خبير عسكري يرسم خارطة تعامل ترامب مع مصر والأردن والعراق
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
الولايات المتحدة – استضاف برنامج “قصارى القول” على قناة RT، رئيس مركز القيادة للبحوث الاستراتيجية في الولايات المتحدة العميد ركن متقاعد د. وليد الراوي.
وأكد الراوي، أنه “خلال لقاء الرئيس الأميركي رونالد ترامب مع الملك الأردني عبد الله الثاني، كانت توجد إشكالية كبيرة تتعلق بموضوع ترحيل سكان غزة إلى الأردن”.
وأضاف الراوي، “بعض الديمقراطيين في أميركا اعترضوا على قرارات الترحيل ووصفوها بالتطهير العنصري والعرقي، لكن هنا أود الإشارة إلى حادثة مرتبطة بجاريد كوشنر الذي في إدارة ترامب الأولى استقبل وفودًا من الشرق الأوسط، وكانوا يمتلكون مشروعات كبيرة في ميامي المطلة على البحر، وقال لهم: “هذا المكان الذي نجلس فيه، أليس يشبه غزة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط؟”، ولهذا ربما تتجه أمريكا إلى استخدام الحلول الاقتصادية أو الضغط الاقتصادي على الأردن ومصر لقبول هذه القرارات”.
وحول تهديدات ترامب باستخدام المساعدات للأردن ومصر كورقة ضغط، قال الدكتور الراوي: “ترامب ذكر أن الولايات المتحدة تقدم أموالًا كثيرة للأردن ومصر، ثم أكد أنه لن يصدر أي تهديدات بشأنهما. في نفس الوقت، إذا تابعت مواقفه مع المكسيك وكندا، ستجد أن هناك تراجعات كثيرة، ومن هنا أرى أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة للدخول في خلاف مع حليفين رئيسيين لها في المنطقة، وهما مصر والأردن”.
وتابع الراوي: “ينبغي على الحكومات العربية أن تتوحد في قرارها تجاه هذا التصعيد، ولا سيما أن علاقات السعودية الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد تأثرت، كما أن العلاقات الاستراتيجية للأردن مع أمريكا تختلف عن العلاقات الاقتصادية، تمامًا مثل العلاقات الاستراتيجية للولايات المتحدة مع مصر، ومن المتوقع أيضًا أن يكون هناك موقف موحد رافض من دول الخليج العربي، بما في ذلك الإمارات وبقية الدول”.
وبالنسبة للملف الروسي الأوكراني، وحول إشارة ترامب إلى احتمال أن تكون المملكة العربية السعودية هي المكان الذي يلتقي فيه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الراوي: “تسعى السعودية إلى إقامة علاقات متوازنة مع كلا الطرفين، روسيا وأمريكا. إن ثقلها العربي الكبير يمنحها ميزة في كونها تلعب دوراً ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل أيضاً على الصعيد الدولي، لذلك أتوقع أنه سيحدث ذلك الأمر”.
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يوجهها فريق ترامب للعراق لاستهداف إيران، كشف الدكتور الراوي عن وثيقة، عرضها على الهواء مباشرة “صادرة من البيت الأبيض، من الرئيس ترامب يوم 4 شباط/ فبراير، حيث وقع مذكرة رئاسية للأمن القومي أطلق من خلالها ممارسة أقصى قدر من الضغط على حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران، وحرمانها من جميع المسارات المتعلقة بالحصول على السلاح النووي ومكافحة النفوذ الإيراني الخبيث في الخارج”.
وجاء في الوثيقة: “يجب أولاً حرمان إيران من الصواريخ الباليستية عبر القرارات المتخذة، يجب تحييد الشبكة الإرهابية الإيرانية، ويقصد من ذلك الفصائل التابعة لها، ينبغي التصدي لتطوير إيران العدواني للصواريخ، يجب توجيه وزارة الخزانة بفرض أقصى درجات الضغط الاقتصادي على حكومة إيران، بما في ذلك فرض عقوبات وآليات تنفيذ على أولئك الذين يتصرفون في انتهاك العقوبات القائمة، وسيوزع وزير الخزانة إرشادات لجميع قطاعات الأعمال ذات الصلة، بما في ذلك شركات الشحن والتأمين والموانئ، وسيعدل وزير الخارجية الإعفاءات المعمول بها”.
وأردف الراوي” الغريب انه في الخامس من الشهر (فبراير) قال ترامب نحن نأمل أن نشهد تغيرات. نحن نجتمع مع الإيرانيين، ونتفق على المشروع النووي، وبالتالي ستحقق إيران الازدهار والتقدم”، وفي اليوم التالي، تم توقيع أمر بفرض عقوبات على طهران”.
وبالعودة إلى الوثيقة التي وقع عليها 10 من أعضاء الكونغرس ، كشف الراوي “هناك 7.9 مليار دولار مخصصة لبرامج تدريب وتجهيز القوات العراقية، وأن جميع المساعدات الأمنية للعراق ستوقف في طالما أن أي ميليشيا مدعومة من إيران أو تتبع توجيهاتها، هي جزء قانوني من الدولة العراقية، ويُقصد بذلك هيئة الحشد الشعبي. وتعتبر هذه الميليشيات نفسها جزءاً من هيئة الحشد الشعبي تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة”.
وحول انعكاسات ذلك على العراق باعتباره مصدر تمويل أساسي لإيران التي تمده بالغاز بين الراوي: “أرى أن التدخل في العراق سيأخذ محورين. المحور الأول هو الضغط الاقتصادي والعقوبات، والمحور الثاني هو العسكري حيث سيكون في حالة الرد إذا استهدفت الميليشيات الولائية “لإيران” المصالح الأمريكية. لنذكر كم مرة تم قصف ألوية حزب الله في الطارمية، وكذلك قصف جرف الصخر، كما تم اغتيال أحد قادة الفصائل في منطقة المشتل”.
وفي تفاصيل الضغط الاقتصادي على العراق، قال الراوي: ” الميزانية العراقية من الموارد النفطية تدخل البنك الفيدرالي الذي يصرف الأموال بناء على توصيات أو طلبات من البنك المركزي العراقي، لكن في الآونة الأخيرة، تم منع ذلك؛ وكما نعلم، كان البنك المركزي العراقي يطلب من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي منحهم مبلغاً ما بين مليار أو مليون دولار لتسديد مستحقات الغاز لإيران، لذلك، ينبغي على العراق طرح موضوع البحث عن بدائل من السعودية أو الأردن”.
ومع تداعي الدور الإيراني في المنطقة سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد، أوضح الراوي: “الآن الساحة الرئيسية التي ستقاتل إيران دفاعًا عنها حتى الموت هي العراق، لذلك كانت طهران في السابق وقد تستمر في ممارسة الضغوط على أي مشروع للتعويض عما تستودعه العراق من إيران بشكل عام، ولكن في هذه الحالة، تكمن المشكلة في أن العراق ليس لديه القدرة المالية ولا الأموال اللازمة لصرفها على إيران. فهل ستتفضل إيران بالتبرع بمليارات الدولارات من الغاز؟ بالتأكيد لا فطهران الآن في وضع صعب جداً”.
المصدر : RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الضغط الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: توغل إسرائيل شمال الضفة الغربية يهدف لوأد حل الدولتين
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أهداف عدة من وراء عملياتها العسكرية في مثلث طوباس– جنين– طولكرم، أبرزها تأمين البعد الجغرافي، حيث تنظر إسرائيل إلى الضفة الغربية باعتبارها عمقا جغرافيا لامتدادها.
وأضاف حنا خلال فقرة التحليل العسكري أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها العسكرية المكثفة في شمال الضفة الغربية إلى تقطيع المنطقة وعزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض، ضمن إستراتيجية كبرى تهدف إلى ضرب مشروع الدولة الفلسطينية وحل الدولتين.
ولفت إلى أن "البعد الطبوغرافي" يلعب دورا محوريا، نظرا لطبيعة الأرض في طوباس وأغوار الأردن الشمالية التي تشكل طريقا للتهريب.
وحذر من أن المنطقة تشهد على الصعيد الديمغرافي عملية تهجير منظمة للسكان ضمن هذا المثلث.
وسلط الخبير العسكري الضوء على أن الهدف الأكبر يتمثل في السماح بإقامة المستوطنات وتوسيعها، مشيرا إلى أن الغاية المستقبلية هي قطع الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب عبر ما تُعرف بسياسة العزل والاحتواء.
وأوضح أن هذه الإستراتيجية ستؤدي إلى حصر التجمعات الفلسطينية في بؤر كبيرة معزولة عن بعضها، في حين تبقى الطرق الرابطة بينها حكرا على الإسرائيليين للتحرك، مما يمهد لتوسيع الاستيطان وإجهاض أي مشروع للدولة الفلسطينية.
بيئة حاضنة
ووصف حنا مثلث طوباس- جنين- طولكرم بأنه بيئة حاضنة للمقاومة، مشيرا إلى أن المعارك في جنين مستمرة منذ عام 2002، مع تنفيذ عمليات متكررة في مخيمات المنطقة.
ولفت إلى الفارق الجوهري بين مخيمات الضفة ومخيمات قطاع غزة، حيث إن مخيمات غزة اندمجت في المجتمع وأصبحت تشكل وحدة متكاملة، في حين بقيت مخيمات الضفة معزولة نسبيا عن محيطها، مما يجعلها بيئة خصبة للمقاومة في نظر إسرائيل.
وقال إن إسرائيل تصنف الضفة الغربية "الجبهة السابعة" الأساسية، إضافة إلى (قطاع غزة، حزب الله اللبناني، أنصار الله في اليمن، المقاومة الإسلامية في العراق، سوريا، وإيران) وتعتبرها أهم من غزة بالمعنى "الإستراتيجي والجيوسياسي" لأنها تشكل العمق للكيان الإسرائيلي.
إعلانوعلى صعيد القدرات العسكرية، تناول حنا طبيعة القوات الإسرائيلية العاملة في المنطقة، مشيرا إلى أن "فرقة الضفة" المسؤولة عن الأمن تتألف من 6 ألوية ولديها كتيبة استطلاع واستخبارات متطورة، مما يعني وجود هيمنة وسيطرة عسكرية مسبقة.
وأوضح أن الإنزال الجوي المستخدم في هذه العمليات يمثل حاجة تكتيكية لكسب الوقت وتجنب المفاجآت، حيث تنفذ عمليات سريعة ومحدودة الأهداف باستخدام وحدات خاصة.
من جهة أخرى، وصف حنا قدرات الفصائل الفلسطينية المقاومة بأنها محدودة وذلك لأسباب عدة، أبرزها العزلة عن خطوط التواصل وغياب الملاذ الآمن والراعي الداعم.
وأكد أن الإرادة على القتال موجودة، لكن الوسائل تبقى محدودة في ظل محاولات إسرائيل تجفيف المنطقة وقطع أي ارتباط لها بالأردن الذي كان يُتهم بأنه معبر للتسليح القادم من سوريا.
يُذكر أن جيش الاحتلال بدأ الأربعاء الماضي عملية عسكرية في محافظة طوباس شملت المدينة وعددا من القرى التابعة لها ومخيم الفارعة، واستمرت 4 أيام.
كما ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في بلدة قباطية إلى الجنوب من جنين شمالي الضفة، حيث فرض منعا للتجول وحوّل عددا من المنازل إلى ثكنات عسكرية، بحسب شهود عيان.
وفي جنين، أجبرت قوات الاحتلال عائلات على إخلاء منازلها في حي الجابريات، وفي هذه الأثناء احتجز مستوطنون فلسطينيين واعتدوا على أراضيهم في قرية البرج جنوبي الخليل.
ويواصل جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 1085 فلسطينيا وإصابة قرابة 11 ألفا واعتقال ما يزيد على 21 ألفا آخرين.
وخلّفت حرب الإبادة على غزة -والتي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين- أكثر من 69 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.