أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)

تُجسد عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» التزامها العميق بالعمل متعدد الأطراف، وتبنّيها لنهج الحوار البنّاء الهادف إلى تعزيز التعددية والتشاركية في دعم التنمية والرفاهية والازدهار للشعوب حول العالم.
وتشكل عضوية الإمارات في المجموعة امتداداً لسياسة إماراتية راسخة منذ عقود، تقوم على بناء شراكات استراتيجية مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني، ويدعم استدامته، ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والتطور.


لعبت الشراكات بين الإمارات ودول مجموعة بريكس دوراً محورياً في إبراز المبادرات الإماراتية على الساحة الدولية، لا سيما أن انخراط الدولة في هذا النوع من التعاون يتماشى مع «رؤية نحن الإمارات 2031»، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة الدولة شريكاً استراتيجياً في تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي.  ويسهم انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» في دعم جهودها لبناء علاقات اقتصادية متوازنة، وتعزيز مسيرة نمو اقتصادها المستدام، وترسيخ حضورها في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، من خلال مشاريع ومبادرات مشتركة مع بقية الدول الأعضاء، إلى جانب تعزيز شراكاتها طويلة الأمد مع المؤسسات الدولية، مثل مجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنوك التنموية متعددة الأطراف، بما يعزز التنمية المتوازنة على مستوى العالم.

لاعب فاعل
 أسهمت استضافة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير 2024، في دفع عجلة التعاون الدولي في مجال التجارة،  حيث تمكنت من إدراج القضايا العالمية الملحّة ضمن محاور النقاش، ما انعكس في توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي رسّخت دور الدولة لاعباً فاعلاً في منظومة التجارة العالمية، وعززت قدرتها على الإسهام في النمو الاقتصادي الإقليمي والدولي. وتطمح الإمارات، من خلال عضويتها في مجموعة «بريكس»، إلى إرساء توازن مدروس بين أولويات السياسة العالمية واحتياجات دول الجنوب العالمي، وتحرص على أن تأخذ السياسات الدولية في الاعتبار مصالح ورؤى الدول النامية.
وفي هذا السياق، ستواصل الدولة دعمها لخطاب تنموي بنّاء، يعكس توجهات بنك التنمية الجديد، الذي يُعد أداة محورية ضمن مجموعة «بريكس» في تعزيز أولويات التنمية للاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وتُمثل عضوية الإمارات في «بريكس» فرصة استراتيجية لفتح آفاق اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة مع الدول الأعضاء، تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأمد، وترسّخ مكانتها مركزاً اقتصادياً عالمياً بارز.
من جهتهم، شدد خبراء ومحللون على أن عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» تشكل إضافة نوعية لتعزيز هيكل السلام والأمن المتعدد الأطراف، في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تحديات أمنية متشابكة، مؤكدين أن الدولة، من خلال مشاركاتها الفاعلة في أروقة المجموعة، تواصل تقديم نموذج متوازن للسياسة الخارجية القائمة على دعم السلم والاستقرار والتعددية الدولية.
 وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحضور الفاعل للإمارات داخل «بريكس» يعكس تطور دورها الخارجي من لاعب إقليمي إلى شريك دولي يلعب دوراً مؤثراً في صياغة السياسات العالمية، لا سيما في مجالات وقضايا الأمن الجماعي.
وأكد الخبير الأمني، ياسر أبو عمار، أن انضمام الإمارات إلى «بريكس» منح المجموعة الدولية زخماً إضافياً في ملف الأمن الجماعي، خاصة فيما يتعلق بإعادة صياغة مفاهيم السلام في عالم يشهد تحولات استراتيجية متسارعة، لافتاً إلى أن الدولة تسعى، من خلال بوابة «بريكس»، إلى الدفع نحو تعزيز توازن النظام العالمي، وتقديم نموذج يُعلي من شأن الحوار والمسؤولية الجماعية.
وقال أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تحرص على ترسيخ مفهوم الأمن متعدد الأطراف باعتباره جزءاً من نظام دولي أكثر عدلاً، مستفيدة من خبراتها الدبلوماسية الطويلة في بناء الجسور، وتوفير الأرضيات المشتركة للحوار.وأشار إلى أن الإمارات تتميّز بقدرتها على الجمع بين الواقعية السياسية والنهج التنموي، وهو ما يجعلها طرفاً مقبولاً لدى مختلف القوى الدولية، مما يمنح جهودها في مجال السلام مصداقية عالية بين مجموعة دول الجنوب العالمي، موضحاً أن الدولة تُعد صوتاً داعماً لبناء هيكل أمني عالمي أكثر شمولاً وتعاوناً، ويعكس مصالح دول الجنوب العالمي.

الرؤية الإماراتية 
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الإمارات تُمثل نموذجاً عربياً فاعلاً ومؤثراً داخل «بريكس»، في ظل سعي المجموعة إلى إعادة تشكيل النظام الدولي على أسس أكثر شمولية وتعددية، منوهاً بأن الرؤية الإماراتية في السياسة الخارجية، والتي تقوم على مبادئ احترام السيادة وتعزيز التنمية، وتحقيق التوازن، تنسجم تماماً مع أهداف المجموعة في مجال الأمن الجماعي.
وقال أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تطرح داخل «بريكس» تصورات تتجاوز الحلول التقليدية للنزاعات، من خلال دعم منصات الحوار الإقليمي والدولي، وتعزيز أدوات الوقاية من النزاعات، ومكافحة التطرف، وضمان أمن الفضاء الإلكتروني، وهي كلها تحديات مشتركة تحتاج إلى تعاون متعدّد الأطراف.
وأضاف أن مساهمة الإمارات لا تقتصر على البُعد النظري، بل تمتد إلى مبادرات ملموسة، مثل دعم الجهود الإنسانية في مناطق النزاع، وتقديم مبادرات للوساطة، واحتضانها لمنتديات حوارية تضم أطرافاً متباينة، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بدورها بوصفها وسيطاً موثوقاً.

أخبار ذات صلة الإمارات.. نموذج إقليمي وعالمي في مجال الاستدامة الإمارات.. داعم رئيس للسلام والأمن والتنمية إقليمياً ودولياً

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البرازيل الإمارات ريو دي جانيرو مجموعة بريكس الاقتصاد الوطني البنك الدولي صندوق النقد الدولي منظمة التجارة العالمية الإمارات فی فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

البرازيل تفتتح قمة بريكس في ريو دي جانيرو

يجتمع قادة مجموعة بريكس لاقتصادات الأسواق الناشئة الكبرى في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية اليوم الأحد، لعقد قمة تستمر يومين. واشتق اختصار بريكس من الأحرف الأولى للدول الأعضاء المؤسسة.وتعتزم القمة، التي ترأسها البرازيل، معالجة قضايا السياسة الصحية، والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ. ولكن للمرة الأولى، يغيب الرئيس الصيني شي جين بينج، حيث أرسل رئيس الوزراء لي تشيانج مكانه. تمثل دول بريكس  حوالي 5ر48 % من سكان العالم، 36% من مساحة اليابسة العالمية، و24% من الناتج الاقتصادي العالمي.

أخبار ذات صلة الإمارات و«بريكس».. شراكة استراتيجية لازدهار العالم الإمارات.. نموذج إقليمي وعالمي في مجال الاستدامة المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • البرازيل تفتتح قمة بريكس في ريو دي جانيرو
  • الزيودي: الإمارات تواصل توسيع شراكاتها مع «بريكس»
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثالث لشيربا ونواب شيربا مجموعة «بريكس»
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الثالث لـ«شيربا مجموعة بريكس»
  • الإمارات تستضيف «حوار شباب بريكس» في ريو دي جانيرو بالبرازيل
  • الإمارات تستضيف حوار شباب بريكس في البرازيل
  • روسيا تعلن دعمها إنشاء صندوق ضمان لتعزيز استثمارات مجموعة “بريكس”
  • خالد بن محمد بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى قمة «بريكس» في البرازيل
  • نيابة عن رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يرأس وفد الدولة إلى القمة الـ17 لقادة دول مجموعة «بريكس»