظر في ملف "التآمر" (شاهد)

يذكر أن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، محكوم غيابيا بـ 8 سنوات، على خلفية تصريحات أدلى بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أصدرت محكمة محلية حكما أوليا بسجن المرزوقي غيابيا 4 سنوات؛ بتهمة "الاعتداء على أمن الدولة الخارجي"، فيما نفى الرئيس الأسبق صحة تلك الاتهامات.

ومنذ فبراير/ شباط 2023، أوقفت السلطات قيادات سياسية بتهم بينها "التآمر على أمن الدولة"، وهو ما تنفي المعارضة صحته، فيما يقبع رئيس حركة النهضة والرئيس السابق للبرلمان التونسي راشد الغنوشي منذ 17 أبريل/ نيسان 2023 في السجن بتهم التحريض على أمن الدولة" واتهامات أخرى.

ويقول الرئيس التونسي قيس سعيد إن منظومة القضاء مستقلة ولا يتدخل في عملها، بينما تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءات استثنائية بدأ بفرضها في 25 يوليو/ تموز 2021.

ومن بين هذه الإجراءات حلّ مجلسي القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وتعتبر قوى سياسية تونسية هذه الإجراءات "انقلاباً على دستور الثورة"، بينما تعتبرها قوى أخرى مؤيدة للرئيس سعيد “تصحيحاً لمسار ثورة 2011″، فيما يؤكد سعيد أن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم"، مشدداً على عدم المساس بالحريات والحقوق.

إقرأ أيضا: حقوقيون ونشطاء دوليون يطالبون بإطلاق سراح المساجين السياسيين في تونس

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التونسي المرزوقي تصريحات تصريحات تونس سياسة المرزوقي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على أمن

إقرأ أيضاً:

انتهاء العام الدراسي وبرنامج التدريب من أجل التوظيف لشباب مركز التقدم لذوي الإعاقة

اختتم مركز التقدم التابع للجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد فعاليات برنامج “التدريب من أجل التوظيف”، وذلك للعام الأكاديمي 2024 /2025 ، حيث يهدف البرنامج إلى تمكين الشباب من ذوي الإعاقات النمائية بشكل عام، وذوي اضطراب طيف التوحد بشكل خاص، من اكتساب خبرات عملية حقيقية في تعزيز فرصهم في الدمج المجتمعي وبدء مرحلة الاستقلال الوظيفي، للتوجه نحو سوق العمل.

وينضم إلى هذا البرنامج المتميز الشباب من ذوي الإعاقات النمائية واضطراب طيف التوحد، والذي يهدف إلى تعزيز عمليات الوعي الاجتماعي من خلال التفاعل الاجتماعي مع المحيطين واحترام المساحة الشخصية والالتزام بآداب المكان، مع التأكيد على حُسن الأداء في العمل من خلال تقييم العديد من المهارات منها، الاستجابة للتعليمات الموجهة لهم من الآخرين، والاستقلالية في الأداء، والدقة في العمل، والالتزام بمواعيد العمل، مع الاستمرارية في العمل طوال فترة العمل والتي يتخللها فترات راحة بشكل منتظم، وما سبق من محددات تُعد الأساس الرئيسي للانضمام لبرنامج التدريب من أجل التوظيف، وذلك بمصاحبة مدربي العمل المُدربين على المتابعة والتوجيه والإشراف في بيئات العمل الطبيعية كمرحلة أولى لحين نقل الخبرات ليكون مدرب العمل من البيئة الطبيعية للتدريب ذاته.

وشارك في البرنامج هذا العام عدد كبير من الطلاب والمتدربين في مؤسسات متنوعة كان لها دور فعال في عملية التدريب، حيث إن البداية الحقيقة لهذا الدور تظهر في فكرة تقبل الشباب ذوي الإعاقات النمائية واضطراب طيف التوحد للدخول في نظام تدريبي فعال ومنتج.

ووجه المركز  الشكر لكافة الهيئات الشريكة لما وفروه من بيئة داعمة ودامجة للأبناء وهم فندق هلنان لاند مارك بالتجمع الخامس، مكتبة القاهرة الكبرى، مكتبة مصر العامة، الجامعة الألمانية بالقاهرة وكذلك هايبر ماركت Spinneys.

و أسهمت هذه التجارب بشكل واضح في تعزيز ثقة المتدربين بأنفسهم وزيادة قدرتهم على التفاعل المجتمعي في بيئة عمل حقيقية، الأمر الذي كان له أثر إيجابي كبير على تطورهم الشخصي والمهني ما يفتح لهم آفاقًا جديدة للانخراط في سوق العمل.

كما تقدم المركز بخالص الشكر والتقدير والتحية لشباب التقدم الذين كان لالتزامهم وانضباطهم في أماكن العمل المختلفة أكبر الأثر في تغيير الصورة الذهنية عن الشباب من ذوي الإعاقة من أنهم قد لا يستطيعون مشاركة أقرانهم العمل، وهو ما اتضح عكسه تماما من خلال حرص الهيئات على التواجد باستمرار رغبةً منهم في استكمال مهامهم المختلفة.

طباعة شارك ذوى الإعاقة تمكين الشباب من ذوي الإعاقات اضطراب طيف التوحد خبرات عملية الدمج المجتمعي طيف التوحد

مقالات مشابهة

  • ماكرون يدعو لإقامة دولة فلسطينية دون جيش .. وينفي ضرب إيران
  • انتهاء العام الدراسي وبرنامج التدريب من أجل التوظيف لشباب مركز التقدم لذوي الإعاقة
  • المشري يدعو المستشار صالح لتشكيل حكومة موحدة وتفعيل المناصب السيادية
  • مركز الوفاء بالمضيبي يختتم عامه الدراسي بتأهيل 155 مستفيدًا
  • عن حصرية السلاح وإعادة الإعمار... هذا ما كشفه لودريان!
  • «حراك ليبيا الوطن»: استطلاع الرأي حول مقترحات اللجنة الاستشارية فرصة تاريخية واستثنائية
  • الحريات في سوريا اليوم و الالتزامات الدينية و الأخلاقية
  • الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى إطلاق سراح موظفيها من سجون الحوثيين
  • أحد معتقلي السفينة مادلين يضرب عن الطعام
  • FT: تحول في الرأي العام الإسرائيلي تجاه حرب غزة