أكدت صحيفة "ذا كريدل" الأمريكية إنه "لا يمكن هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق في ظل وجود هذه القوى والفصائل الأجنبية المتصارعة التي تترك وراءها فراغًا أمنيًّا لخدمة مصالحها الشخصية"، مؤكدة أن "هزيمة التنظيم يجب أن تبدأ من "خلال قيادة مركزية واحدة بين دمشق وبغداد." وقالت الصحيفة في تقرير حول تصاعد تهديد تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، إذ أشارت الصحيفة إلى "الهجوم "المروع" الذي شنَّه التنظيم يوم الـ 3 من آب الجاري ضد حافلة تابعة للجيش السوري داخل صحراء الميادين بريف دير الزور والذي خلَّف عشرات القتلى والجرحى كان بمثابة تذكير صارخ على عودة ظهور التنظيم مجددًا إلى المشهد السياسي والأمني في البلاد".



وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الهجوم "الجريء" هو الثالث في سلسلة الهجمات الدموية التي ينفذها التنظيم الإرهابي ضد عناصر الجيش السوري منذ بداية آب، والأكثر فتكًا منذ الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" عام 2019 في الباغوز؛ ما يؤكد أن التنظيم يكثف حملاته الهادفة إلى إعادة تفعيل نشاطه وتهديداته المكثفة داخل سوريا".

وقالت الصحيفة إن "داعش" حوَّل تركيزه مؤخرًا نحو المناطق المكتظة بالسكان في الأجزاء الغربية من البلاد، وكذلك على طول ضفاف نهر الفرات في دير الزور".

وتؤكد الصحيفة إن "داعش" يفضل مهاجمة المواقع التي تحظى بأهمية إستراتيجية في البلاد، مثل: الهجمات على البنية التحتية النفطية، ومناطق سيطرة الحكومة السورية".

ورأت أن "الهجوم الدموي على سجن الحسكة المركزي في الـ20 من كانون الثاني 2022 يُعدّ مثالًا بارزًا على ذلك، إذ تمكَّن التنظيم من تحرير أكثر من 500 سجين من عناصره وقادته بعد اشتباكات مكثفة مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، إذ خلَّف الهجوم نحو 500 قتيل على الأقل".

ولفتت "ذا كريدل" إلى "تحدٍ آخر في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، حيث اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" ما يقرب من 70 ألف شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش"، بمن في ذلك النساء والأطفال. ناهيك عن أن "قوات سوريا الديمقراطية" مسؤولة عن حراسة أكثر من 10 آلاف سجين من عناصر التنظيم ".

وتقول الصحيفة إن "الولايات المتحدة أعلنت عن تنفيذ 313 عملية هجومية استهدفت تنظيم "داعش" داخل العراق وسوريا خلال العام 2022 كرد على التهديد المتزايد لتنظيم "داعش".

وكان من بين هذه العمليات استهداف زعيم التنظيم الثاني "أبو إبراهيم الهاشمي القريشي"، في الـ3 من شباط، وكذلك نجاح القوات الأمريكية في تحييد أو أسر ما لا يقل عن ستة من كبار قادة التنظيم، بمن فيهم خليفته "أبو الحسن الهاشمي القريشي".

وفي تشرين الثاني الماضي، أعلن المتحدث باسم تنظيم "داعش"، أبو عمر المهاجر، اختيار "أبو الحسين" زعيمًا رابعًا للتنظيم، حيث تم إخفاء هويته الحقيقية من أجل حمايته، لكنه لقي حتفه أيضًا في مواجهات شمال غربي سوريا، وفي الـ3 من آب أعلن التنظيم عن تعيين زعيم آخر له ".

وأشارت صحيفة "ذا كريدل" إلى أن "وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تحدثت في عام 2022 عن مساعي تنظيم "داعش" لاستعادة الأراضي التي فقدها من خلال استغلال نقاط الضعف الأمنية وإعادة بناء قدراته القتالية".

وفي مراجعتها الشاملة للعام 2022، سلَّطت القيادة المركزية الأمريكية الضوء على حقيقة مقلقة مفادها أن تنظيم "داعش" حشد "جيشًا من المعتقلين" داخل أراضي العراق وسوريا".

وتقول الصحيفة إنه "يوجد حاليًّا أكثر من 10 آلاف من قادة ومقاتلي تنظيم داعش داخل مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء سوريا، بينما يتجاوز العدد 20 ألفًا في العراق" وهو ما يبرر تصاعد هجمات التنظيم في سوريا والعراق لتحرير عناصره المحتجزين في السجون".

ويقول خبراء إنه "وعلى الرغم من أن قبضة التنظيم الإقليمية ربما تكون ضعفت، فإن "داعش" لا يزال يتباهى بوجود ما بين 10 آلاف إلى 30 ألف مقاتل تابع له داخل مراكز الاعتقال في كل من سوريا والعراق، حيث تتمحور إستراتيجية التنظيم حاليًّا حول شقَّين، وهما إطلاق سراح عناصر التنظيم من مراكز الاحتجاز وتجنيد مقاتلين جدد".

وخلص تقرير الصحيفة إلى أن "القدرة العملياتية للتنظيم تظل متواضعة؛ ما يحد من قدرته على تنسيق المهام المعقدة".

في المقابل يقوم "نهج عمل التنظيم في الوقت الراهن بشكل أساس على اغتنام الفرص العابرة الناجمة عن الثغرات الأمنية ونقاط الضعف الناشئة، أو عدم التنسيق بين القوى المتعارضة".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: سوریا والعراق

إقرأ أيضاً:

العراق محور ضغوط أمريكية لإعادة ضبط التوازن مع إيران

8 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: تمضي واشنطن في بلورة قناعة آخذة بالاتساع داخل دوائرها السياسية بأن العلاقة مع بغداد لم تعد قابلة للاستمرار بصيغتها الحالية، بعدما أمضت عشرين عاماً في محاولة ترميم بنية سياسية ما زالت تعكس إخفاقات متراكمة.

ومن هذا المنطلق تعود ملفات العراق إلى الواجهة بوصفها إحدى أولويات المرحلة المقبلة، في ظل تحولات إقليمية تجعل واشنطن أكثر حساسية تجاه خسارة فضائها التقليدي لمصلحة قوى أخرى.

ومن جانب آخر تواصل التصريحات الأمريكية رسم ملامح هذا التحول، إذ يؤكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك أن بلاده أنفقت المال والدم لترسيخ النظام السياسي العراقي، وترى اليوم أن من حقها إعادة توجيه هذا النظام بما يخدم الاستقرار الذي تقول إنها سعت إليه منذ عام 2003.

ويشير باراك إلى أن التجربة أثبتت أن واشنطن لم تملك في السابق تصوراً واضحاً لمنع القوى المدعومة من إيران من التغلغل في مؤسسات الدولة.

وتتابع الإدارة الأمريكية إعادة تموضعها من خلال ضغوط سياسية معلنة، تضع العراق أمام خيارين، إما الالتزام بالاشتراطات الأمريكية والانخراط في مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو التعامل مع احتمالات العزلة ورفع مظلة الحماية الدولية عنه، وهي خطوة يراها مراقبون إحدى أدوات الضغط الهادفة إلى إعادة ضبط سلوك بغداد السياسي والأمني.

ومن جهتها تتقاطع هذه الرؤية مع الطرح الذي قدمه المبعوث الأمريكي مارك سافايا حول ضرورة إعادة العراق قوياً ومستقلاً، وهو هدف تقول واشنطن إنه يتطلب بناء مؤسسات تتجاوز طابعها الشكلي الحالي، وتستعيد استقلالها أمام مراكز النفوذ الموازية التي صارت في بعض الأحيان أقوى من سلطة الدولة.

وتستمر الإدارة الأمريكية في الإشارة إلى أن خياراتها في المنطقة لم تعد تعتمد على القوة الخشنة أو التدخل العسكري المباشر، بل على مقاربة سياسية واقتصادية وأمنية مركبة، تقوم على موازنة النفوذ الإقليمي وإعادة تفعيل الشراكات التقليدية. وتؤمن واشنطن بأن خسارة العراق بالكامل لصالح النفوذ الإيراني ستعني خسارة موقع استراتيجي محوري في الشرق الأوسط، خصوصاً مع إعادة رسم خرائط النفوذ عقب حرب غزة وتراجع الحضور الأمريكي في مساحات أخرى.

 المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تشكيل الجزائر والعراق بقمة المجموعة الرابعة في كأس العرب 2025
  • ضربات أمريكية تطيح بأبرز قيادات القاعدة في مأرب وتشلّ حركة التنظيم
  • حملة أمنية على تنظيم داعش في إسطنبول
  • تشكيلات الفرق: الجزائر - العراق في كأس العرب 2025
  • الشرع: علاقتنا مع مصر والعراق مقبولة.. وأسعى لبناء سوريا قوية وموحدة
  • صافرة قطرية لإدارة لقاء “الخضر” والعراق
  • العراق محور ضغوط أمريكية لإعادة ضبط التوازن مع إيران
  • سوريا.. داعش يشن هجومه الثالث على قسد خلال 24 ساعة
  • صحيفة أمريكية: إطلاق سراح البرغوثي سيوحد الفلسطينيين
  • مشاهدة مباراة عُمان تحت 23 والعراق تحت 23 بث مباشر في كأس الخليج تحت 23.. قمة نارية منتظرة اليوم