وتأبى الأقدار إلا أن تفضح الجميع وأن تظهر كل متلون وخبيث وخسيس. العدو المتربص بالجميع يحاصر مليوني فلسطيني رجالا ونساء وأطفالا، ويمنع عنهم الطعام والدواء والماء ويموت الأطفال من الجوع بعد أن تظهر عظامهم من الهزال. القانون الدولي الإنساني يجرّم هذا ويجرم من يعين على هذا ويجرم من يستطيع الإغاثة ولا يفعل.
وهنا يظهر خبيث ويقول: مصر لم تخن ولا تخون. وهذا يخلط بين أمرين لا يجوز الخلط بينهما؛ بين مصر التاريخ والحضارة والموقع والتأثير، وبين أشخاص استولوا على مقاليد السلطة بالغدر والخيانة، وجعلوا قرارها ينبع من عاصمة الأعداء بعد أن فرّطوا في تيران وصنافير، وبعد أن فرطوا في رأس الحكمة ورأس جميلة وأغلى المناطق لمشترين مشبوهين، وبعد أن فرطوا في غاز شرق المتوسط وربطوا مصر باتفاقية لاستيراد الغاز من العدو في صفقة قيمتها 30 مليار دولار، وبغض النظر عن القيمة هل يشترى مخلص الطاقة من عدوه؟ وماذا تفعل إذا حبسها عنك؟
ويأتي آخر ليقول مصر قدمت لفلسطين ما لم يقدم لها غيرها، وهنا نتساءل عن قصة الأسلحة الفاسدة ودخول الجيوش أرض فلسطين عام 1948 وتسليمها لليهود، ومن ثم الخروج بعد أن نزعت السلاح البسيط والبدائي من يد الفلسطينيين.
وبمناسبة نزع السلاح، هل يعقل أن تجتمع الوفود في أمريكا لتدين طوفان الأقصى وتطالب بنزع سلاح المقاومة وإخراج حماس من السلطة وتسليم غزة لسلطة محمود عباس؟
وهنا لا بد من عدة أسئلة: من الذي سيدافع عن الفلسطينيين إذا نزعتم سلاح المقاومة؟ هل ستفعلون أنتم؟ ولماذا لم تطالبوا بضمانات عدم اعتداء من الكيان اللقيط؟ ولماذا لا ترى أعينكم إلا سلاح المقاومة وهي لا تملك دبابات ولا طائرات ولا غواصات بل يخرج المقاتل الحافي ليواجه الدبابة ذات ال60 طنا ليفجرها بطاقمها ويعود؟ وهل يحكم محمود عباس الضفة الغربية الآن؟ وأين مناطق (أ) و(ب)؟ ألم يشرع كنيست العدو قبل اسبوع لضم الضفة إلى الكيان؟ وماذا فعلتم حيال ذلك؟
وهل هذا وقت هذا "الرغي" والكلام؛ والأطفال يموتون جوعا؟ وهل نصدقكم وأنتم لا يتحرك منكم أحد للنجدة والإغاثة؟ وإذا كنتم لا تستطيعون فلماذا تتشطرون على المقاومة التي أذلت العدو ولولا ذلك ما ذهب إلى أي مفاوضات؟
أسئلة كثيرة ولكن بقيت ملاحظة: قيام هذا الكيان عام 1948 نتج عنه افتضاح كل الأنظمة وحدث تغيير لكل المنظومة العربية آنذاك، وهذا الطوفان الذي ينذر باندثار هذا الاحتلال تقول بشائره إنه لن يغير الخريطة في هذه المنطقة فقط وإنما سيغيرها على امتداد العالم شرقا وغربا بعد أن بدأ يتشكل جيل يحق لنا أن نسميه: جيل الطوفان، ولعل هذا هو ما يقلق النخب الحاكمة في أوروبا وأمريكا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات مصر المقاومة غزة الطوفان الاحتلال مصر احتلال مقاومة غزة الطوفان قضايا وآراء مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد أن
إقرأ أيضاً:
حماس تستهجن تقرير "العفو الدولية" الذي يزعم ارتكاب جرائم يوم 7 أكتوبر
غزة - صفا
استهجنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يوم الخميس، التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي المجرم، في السابع من أكتوبر من العام 2023.
وأكدت الحركة في تصريح صحفي اطلعت عليه وكالة "صفا" أن دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات "إسرائيلية"؛ كالادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت والتي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكّدت تقارير عدّة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول "هانيبال".
وأضافت "كما أن ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة".
وطالبت منظمة العفو الدولية بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا السياق؛ أكدت الحركة أن حكومة الكيان الصهيوني ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.
وتابعت "هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تُبنى بعيدًا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض".