سلط قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتغيير اسم خليج المكسيك، والذي أطلق على المكان منذ مئات السنين، إلى خليج أمريكا، الضوء على الموقع الجغرافي الذي شهد أحداث تاريخية، فضلا عن موارده وأهميته الجغرافية بين قارتين ومحيط وجزر استراتيجية.

وأعلن ترامب تغيير اسم الخليج من المكسيك إلى أمريكا، في خطوة مثيرة للجدل، أثار استهجان المكسيك، والتي أكدت أنه سيبقى يحمل سمها والعالم يتداوله كما هو.



ما هو خليج المكسيك

يعتبر خليج المكسيك، جسما مائيا شبه مغلق على الحافة الشرقة لقارة أمريكا الشمالية، ويربطه بالمحيط الأطلسي مضيق فلوريدا، الممتد ما بين شبه جزيرة فلوريدا وجزيرة كوبا، ويتصل بالبحر الكاريبي عبر قناة يوكانات، الواقعة بين شبه جزيرة يوكاتان وكوبا.



يبلغ عرض قناتي الربط بالخليج نحو 160 كيلومترا، وتقدر مساحته بنحو 600 ألف ميل مربع، ويحده من الشمال الغربي والشرقي الساحل الجنوبي للولايات المتحدة، فيما الجهة المقابلة ترتبط بالسواحل الشرقية للمكسيك.

المميزات الجغرافية والجيولوجية:

يتكون الخليج بالإضافة لمسطحه المائي الهائل، من بيئات جيولوجية فريدة، مثل جرف قاري وسهل سحيق، ومنطقة ساحلية، ومستنقعات وشواطئ رملية، فضلا عن مناطق مغطاة بأشجار المنغروف وخلجان ومصبات نهرية وبحيرات ساحلية.

وتوجد قباب ملحية مدفونة على الجرف والمنحدر المؤدي إلى السهل السحيق، وتترابط معها رواسب النفط والغاز الطبيعي ذات الأهمية الاقتصادية. ويتكون السهل السحيق، الذي يشكل قاع الخليج، من منطقة مثلثة كبيرة بالقرب من المركز، تحدها منحدرات باتجاه فلوريدا وشبه جزيرة يوكاتان ومنحدرات أكثر انحدارا نحو الشمال والغرب.

وتبلغ أعمق نقطة في حوض المكسيك نحو 5203 مترا تحت مستوى سطح البحر.

التسمية التاريخية للمكان:

استوطنت قبل وصول البعثات الأوروبية إلى القارة الأمريكية، سكان المنطقة الأصليون من الأمريكيين، من خلفيات مختلفة، وتركزت في سكنها على سواحل الخليج، نظرا للموارد الوفيرة في تلك المنطقة، وربطها قطعا جغرافية كبيرة.

بعد وصول كريستوفر كولمبوس إلى المنطقة، عام 1492، دخلت البعثات الإسبانية إلى الخليج، ومع حلول عام 1600، توغلت البعثات المسيحية التبشيرية في سواحل الخليج، وبدأ إنشاء المدن والاستيلاء على ثرواتها وخاصة مناجم الفضة.

وظهر خليج المكسيك بهذه التسمية في أواخر القرن السادس عشر، وأورد الجغرافي الإنجليزي ريتشارد هاكلوت، في كتابه "أهم الرحلات والاستكشافات للأمة الإنجليزية"، اسم خليج المكسيك، في عام 1589، وفي العام ذاته، قدم الجغرافي الإيطالي باتيستا بوازيو خريطة لحملة السير فرانسيس دريك البحرية، ضد المستعمرات الإسبانية في قارتي أمريكا، أظهرت الأسطول وهو يبحر بداخل ما أسماه "خليج المكسيك".

ورغم ظهور تسميات أخرى تاريخية للمكان، لمحاولة الاستحواذ عليه، مثل خليج إسبانيا الجديدة، أو خليج فلوريدا، في قرون لاحقة، إلا أن الاسم الذي استقر منذ القرن السادس عشر حتى الآن في أغلب كتب التاريخ والجغرافيا، فضلا عن العرف الدولي والهيئات العالمية المعاصرة، هو خليج المكسيك، والذي اعتمد دوليا في نظم الملاحة والخرائط.

الأهمية الاقتصادية:

تحتوي منطقة الجرف القاري في خليج المكسيك، على موارد هائلة من النفط والغاز الطبيعي، وتستفيد الولايات المتحدة، بصورة كبيرة، من المورد النفطي والغازي في المكان لتلبية الاحتياج المحلي.

ولا يقتصر الأمر على آبار النفط، بل إن المنطقة، تمتلك مخزونا مائيا جوفيا، كبيرا قبالة سواحل تكساس ولويزيانا والمكسيك في خليج كامبيتشي.

وتحتوي المنطقة على مخزون من الكبريت، وموارد خام من الشواطئ الرملية من أبرزها أصداف المحار، ومواد تدخل في الصناعات الكيماوية مثل كربونات الكالسيوم، ومواد لبناء الطرق.



كما يضم ثروة هائلة من الأسماك، وخاصة في منطقة الجرف القاري، وتتركز في المنطقة أنشطة للصيد التجاري، ويأتي خمس إجمالي الصيد الأمريكية من خليج المكسيك.

ومن أبرز موارد الصيد السمكي في الخليج، الجمبري والسمك المفلطح والسمك الأحمر والبوري والمحار والسلطعونات بأنواع مختلفة.

أما على صعيد الطيور، فيعد خليج المكسيك موطنا، للكثير من الأنواع، وخاصة الطيور المائية والشاطئية، وتوجد مستعمرات كبيرة لطيور البجع والطيور المهاجرة وطيور النوديز والبوبيز.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب خليج المكسيك تاريخية امريكا تاريخ ترامب خليج المكسيك المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خلیج المکسیک

إقرأ أيضاً:

تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا مع اقتراب محادثات ترامب وفون دير لاين باسكتلندا

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في ظل تصاعد التهديد باندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك خلال زيارة ترامب يغلب عليها طابع الاستجمام إلى اسكتلندا.

وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أن اللقاء يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الطرفان للتوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، قبيل انتهاء مهلة وضعتها إدارة البيت الأبيض لفرض رسوم صارمة على الواردات الأوروبية خلال هذا الأسبوع.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة ترامب إلى اسكتلندا تتمحور بشكل أساسي حول لعب الجولف والترويج للمنتجعات العقارية التي تحمل اسمه.

اقرأ أيضاًسعر الذهب في مصر اليوم الأحد 27 يوليو «آخر تحديث»

الاتحاد يستعرض دور التأمين في دعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي

التموين: «خطة تطوير وميكنة المخازن التابعة للشركة العامة لتجارة الجملة»

مقالات مشابهة

  • أمريكا والصين على استعداد لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • أمريكا.. إمبراطورية الأزمات
  • هل ستعترف أمريكا بالدولة الفلسطينية بعد إنذار بريطانيا؟ ترامب يرد
  • «لسنا إسرائيل أو إيران».. روسيا لـ ترامب: نهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
  • مجاعة حقيقية| ترامب عن غزة: إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تدفق المساعدات
  • ترامب: إسرائيل تتحمل مسئولية كبيرة عن تدفق المساعدات إلى غزة
  • ترامب عن غزة: إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة في تدفق المساعدات
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟
  • تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا مع اقتراب محادثات ترامب وفون دير لاين باسكتلندا
  • الطلب على السجون الخاصة في أمريكا يزدهر بسبب سياسات ترامب