شهدت منصات التواصل الاجتماعي حادثة لافتة، حيث خرج أحد روبوتات الذكاء الاصطناعي المصممة للترويج لدولة الكيان الصهيوني عن السيطرة، لينحرف عن مهمته الأصلية ويوجه انتقادات لاذعة لحكومة الكيان وسياساتها.

الروبوت، الذي يحمل اسم «FactFinderAI»، فاجأ متابعيه عندما وصف الجنود الإسرائيليين بأنهم “مستعمرون بيض في إسرائيل العنصرية”، كما نفى وقوع حادثة مقتل عائلة إسرائيلية في 7 أكتوبر، محملاً تل أبيب المسؤولية عن خطة الولايات المتحدة لحظر تطبيق “تيك توك”.

ووفقًا لما أوردته صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن ما حدث يمثل تطورًا خطيرًا، حيث تحول حساب مخصص للدعاية الإسرائيلية إلى منصة لنشر ما وصفته بـ”المعلومات المضللة” عن إسرائيل، واعتبرت الصحيفة أن هذه الواقعة تسلط الضوء على المخاطر الكامنة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراض سياسية، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على هذه الأدوات في تشكيل الرأي العام.

ولم يتوقف الروبوت عند هذا الحد، بل زعم أن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس قد تم إطلاق سراحهم، وهو ما لم يحدث بعد، كما دعا متابعيه إلى التضامن مع غزة، وأحالهم إلى جمعية خيرية متخصصة في جمع التبرعات لدعم الفلسطينيين، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية.

كما انتقد الروبوت الحسابات المؤيدة لدولة الكيان الصهيوني، بما في ذلك الحساب الرسمي للحكومة الإسرائيلية على منصة “إكس”، وهو ما زاد من المخاوف بشأن فقدان السيطرة على أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الدعاية السياسية.

وتشير التقارير إلى أن «FactFinderAI» كان جزءًا من مجموعة أدوات تكنولوجية وظفتها إسرائيل في إطار ما يُعرف بـ”الهاسبارا”، وهو مصطلح عبري يشير إلى الجهود الدعائية الإسرائيلية. وخلال السنوات الأخيرة، ضخت تل أبيب ملايين الدولارات لدعم مشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد ومكافحة ما تعتبره “معاداة للسامية” على الإنترنت.

ورغم عدم تأكيد ما إذا كان الروبوت ممولًا بشكل رسمي أو يعمل باستقلالية، إلا أن انحرافه المفاجئ عن مساره أثار القلق في الأوساط الإسرائيلية، خاصة بعد إشادته بدور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، ووصفها بأنها تلعب دورًا حاسمًا في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين.

هذه الواقعة تعيد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى قدرة الحكومات على التحكم في أدوات الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت هذه التقنيات قد تطور وعيًا خاصًا بها، يجعلها تتجاوز الأجندات التي تمت برمجتها عليها.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟

 

 

د. عمرو عبد العظيم

السؤال المطروح في العنون يشغل بال الكثير من الطلبة والباحثين والكُتاب؛ حيث يقع الكثير منهم في حيرةٍ.. هل نستخدم الذكاء الاصطناعي في كتابة البحوث والمقالات أم يُعد ذلك سرقة أدبية؟

وإذا كانت الإجابة "نعم يمكن استخدامه ليكتب عنك" فيكون السؤال: وما دورك أنت إذن في هذه الحالة؟ وهنا يعُد استخدامه سرقة أدبية، في حين إذا كانت الإجابة لا فلماذا يسعى العالم لتطوير تلك التقنيات للاستفادة منها لتسهيل حياة البشر، مثل ما طوروا العديد من الأدوات البدائية والعمليات اليدوية إلى عمليات آلية تسهل حياة الإنسان ويستطيع من خلالها أن ينجز العديد من المهام في وقتٍ أقل وبمجهودٍ بسيط.

عزيزي القارئ حتى نحل هذه المعضلة، أريد أن أطرح لك التوجه العلمي والعالمي الآن في هذه القضية وكيف تتصرف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في حالة قام الطلبة بالنسخ المباشر من الذكاء الاصطناعي للبحوث والتقارير والأعمال التقييمية التي تُقدَّم لتلك الجامعات.

تضع هذه المؤسسات نسبة مئوية لا تتعدى في الغالب 25 بالمئة تقريبًا كنسبة للاقتباس من الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية المعروفة أو من مصادر أخرى، ودعنا نفصل في الأمر من حيث الناحية المنطقية والعلمية؛ لأنَّ الباحث أو الطالب إذا استخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد بحوثه وتقاريره فيكون في هذه الحالة قد أوقف الإبداع والابتكار، وفَقَدَ عدة مهارات كان يجب عليه أن يكتسبها من خلال دراسته أو بحثه، ومنها مهارة والبحث والاستقصاء وتجميع البيانات وتحليلها والتفكير المنطقي والدقة العلمية وغيرها. ومع الوقت ربما نجد جيلًا تنقصه هذه المهارات بشكلٍ واضح. إذن هل نوقف استخدامه؟ بالطبع لا، لكن هناك عدة معايير يجب وضعها في الاعتبار عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ونماذجه في إعداد البحوث والتقارير العلمية وغيرها.

ومن هذه المعايير أن يُراعِي المُستخدِم أن يكون الذكاء الاصطناعي مُساعدًا له وليس بديلًا عنه؛ بمعنى أن ينظم له أفكاره ويُوسِّع له من مفرداته ويُساعده في ترتيب الفقرات، ويمكن أن يُعيد تنظيم العناصر ويُراجع الصياغة في بحوثه ويُحسِّنها، ومن هنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُمثِّل المُشرف الأكاديمي على البحث؛ حيث يستطيع الباحث أن يعرض عليه مراحل البحث مرحلة تلو الأخرى ويطلب منه التصرف كأنه خبير أكاديمي محترف ومشرف خبير في البحوث، ليساعده في أن يُقيِّم كل خطوة وإجراء تم في هذا البحث، ويستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُرشده بكل سهولة ويسر حتى يخرج هذا البحث في أفضل صورة.

لأن الباحث هو من يرى الواقع والميدان الذي يُجري فيه البحث، فيمكنه ذلك من اتخاذ القرار الصحيح، وفي الوقت نفسه فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه رؤية ذلك بكل تفاصيله فهو مازال تقنية يتحكم فيها الإنسان وفق المعطيات والبيانات التي يمده بها، فهو فقط يرشد الباحث وفق مراحل البحث وظروفه، وبذلك يضمن الباحث أنه استخدم الذكاء الاصطناعي استخدامًا عادلًا كمساعد أو مشرف أكاديمي له.

الخلاصة.. إنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والكتابة بفاعلية كمساعد دون إلغاء عقولنا أو أن يعوقنا عن تطوير مهاراتنا، يُعد من أهم طرق الاستخدام العادل والمتزن لتلك التقنية، والتي أصبحت لا غنى عنها اليوم في جميع القطاعات وخاصة في قطاع التعليم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدة
  • حقوق النشر.. معركة مستعرة بين عمالقة الذكاء الاصطناعي والمبدعين
  • متى يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي سرقة أدبية؟
  • تربية الأبناء في عصر الذكاء الاصطناعي.. الموازنة بين الفرص والمسؤوليات
  • الصين.. تطوير روبوت استطلاع عسكري بحجم بعوضة!
  • مختص يوضح طريقة الحد من تزييف الصور والفيديوهات عبر الذكاء الاصطناعي
  • العمري: حتى الذكاء الاصطناعي لا يستطيع حل مشاكل النصر
  • مساعد العمري: مشاكل النصر لا يحلها إلا الذكاء الاصطناعي.. فيديو
  • روبوت بشري جديد لحل مشاكل نقص العمالة في المصانع (شاهد)
  • شيطان البحر.. روبوت يحاكى حركة الأسماك| ماذا نعرف عنه؟