ناجي من منطقة المثلث الحدودية يروي لنا معاناة النازحون الهاربون من جحيم الجنجويد
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
????ناجي من منطقة المثلث الحدودية يروي لنا معاناة النازحون الهاربون من جحيم الجنجويد..
✒️رصد ومتابعة؛ غاندي إبراهيم..
⭕تفأجنا صباح دخول مليشيا الجنجويد للمثلث، بأنسحاب القوات الأمنية التي كانت موجودة بالمثلث وهي تتكون من مجموعة بسيطة من قوات الجيش وعدد كبير من قوات الحركات المسلحة (المشتركة)
⭕انسحبت القوات النظامية وتركتنا وحدنا ولضيق الوقت لم نستطيع الخروج.
⭕قوات المليشيا تعاملت معنا بعنف شديد، فطلبت من المتواجدين تسليم تلفوناتهم واموالهم، ومن ثم قامت بضرب اصحاب البقالات والمحلات التجارية ونهب كل ممتلكاتهم.
⭕احد اصحاب البقالات عندما علموا انه من الجزيرة بواسطة الخلايا النائمة داخل المثلث ، تم ضربه وتعذيبه، وكادوا ان يصفوه في اكثر من مرة لولا لطف الله، بحجة انه ينتمي لكيكل.
⭕ذهب كل المتواجدون بالمثلث من عمال مناجم الذهب والتجار وعددهم قرابة العشرة الف في اتجاه المعسكر المصري.
⭕ولان العدد كبير جدا اصاب العطش والجوع الهاربون من جحيم الجنجويد، فالمعسكر المصري يبعد من المثلث قرابة الثلاثون كيلو، وكثيرين ماتوا في الطريق عطشا وجوعا.
⭕داخل المعسكر المصري، وجد النازحون معاناة أخرى، تمثلت في انعدام مياه الشرب بالمعسكر ، فإدارة المعسكر قررت منحهم كوب ماء واحد فقط في اليوم، ليموت آخرون ايضا بسبب العطش داخل المعسكر.
⭕حاولت إدارة المعسكر المصري إنقاذ الباقين فوفرت عربات لنقلهم الي اسوان ومن ثم ارقين.
⭕مليشيا الجنجويد التي سيطرت علي المثلث هي قوات اتت من داخل ليبيا وبمشاركة قوات تتبع(لحفتر) وعددهم كان كبيرا جدا.
⭕واضح من شكل عتاد المليشيا وكثرة عرباتهم القتالية أن الهدف ليس المثلث فقط، وهو ما يتطلب الجاهزية والحذر.
غاندي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المعسکر المصری
إقرأ أيضاً:
العدوان واحد.. من قنبلة هيروشيما إلى جحيم غزة.. أمريكا الفاعل والداعم
في صباح السادس من أغسطس عام 1945م، ألقت الولايات المتحدة قنبلتها الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية، في مشهدٍ سجّل بداية عصرٍ جديد من الوحشية المعاصرة، إذ تحوّلت المدينة إلى كرة من اللهب، واحترق أكثر من مئة ألف إنسان في لحظات، بلا تمييز بين عسكري أو مدني، شيخ أو رضيع. وبعدها بثلاثة أيام فقط، قصفت مدينة ناجازاكي بقنبلة أخرى، لتنهي أمريكا الحرب العالمية الثانية بإبادة جماعية، وتبدأ عصرًا من الهيمنة النووية، حيث السلاح لا يُستخدم فقط للإبادة، بل للتهديد، ولصناعة نظام عالمي يقوم على الخضوع أو الفناء.
لم تكن القنبلة الذرية سوى تجسيدٍ لفكرة أمريكية خطيرة: أن التفوق التكنولوجي هو تفويض بالقتل، وأن من يملك القوة يملك القرار، حتى وإن كانت النتيجة جثثًا متفحمة على الأرصفة. هذه العقلية لم تكن حادثة عابرة في زمن الحرب، بل أصبحت سياسة ثابتة في العقود التالية، تُمارَس بأشكال متعددة، من الانقلابات والدعم العسكري للطغاة، إلى الحروب المفتوحة والتدخلات المباشرة. اليوم، وفي أغسطس ذاته، تعود المأساة، لكن على أرضٍ عربية، في غزة.
غزة، المدينة المحاصرة التي لا تملك سلاحًا نوويًا ولا حتى مظلة جوية، تُقصف ليلًا ونهارًا بقنابل ذكية وأسلحة فتاكة صُنعت في مصانع أمريكية، ودُعمت بمليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. كل طلعة جوية للاحتلال الإسرائيلي تحمل توقيعًا أمريكيًا، وكل صاروخٍ يسقط على منزل أو مدرسة في غزة له رقم تسلسلي يبدأ بـ «US» الدعم الأمريكي للعدوان ليس ماديًا فقط، بل سياسيًا وأخلاقيًا، حيث تُمنح إسرائيل الحصانة الكاملة من المحاسبة، ويُصنّف الضحايا على أساسٍ منحاز: الطفل الفلسطيني “خطرٌ محتمل”، أما الجندي الإسرائيلي “يدافع عن نفسه”.
أغسطس الذي عرفته البشرية في هيروشيما كجريمة ضد الإنسانية، يتكرر اليوم أمام أنظار العالم، لكن بوجه جديد. المشهد لم يتغير: أبرياء يُقتلون بلا رحمة، صمتٌ دوليٌ مريب، وأمريكا تمسك الزناد من الخلف. القنبلة تغير شكلها، لكنها لم تغير رسالتها: الإبادة وسيلة لتحقيق الأهداف.
في وجه هذا الجنون المتواصل، نوجه رسالتنا إلى أحرار العالم: إن التاريخ لا يُمحى، والدماء لا تجف، وإن الإنسانية لا تُقاس بالمصالح السياسية ولا بخريطة النفوذ. غزة اليوم هي مرآة لهيروشيما، والسكوت جريمة، والتغاضي شراكة في القتل. السلاح واحد، والفاعل واحد، وما دام الدعم الأمريكي مستمرًا بلا شروط، فإن المجازر لن تتوقف، والمستقبل سيشهد على عصرٍ كانت فيه أمريكا صانعة الموت، لا الحياة.
لقد آن الأوان أن تتغير المعادلة، وأن يتوحد صوت الأحرار لكسر هذا الصلف، وتفكيك هذا التحالف بين القوة والشر. فكل صرخة طفلٍ في غزة، وكل حريقٍ اشتعل في هيروشيما، تنادي اليوم: أوقفوا أمريكا قبل أن تُفجّر العالم من جديد.