خطاب البرهان: الإنقلاب الثالث لتعضيد الانقلاب الاول والثاني
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
كما تعودنا من العسكر حين يستولون علي السلطة بالقوة وبانقلاب فإنهم يشغلون كل أوقاتهم ويسخرون إمكانيات الدولة بالبحث عن طرق ووسائل تجعلهم يستمرون في الحكم بدون وجه حق إلي أن تطيح بهم ثورة تقتلعهم أو بانقلاب آخر يذهب بهم إلي الشارع أو إلي المقابر لو كان دمويا.
والبرهان ليس استثناءا لهذه القاعدة والمتلازمة التي لازمت العسكر طيلة ستين عاما من حكمهم المتخبط من عمر السودان ،تاركين فقط عشر سنوات من نصيب الحكم المدني والتي للاسف لم يستفد منه البلاد ومواطنيه لأن الطائفية هي من تسيدت الموقف في هذه النافذة من الديمقراطية وفشلت فشلا ذريعا مما اعطي مسوغا ودافعا للعسكر ليهجموا عليها ويستولوا علي الحكم ويستمر المسلسل عسكر طغاة - وحرامية فاشلون.
والبرهان في خطابه هذا يريد إرضاء الذين ضد الكيزان بتكشير أنيابه علي الكيزان ، وإرضاء الذين ضد القحاتة وتقدم بتكشير أنيابه ضد قحت وتقدم ، وبطريقة حريفة أراد كسب جانب أنصار الدعامة بالعفو عنهم وقد اعتقد أو تأكد بأنه ضمن جانب الحركات المسلحة (المشتركة) من يوم خطأهم بموقف دعمه في انقلابه ضد قحت التي حاولت إبعاد الحركات المسلحة والغاء اتفاق جوبا.
طيب ماذا بقي له ليستمر في الكرسي إلي ماشاء الله ؟! بقي له أن يكون هو من يعين رئيس وزراء انتقالي علي الطريقة الاعيسرية وهو من يحدد موعد الانتخابات والذي يمكنه ببساطة فبركة عدم نزاهتها ثم الغائها والاستمرار في الفترة الانتقالية الي حين تحديد موعد آخر للانتخابات وووهكذا نلف وندور في حلقة مفرغة.
واهم من صدق أن البرهان سيقيم انتخابات حرة ونزيهة ، وواهم من يريد رؤية الديمقراطية تعود مرة أخري لأنه ببساطة يعتقد البرهان أن حلم أبيه يتحقق ويزداد قناعة بذلك يوما بعد يوم.
كسرة كما يقول المرحوم الفاتح جبرا :
هل وراء خطاب البرهان هذا ضوء أخضر امريكي وخليجي ومصري؟!!
كسرة أخري:
لا يجب أن ينسي برهان وغيره من أن الثوار الحقيقيين الذين أسقطوا المارد الظالم الباطش موجودون وفي انتظار انتهاء الحرب العبثية ليهبوا من جديد بلا يأس ولا قنوط ولا وهن ولا ضعف ولا استكانة ، ولن ينسوا دماء وأرواح شهداء ثورة ديسمبر المجيدة ، والله مع المستضعفين والمظاليم ضد القتلة والظلمة حيثما كانوا.
د محمد علي سيد طه الكوستاوي.
القاهرة.
٨فبراير ٢٠٢٥
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرهان يلتقي ممثل الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم يدين الحكومة الموازية
أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم محمد بلعيش دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، خلال لقائه -أمس الثلاثاء- رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
وقال بلعيش إنه نقل للبرهان دعم مفوضية الاتحاد الأفريقي لوحدة السودان واستقراره، مبينا أن اللقاء تناول مجمل تطورات الأوضاع في البلاد وكان مثمراً واتسم بالشفافية.
وأشاد ممثل الاتحاد الأفريقي بـ"دحر القوات المسلحة التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان" داعياً في الوقت نفسه إلى انتهاج الحوار لوقف الحرب وتسوية الخلافات على أرضية اتفاق جدة في مايو/أيار 2023.
واعتبر بلعيش أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان، والشروع في إعادة الإعمار لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.
وأمس، أصدر رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس قرارا بتعيين 5 وزراء ضمن تشكيلته الجديدة "حكومة الأمل" ليرتفع عدد المعينين فيها إلى 20 من أصل 22 وزيرا.
إدانة الحكومة الموازيةمن جانب آخر، أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، وشدد على التزام الاتحاد بسيادة ووحدة وسلامة أراضي جمهورية السودان.
وطالب المجلس الأفريقي -في بيان- دول الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بـ"رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يسمى الحكومة الموازية" التي تشكل تهديداً بالغاً لجهود السلام ولمستقبل البلاد.
وشدد على أن الاتحاد الأفريقي لا يعترف إلا بالمجلس السيادي الانتقالي والحكومة المدنية الانتقالية المشكلة أخيرا، وذلك إلى حين التوصل لترتيبات توافقية تُلبي تطلعات الشعب السوداني.
ودعا المجلس إلى إعلان وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، يليها حوار وطني شامل وانتقال سياسي، مشددا على عدم قابلية الحل العسكري للصراع في السودان.
إعلانكما رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بالسودان، مطالبا بوقف الدعم العسكري والمالي للجهات المتحاربة في البلاد.
والسبت، أعلن "التحالف السوداني التأسيسي" تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ومن جانبها أدانت الحكومة والجيش السودانيان هذا الإعلان، ووصفا ما صدر عنه بـ"الحكومة الوهمية".
ويمثل الإعلان أحدث خطوة يقوم بها "الدعم السريع" لإقامة حكم مواز، في تحد للإدارة التي يقودها الجيش ويدفع نحو مزيد من الانقسام في البلاد التي تشهد حربا دامية.
وتخوض قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" -منذ 15 أبريل/نيسان 2023- حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة، بحسب الأمم المتحدة التي تشير إلى انتشار المجاعة تدريجيًا.