مئات التونسيين يشاركون بـ"حصار سفارة واشنطن" احتجاجا على إبادة غزة
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
تونس - صفا
شارك مئات التونسيين في فعالية "حصار السفارة الأمريكية" بالعاصمة تونس، احتجاجا على دعم واشنطن لـ"إسرائيل" في حرب الإبادة على قطاع غزة منذ ما يقارب السنتين.
وانطلق "حصار السفارة الأمريكية"، مساء السبت، بعد دعوة أطلقتها كل من "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" و"الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع"، ويستمر لأكثر من يوم، وفق المنظمين.
وقال عضو "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" غسان الهنشيري: "نحن دعونا اليوم لحصار السفارة الأمريكية، لأن الأمر أصبح لا يطاق داخل غزة من قتل وتجويع للفلسطينيين".
وأضاف الهنشيري للأناضول: "نحن نعرف أن الشريك والداعم الرسمي لهذا الكيان هو العدو الأمريكي، لهذا السبب توجهنا لحصار السفارة إلى أن يتم كسر الحصار عن أشقائنا في غزة".
وتابع: "كل المشاعر التي نشعر بها بعد النظر إلى المشاهد القادمة من غزة، تدفعنا للخروج أمام سفارة الأعداء المساندين للعدو الصهيوني، ومحاصرتها".
وأكد الهنشيري أن "حصار السفارة سيتواصل إلى أقصى عدد ممكن من الأيام (لم يحددها)، سنستمر على الأقل إلى حين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
من جانبه، قال المتحدث باسم "قافلة الصمود" وعضو التنسيقية وائل نوار، للأناضول: "انطلق منذ قليل حصار السفارة الأمريكية.
وشدد على أن "مطالب الاعتصام أمام السفارة واضحة، وهي موجهة للولايات المتحدة مباشرة: وقف الإبادة وفتح المعابر، ونحن نعلم أن حل المسألة في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأردف نوار: "نطالب سلطات تونس بغلق سفارة الولايات المتحدة وطرد سفيرها (بيل بزي)، ووقف العمليات العسكرية المشتركة مع الجيش الأمريكي حتى تتوقف واشنطن عن دعم الإبادة".
وخلص إلى أن "هذا التحرك بالأساس هو إسناد لأهلنا في غزة وللمقاومة، ولن نقبل بترك الشارع ما دامت حرب الإبادة متواصلة".
وقرع المتظاهرون، خلال الفعالية، أوانٍ فارغة في دلالة على المجاعة التي يعانيها فلسطينيي غزة، ووضعوا على الطريق قبالة السفارة مجسمات لأطفال شهداء في غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
ورفعوا شعارات تندد بالدعم الأمريكي لحرب الإبادة من أهمها: "الصهاينة والأمريكان شركاء في العدوان"، و"مطلب واحد للجماهير غلق السفارة وطرد السفير"، و"الجريمة صهيونية والقذيفة أمريكية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: الاتفاق الأمني السعودي الأمريكي قد يورط واشنطن في صراعات غير مرغوبة
ويؤكّـد التقرير، أن عودة ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة تُعدّ واحدة من أبرز التحولات السياسية في العقد الأخير.. فبعد أن كان منبوذًا على خلفية جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، عاد اليوم إلى واشنطن وهو يحمل وعودًا باستثمارات سعوديّة ضخمة تُقدّر بـ600 مليار دولار في قطاعات أمريكية متنوعة، مقابل ضمانات أمنية أمريكية.
ويسرد التقرير كيف بدأت عزلة ابن سلمان عقب مقتل خاشقجي؛ إذ انسحب مسؤولون تنفيذيون من مؤتمرات الرياض، وفرضت إدارة ترامب عقوبات على 17 شخصًا، ثم جاء التعهد الانتخابي للرئيس جو بايدن بوقف بيع الأسلحة للسعوديّة، قبل أن تعلن إدارته في 2021 أن ولي العهد مسؤول عن الجريمة دون اتِّخاذ إجراءات عقابية مباشرة ضده.
وتشير المجلة إلى أن بايدن عاد بعد عامين للتعامل الطبيعي مع الرياض؛ بسَببِ مكانتها كمستورد أول للسلاح الأمريكي، ولأهميتها في حسابات النفوذ الأمريكي بالخليج.
وفي 2022 زار بايدن المملكة طالبًا زيادة إنتاج النفط، وواعدًا بتخفيف القيود على مبيعات الأسلحة. ومع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، تقول المجلة إن العلاقة الأمريكية–السعوديّة استعادت صيغتها القديمة: حماية عسكرية مقابل التزامات مالية واستثمارية واسعة.
وتلفت فورين بوليسي إلى أن جوهر النظام في السعوديّة يظل استبداديًّا. فلا توجد انتخابات أَو مشاركة سياسية، وأي احتجاج قد يُعامل كجريمة إرهابية، بينما يظل القضاء بلا قانون عقوبات مدوّن؛ ما يترك الأحكام رهينة التقديرات الفردية للقضاة.
وتشير المجلة إلى تسجيل 322 عملية إعدام في 2025، معظمها لأجانب. وفي موازاة ذلك، ضخت المملكة مئات المليارات في قطاعات أمريكية تشمل التكنولوجيا، الترفيه، الطاقة، الزراعة والمياه، للحصول على ما تصفه المجلة بـ”الضمانة الذهبية”: التزام أمريكي بالدفاع عنها، واحتمال حصولها على مقاتلات F-35، رغم التحفظات الإسرائيلية على اتّفاقية حماية رسمية.
وبحسب التقرير، فإن الشركات الأمريكية هي المستفيد الأكبر من الصفقة، بينما يتحمل الشعب الأمريكي الكلفة العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك المخاطر التي قد يتعرض لها الجنود الأمريكيون في حال اضطروا للقتال دفاعًا عن المملكة.
وتحذّر المجلة من أن الولايات المتحدة توسّع التزامًا عسكريًّا لا يستند إلى مبرّر استراتيجي واضح، بل يربط أمنها بقائد واحد لا يخضع لمحاسبة مؤسّسية، وله سجل في القرارات المتسرعة.
وتخلص فورين بوليسي إلى أن الاتّفاق لن يحقّق استقرارًا للمنطقة، بل قد يورّط الولايات المتحدة في صراعات جديدة غير مرغوبة، ويعزز لدى السعوديّة شعورًا بأنها بمنأى عن المساءلة، ما يجعل هذه الصفقة -وفق تعبير المجلة- أكبر مقامرة أمريكية في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير.