جامعة الزقازيق تنظم رحلات طلابية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
نظَّمت جامعة الزقازيق رحلات مجانية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك في إطار حرص جامعة الزقازيق على دعم الثقافة، وتشجيع طلابها على القراءة تحت رعاية الدكتور خالد الدرندلي رئيس الجامعة، والدكتور هلال عفيفي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتور أحمد عناني عميد كلية الطب، ومستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، بهدف تعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب وتعريفهم بأحدث الإصدارات في مختلف المجالات العلمية والأدبية.
وقال الدكتور خالد الدرندلي، إنَّ تنظيم هذه الرحلات المجانية إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب يأتي في إطار تقدير الجامعة لإنجازات طلابها، وخصوصًا ذوي الهمم الذين أثبتوا تفوقهم الرياضي بحصولهم على ميداليات في بطولة الجامعات.
وأضاف الدرندلي قائلًا: "نحن نؤمن بأن النجاح لا يقتصر على مجال واحد، بل يشمل التفوق الأكاديمي، والرياضي، والثقافي؛ ولذلك تحرص الجامعة على تنظيم هذه الرحلة لتزويد طلابها بالمعرفة، وحثهم على القراءة المستمرة؛ لما لها من دور أساسي في بناء شخصية الطالب وإعداده للمستقبل".
وأَكَّدَ رئيس جامعة الزقازيق، أَنَّ دعم الطلاب المتفوقين في مختلف المجالات يُعَدُّ جزءًا أساسيًّا من إستراتيجية الجامعة، مشيرًا إلى أَنَّ مثل هذه المبادرات ستستمر لتحفيز الطلاب على التميز والإبداع في مختلف المجالات.
وفي السياق نفسه، صَرَّحَ الدكتور هلال عفيفي نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون التعليم والطلاب، أَنَّ هذه الرحلات تأتي ضمن خطة الجامعة لتعزيز الأنشطة الثقافية والمعرفية، مشيرًا إلى أهمية المعرض بوصفه نافذةً تثقيفيّةً للطلاب، تتيح لهم الاطلاع على مستجدات الفكر والأدب والتفاعل مع الكتّاب والمثقفين، مؤكدًا أَنَّ الجامعة ستواصل تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تجمع بين التحفيز والتطوير الشخصي للطلاب.
وأشار نائب رئيس جامعة الزقازيق، إلى أَنَّ تشجيع الطلاب على القراءة والاهتمام بالثقافة يُعَدُّ جزءًا أساسيًّا من رؤية الجامعة في إعداد أجيال قادرة على التفكير النقدي والإبداعي.
وقد شهدت الرحلات إقبالًا واسعًا من الطلاب بمختلف الكليات، وقد استمتع المشاركون بجولة داخل أروقة المعرض، واطلعوا على أحدث الإصدارات من دور النشر المحلية والعالمية، كما أتيحت لهم فرصة حضور الندوات الثقافية، وورش العمل التي يشارك فيها نخبة من الكتّاب والمفكرين.
يشار إلى أَنَّ جامعة الزقازيق تحرص دائمًا على تنظيم هذه الرحلات بشكل سنويٍّ، وذلك ضمن جهودها لدعم الأنشطة اللاصفية التي تسهم في تنمية الوعي الثقافي لدى طلابها، في إطار توجه الدولة نحو نشر الثقافة والمعرفة بين الشباب.
وبلغت إجمالي عدد رحلات معرض الكتاب، قد بلغت ٤ رحلات طلابية، بواقع 300 طالبٍ، منهم فوج ضَمَّ الطلاب ذوي الهمم، وجاءت هذه الرحلات تحت إشراف الدكتور محمد متولي مدير الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وكل من: الدكتور محمود متولي، وإيناس أنور بالإدارة العامة لرعاية الطلاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجالات العلمية جامعة الزقازيق ذوى الهمم معرض الكتاب التعليم والطلاب
إقرأ أيضاً:
تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب .. نصف قرن من التنوير ينتظر دورته الـ57
مع اقتراب افتتاح الدورة الـ57 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعود السؤال الطبيعي الذي تُعيده كل سنة: كيف تحوّل هذا الحدث من “فعالية ثقافية صغيرة” إلى أكبر تجمع معرفي في الشرق الأوسط، وإحدى أهم منصات التأثير الثقافي عربيًا؟، هذا التقرير يعود إلى تاريخ المعرض منذ تأسيسه، ويتوقف أمام دوره التنويري، وكيف أصبح مرآة لحركة الثقافة المصرية، وشاهدًا على تحولات الفكر والأدب والسياسة على مدى أكثر من خمسة عقود.
شرارة في 1969.. وميلاد مشروع ثقافي
تعود فكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى عام 1969، حين كلّف وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي بتحويل “أسبوع الكتاب” إلى معرض دولي كبير.
كان هدف الدولة وقتها واضحًا: توفير الكتاب للجمهور، وجعل الثقافة في متناول الطبقة المتوسطة والطلاب، وبناء جسر بين مصر والعالم، وانطلق المعرض لأول مرة في أرض الجزيرة بالزمالك، قبل أن ينتقل لمدينة نصر لاحقًا، ويتوسع ليصبح منصة سنوية تضم ناشرين ومثقفين وقُراء من مختلف البلدان.
ترسيخ المعرض كـ “واجهة مصر الثقافية”
في السبعينيات، تحوّل المعرض إلى تظاهرة شعبية، وليس مجرد سوق للكتب.
شهدت هذه المرحلة: زيادة مشاركة الدول العربية والأجنبية، تنظيم ندوات سياسية وفكرية كبرى، جلسات نقدية لكتاب كبار مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، حضور آلاف الطلاب يوميًا بفضل أسعار الكتب المناسبة
وأصبح المعرض في هذه الفترة “الحدث السنوي” لكل مثقف، والفرصة الذهبية لاكتشاف كتب لم تكن تُباع في المكتبات.
مسرح الحوار الثقافي والصدام الفكري
شهدت تلك الفترة أعظم لحظات المعرض وأكثرها إثارة للجدل، كانت مصر تعيش صعودًا في التيارات الفكرية، وبدأت النقاشات بين المثقفين من مختلف الاتجاهات تأخذ مساحتها على منصة المعرض.
ظهر في هذه الفترة: الندوات الكبرى التي تناقش علاقة الدين بالدولة، جلسات القراءة الأولى لعدد من الأدباء الشباب، صعود مشروع “الهيئة المصرية العامة للكتاب” في نشر الأعمال الفكرية، تحوّل المعرض إلى منبر للحوار حول حرية التعبير، كما شهدت التسعينيات ظهور حركة الكتب الممنوعة والمصادرة، والصدامات الفكرية الشهيرة بينها وبين المثقفين — وهو ما جعل المعرض مساحة للصراع بين التنوير والمحافظة.
توسع هائل وعودة الجمهور بقوة
مع بداية القرن الجديد، دخل المعرض مرحلة تحديث كبيرة: توسع جغرافي وظهور ساحات للأنشطة الفنية، مشاركة سنوية لأكثر من 700 ناشر عربي، إدخال ضيف الشرف لأول مرة، زيادة الاهتمام بالأطفال وصالات الأنشطة التعليمية، إطلاق سلسلة من الإصدارات الجديدة المواكبة للمعرض.
كما أصبح المعرض يشهد إطلاق أهم الكتب التي ينتظرها القرّاء كل عام، وأصبح “دورة سنوية لحركة النشر المصرية”.
2011 – 2013: سنوات الاضطراب.. والتحدي
توقف المعرض لأول مرة في تاريخه سنة 2011 بسبب الأحداث السياسية، ثم عاد في 2012 وسط إجراءات غير مستقرة، لكن عودته أكدت أن الكتاب لا يغيب، وأن الجمهور ما زال يرى في المعرض مساحة للتنفس الثقافي رغم الصعوبات، وفي هذه السنوات، ظهرت حركة نشر شبابية قوية، وتم تقديم جيل جديد من الكتّاب الذين أصبح لهم جمهور واسع في العقد الأخير.
الانتقال إلى مركز مصر للمعارض الدولية (2018)
يمثل انتقال المعرض إلى القاهرة الجديدة لحظة فارقة في تاريخه: مساحات عرض أوسع، تنظيم أكثر احترافية، ممرات واسعة تستوعب مئات الآلاف، منصات توقيع، مناطق خدمات، قاعات للندوات مجهّزة تقنيًا.
وأصبح المعرض يحقق رقمًا قياسيًا في عدد الزوار، وصل في بعض السنوات إلى أكثر من 4 ملايين زائر.
الدور التنويري للمعرض.. لماذا لا يزال مهمًا؟
في عصر السوشيال ميديا والتفاهة المنتشرة، يبقى المعرض مساحة ضخمة للكتب الجادة، والمحاضرات النوعية، وحلقات النقاش، ويجتمع في المعرض مثقفون وقراء ودارسون من مصر والعالم العربي، وتُناقش قضايا الفكر والهوية والدين والسياسة والفنون، ويمثل المعرض 50% من مبيعات بعض دور النشر سنويًا، وهو ما يعني أنه ركيزة في بقاء صناعة الكتاب.
من خلال منصات التوقيع، والندوات الشبابية، ومسابقات القراءة، أصبح المعرض نموذجًا لاكتشاف الأصوات الأدبية الجديدة، وتوسعت قاعات الطفل بشكل غير مسبوق، وأصبح المعرض يقدم ورشًا فنية وتعليمية لها أثر عميق في تكوين الأجيال، وبعد 56 دورة متتالية، أصبح المعرض جزءًا من ذاكرة المصريين، وحدثًا يربط الأجيال: جيل السبعينيات الذي وقف في طوابير أمام جناح لبنان، جيل التسعينيات الذي عاش زمن الندوات الساخنة، جيل الألفية الذي حضر توقيعات كتّابه الشباب.
الدورة الـ57… ماذا تعني؟
مع اقتراب الدورة الـ57، ينتظر الوسط الثقافي: حضورًا جماهيريًا كبيرًا، ضيف شرف مميز، احتفاء بمئويات كُتّاب كبار، جناحًا موسعًا للطفل، إطلاق عشرات الكتب المهمة، ندوات فكرية تناقش مستقبل الثقافة والهوية.
كما ستستكمل الهيئة المصرية العامة للكتاب خطتها في جعل المعرض أكثر تفاعلية، باستخدام التكنولوجيا، والعروض المرئية، وتطوير خدمات الناشرين.
على مدى أكثر من نصف قرن، لم يكن معرض القاهرة الدولي للكتاب مجرد حدث لبيع الكتب، بل كان مساحة للتنوير، ومرآة لتاريخ مصر الفكري، ومؤشرًا لتحولات المجتمع.
ومع كل دورة جديدة، يتجدد السؤال: هل لا يزال الكتاب قادرًا على قيادة وعي الناس؟
الإجابة الأكثر وضوحًا نجدها في طوابير الجمهور التي تبدأ من الصباح الباكر، الجمهور الذي يؤكد أن الثقافة ما زالت في قلب المصريين، وأن معرض الكتاب ليس مجرد حدث.. بل مناسبة للتفكير والحلم والاختلاف.