عصب الشارع -
رغم ما تصوره المقاطع التي تطوف منصات التواصل الإجتماعي من بشاعة وفظائع للمعارك العبثية التي مازالت تدور حتي الآن في العديد من مناطق العاصمة وأهمها بكل تاكيد مايدور داخل مدرعات الشجرة والمهندسين أم درمان إلا أن الغموض مازال يكتنف الوضع الحقيقي مع خروج تصريحات من الجانبين بتأكيد تحقيقهم نصر حاسم حتي فقد الجميع الثقة بمصداقية الطرفين.
المواطن المغلوب على أمره والذي يقف على الحياد وكل مايهمه أن يخرج سالما من القنابل والرصاص الطائش وضرب الطيران العشوائي تنتظره (معركة) جديدة وهو يترقب النهاية ليعرف من هو (المتسلط) الجديد عليه ويفكر في كيفية الخلاص منه وقد انقسم الي قسمين: فالبعض يرى أن الخلاص من الجنجويد أسهل مستقبلا من الخلاص من الكيزان بينما يرى البعض الآخر أن التعامل مع الكيزان أسهل من التعامل مع الجنجويد وبالتالي هو يستعد للمصادمة مع (المستعمر) الجديد..!!
وما يجري يجعل القناعة تزداد بضرورة خروج الطرفين (الجنجويد والفلول) معاً من المعادلة السياسية بصورة نهائية ويجعل من متابعة تلك المقاطع رغم بشاعتها نوعاً من (حب الاستطلاع) حيث يتابع الجميع دون أي اكتراث حتى دون أن يترحم احد على هؤلاء الضحايا المساكين المخدوعين من الطرفين حيث يستغرب البعض كيف وصل هؤلاء إلى هذه المرحلة من إستلاب الإرادة حتى تحولوا إلى وقود لهذه المعارك بلا فائدة ترجى..
المصيبة أن المعارك الوطنية التي تنتظر لجان المقاومة حال إنتصار احد الطرفين ربما تكون أعنف من المعارك الدائرة اليوم لذلك هم يتابعون ويسألون الله ألاّ يحقق طرف من الطرفين إنتصاراً حاسما وأن يصلا لمرحلة الجلوس على مائدة التفاوض بعد أن تنهار قواهما تماماً، فنشوة (الإنتصار) قد تجعل الطرف المنتصر (متعنتاً) في مطالبه وما يعلنه الطرفان بعدم الرغبة في الحكم سيتغير تماماً اذا انتصر..
عموما فان الشعب السوداني كما ظللنا نكرر لايهمه كثيراً من المنتصر أو من المهزوم بل يهمه في نهاية المطاف أن ينعم بحكومة مدنية ديمقراطية بعيداً عن العسكر والفلول والجنجويد، تعمل على إعادة إعمار ما دمره هذا الثالوث ..
ولن يتوقف هذا الأمل طالما أن روح الثورة مازالت مشتعلة في النفوس، وأن هذا الشباب الذي قدم الكثير من التضحيات مازال يحمل حرية .. سلام .. وعادلة .. وان المدنية هي خياره الأوحد
ونظل نردد القصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء الابرار
والثورة مستمرة...
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
تناقضات تفتقد الحشمة:
في هذه الحرب فقد الكثير من المعلقين الحشمة والحياء. خذ علي مثال من يوفرون كل سلاحهم الكلامي لطعن الجيش من خلف وأمام وهو يقاوم في غزو أجنبي معية ميليشيا متوحشة. هؤلاء هم نفسم المسرعين بإدانة الجيش عند سقوط مدينة أو حلة في يد الجنجويد والأعلي نباحا عن فشل الجيش في حماية المواطن. مشكلة هؤلاء إنهم لا يرون التناقض في قولهم فهم قد صاروا “جمل لا يري عوج رقبتو.”
لاحظ إن إدانة الجيش علي فشل الحماية تعني أن هؤلاء يؤمنون:
– أن الجنجويد خطر علي المواطن.
– أن واجب الجيش توفير الحماية للمواطن.
النقطتان أعلاه هو المنطق الضمني ولكنه صريح الذي يرتكز عليه هؤلاء. ولكن هذا المنطق له مستحقاته الأخلاقية التي يهرب منها أصحابه.
فلو كان الجنجويد خطرا علي المواطن، من واجب هؤلاء أيضا مقاومتهم ما تيسر لهم ولكنهم لا يفعلون ولا بتويتة من الغرف الامنة في المهاجر ويوفرون كل نبالهم لضرب الدولة وجيشها.
المستحق الثاني للمنطق المخاتل هو أن أهله لو كانوا حقا يؤمنون بان من واجب هذا الجيش حماية المواطن فعليهم مساعدته في القيام بواجبه وألا يتركوه وحيدا في التصدي للغزاة ليقدم الشهداء والسهر ويقدمون التريقة والطعن من خلف وأمام بما يفيد المليشيا والغزاة عمليا حتي لو إدعوا حيادا هم أول من يعرف فساده. حماية الوطن من الغزاة وهمجية ميليشيا الإستعباد الجنسي واجب الجميع وليس الجيش وحده.
في الجانب الآخر، من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي بهدف تحسين الاداء. نقد يدرك أن هؤلاء الجند والضباط ليسوا روبوتات ولا رقيقا أعطاناه الرب ليموتوا نيابة عنا ونطعنهم بفلسفة وحذلقة أشد إجراما من بندق الجنجويد ثم نبصق علي تضحياتهم ونحن رقاد في المهاجر علي مؤخرات تفوقنا الأخلاقي المدني الديمقراطي العميل.
معتصم اقرع معتصم اقرع