هيئة تطوير تهامة تدشن حملة لمكافحة الحمى القلاعية في الحديدة
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
الثورة نت / يحيى كرد
دشنت هيئة تطوير تهامة، بالتعاون مع الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر الصحي والبيطرة بوزارة الزراعة، وبالتنسيق مع الجمعيات التعاونية الزراعية، حملة مجتمعية لمكافحة انتشار وباء الحمى القلاعية في الثروة الحيوانية بمختلف مديريات محافظة الحديدة، والتي ستستمر لمدة أسبوعين.
وخلال تدشين أشاد وكيل محافظة الحديدة لشؤون الخدمات، محمد سليمان حليصي، بجهود هيئة تطوير تهامة وإدارة الصحة الحيوانية والحجر الصحي والبيطرة في مواجهة الأمراض المعدية التي تهدد الثروة الحيوانية
، مؤكدًا أهمية اتخاذ كافة التدابير الوقائية الصارمة للقضاء على هذه الأوبئة، خصوصًا مع تزايد تدفق المواشي من القرن الأفريقي، الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لنقل الأمراض الوبائية.
وأشار وكيل المحافظة إلى أن اليمن ظل محصنًا لفترات طويلة من العديد من الأوبئة بفضل موقعه الجغرافي، إلا أن الظروف الحالية تتطلب يقظة صحية مشددة من قبل وزارة الزراعة، وهيئة تطوير تهامة، والاتحاد التعاوني الزراعي والجمعيات الزراعية، لضمان تنفيذ الفحوصات الصحية اللازمة للحيوانات المستوردة والتأكد من خلوها من الأمراض قبل دخولها إلى البلاد.
وشدد على أن هذه الأوبئة لا تؤثر على الثروة الحيوانية فقط، بل تشكل تهديدًا مباشرًا لمصادر المياه والصحة العامة، داعيًا إلى تكثيف الحملات التوعوية في القرى والمناطق الريفية لضمان التزام المربين بالإجراءات الوقائية.
من جانبه، أكد رئيس هيئة تطوير تهامة، علي هزاع، أن تنفيذ هذه الحملة يأتي في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الحمى القلاعية.. مشددًا على أهمية تعزيز الرصد الوبائي والرقابة البيطرية واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الثروة الحيوانية، التي تعد مصدرًا أساسيًا للدخل لكثير من الأسر في المحافظة.
وأوضح هزاع أن غياب الفحوصات البيطرية الدقيقة وفترات الحضانة الكافية للحيوانات المستوردة من القرن الأفريقي أدى إلى انتشار الأوبئة في بعض مديريات الحديدة، مما تسبب في نفوق عدد من الأبقار والأغنام والماعز، وهو ما يمثل كارثة اقتصادية على المربين.
بدوره، كشف مدير فرع إدارة الصحة الحيوانية والحجر الصحي والبيطرة، الدكتور فاضل العامري، أن البؤرة الأولى لتفشي الحمى القلاعية بدأت في مديريات المنصورية، السخنة، والمراوعة، و تم علاج الحيوانات المصابة، إلا أن بعض المناطق التي سبق أن تأثرت بالوباء تعرضت مجددًا للإصابة، مما يستدعي دراسة الأسباب الحقيقية وراء استمرار انتشار المرض.
وأشار العامري إلى أن مصدر المرض الأساسي هو استيراد المواشي من دول القرن الأفريقي، التي تعاني من انتشار الأوبئة الحيوانية، داعيًا إلى إيقاف استيراد الحيوانات مؤقتًا لحين وضع ضوابط مشددة تضمن دخول المواشي وفق إجراءات بيطرية دقيقة.
وأكد أن الحملة تستهدف تحصين الثروة الحيوانية في جميع مديريات الحديدة ضد الأمراض الوبائية، وفي مقدمتها الحمى القلاعية، بهدف السيطرة على انتشار الأمراض وحماية المزارعين من الخسائر الاقتصادية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الحديدة الحمى القلاعية الثروة الحیوانیة هیئة تطویر تهامة الحمى القلاعیة
إقرأ أيضاً:
التمر اليمني.. من حقول تهامة إلى أسواق الوطن
استلام الدفعة الأولى من »التمور« ضمن سياسة خفض فاتورة الاستيراد وفق برنامج استراتيجي، يربط بين القطاع التجاري والإنتاج المحلي وفرة إنتاجية هذا الموسم تتراوح ما بين 500 إلى 600 طن من التمور في مديريات تهامة وحدها
في ساحة الجاح بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، أقيم مهرجان التمور الشعبي والذي مثل إعلاناً دراماتيكياً عن انطلاق جبهة جديدة في معركة الصمود اليمنية؛ جبهة الإنتاج الزراعي. يأتي هذا الحدث، الذي تزامن مع سلسلة من الخطوات الاستراتيجية في عدة محافظات، ليؤكد أن اليمن، بقيادته الثورية، يتبنى خيار الاكتفاء الذاتي كدرع حصينة في مواجهة العدوان والحصار الاقتصادي.
تبلور الاهتمام بالزراعة في حراك وطني شامل يربط المزرعة بالسوق، ويُسخر التكنولوجيا المحلية لخدمة الفلاح، ويفتح آفاقاً جديدة لتسويق منتج بات يمثل رمزاً للصمود والخير. هذه التحولات هي ثمرة رؤية عميقة وخطوات متراكمة رسمت ملامح طريق جديد للإنتاج الوطني.
الثورة / يحيى الربيعي
في تهامة، حيث احتفى مزارعو التمور بموسمهم، جاءت تأكيدات المسؤولين لتُعطي الحدث أبعاداً تتجاوز الفلكلور. مدير المديرية، حسين زين، أكد أن الزراعة «جبهة إنتاجية لا تقل أهمية عن بقية الجبهات»، في إشارة واضحة إلى ربط النضال العسكري والاقتصادي. هذا الربط ذاته تجسد في زيارة وفد رسمي لمزارع النخيل في محافظة الجوف، بقيادة الشيخ صالح بن ثيبه، حيث جرى تقييم جودة المحصول ووضع خطة تسويقية متكاملة.
وفي خطوة سباقة، أعلنت الهيئة العامة للعلوم والبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن إنجاز نوعي يمثل ثورة في مجال المعالجة ما بعد الحصاد. فقد نجحت الهيئة، وبكفاءة عالية، في تصنيع وتطوير مجففات شمسية محلية الصنع، تمثل نقلة نوعية في مواجهة الفاقد الزراعي. ووفقاً لنائب رئيس الهيئة، الدكتور عبد العزيز الحوري، فإن هذا الإنجاز جاء نتيجة «هندسة عكسية دقيقة لنموذج ألماني» وبكلفة لا تتجاوز 30 % من تكلفة الاستيراد. هذا النموذج، الذي دخل حيز التجريب بالفعل في مزارع التحيتا بالحديدة، أظهر نتائج «مشجعة للغاية» في تجفيف التمور والبن والعنب، مؤكداً أن التكنولوجيا، عندما تُوطن، تصبح أداة قوة اقتصادية وسيادية.
أداة للتمكين الاقتصادي
لعل أبرز مؤشر على جدية التوجه نحو الاكتفاء الذاتي كان في محافظة الحديدة، حيث دشن المحافظ عبدالله عطيفي عملية استلام الدفعة الأولى من التمور ضمن سياسة خفض «فاتورة الاستيراد». هذا البرنامج الاستراتيجي، الذي يربط بين القطاع التجاري والإنتاج المحلي، استوعب دفعة أولى بلغت 120 طناً من التمور من مناطق السويق، والجاح، والنخيلة.
أكد المحافظ عطيفي أن هذه الخطوة «تتويج لجهود وطنية متواصلة لدعم الإنتاج المحلي»، ومؤشراً على سياسة حكومية تهدف إلى تقليص الاعتماد على الخارج. الأرقام تتحدث بوضوح عن حجم هذا التحول، حيث أشار نائب مدير وحدة الزراعة التعاقدية، إبراهيم وهاس، إلى أن هذا العام شهد توقيع 23 عقداً مع تجار محليين بكمية تعاقدية بلغت 1850 طناً، مقارنة بـ350 طناً العام الماضي، بقيمة 140 مليون ريال. هذا التدفق النقدي المباشر للمزارعين يعزز دور الجمعيات الزراعية، ويشجع المزارعين على التمسك بأرضهم ومضاعفة جهودهم.
وفي السياق ذاته، جاء مشروع إسناد الجمعيات المنتجة للتمور في الحديدة ليقدم دعماً لوجستياً مباشراً، حيث تم توزيع تسعة آلاف سلة تسويقية على ثلاث جمعيات، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة التعبئة والتغليف، وتقليص الفاقد بعد الحصاد، وهو ما أكده مدير وحدة تمويل المشاريع يحيى الوادعي.
أفق جديد للأمن الغذائي
تتكامل هذه المبادرات في إطار استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي. فبينما يوجه عبدالرحمن هزاع، ضابط سلاسل القيمة للتمور، المزارعين في لقاء توعوي بمديرية الدريهمي إلى أهمية «التجفيف السليم» و»التسويق عبر الجمعيات»، تؤكد التقديرات الأولية التي أشار إليها رئيس دائرة التسويق بالاتحاد التعاوني الزراعي، بكيل طاهر، على وفرة إنتاجية هذا الموسم تتراوح ما بين 500 إلى 600 طن في مديريات تهامة وحدها.
هذه الأرقام والإنجازات لا ترسم صورة لحظية للنجاح، بل تضع حجر الأساس لمستقبل زراعي مستدام. إن التمور اليمنية، التي أثبتت جودتها العالية، باتت الآن مدعومة بمنظومة متكاملة من التوعية والتكنولوجيا والتمويل والتسويق. إنه تحول جذري، من التعامل مع المحصول كسلعة محلية تقليدية، إلى اعتباره أداة اقتصادية استراتيجية ورمزاً من رموز الصمود الذي يتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل.