نشرت مجلة إيكونوميست البريطانية تقريرا عن شخصية ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط وعلاقته بالرئيس، ووصفته بأنه يجسد نظرة ترامب العالمية للمعاملات.

وقد التقى ترامب ويتكوف لأول مرة عام 1986 في مطعم للمأكولات الجاهزة في مانهاتن الساعة الثالثة صباحا، بعد ساعات طويلة في عمل الصفقات الذي لا يتوقف.

كانا جائعين لذلك توقفا عن العمل وأتيا لتناول شيء من الطعام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توماس فريدمان: كمين ترامب لزيلينسكي لم يفعله أي رئيس أميركي من قبلlist 2 of 2موقع إيطالي: الضفة الغربية سجن بلا جدران وقمع بلا حدودend of list

وانعقدت صداقتهما على شطائر من لحم الخنزير والجبن، وألقت صداقتهما في دوامة الجغرافيا السياسية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عينه ترامب مبعوثا إلى الشرق الأوسط. وعندما كان رد فعل أحد أعضاء مجلس الشيوخ مفاجئا قائلا إن ويتكوف ليس لديه أي خبرة دبلوماسية سابقة، رد ترامب "حسنا، لقد اُعطيت فرصة المحاولة لملايين الناس، دعونا نختار رجلا لطيفا وذكيا".

احتضن الوظيفة

واحتضن ويتكوف، الذي لا يزال مليئا بالحيوية، الوظيفة. وفي غضون أسابيع قليلة، أوصلته دبلوماسيته إلى الدوحة وغزة، والقدس وموسكو والرياض.

وكان أول عمل لويتكوف، قبل تنصيب رئيسه، هو التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. عندما أخبر مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيصل إلى إسرائيل السبت لإجراء محادثات، قالوا إن نتنياهو لا يكون متاحا أيام السبت إلا بعد غروب الشمس. وأجاب ويتكوف بأن ذلك ليس جيدا، وهو أيضا يهودي. واضطر نتنياهو، وتم الاتفاق على هدنة. وقال بريت ماكغورك، الذي عمل على الصفقة لإدارة بايدن المنتهية ولايته، إنه وويتكوف طورا "شراكة وثيقة، وحتى صداقة".

إعلان

وأصبح وقف إطلاق النار في متناول اليد. وبعد ذلك وسّع ويتكوف مجال مهامه. ففي فبراير/شباط المنصرم سافر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتأمين إطلاق مارك فوغل، وهو سجين أميركي محتجز هناك. والتقى الرئيس الروسي لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، ووصف ويتكوف ذلك اللقاء بأنه لـ"بناء للثقة". وكان من اللافت غياب كيث كيلوغ مبعوث ترامب إلى أوكرانيا. وبالعودة إلى البيت الأبيض، أشاد فوغل بما يتصف به ويتكوف من روح عملية.

لديه الدهاء لصناعة الصفقات

وتقول الصحيفة إن الدبلوماسيين الذين ليست لديهم المعرفة الواسعة والعميقة بقضية ما ولا الخبرة الطويلة الكافية للتعامل مع القادة الأجانب ومسائل الأمن القومي، يميلون إلى التدرب على ذلك. وويتكوف ليس لديه أي من ذلك. مثل رئيسه، هو مطور عقارات وملياردير يمارس مهنته في مدينة نيويورك وجنوب فلوريدا، لكن لديه ما يهم في البيت الأبيض: دهاء صانع الصفقات، والميل إلى الإطراء والثروة. وأنفق ويتكوف ما يقرب من مليوني دولار للمساعدة في انتخاب ترامب. وسمى حفيده على اسم الرئيس. وابنه زاك هو المؤسس المشارك لمنصة العملة المشفرة لترامب (وورلد ليبرتي فايننشال).

ولدى ويتكوف أيضا ثقة بترامب. وقد رأيا بعضهما البعض يخسران، وأحيانا كل شيء. وعندما توفي أحد أبناء ويتكوف بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية، حزن ترامب بجانبه. وكان ويتكوف إلى جانب ترامب عندما حاول رجل اغتياله في ملعب الغولف.

وتنبع علاقتهما من حقيقة أن كليهما من المنافسين من خارج دوائر السياسة والسلطة، الذين بدؤوا أعمالهم في عقارات السوق المنخفضة، ثم مشاريع مانهاتن الفاخرة.

ودود وثاقب الرؤية

ويعود نجاح ويتكوف لشخصيته الودودة ورؤيته الثاقبة. وكان يقول عندما يفقد الآخرون ثقتهم في سوق تطوير العقارات إن المطور الجيد حذر وحكيم، ولكنه مؤمن أيضا. وفي الآونة الأخيرة، تضمنت إمبراطوريته العقارية فندق بارك لين في سنترال بارك ساوث، المعروف باسم صف الملياردير. وفي عام 2023، باع تلك التحفة لصندوق سيادي لدولة أجنبية مقابل 623 مليون دولار.

إعلان

وعادة ما تعتبر مثل هذه المعاملات مع حكومات أجنبية تضاربا للمصالح لا يؤهل لأي وظيفة دبلوماسية. أما بالنسبة لترامب، فإن ويتكوف هو أحد الأصول. وما يعنيه هذا بالنسبة للغزيين والأوكرانيين لا يبدو جيدا. فقبل المشادة الحادة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض أمس، بدا أن أوكرانيا ستسلم أجزاء كبيرة من ثروتها المعدنية إلى واشنطن. وفي الوقت نفسه، يتطلع ترامب إلى غزة بعين المطور العقاري، ويبدو أن اقتراحه بنقل سكان غزة بالكامل كان مستوحى جزئيا من ويتكوف الذي أخبره أن المنطقة غير صالحة للسكن.

وختمت إيكونوميست تقريرها قائلة إن الوقت القصير الذي أمضاه ويتكوف في الإشراف على حقيبة إسرائيل غزة يجسد الإمكانات والمخاطر في تعيينه، مضيفة أن الطاقة والتفكير الجديد يجب أن تكون في متناول اليد للمشاكل التي تبدو مستعصية على الحل. لقد حقق بالفعل نجاحات. ولكن على المدى الطويل، من المرجح أن تُضعِف دبلوماسية المعاملات التي تتبعها إدارة ترامب المصالح الأميركية أكثر من تعزيزها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات

إقرأ أيضاً:

ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟

نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، ناقشت فيه، ما وصفته بـ"سيناريو تعيين دونالد ترامب، لرئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي "الفيدرالي الأمريكي" في حال تمكن من إقالة جيروم باول، رغم أن ذلك غير قانوني ما لم يثبت وجود سبب مشروع".

وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "إقالة دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، تُعد خطوة معقدة قانونيًا، ولا يمكن تنفيذها إلا بوجود سبب مشروع، ما دفع ترامب للتفكير في توجيه تهمة احتيال كغطاء قانوني محتمل".

وأضافت: "رغم ما قد تسببه مثل هذه الخطوة من اضطراب واسع في الأسواق المالية"، مبرزة أنّ: "صلاحيات رئيس الاحتياطي الفيدرالي تستند إلى أعراف توافقية بين مجلس المحافظين واللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، أكثر من اعتمادها على القانون". 

وأوضحت: "تضم اللجنة أعضاء مجلس المحافظين ورئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وأربعة رؤساء بنوك إقليمية بالتناوب، وغالبًا ما تصدر قراراتها بالإجماع، ما يعكس تقليدًا باتباع القيادة".

"إذا استمر هذا النمط من السلوك، واستطاع الرئيس الجديد المعيَّن من قبل ترامب (والأرجح أنه سيكون رجلًا) أن يحشد أصوات مجلس المحافظين، فسيكون بيده مجموعة من الصلاحيات المهمة" بحسب التقرير نفسه.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "رئيس الاحتياطي الفيدرالي المُعيَّن من قِبل ترامب سيتمكن من تحديد سعر الفائدة على الاحتياطيات ومتطلبات الاحتياطي، وهي أدوات رئيسية في توجيه السياسة النقدية. ورغم أن تحديد هذه الأسعار عادةً ما يتم بناءً على قرارات لجنة السوق المفتوحة، إلا أن مجلس المحافظين يمتلك الصلاحية القانونية لوضعها، ما يمنح الرئيس الجديد نفوذًا فعليًا على السياسة النقدية".

وأضافت أنه: "سيكون بوسع الرئيس المعيّن تعيين المستشار القانوني العام للاحتياطي الفيدرالي، وهو الشخص المسؤول عن إبلاغ مجلس المحافظين بما يمكنهم فعله قانونيًا وما لا يمكنهم فعله. وقد تؤدي مرونة هذا المستشار في تأويل القوانين وتوسيع حدودها التقليدية إلى تمكين رئيس فيدرالي متشدد من استخدام صلاحيات واسعة وغير مسبوقة".

إلى ذلك، تابعت  أنّ: "الرئيس المعيّن من قِبل ترامب يمكنه مراجعة تعيين رؤساء البنوك الفيدرالية الإقليمية، ما يتيح له تعزيز نفوذه داخل لجنة السوق المفتوحة وضمان تمرير سياسات نقدية غير تقليدية، مثل طباعة الأموال لتمويل مشاريع كبرى، شرط تأمين الأصوات اللازمة".


وذكرت الصحيفة أنّ: "رئيس الاحتياطي الفيدرالي المعيَّن من قبل ترامب، إذا استطاع التحكم في أصوات لجنة السوق المفتوحة، فبإمكانه تحديد الدول المخوّلة باستخدام خطوط المبادلة وشروط الوصول إليها"؛ فيما اعتبرت الصحيفة أنّ: "هذه الخطوط تُشكّل شريان الحياة للنظام المالي العالمي بأكمله"، مشيرة إلى: "صعوبة تخيّل أداة ضغط أكبر من ذلك بيد الإدارة الأمريكية".

وأفادت الصحيفة أنّ: "السؤال المحوري هو ما إذا كان رئيس يعينه ترامب سيتمكن من حشد أصوات مجلس المحافظين لتمرير سياساته. ويُرجّح أن المجلس الحالي لن يتعاون معه، إذ إن خمسة من أعضائه عُيّنوا من قبل بايدن أو أوباما ويملكون فترات ولاية طويلة، ما قد يعيق تنفيذ أجندة ترامب النقدية ما لم يُبدّل تركيبة المجلس بالكامل".

واختتمت الصحيفة، تقريرها، بالتحذير من أنّ: "إقالة ترامب لرئيس الفيدرالي قد تمهد لإقالة باقي أعضاء مجلس المحافظين واستبدالهم بموالين، ما يمنحه نفوذًا واسعًا لطباعة الأموال أو تعطيل خطوط المبادلة النقدية، ما يهدد النظام المالي العالمي. ورأت أن الكونغرس قد يكون العقبة الوحيدة أمام هذا التوسع في السلطة، لكنها لم تُبدِ تفاؤلًا كبيرًا بذلك".

مقالات مشابهة

  • بوليتيكو: دعم الاحتلال بات معدوما بين فئة الشباب من تيار ماغا المؤيد لترامب
  • ترامب: نعمل على خطة لـإطعام سكان غزة.. وكان يجب أن يحدث ذلك منذ زمن
  • المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يزور غزة لتفقد مواقع المساعدات
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • لهجة جديدة لترامب حول الوضع في غزة.. بماذا اعترف؟
  • البيت الأبيض: ترامب يعتزم اعتماد خطة مساعدات جديدة بعد زيارة ويتكوف لغزة غدا
  • المجاعة في غزة توسع الشرخ بين "ماغا" الداعمة لترامب وإسرائيل
  • وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل
  • ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟