وتأتي هذه الجولة بعد اعلان ما يسمى بخطة ترامب للسلام، حيث أبدت المقاومة الفلسطينية مرونة في التعاطي معها والرد الذي وصف بالذكي، بالتوازي مع ضغط أمريكي صهيوني عربي لاجبار المقاومة على تقديم التنازلات.

وتؤكد الوقائع أن الفجوة لا تزال كبيرة، خاصة فيما يتعلق بثلاثة ملفات رئيسية، وهي الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من القطاع، وموضوع نزع سلاح المقاومة، وهوية الجهة التي ستدير غزة بعد وقف العدوان الصهيوني عليها.

وأعلنت "حماس" بوضوح، على لسان أسامة حمدان، رفضها القاطع لأي إدارة أجنبية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة تشكيل هيئة وطنية فلسطينية مستقلة تتولى إدارة شؤون القطاع، بما ينسجم مع التوافق الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن دخول قوات دولية إلى غزة "أمر غير مقبول"، مطالباً بضمانات لإنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال من كامل أراضي القطاع.

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الحركة أبدت استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الصهاينة، مقابل انسحاب شامل من القطاع، وتوفير ضمانات دولية واضحة لوقف العدوان وعدم تكراره.

وتسعى الخطة الأميركية، التي يُديرها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، لفرض ترتيبات أمنية وسياسية طويلة الأمد، تشمل إبقاء قوات الاحتلال في أكثر من نصف مساحة غزة في المرحلة الأولى، وضمان تفكيك بنى المقاومة المسلحة، مقابل ما يُروّج له من "إعمار" و"حكم مدني انتقالي" تديره جهات غير فلسطينية أو بتفويض من واشنطن والعدو الاسرائيلي.

وأفادت القناة 12 الصهيونية أن المجرم نتنياهو يرفض حتى الآن الالتزام بإنهاء العدوان، حتى بعد مرحلة إطلاق سراح الأسرى، وقد أبلغ الإدارة الأميركية بنيته الإبقاء على قوات الاحتلال في ثلاثة مواقع استراتيجية داخل القطاع، بينها محور صلاح الدين، لسنوات قادمة.

ويهدد الرئيس الأميركي المجرم ترامب بفتح أبواب الجحيم في حال أصرّت حماس على البقاء في الحكم، في لغة وُصفت بأنها استعمارية وعنصرية وتحرض على الإبادة الجماعية، وتعبّر عن تواطؤ أميركي كامل مع الرواية الصهيونية ومشروعها التوسعي في فلسطين المحتلة.

وفي السياق نفسه، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "90% من تفاصيل الخطة قد تمّ الاتفاق عليها"، وقلّل من شأن القضايا العالقة، واصفاً إياها بـ"تفاصيل لوجستية"، في تجاهل صارخ لمطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.

لغة استعمارية تأمريه

وفي مشهد يعكس حجم التآمر الصهيوني – الأميركي على القضية الفلسطينية، تراجع رئيس حكومة الاحتلال، المجرم نتنياهو، أمام ضغوط غير مسبوقة من إدارة ترامب، التي تسعى لفرض "صفقة سياسية" على أنقاض العدوان، حيث أبلغ المجرم نتنياهو، الذي يعاني من أزمة داخلية خانقة، ويحاصره الفشل العسكري في غزة، ترامب خلال اتصال هاتفي أنه لا يرى في رد "حماس" موافقة حقيقية على الخطة الأميركية، محاولاً كعادته التهرب من الاستحقاقات السياسية.، لكنّ الرد الأميركي جاء صادماً، حيث وبّخه ترامب قائلاً: "لماذا أنت دائماً سلبي؟ هذا انتصار، اقبل به!"، وفق تسريبات صحافية صهيونية وأميركية.

وتُظهر المعطيات بوضوح أن ما يُطرح على طاولة شرم الشيخ ليس حلاً سياسياً بقدر ما هو جزء من مخطط مشترك أميركي–صهيوني لتصفية المقاومة الفلسطينية، ونزع سلاحها، وتفكيك مشروعها السياسي والعسكري، بعد أن فشل الاحتلال في هزيمتها ميدانياً.

لكن هذه المؤامرة، التي تُدار بأدوات الضغط والابتزاز وتزييف الحقائق، تصطدم بصمود المقاومة وإصرارها على فرض شروطها، لا سيّما في ملفات الأسرى، والانسحاب الكامل، ورفض أي إدارة أجنبية أو "سلطة وظيفية" يتم تنصيبها بإرادة أميركية.

وبالتوازي مع المفاوضات، تستعد سلطات الاحتلال لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، من بينهم شخصيات وطنية بارزة، أمثال مروان البرغوثي، حسن سلامة، عبدالله البرغوثي، عباس السيد، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، بحسب أنباء يتم تداولها عبر وسائل اعلام عبرية لكنها غير موثوقة.

وعلى الرغم من التهديدات المستمرة، يواصل الفلسطينيون في غزة الصمود في وجه العدوان المستمر، حيث ما تزال قوات الاحتلال ترتكب المجازر اليومية بحق المدنيين، فيما تُصرّ المقاومة على أن أي تفاهمات لن تمر دون تلبية الشروط الوطنية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وضمان سيادة الشعب الفلسطيني على أرضه.

وفيما تتقدم المفاوضات بتثاقل وسط ضغط أميركي وتحفّظات فلسطينية، تتعاظم المخاوف من أن تُستخدم "المفاوضات" كغطاء لمشروع تصفوي طويل الأمد، يسعى لتحويل غزة إلى كيان منزوع السيادة وخاضع للوصاية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

مفكر سياسي: نتنياهو وسموتريتش لا يريدان وقف إطلاق النار بغزة | فيديو

أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، أن المشهد الإقليمي يشهد تناقضات تدفع الأطراف إلى تدمير بعضها البعض، مشيرًا إلى أن هناك قوى تسعى فقط للحصول على توصيات دولية ووقف لإطلاق النار في غزة.

وأوضح عبد المنعم سعيد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، في برنامج "حديث القاهرة" المذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن الوصول إلى "نقطة الصفر" يرتبط بتوازنات القوى، وهو توازن لا يصب في مصلحة حزب الله أو حماس أو الحوثيين أو الحشد الشعبي، مضيفًا أن كلًا من حماس وإسرائيل لا يقبلان بأي تسوية في غزة على الإطلاق.

وشدد عبد المنعم سعيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزير بتسلئيل سموتريتش لا يريدان وقف إطلاق النار، في ظل وجود قوى دولية تضغط في الاتجاه المعاكس من أجل تثبيت التهدئة، موضحًا أن هناك ما يُسمّى بـ"قوة شر وقوة خير"، وأن قوى الشر تسعى لكسب الوقت لاستمرار الحرب، بينما تطمح إسرائيل في احتلال مزيد من الأراضي وتهجير الفلسطينيين.

وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن حماس تلعب دورًا يهدف إلى "إفساد الطبخة"، مشددًا على وجود جهود دولية، من بينها مصر، تسعى لإقرار وقف إطلاق النار والاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحًا أن إسرائيل تحاول التوسع في احتلال الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان، معتبرًا أنها أصبحت الآن في حالة عزلة دولية، ومتوقعًا استمرار العنف الإسرائيلي في كل من لبنان وسوريا خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك نتنياهو غزة قطاع غزة اخبار التوك شو الاحتلال

مقالات مشابهة

  • مفكر سياسي: نتنياهو وسموتريتش لا يريدان وقف إطلاق النار بغزة | فيديو
  • جيش الاحتلال يعلن اغتيال 11 فلسطينيا و اعتقال 6 آخرين
  • تعثر مفاوضات المناخ وسط ضغوط أوروبية بشأن الوقود الأحفوري
  • إعلام عبري يزعم اعتقال عناصر من المقاومة غادروا أحد الأنفاق في رفح
  • القصف لم يهدأ.. شهداء وجرحى جراء العدوان المستمر على القطاع (حصيلة)
  • الاحتلال يُكثف غاراته على غزة والمدفعية الإسرائيلية تقصف مناطق شرقي القطاع
  • خروقات مستمرة.. إصابات بنيران الاحتلال ونسف منازل شرقي القطاع
  • شهداء ومصابون في خرق جديد للاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • "حماس": الاحتلال يخرق اتفاق وقف النار بغزة ويستخدم المساعدات ورقة ابتزاز
  • الخارجية القطرية: اعتداءات إسرائيل الوحشية بغزة تصعيد خطير يهدد الاتفاق