الثورة نت:
2025-06-08@04:23:29 GMT

سياسة الجنون !

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

سياسة الجنون !

 

-يقول العارفون والمحللون السياسيون، إن سياسة الجنون التي يتبعها الرئيس الأمريكي – والتي هي أقرب ما تكون إلى البلطجة، وأساليب زعماء العصابات، وقادة شبكات المافيا – ليست أبدا من ابتكارات وبنات أفكار دونالد ترامب، ولكنها استراتيجية معتمدة في السياسة الأمريكية، منذ أمد بعيد، وكان أول من استخدمها – وفق المحللين – الرئيس ريتشارد نيكسون ومن ثم رونالد ريغان، وكل ما أحدثه فيها ترامب وكل ما أضاف عليها هو المزيد من الوقاحة والغطرسة، والابتعاد الكلي عن اللياقة والأدب وكل القواعد المتعارف عليها في العمل الدبلوماسي.

-يوضح الكاتب والمحلل السياسي العربي الدكتور منذر الحوارات: إن هذه السياسة المفضلة لسيد البيت الأبيض هذه الأيام هي ” جزء من استراتيجية يُطلق عليها عقيدة الجنون، التي تعد واحدة من أكثر أدوات السياسة تعقيدا، وتقوم على إثارة الشك لدى الخصوم والشركاء على حد سواء، وتجعلهم يعتقدون أن تصرفات الرئيس غير متوقعة، وأنه مستعد لاتخاذ خطوات مدمّرة إذا لزم الأمر، ما يدفعهم لتقديم التنازلات، بالتالي فهي تجبر خصومه على التعامل معه بحذر، وتمنحه موقفا تفاوضيا أقوى”.

-بذاءة وانحطاط هذا النوع من الاستراتيجيات السياسية، تجلّت في أوضح صورها خلال لقاء ترامب مؤخرا مع ملك الأردن وولي عهده، وما قاله أمام جمع من الصحفيين، وما أراد أن يقوّل ضيفه المسكين، وقد بدا الأخير مرتبكا خائر القوى، يوشك على البكاء.

-تحدث ترامب بعنجهية وثقة تتجاوز حدود الإسفاف والبجاحة والابتذال عن الاستيلاء على قطاع غزة، مقابل إعطاء سكانها قطعة أرض في مصر، وأخرى في الأردن ليعيشوا فيها بسلام، وأنهم كما زعم -وبجهل وسطحية غير مسبوقة في التعامل مع الشعوب التوّاقة للحرية والكرامة- سيحبّون عرضه، وسيقعون سريعا في عشق تلك البيوت التي ستشيّد لهم بطريقة راقية، في أماكن صالحة للعيش، وليس كما هو الحال في القطاع المدمّر، ليس بكارثة طبيعية – كما يعلم الناس جميعا- وإنما بفعل صواريخه وقنابله التي زوّد بها مجرمي كيان الاحتلال الصهيوني.

-بلطجة ترامب وأعضاء إدارته المتناغمين مع جنونه، لم تقف عند فلسطين وغزة والضفة، وجرائم التهجير والضم والإلحاق التي باتوا ينبحون حيالها ليلا ونهارا، بل امتدت لتمس دولا عديدة في المنطقة والعالم، وصاروا يرددون بصفاقة وغطرسة وسقوط ما يحلم به نتنياهو المطلوب الأول للعدالة الدولية، وما يروّج له من خارطة الشرق الأوسط الجديد ودولة “إسرائيل الكبرى”.

-اختط الطاغية ترامب نهجا سياسيا مرتكزه التنمُّر والغطرسة المطلقة، دون إعطاء أي اعتبار لمضامين القوانين الدولية ومبادئ وقيم الأمم المتحدة وقواعد الدبلوماسية الدولية، وهدفه في ذلك – كما بات واضحا – تصفية القضية الفلسطينية وتقديم الهدايا الدسمة لحلفائه الصهاينة.

-جنون ترامب لا يستهدف بدرجة رئيسية – كما قد يفهم البعض – روسيا ولا الصين ولا كندا ولا بنما ولا المكسيك ولا الدانمارك ولا غيرها، وكل ما يفتعله في هذا الشأن، إنما هو – من وجهة نظري الشخصية – تخويف استراتيجي لقادة وشعوب الدول العربية والإسلامية، فهم دون الآخرين الأضعف في القوة والمواقف والأغنى في الثروات والموارد التي تجعل رجل أعمال مثل ترامب يسيل لعابه إزاءها ولن يتردد للحظة في الاستيلاء عليها ومصادرتها واحدة بعد الأخرى.. فماذا هم فاعلون؟!.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟

في خطوة أثارت موجة من القلق العالمي، أوقفت الصين في 4 أبريل 2025 تقريبًا جميع صادراتها من سبعة أنواع من معادن الأرض النادرة، إضافة إلى مغناطيسات قوية مصنوعة من بعض هذه المعادن. 

وهذه الخطوة التي تمثل تحولا استراتيجيا في ملف سلاسل التوريد العالمية، تأتي في ظل تصاعد التوترات التجارية بين بكين والولايات المتحدة، وتُهدد بإحداث نقص حاد في مواد خام أساسية تدخل في صناعات تقنية وصناعية حيوية في الولايات المتحدة وأوروبا، ما يرفع من منسوب التحديات أمام الصناعات الغربية ويثير مخاوف من توقف بعض المصانع.

معادن الأرض النادرة.. تعريف وأهمية استراتيجية

تتكون معادن الأرض النادرة من 17 عنصرًا تقع قرب نهاية الجدول الدوري، وهي ليست نادرة بالمعنى الحرفي، ولكن استخراجها وفصلها يتطلب عمليات معقدة وشاقة، تشمل مراحل متعددة واستخدام مواد كيميائية قوية. تهيمن الصين على هذا القطاع، حيث تنتج نحو 70% من الإنتاج العالمي الخام وتعالج كيميائيًا حوالي 90% من الإنتاج العالمي، بما في ذلك كميات كبيرة من المعادن التي تستوردها من دول مثل ميانمار والولايات المتحدة نفسها.

السبعة أنواع من المعادن التي تم تعليق تصديرها، مثل الديسبروسيوم والتيربيوم والساماريوم، تُعرف بأنها معادن "ثقيلة" صعبة الفصل، وتُستخدم أساسًا في تصنيع مغناطيسات ذات مقاومة حرارية عالية، تدخل في صناعات تقنية متقدمة ومتنوعة.

عمليات التعدين وأثرها البيئي

بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تُجرى عمليات استخراج معادن الأرض النادرة في وادٍ قرب بلدة "لونغنان" الصينية، حيث يتم استخدام مادة كبريتات الأمونيوم لاستخراج المعادن من الرواسب الطينية، وهي عملية تسبب تلوثًا بيئيًا بالغًا. يتم تحويل هذه المعادن إلى بلورات نادرة تُرسل إلى مصانع ضخمة للمعالجة والمعالجة الكيميائية.

حتى عام 2010، كانت عمليات التعدين تُدار من قبل مافيا محلية قبل أن تتدخل الحكومة الصينية لتنظيم القطاع، نظرًا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة لهذه المعادن.

الاستخدامات الصناعية الحيوية لمعدن الأرض النادرة

تدخل معادن الأرض النادرة في تصنيع العديد من المنتجات الأساسية، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية حيث تُستخدم المغناطيسات ذات القوة العالية في المحركات الكهربائية، بالإضافة إلى استخدامها في أنظمة الفرامل والتوجيه والمقاعد القابلة للتعديل.

كما تدخل هذه المعادن في تصنيع الإلكترونيات، التوربينات الهوائية، المعدات الطبية، والعتاد العسكري. مغناطيسات الأرض النادرة أقوى بحوالي 15 مرة من مغناطيسات الحديد لنفس الوزن، وتُصنع مغناطيسات مقاومة للحرارة من معادن مثل التيربيوم والديسبروسيوم، ما يجعل توقف توريدها مهددًا بتعطيل خطوط الإنتاج، كما حدث مؤخرًا في مصنع شركة فورد بشيكاغو.

تعليق متكرر للصادرات وأسباب القرار الصيني

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الصين صادرات معادن الأرض النادرة كأداة ضغط. ففي عام 2010، أوقفت الصين صادراتها إلى اليابان خلال نزاع سياسي، مما دفع الأخيرة إلى بناء مخزونات استراتيجية وتعزيز شراكات مع شركات بديلة مثل Lynas في أستراليا.

أما القرار الحالي، فيأتي بسبب تصنيف بكين لهذه المعادن بأنها "ذات استخدام مزدوج" مدني وعسكري. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الساماريوم في الصواريخ بعيدة المدى، واليتريوم في أجهزة الليزر. وترى الولايات المتحدة أن الخطوة سياسية، ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

رغم التوصل إلى اتفاق في مايو 2025 لخفض هذه الرسوم، ما زالت صادرات المعادن النادرة معلقة بحجة أنها تشمل دولًا عدة وليس فقط أمريكا.

تداعيات وقف صادرات المعادن النادرة

يُعد تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة ورقة ضغط اقتصادية واستراتيجية قوية، ذات تداعيات واسعة على سلاسل التوريد العالمية. فقد أدى التعليق إلى نقص حاد في المواد الأساسية التي تدخل في صناعة السيارات الكهربائية، الإلكترونيات، الروبوتات، التوربينات، والمعدات العسكرية.

هذا النقص دفع الأسعار العالمية لبعض المعادن الأساسية مثل التيربيوم والديسبروسيوم إلى ارتفاعات كبيرة، ما أثر سلبًا على الصناعات المعتمدة عليها، وأدى إلى اضطرابات في الإنتاج وتهديدات محتملة لتوقف بعض المصانع في الولايات المتحدة وأوروبا.

كما أثرت الأزمة على الصناعات العسكرية والتقنية، خصوصًا في تصنيع المقاتلات والطائرات بدون طيار والرقائق الإلكترونية، نظراً لاعتمادها على هذه المعادن في أنظمتها الحيوية.

ردود الفعل الغربية ومحاولات تنويع مصادر التوريد

في مواجهة الأزمة، تسارعت الدول الغربية في البحث عن مصادر بديلة لمعدن الأرض النادرة، متجهة إلى أستراليا وكندا، إضافة إلى محاولات لتطوير سلاسل توريد محلية مستقلة. كما لجأت بعض الشركات إلى استخدام مغناطيسات بديلة أقل كفاءة لكنها لا تعتمد على المعادن المحظورة.

أدت هذه الأزمة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الصين والغرب، وأثرت على المفاوضات التجارية المستقبلية، لكنها في الوقت ذاته شكّلت فرصة للدول المنتجة الأخرى، مثل أستراليا وماليزيا، التي استفادت من زيادة الطلب، لا سيما الشركات مثل Lynas.

بالإضافة إلى ذلك، دفعت الأزمة دولًا مثل اليابان إلى تعزيز مخزوناتها الاستراتيجية من معادن الأرض النادرة تحسبًا لمزيد من التعطيلات.

تعليق الصين لصادرات معادن الأرض النادرة كشف هشاشة سلاسل التوريد العالمية واعتماد الصناعات المتطورة على موارد استراتيجية تهيمن عليها دولة واحدة. وقد أبرز هذا القرار الحاجة الملحة للدول الغربية لتنويع مصادرها وتعزيز قدرتها على الاكتفاء الذاتي في المواد الحيوية. وبينما تستمر المواجهات الاقتصادية بين بكين والغرب، يبقى هذا الملف مفتوحًا على سيناريوهات متقلبة، تحمل معها تحديات وفرصًا في الوقت ذاته.

طباعة شارك الصين الولايات المتحدة المعادن

مقالات مشابهة

  • سياسة بريطانيا وجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • الرئيس الإيراني: مستعدون لعمليات التفتيش من الوكالة الدولية للطاقة
  • فوكس نيوز: ماسك عبقري في التكنولوجيا وجاهل في السياسة وغريب الأطوار
  • إيلون ماسك يحذف تدويناته التي شن فيها هجوما لاذعا على ترامب وأشعل ضجة
  • ما حقيقة ملفات إبشتاين التي فجّرت الخلاف بين ماسك والرئيس ترامب؟
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • رفض أمم وأوروبي لعقوبات ترامب على قضاة المحكمة الجنائية الدولية
  • المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
  • ترامب يعيد سياسة الحظر: قيود صارمة على دخول مواطني 12 دولة بينها اليمن
  • أميركا تدعو الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي وتحذر من الاعتماد عليها