الإمارات و«بريكس».. شراكة استراتيجية لازدهار العالم
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)
تُجسد عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» التزامها العميق بالعمل متعدد الأطراف، وتبنّيها لنهج الحوار البنّاء الهادف إلى تعزيز التعددية والتشاركية في دعم التنمية والرفاهية والازدهار للشعوب حول العالم.
وتشكل عضوية الإمارات في المجموعة امتداداً لسياسة إماراتية راسخة منذ عقود، تقوم على بناء شراكات استراتيجية مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، بما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني، ويدعم استدامته، ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والتطور.
لعبت الشراكات بين الإمارات ودول مجموعة بريكس دوراً محورياً في إبراز المبادرات الإماراتية على الساحة الدولية، لا سيما أن انخراط الدولة في هذا النوع من التعاون يتماشى مع «رؤية نحن الإمارات 2031»، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة الدولة شريكاً استراتيجياً في تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي. ويسهم انضمام الإمارات إلى مجموعة «بريكس» في دعم جهودها لبناء علاقات اقتصادية متوازنة، وتعزيز مسيرة نمو اقتصادها المستدام، وترسيخ حضورها في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، من خلال مشاريع ومبادرات مشتركة مع بقية الدول الأعضاء، إلى جانب تعزيز شراكاتها طويلة الأمد مع المؤسسات الدولية، مثل مجموعة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنوك التنموية متعددة الأطراف، بما يعزز التنمية المتوازنة على مستوى العالم.
لاعب فاعل
أسهمت استضافة الإمارات المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير 2024، في دفع عجلة التعاون الدولي في مجال التجارة، حيث تمكنت من إدراج القضايا العالمية الملحّة ضمن محاور النقاش، ما انعكس في توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي رسّخت دور الدولة لاعباً فاعلاً في منظومة التجارة العالمية، وعززت قدرتها على الإسهام في النمو الاقتصادي الإقليمي والدولي. وتطمح الإمارات، من خلال عضويتها في مجموعة «بريكس»، إلى إرساء توازن مدروس بين أولويات السياسة العالمية واحتياجات دول الجنوب العالمي، وتحرص على أن تأخذ السياسات الدولية في الاعتبار مصالح ورؤى الدول النامية.
وفي هذا السياق، ستواصل الدولة دعمها لخطاب تنموي بنّاء، يعكس توجهات بنك التنمية الجديد، الذي يُعد أداة محورية ضمن مجموعة «بريكس» في تعزيز أولويات التنمية للاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وتُمثل عضوية الإمارات في «بريكس» فرصة استراتيجية لفتح آفاق اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة مع الدول الأعضاء، تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام طويل الأمد، وترسّخ مكانتها مركزاً اقتصادياً عالمياً بارز.
من جهتهم، شدد خبراء ومحللون على أن عضوية دولة الإمارات في مجموعة «بريكس» تشكل إضافة نوعية لتعزيز هيكل السلام والأمن المتعدد الأطراف، في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تحديات أمنية متشابكة، مؤكدين أن الدولة، من خلال مشاركاتها الفاعلة في أروقة المجموعة، تواصل تقديم نموذج متوازن للسياسة الخارجية القائمة على دعم السلم والاستقرار والتعددية الدولية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الحضور الفاعل للإمارات داخل «بريكس» يعكس تطور دورها الخارجي من لاعب إقليمي إلى شريك دولي يلعب دوراً مؤثراً في صياغة السياسات العالمية، لا سيما في مجالات وقضايا الأمن الجماعي.
وأكد الخبير الأمني، ياسر أبو عمار، أن انضمام الإمارات إلى «بريكس» منح المجموعة الدولية زخماً إضافياً في ملف الأمن الجماعي، خاصة فيما يتعلق بإعادة صياغة مفاهيم السلام في عالم يشهد تحولات استراتيجية متسارعة، لافتاً إلى أن الدولة تسعى، من خلال بوابة «بريكس»، إلى الدفع نحو تعزيز توازن النظام العالمي، وتقديم نموذج يُعلي من شأن الحوار والمسؤولية الجماعية.
وقال أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تحرص على ترسيخ مفهوم الأمن متعدد الأطراف باعتباره جزءاً من نظام دولي أكثر عدلاً، مستفيدة من خبراتها الدبلوماسية الطويلة في بناء الجسور، وتوفير الأرضيات المشتركة للحوار.وأشار إلى أن الإمارات تتميّز بقدرتها على الجمع بين الواقعية السياسية والنهج التنموي، وهو ما يجعلها طرفاً مقبولاً لدى مختلف القوى الدولية، مما يمنح جهودها في مجال السلام مصداقية عالية بين مجموعة دول الجنوب العالمي، موضحاً أن الدولة تُعد صوتاً داعماً لبناء هيكل أمني عالمي أكثر شمولاً وتعاوناً، ويعكس مصالح دول الجنوب العالمي.
الرؤية الإماراتية
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الإمارات تُمثل نموذجاً عربياً فاعلاً ومؤثراً داخل «بريكس»، في ظل سعي المجموعة إلى إعادة تشكيل النظام الدولي على أسس أكثر شمولية وتعددية، منوهاً بأن الرؤية الإماراتية في السياسة الخارجية، والتي تقوم على مبادئ احترام السيادة وتعزيز التنمية، وتحقيق التوازن، تنسجم تماماً مع أهداف المجموعة في مجال الأمن الجماعي.
وقال أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات تطرح داخل «بريكس» تصورات تتجاوز الحلول التقليدية للنزاعات، من خلال دعم منصات الحوار الإقليمي والدولي، وتعزيز أدوات الوقاية من النزاعات، ومكافحة التطرف، وضمان أمن الفضاء الإلكتروني، وهي كلها تحديات مشتركة تحتاج إلى تعاون متعدّد الأطراف.
وأضاف أن مساهمة الإمارات لا تقتصر على البُعد النظري، بل تمتد إلى مبادرات ملموسة، مثل دعم الجهود الإنسانية في مناطق النزاع، وتقديم مبادرات للوساطة، واحتضانها لمنتديات حوارية تضم أطرافاً متباينة، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بدورها بوصفها وسيطاً موثوقاً. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرازيل الإمارات ريو دي جانيرو مجموعة بريكس الاقتصاد الوطني البنك الدولي صندوق النقد الدولي منظمة التجارة العالمية الإمارات فی فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعلن عن شراكة استراتيجية للارتقاء بصناعة الرسوم المتحركة .. تفاصيل
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن إطلاق شراكة استراتيجية واسعة مع مدينة الرسوم المتحرّكة والصناعات الإبداعية الفرنسية (CITIA)، المنظمة لمهرجان آنسي، في خطوة تهدف إلى دفع صناعة الرسوم المتحركة في المملكة إلى مستوى عالمي وتعزيز حضورها في الأسواق الدولية.
هاري ستايلز يخوض معركة قانونية بملايين الدولارات لوقف استغلال اسمه تجاريًا إصابة تجبر يسرا اللوزي على الانسحاب من عرض المورستان.. الليلة عرض فيلم "محفوظ وهي" اليوم على شاشة الوثائقية العاشرة مساءً دور غامض يجعل كريم قاسم يعيد حساباته قبل الانضمام لـ فيلم "القصص" مهرجان البحر الأحمر يختتم دورته الخامسة.. الليلة عملية تجميل واحدة تغير نظرة جينيفر لوبيز لنفسها وتدفعها نحو إجراء سلسلة عمليات في عام 2026 ابتعاد المخرج جمال عبد الحميد عن العمل 13 عامًا يدخل حياته في أزمة نفسية.. زوجته تكشف التفاصيل التركي باريش أردوتش يكشف إعجابه الكبير بشيرين عبد الوهاب جائزة عمر الشريف تُمنح لـ هند صبري في مهرجان البحر الأحمر السينمائي اختناق فني.. حمزة العيلي يساند أحمد رفعت بعد كشف أسباب ابتعاده عن الساحة الفنية
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية، التي تستمر لمدة ثلاث سنوات في إطار مذكرة تفاهم وُقّعت في جدة بتاريخ 9 ديسمبر بين فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، وميكايل مارين الرئيس التنفيذي لمدينة الرسوم المتحرّكة ومهرجان آنسي الدولي والسوق الدولية لأفلام الرسوم المتحرّكة، إلى تعزيز التعاون العالمي وتنمية المواهب وتطوير الصناعة في المملكة مع تعزيز التبادل الثقافي مع فرنسا.
وتسهم هذه الشراكة في إتاحة فرصة لصنّاع الرسوم المتحركة في المملكة للمشاركة في السوق الدولية لأفلام الرسوم المتحرّكة، وهو حدث رئيسي يُنظم على هامش مهرجان آنسي ويهدف إلى بناء شبكات تواصل واسعة وتبادل الخبرات.
وفي إطار الشراكة، سيقدّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي فقرة سنوية تضم أفضل الأعمال من مهرجان آنسي، تُعرض في ميدان الثقافة بجدة التاريخية، وتشمل عروض أفلام في الهواء الطلق وورشًا للأطفال وبرامج ترفيهية للعائلات.
كما تتيح الاتفاقية فرصًا لعرض أفلام الرسوم المتحركة السعودية القصيرة والطويلة ضمن مهرجان آنسي، إلى جانب مناقشة إمكانية إنشاء برنامج متخصص للرسوم المتحركة خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
وسيبدأ ابتداءً من عام 2026 تشكيل لجنة مخصصة لصناعة الرسوم المتحركة داخل سوق البحر الأحمر، فيما سيثمر التعاون بين معامل البحر الأحمر ومنظومة التطوير المهني التابعة لمدينة الرسوم المتحركة عن ورش تدريب وجلسات مع خبراء وبرامج توجيه وتبادل للطلاب والمواهب الشابة.
كما سيبحث مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومهرجان آنسي فرص إطلاق برامج مشتركة لتنمية المواهب والإنتاج المشترك وتسهيل الوصول للأسواق العالمية.
وسيشارك وفد من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في مهرجان آنسي، بالشراكة مع هيئة الأفلام السعودية.
وفي معرض التعليق على الإعلان، قال فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي للمؤسسة: "تسهم هذه الشراكة عبر تنوع برامجها ومبادراتها في توفير فرص استثنائية لصناعة الرسوم المتحركة محليًا وعالميًا، وترسخ مكانة جدة ومهرجان آنسي كوجهتين رائدتين على مستوى العالم."
تجدر الإشارة إلى أن الشراكة الممتدة لثلاث سنوات والقابلة للتجديد تفتح آفاقًا واسعة للتعاون في قطاع الرسوم المتحركة، وتدعم تنمية المواهب والتدريب المهني وتوفر فرصًا واعدة للمبدعين في المملكة والعالم.