نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تكثف جهودها الإنسانية حول العالم خلال رمضان طحنون بن زايد: تطوير التقنيات والحلول المبتكرة

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوات أعضاء مجلس الأمن الدولي لهدنةٍ إنسانيةٍ في السودان، مع حلول شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن الأطراف المتحاربة وحدها القادرة على وضع حدٍ لهذا العنف والمعاناة.

 
وأوضحَتْ الإمارات، في بيان نشرته بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، أنها كانت قد دعت إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، وهي دعوة تم التأكيد عليها من قبل الاتحاد الأفريقي، خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان الذي عقدته دولة الإمارات في الـ 14 من فبراير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. 
وذكرت الإمارات أنها تواصل عملها الوثيق مع الشركاء الأفارقة والإقليميين والدوليين لتقديم المساعدات الإنسانيةِ والتخفيف من المعاناة بكل الطرق المتاحة. 
وحثت الأطراف المتحاربة على الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي من أجل تخفيف المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشددت على أهمية خلق مساحة للحوار الذي يمهد الطريق لوقف إطلاق النار ولعملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة بقيادة مدنية. 
وأكدت الإمارات على دعمها لسلامة أراضي السودان وسيادته وتضامنها الثابت مع الشعب السوداني. 
وشددت على أن الأطراف المتحاربة وحدها هي القادرة على وضع حد لهذا العنف والمعاناة. 
وقالَتْ إنه «من غير المقبول أن يستمر ممثل السودان في الأمم المتحدة بمحاولاته العقيمة لصرف انتباه مجلس الأمن عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها الأطراف المتحاربة، من خلال استمراره في توجيه الادعاءات الباطلة ضدّ دولة الإمارات».
وأكدت الإمارات على موقفها الموثق والذي كان ولا يزال واضحاً وثابتاً منذ اندلاع النزاع، معربةً عن بالغ قلقها إزاء انتهاكات القانون الدولي من قبل الأطراف المتحاربة، ودعتهم إلى الانخراط في محادثات السلام، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.
وذكرت أن احتياجات الشعب السوداني يجب أن تأتي في المقام الأول، وأن يستهل ذلك بهدنة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك.
وفي سياق آخر، حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أمس، من عواقب تعطل توزيع المواد الغذائية والمساعدات الفورية في مخيم «زمزم للنازحين» بالسودان، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يتسبب في موت آلاف العائلات جوعاً في الأسابيع القليلة المقبلة.  وقالت المتحدث باسم البرنامج في السودان ليني كينزلي، إن «البرنامج اضطر إلى تعليق أعماله في مخيم زمزم في شمال دارفور إثر أعمال العنف الأخيرة التي أسفرت عن تدمير السوق المركزي فيه». 
وأضافت كينزلي أن «الوضع في المخيم وصل إلى “مستويات حرجة منذ أشهر حيث تم تأكيد المجاعة في أغسطس الماضي»، مشددةً على ضرورة استئناف عمليات إيصال المساعدات بشكل آمن وسريع وإيقاف القتال فورا وتوفير ضمانات أمنية للمنظمات الإنسانية لضمان الوصول إلى المحتاجين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السودان الإمارات أزمة السودان رمضان شهر رمضان هدنة الاتحاد الأفريقي الشعب السوداني الأطراف المتحاربة

إقرأ أيضاً:

الإمارات و«بريكس».. شراكة استراتيجية لازدهار العالم

أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)

تُجسد عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» التزامها العميق بالعمل متعدد الأطراف، وتبنّيها لنهج الحوار البنّاء الهادف إلى تعزيز التعددية والتشاركية في دعم التنمية والرفاهية والازدهار للشعوب حول العالم.
وتشكل عضوية الإمارات في المجموعة امتداداً لسياسة إماراتية راسخة منذ عقود، تقوم على بناء شراكات استراتيجية مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني، ويدعم استدامته، ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والتطور.
لعبت الشراكات بين الإمارات ودول مجموعة بريكس دوراً محورياً في إبراز المبادرات الإماراتية على الساحة الدولية، لا سيما أن انخراط الدولة في هذا النوع من التعاون يتماشى مع «رؤية نحن الإمارات 2031»، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة الدولة شريكاً استراتيجياً في تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي.  ويسهم انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» في دعم جهودها لبناء علاقات اقتصادية متوازنة، وتعزيز مسيرة نمو اقتصادها المستدام، وترسيخ حضورها في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، من خلال مشاريع ومبادرات مشتركة مع بقية الدول الأعضاء، إلى جانب تعزيز شراكاتها طويلة الأمد مع المؤسسات الدولية، مثل مجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنوك التنموية متعددة الأطراف، بما يعزز التنمية المتوازنة على مستوى العالم.

لاعب فاعل
 أسهمت استضافة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير 2024، في دفع عجلة التعاون الدولي في مجال التجارة،  حيث تمكنت من إدراج القضايا العالمية الملحّة ضمن محاور النقاش، ما انعكس في توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي رسّخت دور الدولة لاعباً فاعلاً في منظومة التجارة العالمية، وعززت قدرتها على الإسهام في النمو الاقتصادي الإقليمي والدولي. وتطمح الإمارات، من خلال عضويتها في مجموعة «بريكس»، إلى إرساء توازن مدروس بين أولويات السياسة العالمية واحتياجات دول الجنوب العالمي، وتحرص على أن تأخذ السياسات الدولية في الاعتبار مصالح ورؤى الدول النامية.
وفي هذا السياق، ستواصل الدولة دعمها لخطاب تنموي بنّاء، يعكس توجهات بنك التنمية الجديد، الذي يُعد أداة محورية ضمن مجموعة «بريكس» في تعزيز أولويات التنمية للاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وتُمثل عضوية الإمارات في «بريكس» فرصة استراتيجية لفتح آفاق اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة مع الدول الأعضاء، تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأمد، وترسّخ مكانتها مركزاً اقتصادياً عالمياً بارز.
من جهتهم، شدد خبراء ومحللون على أن عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» تشكل إضافة نوعية لتعزيز هيكل السلام والأمن المتعدد الأطراف، في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تحديات أمنية متشابكة، مؤكدين أن الدولة، من خلال مشاركاتها الفاعلة في أروقة المجموعة، تواصل تقديم نموذج متوازن للسياسة الخارجية القائمة على دعم السلم والاستقرار والتعددية الدولية.
 وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحضور الفاعل للإمارات داخل «بريكس» يعكس تطور دورها الخارجي من لاعب إقليمي إلى شريك دولي يلعب دوراً مؤثراً في صياغة السياسات العالمية، لا سيما في مجالات وقضايا الأمن الجماعي.
وأكد الخبير الأمني، ياسر أبو عمار، أن انضمام الإمارات إلى «بريكس» منح المجموعة الدولية زخماً إضافياً في ملف الأمن الجماعي، خاصة فيما يتعلق بإعادة صياغة مفاهيم السلام في عالم يشهد تحولات استراتيجية متسارعة، لافتاً إلى أن الدولة تسعى، من خلال بوابة «بريكس»، إلى الدفع نحو تعزيز توازن النظام العالمي، وتقديم نموذج يُعلي من شأن الحوار والمسؤولية الجماعية.
وقال أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تحرص على ترسيخ مفهوم الأمن متعدد الأطراف باعتباره جزءاً من نظام دولي أكثر عدلاً، مستفيدة من خبراتها الدبلوماسية الطويلة في بناء الجسور، وتوفير الأرضيات المشتركة للحوار.وأشار إلى أن الإمارات تتميّز بقدرتها على الجمع بين الواقعية السياسية والنهج التنموي، وهو ما يجعلها طرفاً مقبولاً لدى مختلف القوى الدولية، مما يمنح جهودها في مجال السلام مصداقية عالية بين مجموعة دول الجنوب العالمي، موضحاً أن الدولة تُعد صوتاً داعماً لبناء هيكل أمني عالمي أكثر شمولاً وتعاوناً، ويعكس مصالح دول الجنوب العالمي.

الرؤية الإماراتية 
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الإمارات تُمثل نموذجاً عربياً فاعلاً ومؤثراً داخل «بريكس»، في ظل سعي المجموعة إلى إعادة تشكيل النظام الدولي على أسس أكثر شمولية وتعددية، منوهاً بأن الرؤية الإماراتية في السياسة الخارجية، والتي تقوم على مبادئ احترام السيادة وتعزيز التنمية، وتحقيق التوازن، تنسجم تماماً مع أهداف المجموعة في مجال الأمن الجماعي.
وقال أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تطرح داخل «بريكس» تصورات تتجاوز الحلول التقليدية للنزاعات، من خلال دعم منصات الحوار الإقليمي والدولي، وتعزيز أدوات الوقاية من النزاعات، ومكافحة التطرف، وضمان أمن الفضاء الإلكتروني، وهي كلها تحديات مشتركة تحتاج إلى تعاون متعدّد الأطراف.
وأضاف أن مساهمة الإمارات لا تقتصر على البُعد النظري، بل تمتد إلى مبادرات ملموسة، مثل دعم الجهود الإنسانية في مناطق النزاع، وتقديم مبادرات للوساطة، واحتضانها لمنتديات حوارية تضم أطرافاً متباينة، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بدورها بوصفها وسيطاً موثوقاً.

أخبار ذات صلة الإمارات.. نموذج إقليمي وعالمي في مجال الاستدامة الإمارات.. داعم رئيس للسلام والأمن والتنمية إقليمياً ودولياً

مقالات مشابهة

  • عودة أندية النخبة السودانية للعب على أرضها
  • السودان يتهم الإمارات بمحاولة التأثير على المجتمع الدولي ومنع تضامنه مع الخرطوم
  • فتيات الإمارات يبدعن في الكيمياء العالمية خلال الأولمبياد الدولي 2025 في دبي
  • “عروس”.. عضو مجلس السيادة د. نوارة أبو محمد تشيد بمتانة العلاقات السودانية الكويتية
  • العلاقات السودانية الكويتية.. لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد
  • بن غفير عن مقترح غزة: الحل هو الحرب والتهجير ووقف المساعدات
  • الإمارات و«بريكس».. شراكة استراتيجية لازدهار العالم
  • “الخارجية السودانية” تكشف محاولات دولة الإمارات لعرقلة صدور إدانات دولية ضد الدعم السريع
  • أطراف من "سلام جوبا" تطالب بإشراك الوساطة.. خلافات توزيع السلطة تؤجل اكتمال الحكومة
  • مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (4)