شخصية اليوم لها طابع وكاريزما خاصة، لعلو همته وغزارة ثقافته، هو شاعر العرب المتلمس لقضايا أمته، المستشعر همومها وتحدياتها، في فترة عانت خلالها الأمة الإسلامية من ظلمات الاحتلال الأجنبي. هو شاعر القطرين أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني.
ولد شاعر العرب كما كان يطلق عليه الشيخ نور الدين السالمي، في قرية محرم إحدى قرى ولاية سمائل عام 1278هـ/ 1862م، وتلقى فيها تعليمه الأولي في حلقات القرآن الكريم فتعلم العربية والقرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن سليم الرواحي، وبعد أن تمكن من القراءة والكتابة عكف البهلاني على تعليم نفسه وتثقيفها، فكان شخصية عصامية قادرة على مجابهة تحديات الزمن ومواجهة محنه، وهذا ما جعل منه شخصية لها طابع خاص، وحضور دائم في عمان وفي شرق إفريقيا.
انتقَل إلى زنجبار مع والده سنة ١٢٩٥هـ /١٨٧٨م وعاد إلى عُمان سنة ١٣٠٠هـ/ 1883م، وظل فيها حتى سنة ١٣٠٥هـ/ 1889م. وجد البهلاني في زنجِبار جوًّا علْمِيًّا ساعده على المطالعة وقراءة الكُتب، فتتلمذ فيها على يد عبداللّٰه بن عليّ بن محمد المنذري ومُحمد بن سليمان بن سعيّد المنذري، وعمل قاضيا ومستشارا في حكومة السلطان حمد بن ثويني البوسعيدي (1893م- 1896م)، ثم رئيسا للقضاء في عهد السلطان علي بن حمود بن محمد البوسعيدي، وظل في هذا المنصب إلى عام 1329 هـ/ 1911م ليستقيل بعدها ويتفرغ للكتابة والتأليف والعمل الصحفي، فيرأس تحرير جريدة النجاح، التي كانت تصدر ثلاث مرات في الشهر، وكان يكتب مقالات في هذه الجريدة يقاوم من خلالها ويندد بالاستعمار الأجنبي لشرق إفريقيا والعالم الإسلامي، فكانت مقالاته تلتهب حماسا وتتقد عزيمة وإصرارا على مواجهة أطماع المستعمر، والدعوة إلى التحرر والنهوض بالإنسان المسلم حتى يكون قادرا على صنع قراره. وكاتب جريدة الأهرام المصرية، لتنشر له مقالات حول الشأن العماني.
ارتبط أبو مسلم بعلاقات عديدة بجملة من علماء عصره؛ فمن زنجبار ارتبط بصهره سليمان بن عمير بن سليمان الرواحي، ويحيى بن خلفان بن أبي نبهان الخروصي، وجمعة بن سعيد بن علي المغيري، وسعيد بن علي بن جمعة المغيريّ وعلي بن عبد اللّه بن نافع المزروعي وعبد العزيز بن عبد الغني الأُموي وعبد الباري العجيزي المصري مدير نظارة المعارف بزنجبار.
كتب شاعر العرب ما لا يقل عن ثلاثة عشر مؤلفًا عدا الدواوين الشعرية، ومن أشهر مؤلفاته كتاب العقيدة الوهبية، وكتاب النور الوقاد في علم الاعتقاد، وكتاب السياسة بالإيمان، ورسالة بعنوان عين الهدى في مسألة الفدا، وله كتيب في المولد النبوي بعنوان النشأة المحمدية في مولد خير البرية، وكتاب عبارة عن أدعية وابتهالات بعنوان الكنوز الصمدية في التوسل بالمعاجز المحمدية، وكتاب المعراج الأسنى في نَظم أسماء الله الحسنى، وله مجموعة من الأجوبة والفتاوى جمعت في كتاب واحد.
اهتم الشيخ ناصر البهلاني اهتمامًا كبيرًا بالتعليم ونشر العلم لإيمانه أن العلم سبب تقدم الأمم وتطورها، فأنشأ في بيته مدرسة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة وشيء يسير من علوم القرآن ومبادئ الحساب. تتلمذ على يده عدد من طلبة العلم، منهم ابنُه المهنّا بن ناصر وحفيده سالم بن سليمان بن عمير الرَّواحِي وابن أخيه سالم بن سليمان بن سالِم بن عديّم البهلانِي وعبد الرحمن بن محمد بن سالم الرواحي وسيفُ بن عبداللّٰه الرواحي وعبد اللّٰه بن محمد الْحبيشي وأبو محمد برهان بن محمد مُكَلًّا القمري.
أصدر أبو مسلم جريدة النَّجاحِ، وهي صحيفة جامعة شبه أسبوعيةٍ، تصدر في الشهر ثلاث مرّاتٍ عن حزب الإصلاح، ظهرت أول أعدادها في شوّال ١٣٢٩ هـ في أربع صفحات، وتوقفت عن الصدور في مطلع ١٣٣٢هـ، وشارك الرواحي في تأسيس الجمعية العربية بزنجبار سنة ١٣٣٨هـ/١٩٢٠م وأنشاء بالتعاون مع بعض شركائه شركة مطبعة النجاح العربية.
مات الشيخ أبو مسلم البهلاني في زنجبار في الأول من صفر عام 1339هـ / 15 من أكتوبر 1920م. بعد حياة حافلة بالعطاء المعرفي والفكري، وحياة غنية بالإنتاج الفكري والأدبي، كان كل همة تحرر الإنسان والحفاظ على كرامته، وقدرته على أن يسير شؤون حياته دون تدخل من مستعمر أجنبي يسلبه حريته وماله وفكره. وكان آخر كتاباته قصيدة شعرية وهي تخميس لنونية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي قال فيها البهلاني:
هو الله فأعرفه ودع فيه من وما دعاك ولم يترك طريقك مظلما
عن الحق نحو الخلق يدفعك العمى تقدم إلى باب الكريم مقدما
له منك نفسا قبل أن تتقدما
تم إدراج شخصية الشيخ أبي مسلم البهلاني كشخصية عمانية مؤثرة ضمن برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا عام 2019م. احتفاء بالذكرى المئوية لوفاته، تكريمًا وتخليدًا لشخصيته دوره الفكري والاصلاحي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن سلیمان سلیمان بن أبو مسلم بن محمد
إقرأ أيضاً:
رينارد يقلص قائمة المونديال لـ 33 لاعبا
ماجد محمد
قرر الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب الوطني، إعلان قائمة مواجهتي البحرين وأستراليا في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، فجر الجمعة، إضافة إلى بطولة الكونكاكاف الذهبية، بعد نهاية الجولة 33 من دوري روشن.
وبحسب صحيفة الرياضية، بيّنت المصادر، أن رينارد سيقلص قائمته الأولية التي تضم نحو 56 لاعبًا إلى 33 من أجل دخول معسكر في الخبر، استعدادًا لمواجهتي المنامة وجدة، ضد البحرين وأستراليا، يومي 5 و10 يونيو المقبل.
كما كشفت المصادر أنه سيتم استبعاد لاعبي الهلال، الذين سيقع عليهم الاختيار بعد مباراة “الكنغر” للالتحاق بفريقهم في بطولة أندية العالم في أمريكا.
وفضل رينارد انتظام جميع اللاعبين المختارين بداية من 27 مايو الجاري، ما عدا لاعبي القادسية والاتحاد، لارتباطهم بنهائي كأس الملك.
وأوضحت المصادر أن لاعبي الهلال، الذين يرجح دخولهم المعسكر، وهم: سالم الدوسري، ومصعب الجوير، ومحمد كنو، وعبد الله الحمدان، وناصر الدوسري، وحسن تمبكتي، سينتظمون في معسكر الخبر، وبعد نهاية مواجهة أستراليا في جدة سيلتحقون بفريقهم قبل المغادر إلى أمريكا للمشاركة في مونديال الأندية.
ويتصدر منتخب اليابان المجموعة الثالثة، بعد أن تأهل إلى نهائيات كأس العالم، فيما تحتل أستراليا المرتبة الثانية برصيد 13 نقطة، ويأتي المنتخب السعودي ثالثًا بـ 10 نقاط، وإندونيسيا بـ 9 نقاط، والبحرين والصين بـ 6 نقاط لكلاهما.
ويعلب الفريق الوطني أمام البحرين في المنامة، فيما تخوض أستراليا مواجهة ضد اليابان في سيدني، وفي جاكرتا تستقبل إندونيسيا الصين، وفي الجولة الأخيرة تحل أستراليا ضيفًا على المملكة في جدة، واليابان يستضيف إندونيسيا، ويطير منتخب البحرين لمواجهة الصين في بكين.
وكان رينارد قد منح لاعبي الهلال فرصة المشاركة برفقة فريقهم في كأس العالم للأندية على الأراضي الأمريكية، التي تتزامن مع بطولة الكونكاكاف المقررة في الولايات المتحدة، وكندا، بين 14 يونيو و6 يوليو المقبلين.
وتضمنت القائمة الأولية أسماء 56 لاعبًا، بينهم سبعت حرّاس مرمى. وستخضع هذه القائمة لتصفية أخيرة من رينارد من أجل اختيار الأسماء النهائية، التي ستخوض البطولة.
وشملت قائمة الأخضر للكونكاكاف في حراسة المرمى: نواف العقيدي، وأحمد الكسار، وعبد الرحمن الصانبي، وعبد القدوس عطية، وراغد النجار، ومشاري سنيور، وحامد يوسف.
وفي الدفاع: سعود عبد الحميد، ومحمد أبو الشامات، ووليد الأحمد، وسلطان الغنام، وسعد آل موسى، وسالم النجدي، وسعد الناصر، ومهند الشنقيطي، ومحمد الشويرخ، ومحمد بكر، ونواف بوشل، وعلي لاجامي، وحسن كادش، ومحمد محزري، وعلي مجرشي، وزكريا هوساوي، وجهاد ذكري، وعبد الإله العمري.
وفي الوسط: صالح أبو الشامات، وأيمن يحيى، وتركي العمار، وعلي الأسمري، وأحمد الغامدي، وفيصل الغامدي، وهمام الهمامي، وعلي الحسن، ومراد هوساوي، وعبد الملك الجابر، وزياد الجهني، وعبد الله الخيبري، وعبد الإله المالكي، وعيد المولد، وعبد الرحمن العبود، وعبد الملك العييري، ومهند آل سعد، ومروان الصحفي، ومحمد الثاني، وعبد الإله هوساوي، وسلطان مندش، ومختار علي.
وفي الهجوم: فراس البريكان، وصالح العمري، وثامر الخيبري، ومشاري النمر، وعبد الله آل سالم، وصالح الشهري، وطلال حاجي، وأحمد عبده جابر، وعبد الله رديف.
اقرأ أيضا:
رينارد يستبعد لاعبي الهلال من قائمته بالكونكاكاف الذهبية