راوية تطلب الطلاق بسبب رحلة مدرسية منذ 20 عاما.. جواب غرامي هدم زواجها
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
«عايزة أتطلق حياتنا انتهت هنا».. تحول الضجيج الذي يصدر من الحضور أمام قاعة محكمة الأسرة في تمام الساعة الـ10 صباحًا لهدوء وترقب، بعد أن خرجت الكلمات القليلة السابقة من فم سيدة أربعينة عن سبب مجيئها إلي المحكمة؛ وعلى الرغم من أنها جملة معتادة، فإنها تحمل خلفها قصة جعلت السيدات الأخريات يواسينها على مصابها، بعد أن حكت لهن ما مرت به ومشاعرها غير متزنة ويعلو وجهها الحزين التعب والإرهاق الذي سيطر عليها الفترة الأخيرة، بسبب زوجها الذي كدر صفو حياتها واستنزف أجمل سنوات عمرها، على حد تعبيرها، لتكتشف أنها أفنت زهرة شبابها بجوار رجل لا يعرف الرحمة.
لم تتخيَّل «راوية» أنها ستقف في يوم من الأيام بمحكمة الأسرة أمام والد أبنائها، على الرغم من كل المرار والظلم اللي عانته معه على مدار 17 عامًا، لكنها اليوم بعد قصة الحب التي جمعتهما قبل 20 عامًا كانت تتجنب النظر في عينه، وحاولت أن تتمالك أعصابها بعد أن تذكرت الحياة التي رسمها لها في البداية بعد أن أوقعها في غرامه وطلب من والدها الزواج، وأقنع والدها أنه الأفضل وطوال فترة الخطبة كان مطيعا له ويلبي جميع رغباتها حتى بات الجميع يحلف بحيائه وأخلاقه، وفقًا لحديثها مع «الوطن».
رسم لها حياة سعيدة وصعد بها للسماء السابعة، وكانت تعيش وسط وعوده ولم تعلم أنه سرعان أن يضعها أرضًا ويتركها دون أنيس ولا ونيس حسب تعبيرها، لتتذكر بداية زواجهما عندما أجبرتها تصرفاته أن تخلع نظارتها الوردية لترى طباعه التي لم تتغير حتى اللحظة التي تتحدث فيها، وظلت سنوات تحاول معه على أمل أن يتغيَّر وتعيش الأحلام التي أوهمها بها على أرض الواقع، وذلك بعد العشرة وتحمله المسؤولية وإنجاب 3 أطفال، لكن بعد كل شجار كانت تتأكد أن هناك شيئا يخفيه، وأنه لم يكن ماديًا سيكون معنويًا، حتى أصابها بالحيرة التي تجعلها تفني وقتها وهي تفكر فيما الذي يخفيه عنها، وفقًا لحديث الزوجة.
«عشت معاه سنين والشك مالي قلبي، وكل مرة استعيذ من الشيطان قلبي يفكرني إنها مش شكوك، وإن في حاجة، لكني عشت زي كل الستات عشان البيت والعيال يفضلوا مستقرين»، كلمات تعبر عن قسوة ما عشته على مر السنين حبستها راوية في حلقها حتى لا يسمعها أحد ويتهمها أنها تريد خراب منزلها وتشويه صورة الرجل المثالي الذي تتحاكى السيدات بسيرته، لكنها كانت تعلم أنه يظهر ما يريده وفي المنزل هي وأبناؤها فقط من يعرفون حقيقته القاسية، وفقًا لتعبيرها.
سنوات حملت في قلبها غصة قضتها وهي تحاول أن تعرف ما أصابها من حزن وتخفف عن نفسها وتتعايش مع الرجل الذي يعنفها ويكره أولاده لحظة وصوله للمنزل، وفي النهاية في حالة شكواها كان يحرمهم من حقوقهم الأساسية، ويهددهم بحرمانهم من التعليم والمصروفات، حتى يجبرها على تحمله وضعه وخيانته لها المتكررة، حتى عثرت على القشة التي هدمت زواجها المثالي في أعين الجميع، حسب حديثها.
«لقيت جواب مكتوب بخط الإيد قديم معاه، من بنت بتعاتبه على خطوبته من غيرها، عشان هو غدر بيها وظلمها بعد ما والدته أجبرته أنه يتجوز واحدة تانية، متخيلتش أنها في دماغه من 20 سنة، وافتكرت أنه مخلي الجواب معاه من باب الغلط أو الذكرى، لكن بعد شهور قليلة عرفت أنها بتشتغل معاه في نفس المدرسة بعد نقلها من مدرستها الأساسية، وراحت معاه رحلة مدرسية والناس كلها لاحظت علاقتهم المقربة ببعض، ولما واجتهه، قالي أنها بعد فترة هتتطلق من جوزها ويتجوزوا، وطبعًا مصدقتش وافتكرت أنها مجرد خناقة»، لتكتشف زواجه منها بعد عام وشهرين، وفقًا لحديثها.
«الأرض مكانتش شيلاني من الهم والحزن وطلبت منه يطلقني لكنه رفض، وهددني يأخد مني العيال اللي حيلتي عشان مش هعرف أصرف عليهم، وأجبرني أكون صداقة مع مراته التانية، ولما رفضت سود عيشتي»، وبذلك لجأت راوية إلى محكمة الأسرة بإمبابة وأقامت دعوى طلاق للضرر حملت رقم 7496 أحوال شخصية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلاق للضرر دعوى طلاق خلافات زوجية بعد أن
إقرأ أيضاً:
الحكم بسجن ملك الكريبتو دو كوون 15 عاما بسبب احتيال عملة مستقرة بقيمة 40 مليار دولار
حكم على الشريك المؤسس لشركة العملات المشفرة "Terraform Labs" بالسجن 15 عاما، بعدما خلصت محكمة أمريكية إلى أن منظومته للعملات المستقرة بقيمة 40 مليار دولار كانت قائمة على الاحتيال.
حُكم يوم الخميس على قطب العملات المشفرة دو كوون، الذي يبلغ من العمر 34 عاما، بالسجن 15 عاما بسبب عملية احتيال محَت قيمة قدرها 40 مليار دولار (34.1 مليار يورو)، ودمّرت جمعيات خيرية، ودَفعت بعض المستثمرين إلى حافة الانتحار.
واعتذر كوون، وهو خريج جامعة ستانفورد ويعرفه البعض بأنه "ملك العملات المشفرة"، بعد أن استمع إلى الضحايا، أحدهم في المحكمة وآخرون عبر الهاتف، وهم يصفون ما ألحقه احتياله بحياتهم، بما في ذلك تبديد المدخرات ونسف مدخرات التقاعد بالكامل.
وقال القاضي بول أي إنغلمَيَر خلال جلسة النطق بالحكم التي استمرت يوما كاملا في محكمة فدرالية بمانهاتن إن توصية الحكومة بالسجن 12 عاما كانت "متساهلة على نحو غير معقول"، وإن طلب الدفاع الحكم بالسجن خمس سنوات كان "غير قابل للتصور ومبالغا فيه في عدم معقوليته".
وكان كوون يواجه عقوبة قصوى بالسجن 25 عاما.
وقال إنغلمَيَر لكوون، الذي كان يجلس على طاولة الدفاع مرتديا بدلة السجن الصفراء: "جريمتك تسببت في أن يخسر أشخاص حقيقيون 40 مليار دولار (34.1 مليار يورو) من المال الحقيقي، وليس مجرد خسارة على الورق".
ووصف القاضي ذلك بأنه "احتيال على نطاق ملحمي عابر للأجيال"، وقال إن كوون كان له "قبضة شبه أسطورية" على المستثمرين وتسبب في "خراب إنساني" لا يُحصى.
أكثر من الخسائر المجمعة في قضيتي "FTX" و"OneCoin"أقرّ كوون بالذنب في أغسطس في تهم احتيال ناتجة عن انهيار شركة "Terraform Labs" ومقرها سنغافورة، وهي الشركة التي شارك في تأسيسها عام 2018. وقال المدعون إن الخسارة تجاوزت الخسائر المجمعة للاحتيالات التي ارتكبها مؤسس "FTX" سام بانكمان-فريد والمشارك في تأسيس "OneCoin" كارل سيباستيان غرينوود.
قدّر إنغلمَيَر أن عدد الضحايا ربما بلغ مليون شخص.
وكانت "Terraform Labs" قد روّجت لعملتها "TerraUSD" بوصفها "stablecoin" موثوقة؛ وهو نوع من العملات يُربط عادة بأصول أو عملات مستقرة لمنع التقلبات الحادة في الأسعار.
لكن المدعين يقولون إنها كانت مجرد وهم مدعوم بحقن نقدية خارجية، انهار بالكامل بعدما هبطت إلى ما دون تثبيتها عند دولار واحد بفارق كبير.
وقد دمّر الانهيار مستثمري "TerraUSD" وعملتها الشقيقة العائمة "Luna"، مفجّرا "سلسلة من الأزمات اجتاحت أسواق العملات المشفرة".
وقال المدعون إن كوون حاول إعادة بناء "Terraform Labs" في سنغافورة قبل أن يفرّ إلى مونتينيغرو، وهي دولة ساحلية في البلقان، مستخدما جواز سفر مزورا.
واعتُقل هناك في مارس 2023، وسيُحتسب له 17 شهرا قضاها في السجن قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وافق كوون على مصادرة أكثر من 19 مليون دولار (16.2 مليون يورو) ضمن اتفاق الإقرار بالذنب. وجادل محاموه بأن سلوكه لم ينبع من الطمع، بل من الغرور واليأس.
ورفض إنغلمَيَر طلبه قضاء عقوبته في وطنه كوريا الجنوبية، حيث يواجه أيضا ملاحقة قضائية، وتعيش زوجته وابنته البالغة من العمر 4 أعوام.
قال كوون لإنغلمَيَر: "لقد قضيت تقريبا كل لحظة يقظة خلال السنوات القليلة الماضية أفكر في ما كان بوسعي أن أفعله بشكل مختلف وما يمكنني فعله الآن لإصلاح الأمور".
وأضاف أن الاستماع إلى الضحايا كان "مفزعا وذكّرني مرة أخرى بالخسائر الكبيرة التي تسببت بها".
الضحايا يقولون إن الخسائر دمّرت حياتهم وأضرت بالجمعيات الخيريةقال أحد الضحايا عبر الهاتف إن زوجته طلقته، واضطر أبناؤه إلى ترك الجامعة، واضطر هو إلى العودة إلى كرواتيا للعيش مع والديه بعد أن أطاح انهيار "TerraUSD" بمدخرات أسرته بالكامل.
وقال آخر إنه عليه أن "يعيش مع شعور بالذنب" لأنه أقنع أصهاره ومئات المنظمات غير الربحية بالاستثمار.
قال ستانيسلاف تروفيمتشوك إن استثمار أسرته هوى من 190.000 دولار (161.977 يورو) إلى 13.000 دولار (11.082 يورو)، قائلا: "17 عاما من حياتنا تبخّرت"، خلال ما وصفه بأنه "أسبوعين من رعب محض".
قال تشونسي سانت جون في المحكمة إن بعض المنظمات غير الربحية التي عمل معها خسرت أكثر من مليوني دولار (1.7 مليون يورو)، وإن مجموعة كنسية فقدت نحو 900.000 دولار (767.263 يورو). وأضاف أنه وزوجته مُثقلان بالديون، وأن أصهاره أُجبروا على العمل لفترة طويلة بعد موعد تقاعدهم المخطط له.
ومع ذلك، قال سانت جون إنه يغفر لكوون، مضيفا: "أدعو الله أن يرحم روحه".
وقرأ أحد المدعين مقتطفات من بعض الرسائل التي تجاوز عددها 300 رسالة وقدّمها الضحايا، من بينها رسالة لشخص مُعرّف فقط بحروف أولية خسر ما يقرب من 11.400 دولار (9.718 يورو) بينما كان يكافح سداد الفواتير ويحاول إكمال دراسته الجامعية.
وقال الشخص إن كوون جعل "Terra" تبدو مكانا آمنا لإيداع المدخرات.
وكتب الشخص: "بالنسبة للبعض، هذا مجرد رقم على صفحة، لكن بالنسبة لي كان سنوات من الجهد". "رؤية ذلك يتلاشى، حرفيا بين ليلة وضحاها، كانت من أكثر التجارب رعبا في حياتي".
وأضاف الشخص: "ما حدث لم يكن حادثا. لم يكن حدثا سوقيا. كان خداعا"، متوسلا إلى القاضي أن "يأخذ في الاعتبار الكلفة الإنسانية لهذه المأساة".
وقالت مساعدة المدعي العام الأمريكي سارة مرتضوي لإنغلمَيَر إن كوون خلق "وهما بالصمود بينما كان يخفي فشلا منهجيا". "كان هذا احتيالا نُفّذ بغرور وتلاعب وتجاهل تام للناس".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة