25 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: يترقب العالم تطورات حرب روسيا وأوكرانيا مع توقعات بقرب انتهائها، ويبرز ذلك تأثيرات محتملة على العراق في ظل التوجهات الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب.

ويرى المحللون أن ترامب يسعى لإنهاء النزاعات الدولية الكبرى، بما فيها هذه الحرب، لتوجيه تركيزه نحو ملف إيران النووي والإقليمي.

ويعتبر هذا التوجه بمثابة تحول استراتيجي قد يضع العراق في دائرة ضغوط جديدة، خاصة مع علاقاته الاقتصادية والسياسية الوثيقة بطهران. فكيف ستتأثر بغداد بهذا السيناريو؟

يتوقع الخبراء أن يضغط ترامب على العراق لتقليص تعامله مع إيران، ويربط ذلك بفرض عقوبات محتملة إذا استمر النفوذ الإيراني في البلاد دون تغيير. وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم أدوات اقتصادية وعسكرية لتحقيق هذا الهدف، مستفيدة من استقرار الوضع في أوكرانيا لتفرغ جهودها للملف الإيراني.

ويبدو أن الفصائل الموالية لإيران في العراق لن تكون بمنأى عن هذه الخطط، حيث قد تتعرض لضغوط مباشرة أو غير مباشرة للحد من نشاطها.

ويؤكد هذا التحليل أن ترامب يهدف إلى ترتيب الأولويات الدولية لضمان هيمنة أمريكية أقوى في الشرق الأوسط.

واستقرت أسعار النفط مؤخراً عند مستويات تتراوح بين 70 و75 دولاراً للبرميل، ويعزو المستثمرون ذلك إلى تفاؤل حذر بانتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويربط المراقبون بين هذا الاستقرار وبين خطط ترامب لاستئناف تصدير النفط من حقول كردستان العراق، التي توقفت منذ مارس 2023 بسبب نزاعات قانونية مع الحكومة الاتحادية في بغداد.

ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أمريكية لتعزيز الموارد النفطية تحت سيطرتها، مما قد يُستخدم كأداة ضغط اقتصادي على إيران. ويدعم ذلك تصريحات مسؤولين أمريكيين سابقين أشاروا إلى نية ترامب للسيطرة على نفط كردستان كخطوة “سهلة” لخنق طهران.

ويحذر الاقتصاديون من أن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة تصل إلى 15-20%، نتيجة عودة الإمدادات الروسية الكاملة إلى الأسواق العالمية. ويؤثر ذلك مباشرة على العراق، الذي يعتمد على النفط بنسبة تزيد عن 90% من إيراداته العامة، حيث سجلت هذه الإيرادات نحو 130 مليار دولار في 2022 عندما كانت الأسعار مرتفعة.

ويرى المحللون أن تراجع الأسعار سيضعف الاقتصاد العراقي، مما يجعل البلاد أكثر عرضة للضغوط الأمريكية لتغيير سياساتها تجاه إيران. ويبرز هنا سؤال: هل ستتمكن بغداد من تحقيق توازن بين مصالحها الوطنية ومتطلبات واشنطن؟

ويعتقد المراقبون أن ترامب يخطط لحسم الملف النووي الإيراني، سواء عبر مفاوضات صارمة أو خيارات عسكرية مثل القصف، بعد أن يستقر الوضع في أوكرانيا. ويظهر ذلك في تصريحاته السابقة خلال حملته الانتخابية لعام 2024، حيث وعد بـ”إنهاء الحروب” للتركيز على “التهديدات الكبرى”. ويُحتمل أن يشمل هذا التصعيد استهداف حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك العراق، حيث ينشط الحشد الشعبي والفصائل المسلحة الأخرى. ويشير هذا إلى أن العراق قد يجد نفسه في مواجهة معادلة صعبة: إما الامتثال لترامب أو مواجهة تبعات اقتصادية وسياسية قاسية.

ويبدو أن ترامب يتبنى نهجاً براغماتياً يجمع بين الحسم العسكري والضغط الاقتصادي لتحقيق أهدافه. ويُظهر تاريخه في التعامل مع إيران، كما في اغتيال قاسم سليماني عام 2020، استعداده للمخاطرة بخطوات جريئة. ويؤكد هذا أن العراق قد يصبح ساحة صراع غير مباشر، حيث ستحاول واشنطن عزله عن طهران بأي ثمن. ومع ذلك، قد يواجه ترامب تحديات داخلية في العراق، حيث يمتلك الحشد الشعبي دعماً شعبياً وسياسياً قوياً، مما قد يعقد خططه.

وتظل القدرة العراقية على الموازنة بين إيران والولايات المتحدة عاملاً حاسماً في استقرار البلاد خلال الفترة القادمة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: أن ترامب

إقرأ أيضاً:

جولة جديدة من مفاوضات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول على وقع تصعيد ميداني

الثورة نت/وكالات من المتوقع أن تنطلق، اليوم الاثنين، جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في قصر سيراجان في إسطنبول. ومن المقرر مبدئياً أن تبدأ المفاوضات عند الساعة 13:00 بتوقيت موسكو، وفقاً لما هو مخطّط له، على الرغم من الهجمات التي نفّذتها كييف على الأراضي الروسية، أمس. ووصل الوفد الروسي إلى إسطنبول بالتشكيل نفسه الذي كان عليه في الجولة الأولى، ويترأسه مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، فيما توسعت تشكيلة الوفد الأوكراني من 12 إلى 14 شخصاً، لكن رئيس الوفد ظل وزير الدفاع رستم عمروف. روسيا مستعدة لتقديم مذكرة تسوية وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوفد الروسي مستعد لتقديم مذكرة للوفد الأوكراني بشأن التسوية. وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن موسكو تعتبر أن إعلان مواقفها التفاوضية عبر وسائل الإعلام أمر خاطئ. وفي الوقت نفسه، ظهرت بعض تفاصيل مسودة مذكرة كييف في الصحافة، ونشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، وفي تفاصيلها وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، تحت مراقبة “شركاء دوليين”. تركيا تأمل تحقيق تقدم في المفاوضات من جهتها، أكدت الرئاسة التركية، اليوم الاثنين، أن أنقرة تأمل تحقيق تقدم بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا بعد محادثات إسطنبول المقررة اليوم. وقال متحدث باسم الرئاسة التركية لـ”سبوتنيك” الروسية: “كما سبق للرئيس رجب طيب إردوغان أن صرّح، فإننا نعول على إحراز تقدم في قضية وقف إطلاق النار، وعلى تنسيق المواقف”. وشدد على أن “من المهم مواصلة عملية التفاوض لوقف الحرب”، مؤكداً أن “تركيا مستعدة لبذل كل ما في وسعها في هذا الاتجاه”. وفي هذا السياق، أظهرت وثيقة اطلعت على نسخة منها وكالة “رويترز” للأنباء، أمس الأحد، أنّ “المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في المحادثات سيقدّمون إلى الجانب الروسي خريطة طريق مقترحة للتوصّل إلى تسوية سلمية دائمة للأزمة في أوكرانيا”. يذكر أن الجولة الأولى من المباحثات الروسية الأوكرانية المباشرة عقدت في إسطنبول يوم 16 أيار/مايو الماضي، أسفرت عن توصل الطرفين إلى عدد من التفاهمات، واتفاقهما على عرض رؤيتهما لوقف إطلاق نار محتمل.

مقالات مشابهة

  • مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول ماذا تحقق؟
  • كيف ستؤثر شبكة العنكبوت على مساري الحرب والتفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان خرائط الطريق للسلام في محادثات إسطنبول
  • انتهاء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.. والخارجية التركية: لم تتمخض عنها نتائج سلبية
  • بشكل غير سلبي.. إنتهاء الجولة الثانية من مفاوضات روسيا وأوكرانيا
  • ما فرص نجاح محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا؟
  • انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول
  • جولة جديدة من مفاوضات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول على وقع تصعيد ميداني
  • تصعيد متبادل بين روسيا وأوكرانيا عشية مفاوضات مرتقبة بتركيا
  • اشتراطات متبادلة تعقّد فرص الحل الدبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا