أطراف من "سلام جوبا" تطالب بإشراك الوساطة.. خلافات توزيع السلطة تؤجل اكتمال الحكومة
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
في ظل انسداد أفق التوافق بين مكونات اتفاق جوبا للسلام، دفعت أربعة من الكيانات الموقعة على الاتفاق بمذكرة رسمية إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تطالب فيها بضرورة تدخل لجنة الوساطة الجنوب سودانية لحسم ما وصفته بـ "الانحراف" في تنفيذ الاتفاق، خاصة في ما يتصل بمبدأ تقاسم السلطة المنصوص عليه في مسار القضايا القومية.
وتُعد هذه المذكرة أحدث تطور في الأزمة المتفاقمة بين أطراف السلام، ما يهدد بإرجاء إعلان التشكيل الوزاري الجديد، وسط تزايد الضغوط على القيادة السودانية للالتزام بمقتضيات اتفاق جوبا الموقع في أكتوبر 2020.
مضمون المذكرة: تنفيذ غير انتقائيوبحسب معلومات حصلت عليها صحيفة، فإن المذكرة شددت على ضرورة تنفيذ اتفاق جوبا بكافة بنوده دون انتقائية أو تعديل أحادي، لا سيما المادة الخاصة بمسار القضايا القومية، التي نصت صراحة على أن يمثل هذا المسار 25% من كل مستويات السلطة الانتقالية، بما فيها مجلسا السيادة والوزراء.
الأطراف الموقعةوقد وقعت على المذكرة أربع مجموعات مشاركة في اتفاق السلام، وهي:
كيان الشمال السوداني بقيادة محمد سيد أحمد "الجلاد"
حركة جيش تحرير السودان – المجلس القيادي بقيادة علي حامد شاكوش
حركة تحرير كوش بقيادة أسامة دهب
الجبهة الثالثة "تمازج" بقيادة عكاشة سليمان
وتتهم هذه المجموعات شركاءها من الحركات الكبيرة، وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح مناوي، والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية)، ومجلس شركاء السلام الانتقالي، بمحاولة السيطرة على مكاسب الاتفاق وتهميش الأطراف الأخرى، ما يتعارض – حسب المذكرة – مع نصوص الاتفاق وروحه التشاركية.
حكومة إدريس.. في الانتظار
وبينما يترقّب السودانيون الإعلان الرسمي عن التشكيل الوزاري، أكدت مصادر مطلعة لـالطابية أن رئيس الوزراء كامل إدريس يتريث في المضي قُدمًا في إعلان حكومته، مفضلًا انتظار معالجة الخلاف بين موقعي جوبا.
وقالت المصادر إن إدريس قد يتجه إلى ترك بعض الحقائب شاغرة إلى حين التوافق النهائي، وهو خيارٌ قد يُرضي جميع الأطراف دون التورط في انحياز ظاهر لأي طرف.
دور الوساطة.. ومصير الاتفاقويرى مراقبون أن استدعاء الوساطة الجنوبية، بقيادة المستشار توت قلواك، سيعيد النقاش إلى منصة التفاوض الأولى، وهو ما قد يعيد ضبط بوصلة التنفيذ، خصوصًا بعد التباطؤ الذي صاحب تطبيق عدد من بنود الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة.
ورغم ذلك، يظل السؤال المطروح: هل ستقبل الأطراف النافذة بإعادة التفاوض حول ما تعتبره "مكاسب سياسية مستحقة"؟ أم أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الاستقطاب داخل معسكر السلام نفسه؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جوبا اتفاق جوبا للسلام عبد الفتاح البرهان البرهان السودان
إقرأ أيضاً:
ظلال الإبادة في غزة تثير جدلا بشأن دور أميركا في صناعة السلام بأفريقيا
يأتي ذلك في ظل سعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترسيخ سمعتها كصانعة سلام عالمي من خلال إنجازات دبلوماسية متتالية، وكان آخرها اتفاق السلام الذي أشرفت عليه وبوساطة قطرية بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية، مما يثير تساؤلات بشأن التناقض بين دورها في أفريقيا ومواقفها من الصراع في الشرق الأوسط.
وسلطت حلقة (2025/7/3) من برنامج "من واشنطن" الضوء على أوجه الشبه والاختلاف بين الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينيات القرن الماضي وما يحدث حاليا في قطاع غزة، حيث تدعم واشنطن إسرائيل علانية، ليس بالمواقف السياسية فحسب، بل وبالسلاح والمال.
الناشط في مجال حقوق الإنسان والناجي من الإبادة الجماعية في رواندا كلود جاتي بوكي رسم في حديثه لـ"من واشنطن" مقارنات صادمة بين المأساتين.
وأكد بوكي أن ما يجري اليوم في غزة مشابه بشكل كبير لما حدث في رواندا، مشيرا إلى القتل العشوائي للناس في غزة والنية الواضحة "لمحو جميع الموجودين هناك أو جزء كبير منهم".
وأوضح أن أوجه الشبه بين الحالتين تشمل عدم وجود رحمة حتى تجاه الأطفال ولا للمصابين والمستشفيات وأماكن العبادة، مؤكدا أن هذه الأمور حدثت في رواندا أيضا.
ولفت الناشط الرواندي إلى تشابه موقف المجتمع الدولي في الحالتين، واصفا إياه بـ"التواطؤ الكامل في الأعمال الوحشية، إما بالصمت أو بتسليح المعتدين".
وانتقد الدعم الأميركي لإسرائيل، مشيرا إلى أن أموال الضرائب تذهب إلى إسرائيل لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
وكان ترامب قد وقّع قبل أيام على اتفاقية سلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في البيت الأبيض، منهيا بذلك حربا استمرت نحو 30 عاما وأزهقت ملايين الأرواح في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا.
وجاءت هذه الخطوة في إطار جهود دبلوماسية متسارعة تهدف إلى ترسيخ سمعة الإدارة الأميركية الجديدة كصانعة سلام عالمي.
إعلانواعتبر ترامب خلال مراسم التوقيع أن هذا الاتفاق يمثل "انتصارا مجيدا لقضية السلام"، مشيرا إلى أن الحرب التي وصفها بأنها "الأكبر على الكوكب منذ الحرب العالمية الثانية" قد قتلت 6 ملايين شخص على الأقل.
وتابع "اليوم ينتهي العنف والدمار، وتبدأ المنطقة بأكملها فصلا جديدا من الأمل والفرص والوئام والازدهار والسلام".
وفي ظل الاختلاف بالموقف الأميركي بين الحالتين في رواندا وغزة أثيرت تساؤلات بشأن التوصيف الحقيقي للإدارة الأميركية الحالية، هل هي صانعة سلام فعل، أم أن الأمر يختلف عندما يكون أحد طرفي الصراع أبرز حليف لها بالعالم.
ومن وجهة نظر المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو فإن ترامب "رئيس يسعى إلى السلام".
لكن هذا التوصيف لا يروق للخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام، فترامب شارك في حرب ضد إيران بدون أن يكون هناك عدوان إيراني على الولايات المتحدة، واصفا ذلك بأنه "جريمة عدوان" وفقا للقانون الدولي.
كما أن الولايات المتحدة جزء من حرب غزة منذ اليوم الأول إلى الآن من خلال التسليح والأموال والاستخبارات والطائرات.
لذلك، فإن الامتحان الحقيقي لترامب -بحسب صيام- سيكون في قدرته على إحلال السلام العادل والدائم الذي يعيد إلى الفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيقاف الحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن هذا هو المعيار الحقيقي لتقييم إدارة ترامب كإدارة سلام.
الدور القطري
بدوره، تحدّث وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي عن الدور الذي لعبته بلاده في التوصل إلى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، حيث عقدت جولات من المباحثات في الدوحة بعد اجتماع ثلاثي ضم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسي رواندا بول كاغامي والكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي في مارس/آذار الماضي.
وأشار الوزير القطري إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد أيام قليلة من نجاح الوساطة القطرية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدا أن "النجاح يولّد نجاحات أخرى".
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تطبيق هذا النموذج على ملف غزة، مشددا على أن "وقف الحرب العدوانية على أشقائنا في غزة يتربع على رأس أولويات الدبلوماسية القطرية".
3/7/2025-|آخر تحديث: 22:31 (توقيت مكة)