اليمن يجبر المهرِّج على التراجع عن تهديداته
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
عبدالحكيم عامر
السياسة الأمريكية لطالما اتسمت بطابعها الاستعماري، حَيثُ تسعى إلى إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بما يخدم المصالح الإسرائيلية، حتى لو كان ذلك على حساب الشعوب، هذه الرؤية التي عبّر عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعكس ذهنية استعمارية لم تتغير، بل أصبحت أكثر وضوحًا ووقاحة، غير أن الواقع يؤكّـد أن الشعب الفلسطيني، رغم الحصار والمجازر، لا يزال ثابتًا على أرضه، متمسكًا بحقه، ومصممًا على المقاومة، مما يجعل كُـلّ محاولات التهجير والتصفية مُجَـرّد أوهام.
إن التهديدات الأمريكية الأخيرة من الرئيس الأمريكي الأحمق دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين قسراً إلى دول عربية قد اصطدمت بجدارٍ من الموقف الحازم، جاء الموقف اليمني، بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله”، ليشكل ردًّا حاسمًا على مخطّطات التهجير القسري، حَيثُ أعلن السيد القائد، بكل وضوح، أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي إذَا ما تم فرض التهجير بالقوة، أَو في حال تصعيد العدوان على غزة، فبعد إعلان اليمن أنه سيتدخل عسكريًّا إذَا فرض ترامب التهجير بالقوة، تراجعت لهجته في اليومين الماضيين واليوم كأنه لا علاقة له بالأمر ولم يهدّد كما هدّد سابقًا، ويعلنُ ترامب متراجعًا بالقول: (الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه إسرائيل)، مع أن الكل يعرف تصريحاته الطاغوتية والمجنونة ضد كُـلّ دول العالم.
وفعلًا اليمن أرغمته على التراجع، بل تراجع ترامب عن موقفه في التهجير؛ فالأسبابُ الكامنة وراء التراجع الأمريكي، الموقف اليمني الحازم بالتدخل العسكري لاستهداف الأرضي الفلسطينية المحتلّة والمصالح الأمريكية، فالعدوّ يعرف ولن ينسى ما حقّقته العمليات اليمنية ضمن مساندتها للشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى، حَيثُ حقّقت إنجازات نوعية لصالح غزة، وتمكّنت من تغيير معادلة الردع لصالح صمود محور المقاومة في مواجهة المشاريع الإسرائيلية الأمريكية الاستعمارية على مستوى المنطقة.
إن عمليات القوات المسلحة اليمنية حملت تحولاً نوعياً كجبهة إسناد قوية لفلسطين، وتبرهن على قدرة القوات المسلحة اليمنية على اختراق العمق الصهيوني، كما تكشف عن انهيار منظومة الردع الصهيونية، وعجز العدوّ عن توفير الأمن لكيانه المهترئ.
إن أهميّة هذا الموقف تتجاوز اليمن نفسه، فهذا يؤكّـد على ضرورة وحدة الموقف العربي الإسلامي والتمسك بحقوق الشعوب في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات، وإلا ستكون المنطقة أمام مشكلة لا تهدّد فلسطين وحدها، بل تشكل تهديداً وجودياً للجميع.
الموقف اليمني يمثل دعوة لكل الدول العربية والإسلامية إلى اتِّخاذ موقف جاد ضد محاولات الهيمنة الأمريكية، وأن الوقت قد حان لاتِّخاذ موقف حقيقي، وأن الرهان على الأمريكي هو رهان خاسر، وأن التطبيع مع العدوّ ليس سوى طريق نحو العبودية، وأن المقاومة وحدها هي الخيار الذي يمكن أن يحفظ للأُمَّـة عزتها وكرامتها.
وفي النهاية، فإن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، ومن لم يقف اليوم في وجه العدوان، سيجد نفسه غدًا هدفًا له
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
تشمل أكثر من 30 دولة.. ترامب يوسع قائمة حظر السفر الأمريكية
أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم، اليوم الجمعة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لتوسيع قائمة الدول المشمولة بحظر السفر من 19 دولة حالياً إلى أكثر من 30 دولة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الوطني وحماية المواطنين.
وقالت نويم في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية: “لن أحدد الرقم بدقة، لكنه أكثر من 30، والرئيس مستمر في تقييم الدول”، مؤكدة أن السلطات ستراجع الوضع بشكل دوري لضمان حماية الشعب الأمريكي.
ولم تكشف نويم عن الدول الجديدة التي ستضاف إلى القائمة، لكنها أشارت إلى أن توسيع الحظر يأتي في أعقاب حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض، الذي استهدف اثنين من أفراد الحرس الوطني وأسفر عن وفاة أحدهم، على يد رجل أفغاني.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن حظر دخول مواطني 19 دولة إلى الولايات المتحدة، ضمن إجراءات مشددة لمنع السفر، تشمل مراجعة دقيقة لحاملي “البطاقة الخضراء” من الدول المصنفة “مثيرة للقلق”.
وأوضح مدير خدمات المواطنة والهجرة جوزيف إدلو عبر منصة “إكس” أن توجيهات الرئيس ترامب تتضمن إعادة فحص كل “غرين كارد” صادرة لمواطني تلك الدول، مؤكداً أن حماية الشعب الأمريكي تأتي أولاً، ولن تدفع الولايات المتحدة ثمن سياسات المتوطنين المتهورة السابقة.
وكان ترامب قد أعلن تعليق الهجرة بشكل دائم من جميع “دول العالم الثالث”، ضمن حزمة إجراءات أمنية مشددة بعد الهجوم المسلح قرب البيت الأبيض. وتشمل قائمة الدول المشمولة بالحظر الحالية: أفغانستان، بورما، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، اليمن، بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان وفنزويلا.
ويأتي القرار في إطار سياسات ترامب الأمنية الصارمة التي تهدف إلى الحد من الهجرة غير المنظمة وتعزيز الإجراءات الوقائية ضد أي تهديدات محتملة، في وقت يشهد فيه الشارع الأمريكي نقاشاً واسعاً حول أثر هذه القرارات على العلاقات الدولية وحقوق الإنسان.