تملك الدول الأوروبية، بفضل بحار الأدرياتيكي، والبلطيق، والأسود المفتاح للأمن والأزدهار والانخراط العالمي لأوروبا القوية والمرنة.

وعلى القادة الأوروبيين في ظل دعم أمريكي قوي أن يعلنوا رؤية واستراتيجية مناسبة لتحقيق هذه النتيجة في القمة المقبلة لمبادرة البحار الثلاثة في بولندا في أبريل(نيسان) المقبل، حسب تقرير لـ3 محللين سياسيين.

European states buttressed by the Adriatic, Baltic, and Black Seas hold the key to the security, prosperity, and global engagement of a strong and resilient Europe, write three experts. https://t.co/AxgWD7OKux

— National Interest (@TheNatlInterest) February 21, 2025 دعم من ترامب

وقال المحللون كوش أرها، رئيس منتدى المحيطين الهندي والهادىء الحر والمفتوح، وسلافومير ديبسكي أستاذ الاستراتيجية في كلية أوروبا في ناتولين بوارسو، وتيت رييسالو وزير الاقتصاد والتكنولوجيا السابق في إستونيا في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن المبادرة، التي يؤيدها الرئيس البولندي أندريه دودو، حظيت بدعم قوى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.

والآن على رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أن يغتنم الفرصة للتواصل مع الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإعطاء أولوية للمبادرة . وعلى بولندا السعى للتواصل مع الدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة والمفوضية الأوروبية لإعلان رؤية جسورة وممتدة تخدم المصالح الأوروبية والأمريكية من خلال دعوة ترامب لحضور القمة.

وتشهد الأهمية الاقتصادية والعسكرية لمنطقة وسط وشرق أوروبا صعوداً. وتعد مبادرة البحار الثلاثة وسيلة مناسبة لتحقيق الأهمية المتنامية للمنطقة عبر أوراسيا بشكل مثالي. ويستطيع توسك البناء على إرث دودا في رفع مبادرة البحار الثلاثة إلى مشروع أوروبي يحظى بالأولوية.

وأضاف المحللون أن هناك طريقتين رئيسيتين لدعم المبادرة باعتبارها أولوية أوروبية وتعزيز المصالح الأمريكية. أولهما، ترسيخ مبادرة البحار الثلاثة بوصفها القناة لإقامة ممرات للتحرك العسكري لتعزيز الموقع الأمامي لحلف شمال الأطلسي ناتو على طول جبهة ممتدة من فنلندا إلى رومانيا. ويجب التقييم السريع بين الناتو والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة لتحديد الأولوية لمسارات البنية التحتية والنقل التي تحقق أعلى المنافع الاقتصادية والأمنية.

ويتمثل العنصر الرئيسي لهذه الرؤية في تحسين الطرق وشبكة السكك الحديدية التي ستربط خطوط ناتو الأمامية بالمناطق الاقتصادية الداخلية في المنطقة، والموانئ الثلاثة الرئيسية وهي تريستي على البحر الأدرياتيكي، وغدانسك على بحر البلطيق، وكونستانتا على البحر الأسود.

وتابع المحللون أن هذا التواصل المعزز سيربط البحار الثلاثة ويدعم الردع ضد روسيا. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الربط سيكون أمراً لا غني عنه لإعادة إعمار وأمن أوكرانيا بعد الحرب. ومن خلال ذلك، ستدمج مبادرة البحار الثلاثة تعافي أوكرانيا في إطار العمل الأمني والاقتصادي الأوسع لأوروبا وترسخ نفسها بقوة نقطة ارتكاز للاستقرار والازدهار الإقليمي.

والطريقة الثانية هي العمل على جعل مبادرة البحار الثلاثة، بالتنسيق الوثيق مع المفوضية الأوروبية، نقطة الإنطلاق الرئيسية لمبادرة البوابة الأوروبية العالمية. ويمكن بهذه الطريقة تحقيق اتصال موثوق مع المناطق المجاورة في الجنوب والشرق والشمال.

???????? - ???????? - ????????

Japan, ROK, and the U.S. conducted their first trilateral escort flight of 2025, building on a history of strong trilateral cooperation, interoperability, and commitment to a #FreeAndOpenIndoPacific.

Read More ⬇️https://t.co/5sjO1tvxSa pic.twitter.com/Pu96ts5OkF

— U.S. Indo-Pacific Command (@INDOPACOM) January 15, 2025 بوابة عالمية

وفي اتجاه الجنوب، تتصل منطقة البوابة العالمية ومبادرة البحار الثلاثة من خلال ميناء تريستي، بالتجارة الهندية المتوسطية الناشئة المدفوعة بأسرع أكبر اقتصاد نموا في العالم ،الهند، إضافة إلى دول الخليج وإسرائيل.

وستكون منطقة مبادرة البحار الثلاثة بعد تجديدها وارنباطها بالممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي الأوروبي في وضع جيد لتدشين طريق ذهبي جديد يمكن أن يدفع التجارة الهندية الأوروبية إلى أفاق أعلى جديدة في القرن الحادي والعشرين.

وأعلن الرئيس ترامب أخيراً أنه ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اتفقا على العمل سوياً للمساعدة في تشييد واحد من أكبر طرق التجارة في التاريخ، يمتد من الهند مرورً بإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى إيطاليا ثم إلى الولايات المتحدة، ويربط شركائنا وطرقنا والسكك الحديدية والكابلات تحت سطح البحر".

وفي جهة الشرق، تتصل مناطق مبادرة البحر الثلاثة بالقوقاز، وبحر قزوين، وآسيا الوسطى. وهذا وقت مناسب لإنشاء ممر اقتصادي يربط آسيا الوسطى، والقوقاز ، وأوروبا، وسيؤدي هذا الممر لتعزيز حرية الملاحة في البحر الأسود ويضمن سلامة الساحل الأوكراني. وإلى الشمال، تتصل منطقة مبادرة البحار الثلاثة بكيان متجدد يضم دول البلطيق وناتو، يطلق عليه الشمال الحر.

وتواجه الدول الإقليمية حاجة ملحة بشدة لتنسيق أكبر لدفع المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة من خليج فنلندا إلى خليج ألاسكا. وتعد مبادرة البحار الثلاثة في وضع جيد لتكون الحصن لتعاون أكبر عبر الأطلسي في الشمال الحر. وتعزز مبادرة البحار الثلاثة الاتصال بين المناطق المجاورة ذات الأهمية الجيوسياسية والجيو اقتصادية الكبيرة، وتخدم مثل مرساة ومقدمة لجهود البوابة العالمية الأوروبية. وسيدعم التماسك الداخلي والمرونة اتتمدد الإقليمي لمبادرة البحار الثلاثة بشكل أوسع نطاقاً.

وتوفر القمة المقبلة للمبادرة منصة مناسبة ليس لتوسيع رؤية مبادرة البحار الثلاثة فحسب، ولكن أيضاً لزيادة عدد الأعضاء فيها. ويتعين أن تحاول مبادرة البحار الثلاثة ضم كل الدول الأوروبية الرئيسية على البحار الثلاثة وبصفة خاصة إيطاليا، وأوكرانيا. ومن خلال إضافة هاتين الدولتين، فإن مبادرة البحار الثلاثة التي تضم 15دولة تصبح فاعلاً إقليمياً لاغني عنه في تشكيل مستقبل أمن أوروبا وازدهارها.

It’s not too early to plan for Ukraine’s reconstruction as a strong, free-market democracy. https://t.co/pPecI5hUel

— National Interest (@TheNatlInterest) August 17, 2024 تنفيذ الرؤية

ويجب أن تؤمن المبادرة أيضاً هيكلاً مالياً مناسباً لتنفيذ رؤيتها الموسعة من خلال الاستفادة من أعضائها والشركاء المقربين، ويتمثل الهدف الأساسي في جذب المستثمرين المؤسسين لإقامة مشاريع البنية التحتية.

ويمكن أن يعزز الجمع بين الصناديق السيادية المتماثلة، والتمويل المفيد، وضمانات الائتمان الاستثماري بشكل كبير البنية التحتية لمبادرة البحار الثلاثة بوصفها استثمارات مرغوب فيها.

وربما تدرس الدول الأعضاء تأسيس صندوق لمبادرة البحار الثلاثة، والناتو مع إسهامات تخصص في الميزانية للاستفادة من صناديق خاصة مماثلة في إنشاء ممرات ذات استخدام مزدوج للتنقل العسكري.

وأفاد المحللون أنه من خلال دعم قوي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ربما تتطلب مبادرة البحار الثلاثة تشكيل مجموعة عمل من دول المبادرة ومجموعة الدول الصناعية السبع، تضم مؤسسات تمويل التنمية لتقديم ضمانات التمويل والائتمان لمستثمرين خاصين مؤهلين في المشاريع الخاصة بالبنية التحتية الإقليمية.

وسيكون التأثير الجماعي للرؤية والعضوية الموسعة لمبادرة البحار الثلاثة هائلاً. وإذا نفذت الاستراتيجية أنفة الذكر بشكل مثالي، فإنها ربما تحول أوروبا الشرقية إلى درجة مماثلة لما حققته خطة مارشال لأوروبا الغربية.

واختتم المحللون الثلاثة تقريرهم بالقول إنه ربما ينظر أيضاً الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، مع رئيس الوزراء توسك، والرئيس دودا، إلى هذه الفرصة على أنها واحدة من أفضل جهودهم في تقوية أوروبا والتحالف عبر الأطلسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البحار الثلاثة البوابة العالمية التماسك الداخلي جذب المستثمرين عودة ترامب الاتحاد الأوروبي روسيا الهند من خلال

إقرأ أيضاً:

أغنى ملياردير أوروبي يعلن دعمه لاتفاق ترامب الجمركي

صراحة نيوز- وسط موجة من الانتقادات التي طالت الاتفاق الجمركي الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، برز موقف مفاجئ من داخل فرنسا، جاء على لسان برنار أرنو، أغنى رجل في أوروبا ورئيس مجموعة LVMH، الذي خرج عن إجماع المعارضين معبّرًا عن تأييده للاتفاق بوصفه “خطوة عقلانية” في مواجهة واقع دولي بالغ التعقيد.

الاتفاق، الذي أُبرم يوم الأحد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى السوق الأمريكية، مقابل التزامات أوروبية واسعة تشمل مشتريات طاقة واستثمارات ضخمة في الولايات المتحدة.

ورغم الانتقادات الحادة التي واجهها الاتفاق داخل الأوساط السياسية والاقتصادية الفرنسية، دافع أرنو عنه من خلال مقال رأي نشرته صحيفة “ليزيكو”، مؤكداً أنه “ليس اتفاقاً مثالياً”، لكنه “ضروري” في ظل الأوضاع الراهنة.

وقال أرنو: “ما تم التوصل إليه هو محاولة لتجنب الانزلاق نحو أزمة تجارية، وهو ما كان سيؤدي إلى نتائج أكثر كارثية. كرئيس لمجموعة أوروبية، أرى أن الاتفاق يمثل حلاً معقولاً لتفادي طريق مسدود”. وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي لم يكن المبادر بهذا الاتفاق”، لكنه شدد على ضرورة الحذر عند التعامل مع “شركاء لا يترددون في تجاوز القواعد المعمول بها”.

كما لفت أرنو إلى أن الاتفاق يُعد وسيلة لتفادي التصعيد مع إدارة ترامب، التي تُعرف بنهجها الصدامي في السياسة التجارية. ورغم دعمه العام للنص، أعرب عن خيبة أمله من استبعاد بعض القطاعات الحيوية منه، لا سيما النبيذ والمشروبات الروحية التي تُعد من أبرز صادرات فرنسا.

وأوضح أرنو أن قطاع النبيذ والمشروبات الروحية شكّل نحو 7% من إيرادات LVMH خلال النصف الأول من عام 2025، مدعومًا بعلامات تجارية بارزة مثل Moët & Chandon وHennessy.

ووصف الاتفاق بأنه “نتاج تفكير استراتيجي”، مشيدًا بقدرة أوروبا على “حماية مصالحها الحيوية” في وقت تتزايد فيه الضغوط الجيوسياسية والتجارية.

وكان الاتفاق قد تم الإعلان عنه في اسكتلندا، ويتضمن إلى جانب الرسوم الجمركية التزامًا أوروبيًا بشراء طاقة بقيمة 750 مليار دولار، بهدف تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، إضافة إلى استثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي.

وفيما لم يُدلِ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأي تعليق رسمي، وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الاتفاق بأنه “يوم قاتم” في تاريخ أوروبا، معتبرًا أنه يعبّر عن “خضوع أوروبي غير مبرر”.

يُذكر أن أنطوان أرنو، نجل برنار أرنو، كان قد علق ساخرًا في يونيو الماضي على العلاقة القديمة بين والده ودونالد ترامب قائلاً: “ربما لاحظتم أنه، إلى جانب أدواره المتعددة، أصبح دبلوماسيًا أيضًا”.

مقالات مشابهة

  • تعرف على حالة الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة بالاردن
  • غيّر نبرته .. أكسيوس: أولوية ترامب إطعام سكان غزة رغم رفض نتنياهو
  • الأمير تركي بن طلال يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أجاويد" في نسختها الثالثة بعسير
  • أغنى ملياردير أوروبي يعلن دعمه لاتفاق ترامب الجمركي
  • 1.6مليار درهم التداولات العقارية النصفية في المنطقتين «الوسطى والشرقية» بالشارقة
  • عاجل| رئيس الكنيست مخاطبا الدول الأوروبية: إن كنتم ترغبون في ما تسمونه دولة فلسطينية فأقيموها في لندن أو باريس
  • تغيُر مواقف ترامب حول أوكرانيا يُثقل كاهل أوروبا
  • الحرس الثوري يحذر الدول الأوروبية من تفعيل آلية الزناد
  • والد جندي أسير في غزة يدعو أوروبا لفرض عقوبات على "إسرائيل"
  • قادمة من المغرب.. إحباط محاولتي إغراق الولايات الوسطى والشرقية بالمخدرات