أَناغَشَ قلبُك اسمي؟
- ساءلتها.
لم تنبس وطال الصمت.
كِلْتُ لنفسي تهماً كثيرة، أقلُّها أنه ليس الوقت، وأكثرها أني كنت واهماً. حين تسامرني عن طفولتها الشقية، وكيف أن ندْباً جانب الأنف وتحت العين اليسرى لم يزل يذكرها بكومة الأشواك التي تعثرت بها، تقدِّم لي صوراً لسنين حياتها. كنت واهماً، لكننا حين نحبّ شخصاً؛ نحدثه عن حياتنا، وفي غمرة الحديث نلتمس منه تعاطفاً ونودّه دون تفسير، فالتفاسير تلوّث أرواحنا.
يلوح في عينيها الفرح، ولمحة يبدّد إحساسي بها كل الخواء الذي تلده الشكوك.
أرمد عينيّ التلهف، وانطوى الفكر أمام اختلاجة القلب. كنت أطرحها في العراء تلك الاختلاجات، وأستمرئ لفيح الشمس يشويها!
وفي عتمة التساؤل تشعّبت حيرتي، حانت منها نظرة خفيضة رافقتها غيومٌ أسِيّةٌ.
رغبة الكشف ضمّخت زوايا المجهول التي أعتمت داخلي، هممْتُ أن أطاردها بالسؤال، فأنا منذ الأزل عشقت مدينة محرّمة، ظلّت أقفالها عصيّة عليّ، وما زاد ذلك عشقي إلا التهاباً وشوقي إلا التياعاً.
لم تتركني أستجمع الشتات وأقتنص الومضات التي تلألأت في فضاء حيرتي القاتمة، فنظرةٌ إليها كشفت عن رعشة الشّفة السفلى.
- أهذا وقت البكاء؟!
- أجل.
- ابكي ما استطعت، أحبكِ، اروي شقوق الألم في أرض تحترق.
- إنك مجنون.
ألم تعرفي من يعشق تلك المدينة؟ كل الأنوار تلألأت، والشوارع مفتوحة الأذرع، والكُوى في السقوف تهبني أفقاً بلا حدود، يرفرف قلبي فيه ويأوي إلى راحتيك جزعاً بعد أن أوجعه درب الألم وأدماه. منذ المولد ما فتئت تتضرّج فيه أقدامي أينما ولّيت وجهي. ثمة أشواك تنهش لحمي. قلبي مصلوب على الشوارع الترابية، والشمس قد ألهبت جبهتي، والفضاء موطن الوباء. إنه شيء يا صديقتي يقولون عنه الفقر، أمّا أنا فأسميه الحرمان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات ذكريات الحب خواطر مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر، بالسيدة ميريام أديلسون التي كانت بين الحاضرين، مثيرًا الاهتمام حول شخصيتها ودورها في القرارات التي اتخذها بشأن دولة.
وقال ترامب في كلمته: "إن ميريام تحب إسرائيل"، موضحًا أن ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون، قطب صناعة القمار المعروف، كان لهما تأثير كبير في بعض قراراته البارزة، منها اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها في العام التالي، إلى جانب تأييده للسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة عام 2019، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وأضاف ترامب أنه يتذكر لقاءاتهما المتكررة في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الزوجين كانا من أقرب الداعمين لإدارته خلال فترته الرئاسية.
من هي ميريام أديلسون؟
ميريام أديلسون هي طبيبة أمريكية – إسرائيلية وأرملة رجل الأعمال الراحل شيلدون أديلسون الذي توفي عام 2021، واشتهر أديلسون بإدارته لإحدى أكبر إمبراطوريات القمار في العالم من خلال شركة "لاس فيغاس ساندز"، وبتخصيصه جزءًا كبيرًا من ثروته لدعم السياسيين المحافظين في الولايات المتحدة وتمويل المبادرات الموالية لإسرائيل.
وتُعد ميريام واحدة من أبرز المتبرعات في السياسة الأمريكية ومن أغنى النساء في العالم، إذ تتجاوز ثروتها 35 مليار دولار. درست الطب في جامعة تل أبيب، وتخصّصت في علم الأعصاب، قبل أن تعمل في مستشفى "هرتسليا الطبي" في إسرائيل، ثم تنتقل إلى الولايات المتحدة لمتابعة مسيرتها الطبية.
أسّست مع زوجها مراكز أديلسون لعلاج الإدمان في كل من تل أبيب ولاس فيغاس، وهي من المراكز الطبية الرائدة في هذا المجال. كما عُرف الزوجان بدعمهما للأعمال الخيرية ومساهماتهما الواسعة في تمويل المشاريع اليهودية والإسرائيلية.
وخلال خطابه في الكنيست، طلب ترامب من ميريام الوقوف قائلاً: "قفي يا ميريام"، مذكّرًا بأنها كانت من كبار المساهمين في حملتيه الانتخابيتين، وبأنها كانت تزوره بانتظام مع زوجها في المكتب البيضاوي، قبل أن يمازح الحضور بقوله إن شيلدون "كان يدخل من النافذة"، في إشارة إلى إصراره على لقاء الرئيس.
وأضاف ترامب مبتسمًا: "لديها 60 مليار دولار في البنك"، قبل أن يمازحها قائلاً: "أعتقد أنها تقول كفى"، ما أثار الضحك في القاعة. وأشاد بها واصفًا إياها بأنها "امرأة رائعة شديدة الإخلاص"، مشيرًا إلى أنها رفضت ذات مرة تحديد ما إذا كانت تحب إسرائيل أم الولايات المتحدة أكثر.
وأدت ميريام أديلسون دورا مؤثرا خلف الكواليس في إقناع ترامب بمواصلة الجهود لإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وفي عام 2018، منحها ترامب وسام الحرية الرئاسي تقديرًا لمساهماتها في دعم أبحاث علاج الإدمان وتأسيسها مراكز طبية متخصصة مع زوجها، إضافة إلى دورها في إنشاء مؤسسة أديلسون للأبحاث الطبية. وفي العام نفسه، حصلت على وسام صهيون من الدرجة الأولى من الرئيس الإسرائيلي تقديرًا لدعمها المتواصل لإسرائيل.