كلام قاسم: في انتظار مرور العاصفة
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
كتب احمد الايوبي في" نداء الوطن": أطلق الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم في خطابه الغيابي خلال تشييع سلفه الراحل حسن نصراللّه سلسلة مواقف كان جزء منها يتعلّق بموقف حزبه من الدولة والدستور ونهائية الكيان اللبناني فأعطى من اللسان حلاوةً في ما يتعلّق بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي وبناء الدولة والالتزام باتفاق الطائف، ما دفع البعض للتسرّع باعتبار هذا الكلام تحوّلاً جدياً من "الحزب" نحو التحوّل إلى العمل السياسي كما يجري الترويج له من خلال بعض المنصّات الإعلامية والشخصيات السياسية، لكنّ هذا التصوّر البدائي يحتاج إلى نقاش جادّ وعميق حول حقيقة "الحزب" وطبيعة تعامله مع الأزمات.
ولطالما راوغ "الحزب" بشأن سلاحه فاستغفل قيادات البلد واستنزف الوقت والاستحقاقات تحت عنوان "الحوار" وكلّما وصل الاستحقاق إلى السلاح يطير الحوار فيلحس "الحزب" توقيعه كما حصل بعد "إعلان بعبدا" الصادر عن هيئة الحوار بتاريخ 11/06/2012.
كلام نعيم قاسم لا يساوي شيئاً إذا لم يأت ضمن برنامج عمل الحكومة المرتبط بتطبيق اتفاق الطائف القاضي بحلّ الميليشيات واستتباعاً القرارات الدولية: 1701 و1559 وفق جدول زمني محدّد يلغي التلاعب السمج بين جنوب وشمال نهر الليطاني، وإنهاء كلّ أشكال الخروج على القانون بحلّ الجناح العسكري والأمني نهائياً وإغلاق "القرض الحسن" وإنهاء سيطرته على الجزر الأمنية جنوباً وبقاعاً وضاحية... ولا يضحكنّ عليكم بالعودة إلى موّال الاستراتيجية الدفاعية، فما ذلك إلّا تقية حتى تمرّ العاصفة ويعود للتحكّم في رقاب اللبنانيين... فلا تسكروا بزبيبة نعيم قاسم.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مادلين وسط العاصفة.. سفينة الضمير الإنساني لغزة تتحدى البحر والحصار
وسط تهديدات عسكرية إسرائيلية متزايدة، وحادثة إنقاذ درامية في عرض البحر الأبيض المتوسط، تواصل سفينة "مادلين" إبحارها بثبات نحو قطاع غزة، في أحدث محاولات تحالف "أسطول الحرية" لكسر الحصار البحري الذي يدخل عامه التاسع عشر.
السفينة، التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي، تقلّ على متنها 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات متعددة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، وتحمل مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في غزة، في ظل ما تصفه منظمات حقوقية بـ"أكبر كارثة إنسانية تشهدها فلسطين منذ النكبة".
من عملية إنقاذ إلى معركة سياسية
لكن الرحلة لم تكن بلا مفاجآت. فقد اضطر طاقم "مادلين" إلى تنفيذ عملية إنقاذ عاجلة بعد تلقيه نداء استغاثة من قارب مهاجرين كان يغرق جنوب جزيرة كريت، وعلى متنه نحو 35 شخصاً، بينهم أطفال ونساء. وبينما تدخلت سفينة ليبية لإعادة المهاجرين، قفز أربعة منهم إلى البحر في محاولة يائسة للوصول إلى "مادلين"، خوفًا من إعادتهم إلى ما وصفوه بـ"العبودية"، وتم إنقاذهم على الفور.
الطاقم أصدر نداءً عاجلاً يطالب بفرق إنقاذ إنسانية لحماية بقية المهاجرين، محذرًا من أن الحادثة قد تُستغل ذريعة لعرقلة السفينة عن مواصلة طريقها نحو غزة.
وفي وقت لاحق، حلّقت طائرات مسيّرة مجهولة الهوية قرب السفينة، دون أي توضيح من الجهات المعنية، مما زاد القلق من سيناريوهات اعتراض عسكري قادم.
تل أبيب تهدد.. والعالم يراقب
من جانبها، أصدرت سلطات الاحتلال تهديدات صريحة باعتراض السفينة، وصرّح ناطق باسم جيش الاحتلال أن "سلاح البحرية مستعد للتعامل مع أي خرق بحري كتهديد مباشر"، فيما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إلى اجتماع طارئ لبحث تحويل مسار السفينة إلى ميناء أسدود واعتقال المتضامنين.
ردًا على ذلك، قال الناشط البرازيلي ثياغو أفيلا، أحد ركاب السفينة، في تصريح لـ"عربي21": "قد يقصفوننا أو يختطفونا، لكنهم لن يقتلوا فكرة وُلدت في قلوب الملايين: أن أطفال غزة لا يجب أن يموتوا جوعًا، وأن الفلسطينيين يستحقون الحياة والحرية."
اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة شددت في بيان لها على أن حماية "مادلين" باتت "مسؤولية قانونية وأخلاقية" تقع على عاتق المجتمع الدولي، وليس مجرد مسألة إنسانية.
معن بشور لـ"عربي21": "مادلين" تعبر البحر كما تعبر الزمن
وفي تعليق خاص لـ"عربي21"، قال معن بشور، الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي، إن سفينة "مادلين" ليست مجرد محاولة رمزية لكسر الحصار، بل "امتداد نضالي يعبر الزمن والبحار، ويؤكّد أن المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضًا بالإرادة، بالموقف، وبالتحرك الأممي".
وأضاف بشور: "هذه السفينة، ومن سبقها من أساطيل الحرية، تؤكد أن العدو الذي يحاول إغراق غزة في الصمت، يُحاصر اليوم بأصوات أحرار العالم، وبالضمائر التي ترفض أن تموت. إنها ليست مجرد رحلة بحرية، إنها شهادة على أن غزة لا تقف وحدها، وأن الاحتلال مهما طال، محكوم بالسقوط."
من "مافي مرمرة" إلى "مادلين"، تتابع أساطيل الحرية مهمتها الرمزية والعملية معًا، لتقول إن الفلسطينيين ليسوا معزولين، وإن الحصار ـ مهما طال ـ لا يمكن أن يحاصر الحقيقة.
ويحمل تحرك "مادلين" في هذا التوقيت، وبعد 15 عامًا على أولى المحاولات، أبعادًا متعددة: سياسية، إنسانية، وأخلاقية، ويعيد تسليط الضوء على التواطؤ الدولي في إدامة معاناة غزة، وعلى فشل المجتمع الدولي في وقف المجازر أو ضمان الممرات الآمنة.