الجزيرة:
2025-10-15@09:52:48 GMT

بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبية

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبية

تتبنى الصين نهجًا هجوميًا غير مسبوق يعكس ما وصفته وكالة بلومبيرغ بأنه "لعبٌ على طريقة ترامب"، بعدما ردّت بكين على العقوبات والرسوم الأميركية الأخيرة بسلسلة من الإجراءات الانتقامية شملت فرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، وتهديد شركات شحن كبرى بمزيد من العقوبات، في مؤشر على اشتداد المواجهة التجارية.

تصعيد متبادل وقلق في الأسواق

وتزامنت الإجراءات الصينية مع بدء تطبيق رسوم أميركية جديدة على مجموعة من الواردات الصينية، من الأخشاب إلى الخزائن المنزلية. وأفادت بلومبيرغ بأن بكين "أصابت الأسواق بالذهول" حين أعلنت فرض قيود صارمة على صادرات المعادن النادرة بحيث تشمل حتى الشحنات التي تُرسلها شركات أجنبية إذا احتوت على مكونات صينية.

هذه الخطوة، وفقًا للتقرير، تماثل الإجراءات الأميركية التي فرضتها واشنطن منذ سنوات على صادرات الرقائق المتقدمة، والتي كانت الصين تصفها سابقًا بأنها "تجسيد للهيمنة الأميركية".

قيود الصين تشمل حتى صادرات الشركات الأجنبية المحتوية على مواد صينية (غيتي)

غير أن بكين الآن -كما تقول بلومبيرغ- تتبنى الأسلوب ذاته ضمن ما يبدو أنه "مفاوضة على الطريقة الترامبية".

وقال تينغ لو، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك نومورا: "يبدو أن بكين تستعير بعض تكتيكات ترامب التفاوضية المعروفة، مثل العروض الافتتاحية القصوى، واستغلال نقاط الضعف، وتهديدات الانسحاب الجدية".

مواجهة مفتوحة

من جانبه، وصف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت القيود الصينية بأنها "استهداف مباشر لسلاسل الإمداد الصناعية في العالم الحر"، مضيفًا في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "لقد وجّهت الصين مدفعا نحو قاعدة الصناعة العالمية، ولن نسمح لها بأن تُملينا كيف ندير نظامنا التجاري".

ورغم اللهجة الحادة، نقلت بلومبيرغ عن بيسنت قوله إن الاجتماعات التحضيرية بين الجانبين ستستمر هذا الأسبوع في واشنطن، مشيرًا إلى نيّته لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني قبل اجتماع الرئيسين ترامب وشي في كوريا الجنوبية نهاية الشهر.

 ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.

الأسواق تتقلب بين الذعر والأمل

وتراجعت الأسهم العالمية الجمعة الماضية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، لكنها استعادت بعض خسائرها الاثنين، إثر مؤشرات على "تحضير مسار تهدئة" وفق تعبير بلومبيرغ، واحتمال استمرار اللقاءات بين الرئيسين.

إعلان

غير أن إعلان الصين الثلاثاء عن عقوبات تستهدف وحدات أميركية تابعة لشركة شحن كورية جنوبية أعاد المخاوف ودفع الأسواق للهبوط مجددًا.

الصين تتسلح بالتناظر

وترى بلومبيرغ أن التصعيد الأخير يكشف "كيف باتت الصين تستخدم أدوات ترامب نفسها"، ليس فقط عبر الرسوم المقابلة، بل في بناء أوراق ضغط تفاوضية قبيل اللقاءات الثنائية، حيث تراهن بكين على تنويع صادراتها وتعزيز اعتماد العالم عليها في المعادن الحيوية.

الخلاف التجاري بين أميركا والصين يتجاوز الرسوم إلى معركة النفوذ التكنولوجي (رويترز)

وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، التي أوردها التقرير، أن الصين مسؤولة عن نحو 70% من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة في عام 2024، وهو ما يمنحها ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات تجارية.

سيناريوهات متباينة ومخاطر مفتوحة

وفي مذكرة حديثة، كتب محللو بنك "غولدمان ساكس" أن التطورات الأخيرة "توسّع نطاق الاحتمالات أمام الاقتصاد العالمي"، مع بقاء الاحتمال الأساسي أن "الجانبين سيتراجعان عن أكثر الخطوات تطرفًا".

وأشاروا إلى أن "النهج الصيني الصارم قد يُفضي في النهاية إلى نتيجة إيجابية للأسواق، إذا شمل تخفيضًا جزئيًا للرسوم الأميركية وتخفيفًا لبعض قيود التصدير مقابل تنازلات محدودة من بكين".

لكن التقرير حذر أيضًا من أن غموض مسار المفاوضات "يزيد هشاشة النظام التجاري الدولي"، في وقت تعيد فيه الشركات الكبرى رسم خرائط الإمداد لمواجهة ما وصفته بلومبيرغ بـ"التجزئة الاقتصادية الجديدة".

ويرى محللون أن ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

الصين تحمل أمريكا مسؤولية تصاعد التوتر التجاري

بكين - رويترز

 انتقدت الصين اليوم الأحد الرسوم الجمركية الأمريكية الأحدث التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية، ودافعت عن القيود التي فرضتها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، لكنها لم تقدم على فرض رسوم جديدة على المنتجات الأمريكية.

ورد ترامب يوم الجمعة على قيود التصدير التي فرضتها بكين مؤخرا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100 بالمئة على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب فرض قيود تصدير جديدة على البرمجيات الهامة بحلول الأول من نوفمبر تشرين الثاني.

وأثر التوتر التجاري الجديد على وول ستريت، مما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأثار قلق الشركات الأجنبية المعتمدة على إنتاج الصين من العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة، وربما يعرقل قمة مرتقبة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا الشهر.

وبيان وزارة التجارة الصينية اليوم هو أول رد مباشر من بكين على منشور ترامب المطول على منصة "تروث سوشيال" يوم الجمعة، والذي اتهم فيه بكين بتأجيج التوتر التجاري فجأة بعد التوصل إلى هدنة قبل ستة أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم، مما سمح لهما بتجارة السلع دون معدلات رسوم جمركية مرتفعة للغاية.

وقال ترامب "لقد كانت علاقتنا مع الصين على مدى الأشهر الستة الماضية علاقة جيدة للغاية، مما يجعل هذه الخطوة بشأن التجارة أكثر إثارة للدهشة".

وقالت وزارة التجارة في بيان إن ضوابط التصدير التي فرضتها على المعادن الأرضية النادرة جاءت بعد سلسلة من الإجراءات الأمريكية منذ المحادثات التجارية الثنائية في مدريد الشهر الماضي.

وأشارت بكين إلى إدراج شركات صينية على قائمة سوداء تجارية أمريكية وفرض واشنطن رسوم موانئ على السفن الصينية كأمثلة على ذلك.

وقالت الوزارة "أضرت هذه الإجراءات بشدة بمصالح الصين وقوضت أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية الثنائية. تعارض الصين بشدة هذه الإجراءات".

ولم تربط بكين صراحة بين هذه الإجراءات الأمريكية والقيود التي تفرضها على صادرات المعادن الأرضية النادرة، قائلة إن الدافع وراء هذه القيود هو القلق بشأن التطبيقات العسكرية لهذه المواد في وقت يشهد "نزاعات عسكرية عديدة".

كما أنها امتنعت عن الإعلان عن فرض رسوم مماثلة على الواردات الأمريكية المتجهة إلى الصين، على عكس ما حدث في وقت سابق من العام، عندما رفعت القوتان العظميان الرسوم الجمركية على بعضهما البعض بشكل تدريجي حتى بلغت النسبة الأمريكية 145 بالمئة بينما بلغت النسبة الصينية 125 بالمئة.

وذكرت وزارة التجارة أن "التهديدات المتعمدة بفرض رسوم جمركية مرتفعة ليست الطريقة الصحيحة للتفاهم مع الصين وموقف الصين من الحرب التجارية ثابت، لا نريدها، ولكننا لا نخشاها"، مضيفة أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة إذا لم تصحح الولايات المتحدة مسارها.

وقال محللون إن قرار الصين عدم الرد فورا على القرارات التي بادر ترامب باتخاذها في أحدث جولة من جولات التوتر التجاري ربما يترك الباب مفتوحا أمام البلدين للتفاوض على خفض التصعيد.

وذكر ألفريدو مونتوفار-هيلو، المدير الإداري في شركة الاستشارات الاستراتيجية (جرين بوينت) "من خلال توضيح الأساس المنطقي وراء إجراءاتها المضادة، تحدد بكين أيضا مسارا محتملا للمضي قدما في المفاوضات. الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة".

ولكن شركة هوتونج للأبحاث قالت في مذكرة أمس السبت إنه إذا اختارت بكين عدم الرد على زيادة ترامب للرسوم الجمركية 100 بالمئة، فربما يشير ذلك إلى أن بكين لم تعد تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق طويل الأجل معه، مما يعكس تراجع الثقة في قدرته على كبح المتشددين أو الوفاء بالتعهدات.

ورفضت وزارة التجارة الصينية رواية ترامب بأن الصين تستغل هيمنتها في مجال العناصر الأرضية النادرة المعالجة والمعادن الأرضية النادرة لمهاجمة جميع الدول، وليس الولايات المتحدة فقط.

وقال ترامب يوم الجمعة على تروث سوشيال "تواصلت معنا دول أخرى غاضبة للغاية من هذا العداء التجاري الكبير، الذي ظهر من العدم".

مقالات مشابهة

  • الصين تبدأ تحصيل رسوم موانئ على السفن الأميركية
  • الصين تبدأ فرض رسوم موانئ على السفن الأميركية
  • صادرات الصين إلى أميركا تهبط بنسبة 27% في سبتمبر
  • بعد تهديده بكين بفرض رسوم جمركية هائلة.. ترامب يخفف لهجته: نريد مساعدة الصين لا إلحاق الأذى بها
  • ترامب: أميركا تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها تجاريا
  • بعد رسوم ترامب الجديدة.. بكين تتهم واشنطن بـ"ازدواجية المعايير"
  • الصين تحمل أمريكا مسؤولية تصاعد التوتر التجاري
  • بكين ترد على تهديدات ترامب: لا نريد حرباً تجارية لكننا لا نخافها
  • الصين: لا نريد حربا تجارية مع أميركا لكننا لسنا خائفين منها