قصة احتيال منصة FBC .. كيف تم خداع المستثمرين وخسروا الملايين
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
في واحدة من أكثر عمليات الاحتيال المالي تعقيدًا، اختفت منصة FBC بعد أن نجحت في جمع مليارات الدولارات من المستثمرين الطامحين لتحقيق أرباح سريعة.
الفضيحة لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت نموذجًا كلاسيكيًا للاحتيال الرقمي الذي يستغل الطمع البشري ونقص الوعي المالي. رغم التحذيرات المتكررة من التعامل مع المنصات غير المرخصة، وقع العديد من المستخدمين ضحية هذه الخدعة التي انتهت بسرقة أموالهم دون أي وسيلة لاستردادها.
اعتمدت FBC على استراتيجية تسويقية محكمة جذبت آلاف المستخدمين من مختلف أنحاء العالم، حيث قدمت نفسها كمنصة استثمارية تتيح تحقيق أرباح ضخمة بسهولة.
زعمت منصة FBC أنها تعتمد على آليات حديثة مثل التسويق بالعمولة، الربح من مشاهدة الإعلانات، والنقر على الروابط الترويجية، إلى جانب برامج استثمارية متطورة تضمن تحقيق أرباح مضمونة.
في البداية، بدأ المستخدمون بجني أرباح صغيرة، مما زاد من ثقتهم بالمنصة وشجعهم على استثمار مبالغ أكبر.
فيما لم تكن هذه الأرباح الأولية سوى جزء من الخطة الاحتيالية لإغراء المزيد من المستثمرين وإيهامهم بأن المنصة تعمل بشكل شرعي.
الطريقة التي استخدمتها FBC لم تكن جديدة، بل كانت امتدادًا لمخطط بونزي الشهير، حيث يتم دفع أرباح المستثمرين القدامى باستخدام أموال المستثمرين الجدد. هذا النموذج يخلق وهم الاستقرار والنجاح، لكنه في الحقيقة قائم على الاحتيال.
بمجرد أن تصل المنصة إلى الحد الأقصى من الاستثمارات ويصبح من الصعب جذب المزيد من الضحايا، تنهار المنظومة وتختفي الأموال.
في حالة FBC، لم يستطع المستخدمون سحب أموالهم بعد نقطة معينة، حيث بدأت المنصة بوضع عراقيل أمام عمليات السحب، مثل طلب توثيق إضافي أو فرض رسوم غير مبررة، حتى اختفت تمامًا بعد تحقيق أرباح طائلة.
الإشارات التحذيرية التي تم تجاهلهارغم أن العديد من المستثمرين حذروا من التعامل مع المنصة، إلا أن الطمع دفع الكثيرين لتجاهل بعض العلامات التحذيرية الواضحة.
لم تكن FBC مسجلة لدى أي هيئة تنظيمية معترف بها، كما أنها قدمت وعودًا بأرباح غير واقعية دون تقديم أي مستندات تثبت مصادر هذه الأرباح.
إضافة إلى ذلك، لم يكن هناك أي معلومات واضحة عن هوية القائمين على المنصة، كما لم تتوفر تفاصيل قانونية دقيقة حول مقرها أو نظام عملها، وهو ما يعد من أبرز علامات المنصات الاحتيالية.
تأثيرات الفضيحة على سوق الاستثمار الرقميعملية الاحتيال التي نفذتها FBC لم تؤثر فقط على المستثمرين الذين خسروا أموالهم، بل كان لها انعكاسات أوسع على سوق الاستثمار الرقمي.
أدت الفضيحة إلى تراجع ثقة المستخدمين في المنصات الإلكترونية، حيث بات الكثيرون يتجنبون الاستثمار عبر الإنترنت خوفًا من الوقوع في فخاخ مشابهة.
كما دفعت الجهات التنظيمية في بعض الدول إلى تشديد الرقابة على منصات الاستثمار، ووضع قوانين أكثر صرامة لحماية المستثمرين من عمليات الاحتيال الرقمي.
كيف يمكن حماية المستثمرين من الاحتيال؟لتجنب الوقوع في فخ منصات مثل FBC، من الضروري أن يكون المستثمر أكثر وعيًا وحذرًا قبل استثمار أمواله.
تعتبر الخطوة الأولى لحماية النفس من الاحتيال هي التأكد من أن المنصة مرخصة من قبل هيئة تنظيمية معترف بها مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) أو هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA).
يمكن أن يساعد البحث عن تقييمات المستخدمين وآرائهم عبر مواقع مستقلة مثل Trustpilot وReddit في كشف حقيقة المنصة.
كما من الضروري أيضًا الحذر من الوعود بعوائد غير منطقية، حيث لا توجد استثمارات مضمونة تحقق أرباحًا ضخمة دون مخاطر.
فضيحة FBC ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، لكنها تُعد درسًا قاسيًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الربح السريع دون التحقق من شرعية المنصات التي يتعاملون معها.
يعتبر الإنترنت مليء بالفرص الاستثمارية، لكنه أيضًا بيئة خصبة للاحتيال، مما يجعل التحقق والبحث العميق أمرًا ضروريًا قبل اتخاذ أي قرار مالي.
فيما يعد الحفاظ على الحذر والاعتماد على المنصات القانونية والمرخصة هو السبيل الوحيد لتجنب الخسائر الفادحة التي تكبدها ضحايا FBC.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مليارات الدولارات منصة FBC المزيد منصة FBC لم تکن
إقرأ أيضاً:
تحذير صحي: الملايين في أوروبا مصابون بالتهاب الكبد دون علمهم
دعت السلطات الصحية الأوروبية الدول إلى تحسين الفحص والتطعيم والحصول على العلاج. اعلان
حذّرت هيئات الصحة العامة من أنّ ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء أوروبا مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي "بي" أو "سي" من دون أن يدركوا ذلك، ما يعرّضهم لمخاطر خطيرة مثل أمراض الكبد وسرطان الكبد.
وفي تقرير حديث، أفاد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها بأن نحو خمسة ملايين شخص في دول الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج يعيشون مع التهاب كبد مزمن من نوع B أو C، لكن الغالبية العظمى منهم لم يتم تشخيصها أو تلقي العلاج اللازم.
وغالبًا ما يُطلق على التهاب الكبد B و C وصف "العدوى الصامتة"، إذ يمكن أن يبقى الفيروس خاملاً في الجسم لسنوات من دون أعراض، إلى أن تبدأ المضاعفات بالظهور في شكل تليف أو فشل في الكبد أو حتى أورام سرطانية.
وينتقل الفيروس عادةً من خلال ملامسة دم أو سوائل جسم مصابة، بما في ذلك أثناء الممارسات الجنسية غير المحمية أو مشاركة أدوات تعاطي المخدرات.
ويُقدَّر عدد المصابين بالتهاب الكبد B في المنطقة بـ3.2 مليون شخص، مقابل 1.8 مليون مصاب بالتهاب الكبد C. وتُسجَّل نحو 50 ألف حالة وفاة سنويًا ترتبط بهذه الفيروسات مجتمعة.
Related الصحة العالمية: رصد 650 حالة إصابة محتملة بالتهاب الكبد الحاد لدى الأطفالتحذيرات من انتشار مرض التهاب الكبد وسط الـ"مجازر الإسرائيلية المتتالية" في غزة ماذا نعرف عن التهاب الكبد الوبائي الذي ينتشر بين النازحين في غزة؟في بيان حديث، شدّدت الدكتورة ماريكه فان دير فيرف، رئيسة قسم الفيروسات المنقولة بالدم والسل في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، على "الأهمية الحاسمة لتوسيع جهود الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ومكافحته".
وأشارت إلى أنّ الحصول على التطعيم، وإجراء الفحوصات، وتوفير الرعاية الصحية للمصابين، كلها خطوات ضرورية لبناء "أوروبا أكثر صحة ومرونة".
ووفقًا للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لا يزال أكثر من 65 في المائة من المصابين بالتهاب الكبد B و62 في المائة من المصابين بالتهاب الكبد C غير مشخصين.
ويمكن الشفاء من التهاب الكبد C بدورة قصيرة من الأدوية المضادة للفيروسات عالية الفعالية. بينما لا يمكن الشفاء من التهاب الكبد B في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن السيطرة عليه بعلاج طويل الأمد يساعد على تثبيط الفيروس وتقليل خطر تلف الكبد.
أما التهاب الكبد A، الذي ينتشر عن طريق البراز الملوث، فهو عدوى حادة تزول عادةً من تلقاء نفسها.
وعلى الصعيد العالمي، يسبب التهاب الكبد الفيروسي المزمن ما يقدر بنحو 1.3 مليون حالة وفاة كل عام. أي حوالي 3,500 حالة وفاة كل يوم، مما يضعه على قدم المساواة مع مرض السل.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه يمكن منع 2.8 مليون من هذه الوفيات بحلول عام 2030، ودعت الحكومات إلى تضمين فحص التهاب الكبد وعلاجه في الرعاية الصحية الأولية، خاصةً في المجتمعات المعرضة للخطر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة