حين يمنح حزب الله الثقة للحكومة.. الخيار الوحيد المطروح حاليا
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
منذ أن خرجت حكومة الرئيس نواف سلام ببيان وزاريّ "خالٍ" من عبارة "المقاومة"، بخلاف الحكومات المتعاقبة طيلة سنوات، بما فيها تلك التي تخلّت عن ذكر "المعادلة الثلاثية" بالحرف، اتجهت الأنظار نحو الموقف الذي يمكن أن يتّخذه الحزب إزاء ذلك، ولو أنّ المؤشّرات أوحت بأنّه لن يعترض، فالبيان أقِرّ من دون "تحفّظ" أيّ من الوزراء المحسوبين على "الثنائي الشيعي"، وبينهم من هو محسوب على "حزب الله" نفسه.
زادت التساؤلات عندما خرج بعض خصوم "حزب الله" الممثَّلين في الحكومة، ليوحوا بأنّ مهمّتها الأساسية ستكون بعنوان "نزع السلاح"، باعتبار أنّ "مهمّته انتهت"، وهو ما ردّده العديد من النواب في الأيام الأخيرة، وقد جاء للمفارقة، منسجمًا مع "حملة" قادها بعض المحسوبين على الحزب، ولو غير المنتمين إليه، أو التابعين له، ممّن تحدّثوا عن تدخّلات خارجية، وتحديدًا أميركيّة، في تفاصيل التفاصيل الحكوميّة.
إلا أنّ "حزب الله" اختار أن يحسم الجدل منذ اللحظة الأولى لجلسة مناقشة البيان الوزاري، إذ لم يكتفِ رئيس كتلته النيابية محمد رعد بمنح الثقة للحكومة، بل أعلن "التعاون معها"، حتى إنّه وصف عناوين البيان الوزاري بـ"الجميلة"، معتبرًا أنّ "المشكلة ليست في النوايا، بل في منهجية العمل والانقسام الوطنيّ"، فهل يمكن القول إنّ الحزب "يناقض" نفسه، طالما أنّه "يثق" بحكومةٍ يقول المقرّبون منه إنّ هدف من يقف وراءها "نزع سلاحه"؟!
هل من تناقض؟
يقول العارفون إن موقف "حزب الله" من الحكومة، يمكن أن يُفهَم في السياق العام، الذي دلّ عليه الأداء السياسي منذ اليوم الأول من انخراط الحزب في "التسوية الرئاسية" التي أوصلت مرشحًا رئاسيًا لم يكن "مفضّلاً" لدى الحزب، ولكن بأصوات نوابه، ومن ثمّ "غضّ الطرف" عمّا اعتبره "خديعة" تعرّض لها في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، حين خرج النائب رعد نفسه بخطاب "صادم" خُلّد في الذاكرة.
مع ذلك، فقد غضّ "حزب الله" سريعًا النظر عن هذه "الخديعة"، مكتفيًا بتسجيل موقف لم يتجاوز مقاطعة الاستشارات النيابية "غير الملزمة أساسًا"، في مجلس النواب، لينفتح بعدها مباشرة على رئيس الحكومة، وفق مبدأ "لا حول ولا قوة" ربما، متلقّفًا بذلك الكلام الإيجابي الذي خرج به رئيس الحكومة عن أنه ليس من أهل الإقصاء والإلغاء، وهو ما اعتُبِر إشارة "حسن نيّة"، استند إليها الحزب، ليعلن بعد ذلك "تفاهمه" مع الرجل على الحصّة الشيعيّة.
ويبدو أنّ الأمر نفسه تكرّر مع البيان الوزاري، حيث تجاوز "حزب الله" الملاحظات التي ساقها المقرّبون منه والمحسوبون عليه على هذا البيان، خصوصًا لجهة خلوّه من عبارة "المقاومة"، علمًا أنّ النائب رعد حاول أن "يقلّل من شأن" هذه النقطة التي أثارت البيئة الحاضنة للحزب، حين قال إنّ عناوين البيان الوزاري "جميلة ورد الكثير منها في بيانات سابقة"، ملمّحًا بذلك إلى أنّ الصياغة هي التي تغيّرت، وليس الجوهر، وهذا هو الأمر الأساسيّ.
موقف "حزب الله"
إزاء ذلك، يقول العارفون بأدبيّات الحزب إنّ الأخير لا يرى "تناقضًا" بين منحه الثقة للحكومة، وثابتة المقاومة التي يتمسّك بها، فهو يعتبر أنّ روحية المقاومة موجودة في البيان الوزاري، بل هو يعتبر أنّ "قمّة التناقض" تتمثّل في عدم إعطاء الحكومة الثقة، فكيف يمكن أن يكون ممثَّلاً في الحكومة، ومشاركًا فيه، ولو بصفة غير مباشرة، ومن ثمّ يتحفّظ عليها، أو يحجب الثقة عنها، علمًا أنّ موقفًا من هذا النوع سيفتح "مواجهة" ليست في مصلحته في الوقت الحالي.
بهذا المعنى، ثمّة من يعتبر أنّ الحزب قد يكون متحفّظًا على بعض الإشكاليّات المرتبطة بالحكومة، منها مثلاً ما يُحكى عن إملاءات خارجية تخضع لها، ويندرج في هذا السياق قرار منع هبوط الطائرات الإيرانية، إلا أنّه يعتبر أنّ الموقف الصحيح يفترض أن يكون "استيعابيًا"، لأنّ اعتراضه، وربما خروجه من الحكومة، سيسمح لبعض الأطراف الممثلة بها، أن "تنقضّ عليه"، وبعضها لا يخفي رغبته في "القضاء عليه"، بصورة أو بأخرى.
وأبعد من ذلك، وربما انطلاقًا منه، يقول العارفون إنّ "كلمة السرّ" في أداء "حزب الله"، وغضّه النظر عن الكثير من التفاصيل، تكمن في أنه "بحاجة" للحكومة، أكثر ممّا هي بحاجة إليه ربما، بل إنّه قد يكون اليوم في أكثر المحطات "حاجة" إلى وجوده في السلطة والحكومة، لمواكبة الكثير من الاستحقاقات الأساسية بالنسبة إليه، ما بعد الحرب الأخيرة على لبنان، بما في ذلك معالجة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، ولكن أيضًا ورشة إعادة الإعمار.
يقول مؤيّدو "حزب الله" إنّ الحكومة الحاليّة ليست "الأفضل" بالتأكيد، في ظلّ الكثير من "الملاحظات" على تركيبتها ورئيسها، إلا أنّهم يؤكّدون في الوقت نفسه، أنّ "التعاون" معها قد يكون "الخيار الوحيد" المطروح في الوقت الحالي، أقلّه بموجب دراسة مقارنة بين المكاسب والخسائر، وهو "تعاون" يبدو منسجمًا شديد الانسجام مع قرار "حزب الله" الركون إلى الدولة، أقلّه ريثما ينهي "ورشته الداخلية" لأخذ دروس الحرب الأخيرة!
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: البیان الوزاری الکثیر من یعتبر أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
حاصباني: على أي أساس تتم صياغة الرد ّعلى ورقة باراك من قبل الرؤساء الثلاثة من دون علم الحكومة؟
كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة "أكس": "حتى الآن لم يتخذ مجلس الوزراء أي قرار بخصوص جدول زمني وخطة لحصر السلاح بيد الدولة. فعلى أي أساس تتم صياغة الرد على ورقة الموفد الأميريكي توم باراك من قبل الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقرار منه، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟ فهل سيمر الرد عبر مجلس الوزراء ام سيتحمل الرؤساء الثلاثة شخصيا مسؤولية تبعاته". مواضيع ذات صلة حاصباني: الرد على المقترح الأميركي يجب أن يكون بالفعل لا بالورق Lebanon 24 حاصباني: الرد على المقترح الأميركي يجب أن يكون بالفعل لا بالورق 06/07/2025 13:07:35 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "الفرصة الأخيرة".. هذا ما طلبه مسؤول في "حزب الله" من بري بشأن الردّ على ورقة باراك Lebanon 24 "الفرصة الأخيرة".. هذا ما طلبه مسؤول في "حزب الله" من بري بشأن الردّ على ورقة باراك 06/07/2025 13:07:35 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان يحضّر رده الرسمي على الورقة الأميركية واتصالات رئاسية قبل وصول باراك Lebanon 24 لبنان يحضّر رده الرسمي على الورقة الأميركية واتصالات رئاسية قبل وصول باراك 06/07/2025 13:07:35 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "ورقة عمل أميركية" حملها باراك للبدء بسياسة "الخطوة - خطوة" Lebanon 24 "ورقة عمل أميركية" حملها باراك للبدء بسياسة "الخطوة - خطوة" 06/07/2025 13:07:35 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "المودعون" يواجهون "المأساة": "نموت يومياً ألف مرّة" Lebanon 24 "المودعون" يواجهون "المأساة": "نموت يومياً ألف مرّة" 05:30 | 2025-07-06 06/07/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الزراعة تضبط مخالفات صيد بحري في طرابلس Lebanon 24 الزراعة تضبط مخالفات صيد بحري في طرابلس 06:02 | 2025-07-06 06/07/2025 06:02:31 Lebanon 24 Lebanon 24 يزبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام Lebanon 24 يزبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام 06:00 | 2025-07-06 06/07/2025 06:00:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة: الأديان لا تدعو إلى العنف ولا تعلم الكراهية والحقد والإلغاء Lebanon 24 عودة: الأديان لا تدعو إلى العنف ولا تعلم الكراهية والحقد والإلغاء 05:52 | 2025-07-06 06/07/2025 05:52:51 Lebanon 24 Lebanon 24 المرتضى: عاشوراء ليست جرحاً بل انتصار Lebanon 24 المرتضى: عاشوراء ليست جرحاً بل انتصار 05:45 | 2025-07-06 06/07/2025 05:45:14 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين! Lebanon 24 مأساة على أوتوستراد بيروت.. الموت يخطف شقيقين! 00:09 | 2025-07-06 06/07/2025 12:09:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ Lebanon 24 "انكسرت الجرة".. هل يجد باسيل حليفا جديدا؟ 10:30 | 2025-07-05 05/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل Lebanon 24 الرحلة الأولى من مرفأ جونية في 23 تموز وحجز التذاكر بدءًا من الأسبوع المقبل 23:21 | 2025-07-05 05/07/2025 11:21:58 Lebanon 24 Lebanon 24 من سوريا.. قرار جديد بشأن لبنان (صور) Lebanon 24 من سوريا.. قرار جديد بشأن لبنان (صور) 15:11 | 2025-07-05 05/07/2025 03:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 في إسرائيل.. هذا ما قيلَ عن استعداد "حزب الله" مناقشة ملف سلاحه Lebanon 24 في إسرائيل.. هذا ما قيلَ عن استعداد "حزب الله" مناقشة ملف سلاحه 12:19 | 2025-07-05 05/07/2025 12:19:06 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:30 | 2025-07-06 "المودعون" يواجهون "المأساة": "نموت يومياً ألف مرّة" 06:02 | 2025-07-06 الزراعة تضبط مخالفات صيد بحري في طرابلس 06:00 | 2025-07-06 يزبك: لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة ويستحيل الاستسلام 05:52 | 2025-07-06 عودة: الأديان لا تدعو إلى العنف ولا تعلم الكراهية والحقد والإلغاء 05:45 | 2025-07-06 المرتضى: عاشوراء ليست جرحاً بل انتصار 05:05 | 2025-07-06 الراعي: عندما تفقد السياسة روح الخدمة تتحوّل إلى صراع المصالح فيديو فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) Lebanon 24 فنانة شهيرة تُثير الجدل بتصريحاتها عن الرجال.. شاهدوا ماذا قالت (فيديو) 04:00 | 2025-07-04 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) Lebanon 24 عمرو دياب يتعاون مع ابنيه جنا وعبد الله في ألبومه الجديد "ابتدينا" (فيديو) 10:11 | 2025-07-03 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) Lebanon 24 "كفاية كده".. إعلامية شهيرة تُعاتب شيرين عبد الوهاب بعد أزمتها في المغرب (فيديو) 03:28 | 2025-07-03 06/07/2025 13:07:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24