د. حسن البراري يكتب .. هل يمكن توجيه النقد للمقاومة؟!
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
#سواليف
هل يمكن توجيه النقد للمقاومة؟!
كتب .. د. #حسن_البراري
برعت #حماس في تنظيم #مراسم #تسليم #الأسرى_الإسرائيليين، مما أرسل #رسالة_قوية_للعالم بأن الإبادة والقصف لم تفلح في كسر #إرادة_المقاومة أو القضاء على وجودها وصمودها. لكن هل يقبل أنصار حماس بنقد بناء؟ دعونا نرى!
مقالات ذات صلة طبيبان بريطانيان يحذران: الواقع الصحي بغزة قد يضاعف أعداد الضحايا 2025/02/22فالنقد البناء لحماس يعكس حرصاً على تصويب المسار وتعزيز القضية لأن المقاومة ليست معصومة، ونقدها بموضوعية يساهم في تقويتها وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على سمعتها أو فعاليتها.
خطأ حماس بعدم إقامة مراسم لتسليم الأسير هشام السيد، كونه من فلسطينيي الداخل، يعكس منطقًا مختلًا. فهذه الرسالة قد تُفهم وكأنها تقبل بمشاركة فلسطينيي الداخل في الجيش الإسرائيلي أو تجد لهم عذرًا، بينما من الأفضل فضح مثل هذه الحالات أمام الشرفاء من فلسطينيي الداخل، الذين يمثلون الغالبية الساحقة الرافضة للخيانة ومن شأنه أن يدفع فلسطيني الداخل إلى عدم الانضمام للجيش واظهاره بأنه ليس جيشا لإسرائيل – التي تضم يهودا وعربا – وإنما جيشا صهيونيا خالصا..
لا أحد يريد أن ينال من الموقف الأخلاقي للمقاومة وبخاصة في النقاش العربي العربي، فمن جهة أخرى، يصرّ أنصار المقاومة على مواجهة #الانتقادات بتوجيه اتهامات التخوين ووسم “صهاينة العرب”، بدلًا من الاعتراف بالعيوب أو معالجتها، إلا أنهم يتغاضون على شريحة تقاتل بجانب الجيش الإسرائيلي فقط لأنه #فلسطينيون_عرب!
طبعا، لا ألقي باللوم على من تحمل حرب الإبادة كل هذه الفترة بسبب هذا السلوك، وخصوصية تسليم هشام السيد ربما لها ما يبررها لكنني أردت أن أشير إلى أن حماس لم تكن تحتاج لإرسال رسالة من هذا النوع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حسن البراري حماس مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين رسالة قوية للعالم إرادة المقاومة فلسطين الانتقادات فلسطينيون عرب
إقرأ أيضاً:
ما بعد رد "حماس".. كيف تغيّر الخطاب العربي تجاه غزة؟
أحمد الفقيه العجيلي
في الأيام الأخيرة، بدا المشهد الإعلامي العربي وكأنَّه يتهيأ لمرحلة جديدة؛ نبرة أكثر هدوءًا، وخطاب أقل انفعالًا، وتغيُّر ملحوظ في طريقة تناول بعض القنوات والمحللين لقضايا المُقاومة والحرب في غزة. وليس من الواضح ما إذا كان ذلك مجرد تبدّل في المزاج الإعلامي، أم انعكاس لتحولات أعمق في الميدان والسياسة.
وسط هذه الأجواء، قرأتُ تغريدة للدكتور لقاء مكي قال فيها إنَّ المقاومة تبدأ بفكرة وتنتهي بها، وأن السلاح مجرد تفصيل لا ينبغي اعتباره معيار البقاء أو الفناء. كانت الصياغة لافتة لأنها تختلف عمّا اعتدناه في خطابه السابق؛ حيث كان الحديث عن السلاح جزءًا أساسيًا من معادلة الصراع.
هذا التحول في النبرة أثار تساؤلات عديدة، خصوصًا أنه جاء متزامنًا مع ما يتداول في وسائل الإعلام ومنصات التواصل من حديث عن تغييرات إدارية داخل قناة الجزيرة وانعكاسها على خطها التحريري. قد يُفهم هذا التغيّر على أنه تهيئة نفسية وإعلامية للمتلقي العربي لقبول خطاب أكثر مرونة، خاصة فيما يتعلق بملف السلاح والمقاومة.
لكن المشهد اتضح أكثر بعد صدور رد حركة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف العدوان على غزة، وهو البيان الذي مثّل نقطة تحول في اللغة السياسية والإعلامية معًا.
البيان جاء بصياغة مُتَّزِنة وذكية، تُمسك العصا من المنتصف، وتبعث رسائل مُتعددة الاتجاهات. فقد استخدمت حماس لغة دبلوماسية تحدثت عن "الجهود العربية والإسلامية والدولية"، وعن "التوافق الوطني" و"هيئة من المستقلين (تكنوقراط)"، مع تأكيدها الثابت على رفض الاحتلال والتهجير والتمسك بالحقوق الوطنية.
اللافت أن البيان وافق مبدئيًا على تبادل الأسرى ووقف الحرب والدخول في مفاوضات تفصيلية عبر الوسطاء، بينما ربط القضايا الجوهرية- كالمستقبل السياسي لغزة- بإطار وطني جامع وقرارات دولية.
ردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه كان لافتًا أيضًا؛ إذ وصف موقف حماس بـ"الإيجابي"، ووجّه الاحتلال بوقف القصف على غزة، ما أرسل إشارة ضمنية بأن مرحلة جديدة قد بدأت في إدارة الملف.
من هنا يمكن فهم التغيّر في نبرة بعض القنوات والمحللين- ومنهم الدكتور لقاء مكي- لا بوصفه تبدّلًا في القناعات؛ بل ربما لارتباطه بمعرفة مسبقة أو استشعار مبكر لاتجاه الأحداث. وربما- كما أرى شخصيًا- لم يكن ذلك صدفة؛ بل تهيئة ذكية للرأي العام لتقبّل التحول القادم؛ سواء كان نحو تهدئة طويلة أو مسار سياسي جديد.
يبقى أن نشير إلى أن التحولات الإعلامية لا تحدث بمعزل عن السياق السياسي؛ فالإعلام العربي-وعلى رأسه القنوات الكبرى- يعكس في أحيان كثيرة التوجهات الميدانية والسياسية قبل أن تُعلن رسميًا؛ تمهيدًا لتهيئة الرأي العام. ومع مرور الوقت، تتبدّل لهجة الخطاب من “التحريض المقاوم” إلى "الواقعية السياسية"، ومن لغة "النفير" إلى لغة "الوساطات".
ومع ذلك، فإنَّ ما يستحق التأمل أكثر هو صمت الجماهير وتراجع ردود الفعل الشعبية. فبينما تتغير المواقف فوق الطاولة، تبدو القواعد الجماهيرية أقل حماسة، كأنها أُرهقت من طول المأساة أو أُشبعت بالتناقضات حتى البلادة.
وربما هذا هو التحدي الأخطر في المرحلة المقبلة: أن تتحوّل القضايا الكبرى إلى ملفات تفاوض باردة، وأن يتراجع الوعي الجمعي تحت وطأة الإعلام الموجّه، فلا يبقى من المقاومة إلا صدى فكرة… يعلو حينًا ويخفت أحيانًا، لكنه لا يموت.