مرشح رئاسي في أمريكا يتعهد بقطع التمويل العسكري عن الاحتلال.. ما السبب ؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
قال فيفيك راماسوامي، الذي صعد إلى المركز الثالث في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، إنه سيضع حدا للتمويل العسكري الأمريكي لدولة الاحتلال، رغم أنه يدعم "أمن إسرائيل".
جاء ذلك في حديث لراماسوامي مع حديث لصحيفة "واشنطن فري بيكون"، حيث قال إنه يؤيد "إنهاء التمويل العسكري لإسرائيل في عام 2028 بمجرد انتهاء صلاحية الحزمة الحالية التي أقرها الكونغرس سابقاً".
واعتبر المرشح الرئاسي المحتمل أن المساعدة لن تكون ضرورية، بعد أن ينجح في التفاوض على معاهدات سلام جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي والعرب خلال الفترة الأولى من رئاسته إذا نجح.
وأضاف: "إذا نجحنا، فإن العلامة الحقيقية للنجاح بالنسبة للولايات المتحدة ولإسرائيل، ستكون الوصول إلى عام 2028 حيث تقف إسرائيل بقوة على قدميها، مدمجة في البنية التحتية الاقتصادية والأمنية لبقية الدول".
وتابع: "لن يتطلب الأمر أت يعتمد على نفس المستوى من المساعدة أو الالتزام التاريخي من الولايات المتحدة". وعن خطته لمنطقة الشرق الأوسط، قال راماسوامي إنه يتطلع إلى ما وصفه بـ "اتفاقيات أبراهام 2.0"، وهي توسيع لصفقات عهد ترامب، التي قامت بتطبيع العلاقات بين الاحتلال من جهة والإمارات والبحرين والسودان والمغرب من جهة أخرى.
وقال راماسوامي، الذي يطرح نفسه كمرشح لجيل الألفية الجديدة، إنه سيتوسط في اتفاقات موسعة بين الاحتلال والسعودية وقطر وسلطنة عمان وإندونيسيا، وزعم أنه "يمكن تحقيق ذلك في العام الأول في المنصب".
وتساءل راماسوامي: "لماذا هذا مهم؟"، ليجيب: "هذا يدمج إسرائيل في البنية التحتية الاقتصادية والأمنية لبقية الشرق الأوسط، بطريقة لم تحدث، لأن إسرائيل كانت محتجزة بشكل خاطئ بسبب قضية فلسطين التاريخية المعقدة، من كونها قادرة على الاندماج نفسه".
وقال: "لأن إسرائيل كانت معزولة، فقد تطلب ذلك سنوات من اضطرار الولايات المتحدة للدفاع عن حليفنا الديمقراطي، بما في ذلك في شكل مساعدة عسكرية لإسرائيل".
وجاء حديث المرشح الجمهوري المحتمل، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، الساعي إلى الفوز بفترة رئاسية جديدة، التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الاحتلال والسعودية قبل عقد الانتخابات العام المقبل.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي إن إن) الإخبارية وبثت، الأحد، إن "إسرائيل" والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وقال بايدن في الحديث لبرنامج (جي بي إس) الذي يقدمه فريد زكريا: "ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك (الاتفاق).
لدينا أمور كثيرة لمناقشتها".
وأشار بايدن إلى القرار الذي اتخذته السعودية عشية زيارته للمملكة الصيف الماضي، الذي قضى بفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، ما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات الجوية من "إسرائيل" وإليها.
ونوه أيضا إلى الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار في اليمن بصورة دائمة، وهو الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقال بايدن في المقابلة: "إننا نحرز تقدما في المنطقة. وهذا يعتمد على التصرفات وما هو مطلوب للاعتراف بإسرائيل".
وأضاف: "بصراحة تامة، لا أعتقد أن لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل. وبخصوص ما إذا كنا سنوفر لهم وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، وما إذا كان بإمكاننا تقديم ضمانات لأمنهم، فإنني أعتقد أن هذا بعيد المنال قليلا
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أمريكا و”إسرائيل” ..شر محض مبنى ومعنى
لا شيء يشبه أمريكا أكثر من اسرائيل..ذلك أن إسرائيل هي الابن السفاح لأمريكا.. وفي الثقافة الأنجلوساكسونية التي تستمد روحها من الجذور اليهودية فإن أمريكا هي ( إله العصر) وابنه الوحيد هو اسرائيل…ولا شعب لهذا الإله سوى شعب إسرائيل..وهذا الإله وظيفته رعاية وحماية هذا الابن وإبادة أعدائه وطردهم من أمامه.. وليس له وظيفة أقدس من هذه الوظيفة.. وبها يتبارك الرب ويعلو مجده…..
هكذا هي معتقدات الصهيونية الإنجيلية اللوثرية.. وهذه هي طبيعة العلاقة بينها وبين الصهيونية اليهودية…
وأني لأعجب من أناس يدَّعون الفكر والثقافة ولا يرون هذه الحقيقة.. ويتعامون عنها ولا يزالون يتخبطون ويهرفون في لغة التفريق بين أمريكا واسرائيل….
أمريكا هي اسرائيل الكبرى.. وإسرائيل هي أمريكا الصغرى. هذا على صعيد المبنى والبنية…وأما على صعيد النشأة والآلية والأدوات والأهداف والغايات فهي واحدة استيطاناً واحتلالاً وقتلاً وتهجيراً وإبادة لأصحاب الأرض… وسعيا وراء الهيمنة والاستباحة والنهب والتطويع والقهر…
وعليه ..فإذا قلنا : إسرائيل أم الإرهاب ..فإن أمريكا تكون أم أم الإرهاب…
والحقيقة أن إسرائيل ما كانت لتكون على هذا النحو لولا استمدادها من أمريكا.. ذلك أن إسرائيل ما كانت لتكون أصلا أو لتبقى طوال هذه العقود لولا أمريكا وخيانات الأنظمة العربية الدائرة في فلكها….
أقول هذا والفئة المؤمنة المجاهدة من أبناء الأمة يواجهون هذا الشيطان ذي الرأسين في معركة مفتوحة يراد لها أن تكون مدخلا للعصر الإسرائيلي فضلا عن العصر الأمريكي….
وفي الوقت الذي تخوض فيه الفئة المؤمنة معركة الأمة بشرف ورجولة ..وبإيمان بالله وثقة به سبحانه وبوعده الذي لا يخلف بنصر عباده المؤمنين.. نرى باقي الأمة تعيش حالة الكساح والعجز والذلة والمهانة.. وليس ذلك عن قلة في العدد والعتاد .. وإنما هي الردة عن التكليف والواجب الالهي والانتكاس عن طريق الحياة الحرة الكريمة التي أرادها الله.. وطلبا للسلامة في ظل حياة العبيد والتبعية والولاء لأعداء الأمة ابتغاء عزة متوهمة تظهر فقط في تنمر حكام وأنظمة العرب على شعوبهم.. بينما هم في الواقع ليسوا سوى عبيد لدى أنظمة الكفر والاستكبار….
لقد أثبتت الأيام بأن من كان عدوا حقا لأمريكا فهو حكماً وإلزاماً عدو لإسرائيل وبالعكس فإن من كان عبدا لأمريكا فهو عبد لإسرائيل…فطريق أمريكا يوصل بالضرورة إلى إسرائيل وكذلك طريق إسرائيل يوصل لأمريكا.. فهما رأسا جسر واحد ذي اتجاهين …ولقد رأينا كيف برهن عرب أمريكا على أنهم أيضا عرب إسرائيل ورأيناهم وهم يهرولون على ذات الجسر جيئة وذهابا….
يحدثنا التاريخ كيف أن الأب الأمريكي هرع لنجدة ابنه الإسرائيلي في كل مرة يسقط فيها هذا الابن…
رأينا ذلك في اليوم الأول لحرب 1973 وقد أيقنت إسرائيل بالهزيمة والسقوط على الرغم من كل ما قيل عن تلك الحرب ودهاليزها والتفاهمات التي سبقتها والاتفاقات التي تبعتها…..
وواقعنا الذي نعيش يرينا ويشهدنا كيف هرعت أمريكا لنجدة ربيبتها يوم السابع من أكتوبر 2023 وقد تهاوت وترنحت أمام ضربات المجاهدين المقاومين من أبناء غزة الفلسطينيين في ( طوفان الأقصى ) الذي أنهى آخر ما تبقى من هيبة للكيان اللقيط وأسقط نظرية الردع التي رواها وروَّجها لجيشه…ورأينا كيف تقاطر الأمريكان لمواساة إسرائيل ونجدتها والافتخار بصهيونيتهم ودعمهم اللا محدود لها في حرب الإبادة التي تمارسها منذ أكثر من عشرين شهرا بحق شعب غزة أطفالا ونساءً وشيوخاً.. أرضاً وإنساناً.. على مرأى ومسمع وصمت هذا العالم الظالم….
ومرة ثالثة تتدخل أمريكا لإنقاذ إسرائيل في المواجهة الدائرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران بعد تجربتها في مواجهة اليمن التي أفقدتها هيبتها وأرغمتها على الانسحاب.. هذه المواجهة التي أعادت التوازن لقوى المقاومة وهي بصدد تصحيح معادلة الاشتباك مع هذا العدو المجرم حيث أدخلت كل إسرائيل في الملاجئ تحت القصف.. وأعادت للمستوطنين الغاصبين السؤال الذي يسكن في مراكز وعيهم.. حول صيرورة هذا الكيان.. وما إذا كان قابلا وقادرا على الاستمرار في هذه الأرض.. وإلى متى ؟ بمعنى آخر أيقظت هذه المواجهة وبعثت الشعور اليهودي المزدوج المشتت بين اسرائيليته الطارئة وجنسيته الأصلية.. أي التفكير الجدي بمغادرة الكيان إلى غير رجعة في هجرة جماعية معاكسة.. وهذا ما تنبه له العدو فأغلقوا باب مغادرة إسرائيل عبر المطارات وفتحوا باب العودة فقط مما دفع بالألوف من الصهاينة للهرب عبر البحر إلى قبرص…وبالمناسبة فإن أغلب الهجرات اليهودية في مراحل تأسيس الكيان كانت تأتي عبر البحر.. وها هي بداية عودة التاريخ حيث الهروب والرحيل عن فلسطين …
اجتاحت فكرة نهاية الكيان كل المستوطنين.. والجيش( البقرة المقدسة) بذل سقف وحشيته الأعلى ولكن دون جدوى وهو في نفس الوقت غارق في رمال غزة.. ومرتعد في مواجهة اليمن الذي يحاصره بحرا ويقصفه جوا.. وهكذا تكبر عوامل فناء الكيان وتجتمع في صعيد المواجهة.. والزمن في حروب الاستنزاف الطويلة لا يعمل لصالح الكيان..
وهنا تتدخل أمريكا بشكل مباشر وفج على خط المواجهة ..صحيح أنها لم تغب لحظة عنها ..فكل ما لدى إسرائيل هو من أمريكا.. فالطائرات التي تقصفنا أمريكية.. والصواريخ والقذائف أمريكية.. والدفاعات الجوية أمريكية ..والمعلومات والإحداثيات أمريكية.. وفيتو مجلس الأمن أمريكي….الخ.. ومع هذا تحاول أمريكا أن تتخفى وراء إسرائيل.. أما الآن فلم يعد بالإمكان التخفي لأن الكيان في خطر داهم فظهرت اليد الأمريكية دون تمويه لتنقذ إسرائيل من عجزها وفشلها ورعبها…واليأس من تحقيق أهداف حروبها..
ولكن…هيهات.. فقد شربت إسرائيل كأس سم هزيمتها وزوالها الذي بات يسري في جسدها المثخن.. ويضغط أكثر على معنوياتها المنهارة.. ويحطم ما تبقى لها من مناعة مستوردة…وينسف سرديات الأكذوبة التي أنشئت عليها …..
*كاتب وباحث فلسطيني